تقييم الدورة التدريبية له دور محوري في تشكيل تجربة التعلم للطلاب وتحسين أساليب التدريس للمعلمين والمدربين، فلا بد للقائم على الدورة أن يكون على دراية بخطوات عمل تقييم للدورة التدريبية، والأهداف المنشودة من التقييم وأهميته. وكذلك يجب أن يكون مطلعًا على مراحل عملية التقييم، ومدركًا لأدوات تقييم عملية التدريب وكيفية تعزيز فاعلية التقييم. ومن الضروري أيضًا أن يكون واعيًا بأنواع نماذج استبيان تقييم الدورة التدريبية، وعارفًا بمعايير تقييم الدورات التدريبية ومعوقات تقييم العملية التدريبية.
مفهوم تقييم الدورة التدريبية
المقصود بتقييم الدورة التدريبية هو معرفة مدى تحقيق الدورة التدريبية لأهدافها المحددة، وإبراز مكامن القوة لتدعيمها، وتسليط الضوء على مواطن الضعف للتغلب عليها، أو العمل على اجتنابها في الدورات التالية، حتى يمكن تطوير الدورة التدريبية وزيادة فاعليتها بصورة مستمرة.
ومع ازدياد الاهتمام بالدورات التدريبية لرفع كفاءة العاملين وتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة، برزت الحاجة لإعادة النظر في عملية التدريب وتقييمها تقييمًا شاملًا مستمرًا، فدور القائم على الدورة لا ينتهي بإنشاء الدورة التدريبية ونشرها على المنصة، إذ أصبح التقييم المستمر عنصرًا أساسيًا من عناصر نجاح الدورة التدريبية ومؤشر على نجاح المدرب ومدى احترافيته.
ما أهمية تقييم الدورة التدريبية؟
يغفل الكثيرون عن أهمية تقييم الدورة التدريبية. إن التقييم أداة ثمينة في جعبة من ينشد النجاح ويُحْسِن استغلالها، فمن شأن آراء الطلاب فيك كمدرب وفي المحتوى الذي تقدمه أن يرتقي بمستوى التجربة التعليمية التي تقدمها كلها، وذلك على محورين رئيسيين:
1. تعزيز تجربة التعلم الحالية
تعزيز تجربة التعلم للمشاركين الحاليين في دورتك التدريبية بكل الوسائل الممكنة هو جانب ضروري لنجاحك، فالطلاب يستثمرون أموالهم ووقتهم في هذه التجربة، وكلما أحسوا بأنك تبذل كل ما في وسعك لتعزيز تجربتهم ازدادت احترافيتك في نظرهم، وكلما لمسوا ثراء محتواك وتطوير أساليبك في التدريس ازداد رضاهم عن الدورة. وهذا الرأي الإيجابي يُعد استثمارًا طويل الأجل، فأولئك الطلاب سيوصون غيرهم بالالتحاق بدورتك، وهذا أقوى أنواع التسويق.
2. تعزيز جودة دوراتك المستقبلية
تعزيز جودة دوراتك المستقبلية استثمار طويل الأجل أيضًا. فحين تنتبه إلى أوجه القصور وتلاحظها جراء تقييماتك المستمرة في دوراتك السابقة والحالية، سوف تتمكن من تحسين محتواك وأساليبك في دوراتك التالية لتلبية احتياجات طلابك والارتقاء إلى مستوى توقعاتهم. وزيادة الجودة تعني عرض خدمتك بثمن أغلى، أي أن التقييم المستمر هو استثمار ناجح جدًا، إذ تجني منه ثمارًا كثيرة بجهد قليل.
مراحل عملية تقييم الدورة التدريبية
اختلف الباحثون في عملية تقييم التدريب، فهناك من اعتبرها المرحلة الأخيرة من مراحل الدورة التدريبية، ولذلك سنسلط الضوء أكثر على المقصود بالتقييم ما بعد التدريب. من ناحية أخرى، اعتبر آخرون عملية تقييم التدريب عنصر أساسي في جميع مراحل الدورة التدريبية، وأنها يجب أن تبدأ مع بداية الدورة وتستمر خلالها وبعد انتهائها أيضًا. وعلى هذا فإن عملية تقييم الدورات التدريبية تمر بثلاث مراحل أساسية، وهي:
1. التقييم قبل انطلاق الدورة التدريبية
تهدف هذه المرحلة الى تقييم خطة الدورة التدريبية بشكل كامل, بحيث يشمل التقييم في هذه المرحلة ما يلي:
- التأكد من الاستعدادات والإمكانيات والأدوات التي تم توفيرها لعقد الدورة التدريبية.
