الذكاء الاصطناعي في التعليم (AIED) هو حديث الساعة في المجال التربوي كله، فقد اقتحمت تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) ساحة التعليم وأثرت فيه تأثيرًا ملحوظًا، وما زال الذكاء الاصطناعي يوسع رقعة نفوذه ويحتل مساحات أكثر وأكثر في التجربة التعليمية. سوف نتناول في هذا المقال تعريف الذكاء الاصطناعي ومتى بدأ، ونستكشف استخدامه وأدواره في العملية التعليمية ومساهمته في التعليم، كما سنسلط الضوء مميزات التعلم القائم على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

إن العصر القادم هو عصر الذكاء الاصطناعي بكل تأكيد، فقد فرض نفسه على كافة المجالات تقريبًا، ومجال التعليم في طليعتها بالطبع، فتقنيات الذكاء الاصطناعي تعيد تشكل المشهد التعليمي. ولذا، يجدر بجميع المهتمين بمجال التعليم مواكبة معطيات ثورة الذكاء الاصطناعي الحديثة، ومحاولة التعرف على الذكاء الاصطناعي والتعمق فيه لتضمينه في مراحل التعليم والانتفاع من مزاياه، ولعل البداية تكون من هذا المقال. 

تعريف الذكاء الاصطناعي في التعليم:

تعريف الذكاء الاصطناعي في التعليم:

تعريف الذكاء الاصطناعي في التعليم (AIED) يندرج تحت مفهوم الذكاء الاصطناعي الأعم (AI)، والذكاء الاصطناعي هو ذلك العلم من علوم الحاسوب والتكنولوجيا الذي يهيئ الأنظمة الحاسوبية بطريقة تجعلها تحاكي الذكاء الإنساني في التحليل، مما يجعلها قادرة على تقليد وظائف يختص بها الذكاء البشري، مثل الإدراك والتعلم والتفكير وحل المشكلات والتفاعل اللغوي وحتى إنتاج عمل إبداعي، أي أنها تتفاعل مع العالم من خلال القدرات التي نراها خاصة بالبشر. 

وينسحب هذا التعريف الشامل على الذكاء الاصطناعي في التعليم، أي أن المصطلح يشير إلى توظيف التكنولوجيا المتطورة والتقنيات المتقدمة في القطاع التعليمي لتزويد المنظومات التعليمية بقدرات هائلة تجعل تجربة التعلم أكثر كفاءة وفاعلية، بحيث تؤدي إلى تعزيز جميع جوانب التدريس والتعلم. 

متى بدأ الذكاء الاصطناعي؟

بدأ الذكاء الاصطناعي في خمسينيات القرن الماضي، واستُخدم هذا المصطلح لأول مرة في ورشة عمل عُقدت بكلية دارتمورث لمناقشة موضوع الذكاء الاصطناعي في صيف عام 1956، حيث تضافرت جهود الباحثين من تخصصات مختلفة بهدف الوصول إلى فهم أفضل لكيفية عمل العقل البشري، وحاولوا تخيل شبكة عصبية تحاكي كيفية معالجة العقول البشرية للصور وللكلام. 

وفي سبعينيات القرن الماضي ظهر مجال الذكاء الاصطناعي في التعليم (AIED) كمجال متخصص يتعمق في تناول التكنولوجيا الجديدة للتعليم والتعلم، وتحديدًا للتعليم العالي. وفي تلك الآونة كان الباحثون مهتمين باستكشاف كيف يمكن لأجهزة الحاسوب أن توفر نهجًا أكثر فاعلية في التدريس. ثم استمرت التطورات حتى حدثت الثورة الكبرى في المجال خلال العقد الماضي. 

ما أهم محاور استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم؟

ومنذ سبعينيات القرن الماضي كان استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم يتزايد، حيث تطور توظيف الذكاء الاصطناعي في السياقات التعليمية على محاور متعددة، بدءًا من الأدوات المصممة لدعم التعلم والتقييم، والتي تستهدف مساعدة الطالب، ووصولًا إلى استخدامات الذكاء الاصطناعي المصممة لدعم عملية التدريس، أي أنها موجهة لدور المعلم. وأيضًا استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم المصممة لدعم إدارة المؤسسات التعليمية، أي أنها موجهة إلى النظام الإداري في التعليم. 

الذكاء الاصطناعي قد يمكّن من تحقيق الأولويات التعليمية بطرائق أفضل، وعلى نطاق واسع، وبتكاليف أقل. فبالامكان أن يُستخدم في تولي العديد من أدوار التدريس والتعلم والإدارة. 

تقنيات الذكاء الاصطناعي الموجهة للطالب

تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي الموجهة للطالب إجراء محادثات تشبه المحادثات التي يجريها البشر، وهذا بدوره يفتح الآفاق لإمكانات عملية التعلم المخصصة بما يناسب قدرات كل متعلم على حدة. وكذلك بإمكان تقنيات الذكاء الاصطناعي تصميم مسارات تعلم وأنماط معينة تناسب الطلاب ذوي الإعاقة. 

تقنيات الذكاء الاصطناعي الموجهة للمعلم

بإمكان تقنيات الذكاء الاصطناعي الموجهة للمعلم أن تتولى بعض المهمات الإدارية التي تحول دون استثمار المعلمين المزيد من الوقت مع طلابهم، فمثلًا يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي وضع خطط الدروس وتصميم أوراق العمل وإعداد الاختبارات والتقييمات، وغيرها من المهمات. هذا إلى جانب إمكانية مساعدة المعلمين على التفكير والتخطيط وتحسين أساليبهم التعليمية. 

تقنيات الذكاء الاصطناعي الموجهة للنظام الإداري

باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الموجهة للنظام الإداري يمكن لمديري المدارس والمؤسسات التعليمية تحليل قدر هائل من البيانات المعقدة بدقة وذلك لتحديد الجوانب التي يمكنهم تحسينها للارتقاء بالمنظومة الإدارية للتعلم. وكذلك يمكنهم استغلال تلك التقنيات في تنظيم جداول الفصول الدراسية أو مواعيد الحافلات مثلًا. وهذا فضلًا عن إمكانية توفير قنوات اتصال بأولياء الأمور مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

ما أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم؟

تتنوع مجالات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، ولعل من أبرز تلك التطبيقات إضفاء الطابع الشخصي على التعلم، والذي يتمثل في مراعاة الفروق الفردية ومعالجة نقاط الضعف عند كل طالب على حدة. وفيما يلي سنتناول أدوار تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية على محورين أساسيين، محور الطالب ومحور المعلم: 

أولًا: تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين مستوى الطلاب

تتعدد مجالات تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين مستوى الطلاب، والتي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها مساعدة الطلاب والارتقاء بمستواهم. وذلك بدءًا من تحديد جوانب القصور مبكرًا، وصولًا إلى إنشاء خطة تعليمية تفاعلية ومخصصة. 

وفيما يلي 3 تطبيقات للذكاء الاصطناعي تؤثر إيجابيًا على التجربة التعليمية للطلاب.

1. التعلم المخصص

التعلم المخصص من أبرز مزايا الذكاء الاصطناعي في التعليم، إذ تتمتع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تحليل سجل أداء الطلاب بدقة مدهشة ووضع خطط دروس مصممة خصيصًا لمعالجة أوجه القصور عند كل طالب، مع مراعاة قدراته ومهاراته.

الذكاء الاصطناعي قادر على توجيه الطلاب في الاتجاه الصحيح، وذلك بإرشادهم إلى الموارد والبيانات والمعلومات المفيدة التي يحتاجونها فعليًا في خطوتهم التعليمية الحالية، هذا إلى جانب تسهيل الدروس واستخدام أنماط التدريس الأمثل حتى يتسنى لهم استيعابها.

2. الدعم الإضافي

بطبيعة الحال يتعذر وجود المعلمين مع الطلاب طوال الوقت، فهناك مواعيد معينة للحصص والمحاضرات، ولكن الطلاب ليسوا جميعًا سواء في القدرة على الاستيعاب، ولذلك ربما يحتاج الطالب إلى دعم إضافي لفهم الدروس.

يوجد حاليًا العديد من المسافات التعليمية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتي من شأنها أن تساعد الطلاب مثلًا في تعلم أساسيات الرياضيات والكتابة وغيرها من المواد. أي أن تلك الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تكون بمثابة المدرس الخصوصي للطالب.

3. الدردشة الآلية Chat bot

الدردشة الآلية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تؤدي إلى تعزيز انخراط الطلاب في العملية التعليمية وزيادة متعة التعلم. وتتيح الدردشة الآلية إمكانية تقديم الدعم اللازم والمساعدة المطلوبة للطالب، وذلك عن طريق الرد التلقائي على أسئلته واستفساراته.

هذا التفاعل الشبيه بالحوارات بين البشر يضفي روحًا لعملية التعلم الإلكترونية، إذ تبدو الإجابات وكأنها صادرة عن شخص حقيقي وهو ما يؤجج الحافز والحماس عند الطلاب ويزيد انخراطهم في عملية التعلم. 

ثانيًا: تطبيقات الذكاء الاصطناعي لدعم المعلمين

تطبيقات الذكاء الاصطناعي لدعم المعلمين لا تقل أهمية عن تلك الموجهة لتحسين مستوى الطلاب، لا سيما فيما يتعلق بتوفير الوقت والجهد، إذ بوسع المعلمين استغلال الذكاء الاصطناعي لتوفير الكثير من الوقت واستثمار ذلك الوقت في جوانب أخرى تفيد الطالب. 

وفيما يلي 3 تطبيقات للذكاء الاصطناعي تفيد المعلمين: 

1. التحليل التنبؤي

التحليل التنبؤي هو أحد المجالات الرائعة والناشئة للذكاء الاصطناعي في التعليم. إذ يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات والتنبؤ بالطلاب الذين تزداد احتمالية رسوبهم. 

وعلى هذا فالتحليل التنبؤي أداة قوية جدًا في جعبة المعلمين، لأنها تعني أنه يمكن التعرف مبكرًا على الطلاب الذين يواجهون تحديات في التعلم، ومن ثم تكثيف الاهتمام بهم وتزويدهم بما يلزم وما يحتاجونه لتحقيق النجاح.