- التأكد من كافة النواحي التنظيمية لعقد الدورة، مثل توفر المكان المناسب والمادة التدريبية والعدد الكافي من المتدربين.
- استطلاع آراء الطلاب حول موضوعات الدورة التدريبية وتوقعاتهم للمهارات والمعلومات والسلوكيات والاتجاهات التي سيكتسبونها من حضورهم للدورة والأهداف التي يسعون لتحقيقها واحتياجهم واقتراحاتهم.
2. التقييم خلال الدورة التدريبية
يركز التقييم في هذه المرحلة على تنفيذ الدورة التدريبية ومدى النجاح في سير العملية التدريبية والنتائج التي تم تحقيقها أولًا بأول, ويتم ذلك بالتأكد من مدى الالتزام بالأهداف الموضوعة مسبقًا خلال فترة انعقاد الدورة التدريبية، ويتم التركيز في هذه المرحلة على ما يلي:
- متابعة مدى ملائمة تصميم الدورة لأهدافها الرئيسية.
- تقييم مدى ملائمة الأساليب التدريبية المستخدمة لمحتوى الدورة التدريبية وطبيعته.
- متابعة مدى الالتزام بالمنهج المقرر في الدورة التدريبية.
- تقييم الوسائل والأساليب المستخدمة في الدورة التدريبية
- تقييم مدى تطبيق المدرب والتزامه بمبادئ وأخلاقيات التدريب.
3. التقييم بعد انتهاء الدورة التدريبية
المقصود بالتقييم ما بعد التدريب هو نموذج الاستبيان واستطلاع الرأي الذي يُعطى للمشاركين في ختام الدورة التدريبية، والذي يهتم برصد آراء الطلاب أو المتدربين في جوانب معين من الدورة التدريبية أو وجهة نظرهم في الدورة ككل.
وللتقييم في ختام الدورة التدريبية ميزة عن التقييم في وسط الدورة أو قبلها، حيث يُمكن للطلاب قياس الدورة بأكملها بمنظور شامل لجميع مراحلها وكل الأساليب المستخدمة فيها. ولكن النقطة السلبية هنا هو أن المشاركين الحاليين في التقييم لا يستفيدون من تلك التعليقات والآراء، بل يستفيد منها المشاركون في الدورة التالية، وهذا يجعلهم أقل حماسًا لملء بيانات التقييم والإجابة عن الأسئلة بدقة.
ويركز التقييم في هذه المرحلة على مخرجات الدورة التدريبية ونتائجها وأثرها، بحيث يتم التركيز على:
- ردود فعل المتدربين وآرائهم ووجهات نظرهم.
- المعارف والمعلومات والمهارات الجديدة التي اكتسبوها ولم تكن لديهم قبل الدورة التدريبية.
- مدى التغير في سلوكيات المشتركين.
- نتائج الأداء الملموسة في سياق العمل على أرض الواقع بعد انتهاء الدورة التدريبية.
ما خطوات عمل تقييم للدورة التدريبية؟
بعد أن عرفت أهمية التقييم، نعرفك بخطوات عمل تقييم للدورة التدريبية، وذلك لكي تكون خطتك واضحة من البداية ولا تتعامل بعشوائية، مما يوفر عليك وقتًا وجهدًا كبيرًا، ويعطيك مردودًا طيبًا على الفور:
1. حدد هدفك من تقييم دورتك التدريبية
تحديد هدفك من تقييم دورتك التدريبية سوف يكون بمثابة النبراس الذي يرشدك إلى نوعية المعلومات التي يجدر بك جمعها. ما هدفك بالضبط؟ هل تسعى إلى تحسين محتوى دورتك التدريبية؟ هل تسعى إلى تطوير أساليبك في الشرح؟
فمن المهم قبل البدء في عملية التقييم أن تحدد نوعية البيانات والمعلومات التي تريد جمعها وأن تعرف ما تريد تحقيقه على إثر جمعك لها.
2. حدد الفئة التي ستملأ بيانات التقييم
بالتأكيد يكون الأساس في التقييم هم الطلاب أو الملتحقين بدورتك التدريبية، ولكن التقييم لا يقتصر عليهم، فقد تحتاج إلى رأي زملاؤك من المدربين أو تقييم بعض المشرفين الذين يساعدونك في الإشراف على الدورة.
وبناء على نوعية الفئة المستهدفة عليك أن تقرر طبيعة التقييم الذي يلائم تلك الفئة، فمن المعروف أن من يتجاوبون مع طلب ملء بيانات التقييمات يشكلون أقل من نصف العدد الكلي للمجموعة المستهدفة، وكلما زادت التعقيدات في ملء البيانات تناقصت أعداد المشاركين أكثر وأكثر.
3. اهتم بصياغة أسئلة التقييم
عليك الاهتمام بصياغة أسئلة التقييم، بحيث تحصل على إجابات مجدية وبيانات دقيقة تفيدك في توسيع وجهة نظرك للموضوع. تجنب الأسئلة المربكة أو المبهمة أو التي تثير حيرة المجيب على الاستبيان. يجب أن يتسم السؤال بالوضوح، وأن يكون محددًا ومباشرًا.
ويمكنك الاختيار من بين أنماط مختلفة من الأسئلة بحسب ما يناسبك ويناسب جمهورك، نذكر أبرزها فيما يلي:
- الاختيار من متعدد
مثال: ما طريقة التواصل التي تفضلها؟ (البريد الإلكتروني – الهاتف – الرسائل النصية).
- استخدام مقياس من 1 إلى 10
مثال: ما تقييمك لأداء المدرب؟ ( 0 / 1 / 2 3 / 4 / 5 / 6 / 7 / 8 / 9 / 10).
- استخدام مقياس ليكرت (Likert Scale)
مثال: ما مدى رضاك عن هذه الدورة؟ (راضٍ جدًا – راضٍ – لا أشعر بالرضا أو عدم الرضا – غير راضٍ – غير راضٍ بالمرة).
- استخدام المربع النصي
مثال: ما الاقتراحات التي يمكنك تقديمها للارتقاء بمستوى هذه الدورة؟ اكتبها في المربع النصي أدناه.
4. حدد وسيلة إرسال التقييم واستلامه
حدد وسيلة إرسال التقييم واستلامه بناءً على فهمك لطبيعة جمهورك المستهدف، والذي من المفترض أن تكون قد عرفت وسيلة التواصل التي يفضلون استخدامها. مثلًا، إذا كانوا يفضلون التواصل بالبريد الإلكتروني فحريّ بك أن ترسل إليهم استبيان التقييم عبر البريد الإلكتروني.
5. انتق الأوقات المناسبة
تحلى بالفطنة في انتقائك الأوقات المناسبة التي ترسل فيها استبيان التقييم، انتق أوقات تناسب طلابك وجدولهم الزمني، حاول أن تختار وقتًا تعرف أنهم متفرغون فيه. لا تجعل مواعيد إرسال استبيان التقييم محددة ومقيدة، بل اجعلها مرنة بحسب ما يناسبك ويناسب الجمهور المستهدف.
6. تعامل بإيجابية مع بيانات التقييم
في الأخير، تعامل بإيجابية مع بيانات التقييم التي تصلك. عليك بتحليل البيانات جيدًا والنظر فيها بإمعان، واستنباط ما ينفعك منها، ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة المشكلات أو تحسين الجوانب التي تحتاج إلى تحسين. إذا كنت ستتجاهل اتخاذ إجراءات فعلية، أو ستتكاسل عن تنفيذ التعديلات اللازمة، تكون قد أهدرت وقتك ووقت طلابك، وستظل المشكلات كما هي ولن يحدث تطوير.
تُوفر منصة زامن إمكانية إنشاء تقييم ذاتي للمتدربين وإنشاء استبانات باحترافية كبيرة وسلاسة بالغة.
ما أبرز أهداف تقييم الدورة التدريبية؟
تتنوع أهداف تقييم الدورة التدريبية على محاور عديدة، لكنها تتمحور بالأساس حول تعظيم الجوانب الإيجابية ومعالجة التحديات التي تواجه سير العملية التدريبية. وفيما يلي أبرز أهداف تقييم الدورات التدريبية:
1. تقييم مستوى التعلم
كما ذكرنا فالتقييم يعتبر جزءًا حيويًا في العملية التدريبية، حيث يهدف إلى تحديد مدى استفادة المشاركين من تجربة اللتعلم الفعّال وتحسين أدائهم، إذ يتضمن قياس مدى اكتسابهم مهارات جديدة ومعارف جديدة، ومدى قدرتهم على تطبيق ما تعلموه في سياق العمل الفعلي.
2. الإثبات وتوثيق النتائج
يهدف التقييم إلى إثبات وتوثيق النتائج المتحققة في الدورة، حيث يوفر الأدلة والإثباتات على أن الدورة التدريبية أدت إلى تحقيق نتائج فعلية أو تحسينات محددة. يشمل ذلك جمع البيانات والمعلومات والشهادات التي تبرهن على فعالية الدورة التدريبية وتأثيرها الملموس على أداء المشاركين.
3. تحسين تخصيص الموارد
يُساهم التقييم أيضًا في تحسين تخصيص موارد الدورة التدريبية، أي استغلالها على أفضل وجه ممكن، سواء كان ذلك فيما يتعلق بتقسيم الوقت أو المصاريف. فيمكن استغلال بيانات التقييم لترشيد الإنفاق أو الوقت لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الوسائل المستخدمة.
4. التطوير المستمر
بما أن التقييم أداة ثمينة لتحليل الأداء وتحديد نقاط القوة والضعف في الدورة التدريبة بحيث تصبح أكثر فعالية، فيمكن استخدام تلك المعلومات في عملية تطوير مستمرة تستهدف الارتقاء المتواصل بالأساليب والتقنيات المستخدمة في الدورة بما يتناسب مع احتياجات المشاركين ومتطلبات السوق.
ما معايير تقييم الدورة التدريبية؟
تنقسم معايير تقييم الدورة التدريبية إلى عدة محاور، فهناك معايير تقييم للمدرب ومعايير تقييم للمحتوى ومعايير لتقييم بيئة التعلم وأخيرًا معايير للتقييم العام للدورة.
1. معايير تقييم المدرب
- التزام المدرب بالحضور في مواعيده المحددة.
- عرض المدرب للمحتوى بصورة جيدة وتقديمة بطريقة احترافية.
- تجلي خبرة المدرب على أدائه.
- استخدام المدرب أساليب متنوعة بمهارة.
- سيطرة المدرب على سير الدورة التدريبية.
- تقبُل المدرب الاقتراحات والنقد.
2. معايير تقييم المحتوى
- وضوح المحتوى مع تعمقه.
- شمول المحتوى لموضوعات الدورة وأهدافها.
- تنظيم المحتوى وترابطه.
3. معايير تقييم بيئة التعلم
- بيئة التعلم ملائمة ومناسبة.
- بيئة التعلم تحث على المشاركة والتفاعل.
- بيئة التعلم مجهزة بالمعدات اللازمة والوسائل الضرورية.
4. معايير التقييم العام للدورة
- تحقيق الدورة لتوقعات المشتركين.
- رغبة الطلاب في الالتحاق بدورات أخرى مشابهة.
- رأي الطلاب بأن الدورة في العموم كانت ناجحة.
ويمكن إضافة بنود أخرى حسبما تقتضي الحاجة، هذه مجرد خطوط عريضة توضح لك النقاط الأساسية التي يمكنك الاسترشاد بها والبناء عليها.
ما أبرز أدوات تقييم الدورة التدريبية؟
تتنوع أدوات تقييم الدورة التدريبية التي يمكن الاستفادة منها، فيمكنك الانتقاء من بين تلك الأدوات لاختيار الأنسب إليك وإلى طبيعة جمهورك، ونذكر أبرزها في يلي:
نماذج الاستبيان
هي نماذج استبيان واستطلاع يرسلها القائمون على الدورة التدريبية إلى المتدربين أو الطلبة، فيجيبون عن الأسئلة ويملأون البيانات، ومن ثم يتم تحليل تلك البيانات للتعرف على نقاط القوة والضعف.
المقابلات
أداة المقابلات تتمثل في التقاء القائمين على الدورة التدريبية بالمتدربين وجهًا لوجه، وتُطرح عليهم مجموعة من الأسئلة التي تتعلق بمحتوى الدورة وأداء المدرب وغيرها من الأمور المتعلقة بالدورة.
حلقات النقاش
حيث تعقد حلقات لنقاش محتوى الدورة وأداء المدربين وآراء المتدربين فيما يخص مدة الدورة ومكانها. وذلك لمعرفة جدوى الوسائل والأساليب المستخدمة في الدورة التدريبية.
تحليل المشكلات
أداة تحليل المشكلات ترتكز على قيام المتدربين بدراسة مشكلة معينة وأخذ انطباعاتهم حول أسباب وقوعها وكيفية علاجها وتحديد الإجراءات اللازمة لحلها.
الملاحظة
تعد الملاحظة والرصد أداة مفيدة في التقييم، وتتم برصد المشارك قبل الدورة التدريبية أو خلالها أو بعد انتهائها لتسجيل التغيرات التي تطرأ على سلوكه، ويقوم الملاحظ أو الراصد بتحليل السلوكيات التي تظهر، والتحركات التي يقوم بها المتدربون.
سجلات الأداء
من الضروري لكل مؤسسة الاحتفاظ بسجلات لقياس الأداء، فهي أداة قوية في التقييم، إذ تتيح للإدارة تحديد الأداء على أساس الناتج والجودة والجدوى والتكاليف والوقت، وذلك من خلال مقارنة البيانات ببعضها، وهي ضرورية لتحقيق نظام دقيق للتقييم.
أشهر 3 نماذج استبيان لتقييم الدورة التدريبية
توجد نماذج استبيان عديدة لتقييم الدورة التدريبية، فهي تتنوع وتختلف من حيث الأسس والمحاور، ولكل منها مدخل معين لإجراء عملية التقييم، وفيما يلي استعراض مختصر لأبرز النماذج المستخدمة على الساحة.
نموذج كيرك باترك (Kirkpatrick Model)
يعد نموذج كيرك باتريك (Kirkpatrick Model) من أبرز نماذج تقييم الدورات التدريبية، ومن أشهرها بين أوساط القائمين على إعداد الدورات التدريبية. في هذا النموذج يُثدم باتريك إطارًا فكريًا يمكن الاعتماد عليه كأساس لتحديد طبيعة المعلومات اللازم جمعها تمهيدًا لعملية التقييم, وحدد لنا من خلاله أربعة مستويات رئيسية لتقييم التدريب هي كالتالي:
- المستوى الأول: رد الفعل (Reaction)
في مستوى رد الفعل يتم قياس ردود أفعال المشاركين وانطباعاتهم وأفكارهم فيما يتعلق بكيفية تطبيق ما تم تعلمه واكتسابه على أرض الواقع.
- المستوى الثاني: التعلم (Learning)
في مستوى التعلم يتم قياس مدى التقدم المحرز فيما يتعلق بمعارف المشاركين وقدراتهم ومهاراتهم.
- المستوى الثالث: السلوك (Behaviour)
في مستوى السلوك يتم قياس التغييرات التي حدثت في سلوك المشاركين وطرق أدائهم في مهمات وظائفهم.
- المستوى الرابع: النتائج (Results)
في مستوى النتائج يتم قياس نتائج الدورة التدريبية وأثرها في تحقيق الأهداف المنشودة.
نموذج باركر (Parker Model)
نموذج باركر (Parker Model) يماثل نموذج كيرك باتريك إلى حد كبير ولكنه أضاف إليه البعد الخاص بالأداءالجماعي، وفيه يحدد باركر أربعة مستويات لتقييم التدريب، واعتمد باركر طريقة في عملية تقييم التدريب تقوم على تصنيف أنواع التقييم وفقًا على المعلومات المجمعة، فقام بتقسيم لمعلومات إلى أربع مجموعات وهي كالآتي:
- أداء الوظيفة أو العمل
وفيه يتم قياس مدى تطور الموظف في العمل، وتحديد دور الدورة التدريبية في تطور الأداء، حيث تتم ملاحظة نتائج العمل ونوعيته والتوقيت وتوفير النفقات مضاف لها التغيرات التي تكون قابلة للرقابة في السلوك بمكان العمل والتي تشير إلى حصول تطور في الأداء.
- أداء المجموعة
ويتم هنا قياس أثر الدورة التدريبية على مجموعة محددة، أو التأثير المتوقع للبرنامج التدريبي على المنظمة ككل.
- رضا المتدرب
يتم هنا قياس مدى رضا المشارك في التدريب عن البرنامج التدريبي بكل نواحيه، ويتم تطبيق هذا من خلال استمارة استطلاع الرأي أو الاستبانة أو عن طريق المقابلات الشخصية.
- المعارف أو المعلومات المكتسبة
يتم هنا قياس نوعية المعارف والمعلومات والمهارات التي تم تحصيلها، ويُستحسن هنا إجراء الاختبارات قبل الدورة التدريبية وبعدها لقياس كم ونوع المعارف والمعلومات التي تم اكتسابها.
نموذج كيرو (CIRO Model)
اسم نموذج كيرو بالإنجليزية (CIRO) هو اختصار يتألف من الحروف الأولى لبنود التقييم المقترحة، وفي هذا النموذج يتم اقتراح أربع فئات للتقييم:
- تقييم السياق (Context)
ويشمل تحصيل معلومات متعلقة بالوضع العملي والبيئة المحيطة، واستعمال تلك المعلومات لتقرير الجوانب التدريبية اللازمة، أو ما إذا كانت هناك ضرورة للتدريب.
- تقييم مدخلات التدريب (Input)
ويشمل تحصل معلومات عن موارد التدريب المتوقعة وتحليل المدخلات البديلة لاختيار أفضلها من أجل تحقيق الأهداف.
- تقييم ردود أفعال المتدربين (Reaction)
يتضمن جمع المعلومات فيما يتعلق بردود أفعال المتدربين واستعمالها في تحسين عملية التدريب، حيث يقوم المدربين بالتعرف على آراء المتدربين ومدى رضاهم عن الدورة التدريبية في ختامها.
- تقييم مخرجات التدريب (Outcome)
يتضمن جمع المعلومات حول مخرجات الدورة التدريبية للتأكد من مدى تحقيق الأهداف المنشودة، واستعمال تلك المعلومات في تحسين الدورات التدريبية المستقبلية.
تذكر أن نجاح دورتك التدريبية مرتهن بعرضه على منصة احترافية، وتصميم المنصة باحترافية يحتاج إلى خبراء متخصصون.
تواصل معنا في زامن للاستفسار عن كافة تفاصيل الأسعار والاشتراكات والاطلاع على خدماتنا وما يناسب احتياجاتك لتصميم المنصة التي تعرض عليها دورتك التدريبية.
كيف تعزز فاعلية تقييم الدورة التدريبية؟
قد تجري تقييمًا للدورة التدريبية ولكنه ربما يكون مفتقرًا إلى الفاعلية المطلوبة، فعليك أن تحرص على بعض النقاط التي تعزز فعالية تقييم الدورة التدريبية لكي تحقق أقصى استفادة ممكنة من التقييم.
1. وضّح أهداف الدورة التدريبية من البداية
عليك بتوضيح أهداف الدورة التدريبية من البداية، فذلك من شأنه أن يزود المشاركين في التقييم بنظرة عامة على المعايير التي يجب تحديد تقييماتهم على أساسها، ويجعل تقييماتهم متسمة بقدر أكبر من الموضوعية والاتزان.
2. التزم الوضوح والبساطة في الأسئلة
مدى التزام الوضوح والبساطة في أسئلة استبيان تقييم الدورة التدريبية عن بعد هو العنصر الذي سيحدد مدى إقبال الطلاب على المشاركة في الإجابة عن الاستبيان، ومدى دقة إجاباتهم. عليك مراعاة فئة الجمهور المستهدف، وعليك اختيار نمط الأسئلة الأنسب لنوعية الجمهور وطبيعة محتوى دورتك، وقد وضحنا أهم أنماط الأسئلة في جزء سابق من المقال.
3. اجعل التقييمات متمحورة حول نقاط محددة
اجعل تقييماتك متمحورة حول نقاط محددة، لا تجعلها عامة جدًا وفضفاضة للغاية. على سبيل المثال، سؤالك عن مدى رضا الطلاب لن يكون مجديًا كاستفساراتك عن مدى جدوى جوانب معينة في المحتوى، أو مدى جدوى أسلوب معين تستخدمه في التدريس.
4. أكد على أهمية التقييم
أكد على أهمية التقييم، واذكر بوضوح الغرض من التقييم في رأس ورقة الاستبيان. شدد على أهمية آراء الطلاب ومقترحاتهم في تحسين التجربة التعليمية، دعهم يعرفون أن آرائهم ومقترحاتهم ضرورية لتحسين المقررات الدراسية وتقديم أفضل خدمة ممكنة، وأن ذلك لصالحهم وصالح الطلاب الذين سيأتون من بعدهم.
5. اجعل الأسماء مجهولة
اجعل الأسماء مجهولة، لا تحاول أن تعرف أسماء المشاركين، أو من الذي أدلى بهذا الرأي ومن أجاب تلك الإجابة. قد يكون لأحدهم رأي سلبي أو كانت تجربته سيئة، وربما يتردد في الإفصاح عن رأيه بصراحة إذا كان لا بد من ذكر اسمه في ورقة الاستبيان. احرص على عدم طرح أسئلة تخص جنس المشارك أو جنسيته أو عِرقة أو دينه أو انتماؤه السياسي أو أي تصنيفات أخرى.
6. قارن النتائج والبيانات
احتفظ بالتقييمات كلها لمقارنة البيانات والمعلومات ببعضها، وذلك لكي تتمكن من رصد التقدم المحرز، وتحديد الجوانب التي نجحت في تحسينها، أو الجوانب التي أصبحت أسوأ. يجب أن تكون مقارناتك شاملة ودقيقة، وأن ترصد مدى فاعلية الإجراءات التي اتخذتها لمعالجة مشكلة معينة.
ما معوقات تقييم الدورة التدريبية؟
توجد معوقات تعرقل تقييم الدورة التدريبية بفاعلية، بحيث تؤثر سلبًا على جدوى التقييم وتقلل من ثماره المرجوة، وأحيانًا تؤدي إلى فشله تمامًا. وبالإمكان تقسيم معوقات تقييم الدورات التدريبية إلى معوقات فردية ومعوقات مؤسسية.
المعوقات الفردية
فالمعوقات الفردية هي المعوقات التي تعرقل جدوى عملية التقييم بسبب الأفراد، ومنها معرفة الأفراد مسبقًا ببعض جوانب الدورة التدريبية أو بجوانبها كلها، ومنها غياب الدافع والحافز الذي يجعل المتدرب ينفذ ما تعلمه تنفيذًا عمليًا، ومنها معوقات شخصية تتعلق بمدى تجاوبه الفرد مع المعطيات ومدى قدرة استيعابه ومدى تقبله للتغيير.
المعوقات المؤسسية
أما المعوقات المؤسسية فهي المعوقات التي تؤثر على التقييم الفعال بسبب عدم اقتناع إدارة المؤسسة بأهمية التقييم، ومن ثم لا توليه الاهتمام الكافي. وكذلك بسبب الاختلافات بين ظروف بيئة العمل الخاصة وظروف بيئة التدريب، مما يعيق المتدرب عن تطبيق ما تعلمه، فتكون هناك معوقات متعلقة بظروف طارئة أثرت على جدوى التقييم.
وإجمالًا يمكن تلخيص أبرز المعوقات التي تواجه تقييم عملية التدريبة في النقاط التالية:
- عدم التزام بعض المشاركين في التقييم بالموضوعية والدقة بما يؤثر على نتائج التقييم.
- عدم توافر معايير وعناصر دقيقة يمكن من خلالها قياس فاعلية الدورة التدريبية.
- عدم وضوح الأهداف التدريبية المطلوب تحقيقها، وتجردها من الواقعية، إذ تكون الأهداف أقرب للخيالية.
- صعوبة قياس آثار الدور التدريبية ونتائجها على المدى الطويل.
- عدم إعطاء مرحلة تحديد الاحتياجات في العملية التدريبية ما تستحقه من اهتمام مما يؤدي إلى خلل في العلاقة بين الاحتياج التدريبي وعناصر الدورة التدريبية، الأمر الذي يصعب معه قياس فاعلية التدريب.
- عدم وجود تخطيط مسبق لعملية تقييم التدريب.
- الاهتمام بالتقييم على مستوى ردود فعل المتدربين والتي في أحيان كثيرة تتأثر بعنصر المجاملة.
تنظيم الدورة التدريبية:
لتنظيم دورة تدربيبة عن بعد تحتاج الى الكثير من العناصر التي يجب ان تتوافر في الدورة، من بداية احتياجات الحضور وعن ماذا يبحثون وكيفية تقديم المعلومات لهم بأفضل طريقة ممكنة، الى نهاية خروج المتدرب من الدورة وكيفية إستقطاب أراء المتدربين وحصولهم على كافة المعلومات المقدمة في الدورة، ففي هذا المقال سوف نطرح لك اهم العناصر الخاصة بنجاح وتنظيم الدورات التدربيبية الالكترونية.
1- التحضير واحتياج المتدرب.
من المهم تحديد أهداف التدريب ، لمعرفة مدى ملاءمة الأهداف بالفعل للمتدربين، واختيار الموضوعات التي تلبي احتياجات المتدربين، ولا تعتمد على المحتوى الذي تحدده المؤسسة ، وبدلاً من ذلك يجب عليك جمع المعلومات من خلال الملاحظة المباشرة أو المقابلات أو الدراسات الاستقصائية وما إلى ذلك من الاحتياجات الحقيقية ومعرفة ماذا يريد المتدرب بالفعل.
لا تقم فقط بجمع المعلومات عبر الإنترنت، فمن الأفضل نشر مصادر المعلومات الخاصة بك بين الكتب، والقراءات ، وأهم الدراسات والدراسات ، وملاحظاتك اليومية ، وكلها قد تجيب على أسئلة لا يتوقعها المتدرب. يجب أن يكون التدريب واضحًا لا لبس فيه وقابل للقياس وغير معقد.
2- تمارين تناسب احتياجات المتدرب
بمجرد الاستعداد الكامل وفقًا للاحتياجات التدريبية ، من الضروري إجراء معرفة وأبحاث مكثفة حول الجمهور المستهدف لمعرفة أصغر التفاصيل ، هل هم طلاب أم موظفون أم أصحاب أعمال أم نساء أم رجال أم شباب أم كبار السن؟ ستزيد معرفة هذه التفاصيل من فرص الاستمتاع بالتدريب بحيث يمكن تصميم التدريبات والألعاب والمناقشات بما يتناسب مع طبيعة هذه الجماهير.
علاوة على ذلك ، تعتمد المواد التدريبية ومدة الدورة على معرفة الجمهور ، والتي ستحدد جودة التدريبات والاستشهادات والأمثلة بناءً على اللغة المحددة والعمر والبلد والتوجه والاهتمامات وما إلى ذلك.
يجب عليك تصميم تمارين خاصة تلبي رغبات المتدربين وتلبية احتياجاتهم.
3- بداية الدورة مؤثر
التدريب هو تكامل وتنسيق بين ثلاثة مكونات رئيسية: توفير معلومات جديدة ، واكتساب المهارات ، وتغيير أو تعزيز المعتقدات ، كل ذلك لتحقيق أهداف محددة مسبقًا بناءً على احتياجات التدريب الفعلية، في بداية التدريب عليك العمل على بداية مؤثرة تجعل المتدرب قريبًا جدًا منك، وتقدم له كل احياجاته التدريبية الذي يسعى لوجودها.
4- القاعدة الذهبية.
هناك فرق كبير بين التدريس وتعليم الكبار ، فعند التعامل مع الطلاب ، انتبه لمعاملة الطلاب مثل المعلمين والطلاب في الفصل. القاعدة الذهبية هنا هي “الاحترام المتبادل”.
أثناء التدريب ، احذر من التورط في نزاعات سياسية أو دينية ، ولا تحيد عن موضوع الدورة ، وانتبه لملاحظة تعبيرات المتدربين. بالطبع ، قد تصادف أشخاصًا صعبين أو غير متعاونين ، وقد تصادف أيضًا تواجه اختلافات كبيرة بين الخبرة والعمر. فجوة ، حيث يجب توفير فرص متساوية للجميع وحثهم على المشاركة من خلال تشجيعهم وتحفيزهم ، وتقديم مقارنات وقصص مثيرة للإعجاب تعكس روح التعاون والمشاركة ، والعمل على جعل المواد مرنة كل مستوى المعرفة.
5- المعلومة الكاملة.
من المهم جدً توصيل المعلومة كافة والبحث دايمًا عن طرق جديدة تساعدك على التواصل مع المتدربين الخاصيين بك، سواء كانت تلك الوسيلة منصة مثل زامن، التي يمكنك في خلال دقيقة واحدة إنشاء منصة الكترونية عليا، مع الكثير من الأدوات التي تساعدك على الشرح وتوصيل المعلومة، كذلك أسلوب التدريب بحد ذاته يساعد على توصيل المعلومة، فأستثمر دايمًا في الطرق التي تساعدك على توصيل كافة المعلومات للمتدربين الخاصيين بك، يمكنك أيضًا تعظيم التحصيل العلمي من خلال أستخدام نظرية Bloom من خلال مقالة شرح تصنيف Blooms لتعظيم التحصيل العلمي
6- رضاء المتدربين.
اذا كنت تبحث عن أهم أداة تساعدك في دوراتك الالكترونية، بكل تأكيد هي نسبة رضاء المتدربين ومعرفة من وجة نظرهم ما هي نقاط القوة والضغف في التدريب الخاص بك، وعن هل تم توصيل المعلومات لهم بطريقة صحيحة، الى أخر الأسئلة التي ستساعدك على الوصول لمعرفة كافة المعلومات التي تساعدك على تطوير تدريباتك في المستقبل.
إنشاء الدورات التدريبية عمل مجهد، تحتاج فيه الى الكثير من التركيز حتى تستطيع اعادة محتوى مناسب وتوصيلة للجمهور بكافة الطرق الممكنة، ودعنا نذكرك ان الموضوع يحتاج فقط الى الإعداد الصحيح، يمكنك مراجعة ال6 نقاط مرة اخرى والعمل عليهم لتحسين دورتك إو إنشاء دورة جديدة، ويمكنك أيضًا تقديم دورتك في خدمة الفصول الإفتراضيه مع زامن أو إنشاء منصة مخصصة لك في دقيقة واحدة.
صمم موقعك الإلكتروني مع زامن – منصة تعليمية جاهزة:
تقدم زامن خدمات تقنيات التعليم للمؤسسات التعليمية مثل الجامعات والمدارس والشركات العالمية في المملكة العربية السعودية. وتتوافق المنتجات الرقمية التي تقدمها زامن مع معايير المركز الوطني للتعليم الإلكتروني تواصل معنا الآن وتخلص من جميع المعوقات والتحديات التي قد تواجهها مع تقنيات التعليم.
زامن منصة عربية رائدة تقدم العديد من الخدمات المتعلقة بتصميم المواقع التعليمية، وتتميز خدماتها بأنها متنوعة ومتوافقة مع معايير المركز الوطني للتعلم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية. سوف تستفيد بخمس مميزات أساسية عند إنشاء منصتك التعليمية مع زامن.
تواصل معنا في زامن للاستفسار عن كافة تفاصيل الأسعار والاشتراكات والاطلاع على خدماتنا وما يناسب احتياجاتك لتصميم منصات تعليمية وفصول افتراضية.