2. تعزيز إنتاجية المعلم

تعزيز إنتاجية المعلم من أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم. فمع كثرة المهمات الملقاة على عاتق المعلمين هذه الأيام، لا يجد المعلمون الوقت الكافي لاستكشاف أساليب إبداعية جديدة ودمجها في التجربة التعليمية. 

لكن باستخدام الذكاء الاصطناعي، يتمتع المعلمون بالقدرة على استكشاف أساليب إيداعية جديدة، واستغلال الذكاء الاصطناعي في التخطيط لها أيضا، إلى جانب قدرة الذكاء الاصطناعي على مساعدتهم في إنجاز مهماتهم الروتينية، مما يوفر لهم وقتًا يمكنهم استثماره في تعزيز إنتاجيتهم إجمالًا.

3. تسهيل عملية التقييم

تسهيل عملية التقييم نقطة بارزة في استخدامات الذكاء الاصطناعي التي يستفيد منها المعلمون، فمن المعروف أن عملية التقييم من أكثر العمليات التي تستهلك الوقت في التجربة التعليمية، إذ أظهرت الإحصائيات أن المعلم يقضي ما يقارب 300 ساعة خلال العام الدراسي في عملية التقييم ووضع الدرجات.

وهكذا يمكن إجراء الاختبارات والتقييمات بدقة وكفاءة كبيرة عن طريق الذكاء الاصطناعي، هذا إلى جانب إمكانية التحليل التراكمي لبيانات التقييمات السابقة، مما يوفر نظرة أشمل للمعلم على أداء كل طالب ومدى التقدم الذي يحرزه.

ما مميزات التعلم القائم على الذكاء الاصطناعي؟

ما مميزات التعلم القائم على الذكاء الاصطناعي؟

مميزات التعلم القائم على الذكاء الاصطناعي مبهرة بالفعل، وينتفع منها الطالب والمعلم على حد سواء، وتفضي في نهاية المطاف إلى تحقيق أقصى قدر ممكن من الأهداف التعليمية المرجوة على المستوى الشخصي وعلى الصعيد المجتمعي. وفي النقاط المختصرة التالية نستعرض أبرز مميزات الذكاء الاصطناعي ومساهمته في التعليم: 

  • المرونة في تكييف المحتوى ليناسب الطلاب، مع مراعاة الفروق الفردية والقدرات التي يتميز بها كل طالب على حدة.
  • إمكانية حصول الطلاب على إجابات لأسئلتهم واستفساراتهم في ثوان وفي أي وقت. 
  • تشجيع الطلاب الخجولين وحثهم على طرح أسئلة دون خوف من الحكم عليهم. 
  • تحليل سجلات أداء الطلاب بدقة وتحديد فجوات التعلم التي يصعب استكشافها بالجهد البشري، ومن ثم إصلاحها وتحسينها.
  • توفير الوقت والجهد للطالب والمعلم نتيجة لتولي الذكاء الاصطناعي إنجاز العديد من المهمات الروتينية بكفاءة.
  • إضفاء المتعة والمرح على عملية التعلم جراء توظيف أساليب متجددة مشوقة وأنماط تعليمية متنوعة جذابة.
  • المرونة في مواعيد الحصص والدروس، مما يتيع للمتعلمين الوصول إلى المحتوى التعليمي في أي وقت ومن أي مكان.
  • تقديم محتوى متنوع يتراوح بين المحتوى المرئي والسمعي والمقروء. 
  • الاندماج بسهولة مع أحدث التقنيات على الساحة التكنولوجية وتوظيفها بطرائق إبداعية، مما يعمق الاستفادة. 
  • تحقيق أقصى استفادة من التحليل العميق الشمولي للبيانات والتحليلات التراكمية.
  • عدم الانشغال بالمهمات الإدارية الروتينية، فالذكاء الاصطناعي يعمل على توليها على الوجه الأوفى بكل دقة.

صمم موقعك الإلكتروني مع زامن – منصة تعليمية جاهزة:

تقدم زامن خدمات تقنيات التعليم للمؤسسات التعليمية مثل الجامعات والمدارس والشركات العالمية في المملكة العربية السعودية. وتتوافق المنتجات الرقمية التي تقدمها زامن مع معايير المركز الوطني للتعليم الإلكتروني تواصل معنا الآن وتخلص من جميع المعوقات والتحديات التي تقد تواجهها مع تقنيات التعليم.

زامن منصة عربية رائدة تقدم العديد من الخدمات المتعلقة بتصميم المواقع التعليمية، وتتميز خدماتها بأنها متنوعة ومتوافقة مع المعايير المركز الوطني للتعلم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية. سوف تستفيد بخمس مميزات أساسية عند إنشاء منصتك التعليمية مع زامن.

تواصل معنا في زامن للاستفسار عن كافة تفاصيل الأسعار والاشتراكات والاطلاع على خدماتنا وما يناسب احتياجاتك لتصميم منصات تعليمية وفصول افتراضية. 

صمم موقعك الإلكتروني مع زامن - منصة تعليمية جاهزة: