إيجابيات وسلبيات التعليم عن بعد

إيجابيات وسلبيات التعليم عن بعد

برزت إيجابيات وسلبيات التعليم عن بعد مع الانتشار الهائل الذي حققه هذا النهج التعليمي المستحدث. وفي هذا المقال سوف نستعرض إيجابيات التعليم عن بُعد التي تجعل إقبال الناس عليه في ازدياد متواصل، ويؤكد ذلك ما تثبته الإحصائيات بأن سوق التعلم عبر الإنترنت هو السوق الأسرع نموًا في صناعة التعليم، فقد نما بنسبة 900% منذ عام 2000. ثم سنتطرق إلى سلبيات التعليم عن بُعد التي تجعل بعض الناس مستمسكين بنهج التعليم التقليدي ولديهم عزوف عن نقل تجربة التعليم والتعلم إلى هذا المضمار الجديد. 

وقد جاء التعليم عن بُعد كثمرة من ثمار الطفرة التكنولوجية المبهرة التي شهدها العالم، لا سيما في العقدين الأخيرين، تلك الطفرة التي وفرت مستحدثات تكنولوجية وتقنيات مدهشة لم يشهد العالم مثيل لها خلال تاريخه في شتى الميادين، وفي طليعتها ميدان التربية والتعليم، حيث أصبحت تكنولوجيا التعليم جزء أساسي من تجربة التعليم والتعلم. ثم جاءت جائحة كورونا فأجبرت الجميع على الانعزال والتباعد، مما أدى إلى ازدهار التعليم عن بُعد باعتباره الخيار الأوحد للتعليم على مدار شهور من التباعد الاجتماعي. 

ما أبرز إيجابيات التعليم عن بعد؟

ما أبرز إيجابيات التعليم عن بعد؟

إيجابيات التعليم عن بعد تجعل هذا النهج خيارًا أساسيًا لا غنى عنه في عصرنا الحالي، فمزاياه كثيرة ومتنوعة وتعود بالنفع على جميع المنخرطين في تجربة التعليم والتعلم. ومن هذا المنطلق سوف نتناول إيجابيات التعليم عن بعد على محاور ثلاثة؛ محور إيجابيات التعلم عن بعد للطلاب، ومحور إيجابيات التعليم عن بعد للمعلمين، ومحور إيجابيات التعليم عن بعد لأولياء الأمور. 

أولًا: إيجابيات التعلم عن بعد للطلاب

ينتفع الطلاب بالتعلم عن بعد نفعًا عظيمًا يتجلى في جوانب عديدة، أبرزها المرونة في عملية التعلم التي تتيح إمكانية تخصيص التجربة التعليمية  واكتساب مهارات جديدة على الصعيدين الأكاديمي والتقني ومراعاة القدرات المتفاوتة بين المتعلمين.

1. إمكانية تخصيص التجربة التعليمية

إمكانية تخصيص التجربة التعليمية من أبرز مزايا التعلم عن بُعد، فالسلاسة والمرونة التي توفرهما تجربة التعلم عن بُعد شيء مذهل حقًا إذا ما قورن الوضع بالتعليم التقليدي، إذ يكون الطالب حرًا في اختيار الوقت الذي يدرس فيه، واختيار المساق التعليمي الذي يوفر له نمط التعلم الأمثل له. 

أي أن المتعلم يكون متحكمًا إلى قدر كبير في كيفية استثمار وقته وجهده، فالتعلم عبر الإنترنت يمكن أن يختصر الوقت اللازم لتعلم موضوع معين بنسبة 40% إلى 60%. وهذا يوفر له القدرة على تحقيق التوازن في حياته بين الدراسة والعمل والترفيه. 

2. التنوع في الموارد والوسائل التعليمية

يوفر التعليم عن بعد ميزة التنوع في الموارد التعليمية المتاحة أمام الطالب، أي أنه بوسع الطالب انتقاء الدورة التي يريد الالتحاق بها، بحيث تكون مناسبة لاحتياجاته فعلًا. 

ولا يقتصر التنوع على الموارد الطتعليمية، بل هناك أيضًا التنوع في وسائل توصيل المعلومة، حيث تتوافر وسائل فعالة عديدة من شأنها جعل الطالب منخرطًا في التجربة التعليمية بحواسه جميعًا، وهو ما يضاعف متعة التعلم ويزيد من احتمالية مواظبة الطلاب على الدراسة واكتساب المعلومات. 

3. الإعداد لسوق العمل العصري

يتجه سوق العمل العصري أكثر فأكثر إلى الاعتماد على التكنولوجيا والإنترنت، إذ تُظهر نتائج الدراسات أن 40.9% من الموظفين حاليًا يعملون عبر الإنترنت بدوام كامل أو بدوام جزئي، كما تشير التقديرات أيضًا إلى أن 16% من الشركات تعمل عن بُعد بشكل كامل، فالعمل عن بُعد أصبح سمة من سمات العصر. 

ولذا فمن المهم أن يتسلح الطلاب بالمهارات اللازمة لتسيير أعمالهم عبر الإنترنت، ويعتبر التعلم عن بُعد سبيل ممتاز لتدريب الطلاب على إدارة الوقت بكفاءة، والتحلي بمزية الالتزام الشخصي لإنجاز المهمات المطلوبة، وإتقان التعامل مع التقنيات الحديثة.

4. مراعاة الفروق الفردية

تتفاوت القدرات الفردية بين الطلاب، وتختلف حالاتهم الصحية والنفسية، فاستيعاب الطلاب وأنماط تعلمهم ليست واحدة. على سبيل المثال، تُظهر نتائج الدراسات أن اضطرابات القلق – خاصة القلق الاجتماعي – من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في العالم، حيث يعاني منه أكثر من 300 مليون شخص حول العالم. 

فإذا كان الشخص يجد صعوبة في التعلم على أرض الواقع نتيجة لمعاناته من اضطراب القلق الاجتماعي فإن التعلم عبر الإنترنت يكون خيارًا عمليًا ونافعًا جدًا، إذ يتمتع الطالب عندئذ بثقة أكبر في تفاعلاته بما يفضي إلى الارتقاء بأداءه الأكاديمي.

ثانيًا: إيجابيات التعليم عن بعد للمعلمين

إيجابيات التعليم عن بُعد تتجاوز الطلاب وتصل إلى المعلمين، فنهج التعليم عن بُعد يكون عونًا كبيرًا للمعلمين إذا أحسنوا توظيف أدواته على النحو الأمثل واستغلال مزاياه إلى أقصى حد ممكن بما يحقق الأهداف التعليمية المرجوّة. 

1. توفير الوقت والجهد

يهدر المعلومات ساعات طويلة كل يوم في التنقل ذهابًا وإيابًا بين المنزل والمدرسة أو الجامعة، مما يستهلك قدر كبير من وقتهم وطاقتهم. ويأتي التعليم عن بُعد بمزاياه فيوفر لهم قسط كبير من الوقت الذي يمكنهم استثماره في تطوير أساليب التدريس والاهتمام بالجوانب التربوية الأهم. وكذلك يوفرون قدرًا كبيرًا من الوقت والطاقة لأنهم لا يحتاجون إلى إعادة شرح الدرس في كل مرة، فحصص الدورات تكون مسجلة.

2. تحقيق انتشار واسع

إن عدد الطلاب يكون مقيدًا بمساحة الفصل الدراسي أو القاعة الدراسية، أما في التعليم عن بعد تتوافر إمكانية استيعاب أعداد أكبر بكثير في الفصول الافتراضية، أو أعداد لا حصر لها إذا كانت الدورة التدريبية مُسجلة سلفًا. وهكذا يتجاوز المعلمون الحدود الجغرافية ويصلون إلى فئات جديدة من الطلاب من شتى أقطار الأرض، فهذا هو المستقبل، إذ يرى 70% من الطلاب أن الفصول الدراسية عبر الإنترنت أفضل من الفصول الدراسية التقليدية

3. تسهيل عملية التقييم 

التعليم عن بعد يوفر إمكانية تقييم الطلاب واختبارهم ووضع درجاتهم بطريقة آلية، فلا يتعين على المعلم إهدار الكثير من الوقت والجهد في تصحيح كل اختبار على حده. هذا فضلًا عن دقة عملية التقييم، فربما يسهو المعلم جراء روتينية عملية التصحيح والتقييم، أما التقييم الآلي فيكون دقيقًا وسريعًا ويعطي نتائج فورية، وحتى يمكن تحليل النتائج التراكمية فيما بعد لقياس مدى التقدم الذي يحرزه الطالب.

4. التنوّع وإثراء المحتوى

في التعليم عن بعد يستطيع المعلمون استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات والسوائل التعليمية الحديثة لإثراء المحتوى وتنويعه بين محتوى مرئي ومسموع ومحتوى تفاعلي ومحتوى تعليمي قائم على الألعاب، وهذا التنوع يجعل بيئة التعلم جذابة ويزود المعلم بأدوات يستطيع من خلالها التعبير عن إبداعه في التدريس بأقصى قدر ممكن. ويجب أن تعرف الفروق بين الفصول الافتراضية والمنصات التعليمية لتحديد الأنسب إلى احتياجات محتواك التعليم وتنويع أدواتك ووسائلك.

تواصل معنا في زامن وتعرف على أسعار واشتراكات إنشاء الفصول الافتراضية والمنصات التعليمية.

تواصل معنا في زامن وتعرف على أسعار واشتراكات إنشاء الفصول الافتراضية والمنصات التعليمية.

ثالثًا: إيجابيات التعليم عن بعد لأولياء الأمور

لن يكتمل الحديث إلا بذكر إيجابيات التعليم بعد لأولياء الأمور، فالآباء يستفيدون من مزايا التعليم عن بعد أيضًا، وذلك في جوانب مختلفة سوف نستعرض أبرزها فيما يلي. 

1. توفير الوقت

يضطر الكثيرون من أولياء الأمور إلى إنفاق ساعات طويلة في المواصلات أو على الطريق لتوصيل أطفالهم إلى المدارس أو إلى مقرات الدورات التدريبية، وهذا بدوره يثقل أعبائهم ويستنزف طاقتهم أيضًا. وهكذا فمن شأن التعليم عن بُعد أن يستنقذهم من مثل تلك المتاعب.

2. ترشيد النفقات

التعليم عن بعد اقتصادي وأكثر توفيرًا إذا ما قورن بسبل التعليم التقليدية، ويمكن لأولياء الأمور الاستفادة من الخصومات التي تقدمها المنصات التعليمية بوتيرة منتظمة. هذا فضلًا عن إعفاء أولياء الأمور من نفقات التنقلات ذهابًا وإيابًا للمدارس وغيرها من مقرات التعليم.

3. مراقبة أولياء الأمور لأطفالهم من كثب

بما أن الأطفال ينخرطون في دوراتهم التدريبية عبر الإنترنت وهم جلوس في منازلهم، فإن الآباء يحصلون على فرصة للاطلاع بشكل مباشر على تفاعلات أبنائهم أثناء الدراسة، كما أنهم يستطيعون تتبع تقييماتهم ونتائج اختباراتهم المسجلة على منصات التعلم الإلكترونية، وهكذا يصبحون على دراية أكبر بأداء أبنائهم الدراسي. 

ما أبرز سلبيات التعليم عن بُعد؟

أما وقد ذكرنا المزايا فلا بد أن نأتي على ذكر الوجه الآخر للعملة، ألا وهي العيوب والمساوئ، فالتعليم عن بُعد لا يخلو من سلبيات، وما يزال المتخصصون في المجال التربوي يرصدون أوجه قصور تعتور نهج التعليم عن بعد، ويحاولون معالجتها قدر المستطاع، ومن ذلك وضع قوانين الدراسة عن بعد التي يجب الالتزام بها لتحقيق أقصى استفادة من التجربة.

وبطبيعة الحال فتلك السلبيات تنعكس على جميع العناصر الأساسية الثلاثة في التجربة التعليمية، الطالب والمعلم وولي الأمر، وسنستكشف أبرز تلك السلبيات فيما يلي. 

1. خطر العزلة الاجتماعية

1. خطر العزلة الاجتماعية

إن أساليب التعلم عن بُعد التي تحتل الساحة حاليًا قد تجعل الطلاب والمتعلمين يشعرون بالعزلة الاجتماعية، وذلك نتيجة غياب المفهوم التربوي للمحاضرة الذي يتحقق من خلال القدوة واللقاء الانساني الحي، حيث يحتك الطالب مع أستاذه ويتفاعل مع أقرانه كما هو الحال في أساليب التعليم التقليدية على أرض الواقع. فأساليب التعلم عن بُعد تجعل الطلاب والمعلمين يقضون الكثير من وقتهم عبر الإنترنت، وقلة التفاعل البشري في حياتهم قد تؤدي إلى مشكلات نفسية على المدى الطويل، مثل زيادة مستويات التوتر والقلق والأفكار السلبية. 

2. تدني مستويات الحماس 

يتطلب التعليم عن بُعد أن يتحلى الطالب بقدرة قوية على تحفيز نفسه بنفسه، فالافتقار إلى مهارة التحفيز الذاتي ما يزال من الأسباب الكبرى في عدم إكمال الطلاب دوراتهم التدريبية عبر الإنترنت. فبيئة التعليم عن بُعد تفتقر إلى العديد من العوامل الموجودة في الفصول الدراسية التقليدية والتي تدفع الطلاب باستمرار نحو تحقيق أهدافهم التعليمية، مثل التفاعل وجهًا لوجه مع الأساتذة، والانخراط في أنشطة مع الأقران، ومواعيد الحضور الصارمة، كل ذلك من شأنه أن يحول دون تدني مستويات الحماس عند الطلاب أثناء دراستهم. 

3. صعوبة منع الغش

للأسف ما يزال الغش من أكبر عيوب التعلم عن بُعد، فالغش عبر الإنترنت أسهل حين يكون الطالب وحده في منزله ومعه حاسوبه وأدواته الشخصية ولا يوجد رقيب عليه، حتى في وجود بث فيديو يكون رصد العش أثناء الاختبارات صعبًا، فبيئة الإنترنت أكثر تعقيدًا من إجراءات الاختبار في التعليم التقليدي على أرض الواقع. ويتفنن الطلاب في طرائق الغش، وأحيانًا نجد أن أشخاصا آخرين هم من يجرون الاختبار بدلًا من المنوط بهم خوض الاختبار، مما يؤدي إلى نتائج مزيفة لا تعكس المردود الفعلي لعملية التعلم. 

4. التركيز على الجانب النظري

يميل المعلمون في دورات الإنترنت إلى التركيز على الجانب النظري أكثر من التطبيقي، ورغم أن بعض منصات التعلم عبر الإنترنت بدأت تتدراك هذا القصور وتعمل على إصلاحه فإنه لم يختف بعد. وتكمن المشكلة في أن العديد من القائمين على العملية التعليمية يصبون جام تركيزهم على المعلومات النظرية لأنها أسهل بكثير من المحاضرات العملية التطبيقية في ظل بيئة التعلم عبر الإنترنت. 

5. عدم شمول التعليم عن بعد لجميع التخصصات

ما تزال بيئات التعليم عن بعد قاصرة عن تلبية الاحتياجات والأدوات اللازم توافرها في جميع التخصصات، فالتعليم الإلكتروني يميل إلى أن يكون أكثر ملاءمة للعلوم الاجتماعية والإنسانية، وليس المجالات العلمية مثل العلوم الطبية والهندسة، والتي تتطلب درجة معينة من التطبيق العملي على أرض الواقع. على سبيل المثال، لا يمكن لأي قدر من المحاضرات عبر الإنترنت أن تغني طلاب كلية الطب عن تشريح جثة على أرض الواقع، أو تغني طلاب كلية الهندسة عن التدريب في مواقع الإنشاء. 

6. ضعف الاعتماد الأكاديمي

التعليم عن بُعد غير معتَمَد في الأوساط الأكاديمية يقوة اعتماد التعليم التقليدي، فلا بد من التأكد من أن جميع المدارس عبر الإنترنت مؤهلة ومعتمدة. في وقتنا هذا ما يزال عدد كبير من منصات التعليم غير معتمدة ولا تخضع لفحص جودة من جهات مسئولة، وهكذا يستمر مسلسل ضعف جودة المحتوى مما يؤدي إلى زعزعة الموثوقية في التعلم عن بُعد. 

7. اعتلالات صحية

من شأن الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الحاسوب أن تفضي إلى اعتلالات صحية، لا سيما في العينين والظهر. وكذلك فقلة الحركة تؤدي إلى الإصابة بالسمنة، وأحيانًا تيبس العضلات. واعتلالات الجانب النفسي أسوأ حالًا، فالبقاء في عزلة وراء الشاشة لفترات طويلة قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق والأفكار السلبية.

8. المشكلات التقنية

بطبيعة الحال يتطلب التعليم عن بُعد أجهزة إلكترونية وبرامج معينة واتصال قوي بالإنترنت، وهذه المتطلبات لا بد أن تتوافر من جميع الأطراف، فإذا حدث خطأ تقني واحد في جهاز إلكتروني أو برنامج، أو انقطع الاتصال بالإنترنت، فإن العملية التعليمية برمتها تتعطل، وهذا يكون إهدار للوقت، خاصة إذا لم يتوافر دعم فني قوي جاهز للتدخل على مدار الساعة. 

صمم موقعك الإلكتروني مع زامن – منصة تعليمية جاهزة:

تقدم زامن خدمات تقنيات التعليم للمؤسسات التعليمية مثل الجامعات والمدارس والشركات العالمية في المملكة العربية السعودية. وتتوافق المنتجات الرقمية التي تقدمها زامن مع معايير المركز الوطني للتعليم الإلكتروني تواصل معنا الآن وتخلص من جميع المعوقات والتحديات التي تقد تواجهها مع تقنيات التعليم.

زامن منصة عربية رائدة تقدم العديد من الخدمات المتعلقة بتصميم المواقع التعليمية، وتتميز خدماتها بأنها متنوعة ومتوافقة مع المعايير المركز الوطني للتعلم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية. سوف تستفيد بخمس مميزات أساسية عند إنشاء منصتك التعليمية مع زامن.

تواصل معنا في زامن للاستفسار عن كافة تفاصيل الأسعار والاشتراكات والاطلاع على خدماتنا وما يناسب احتياجاتك لتصميم منصات تعليمية وفصول افتراضية. 

صمم موقعك الإلكتروني مع زامن - منصة تعليمية جاهزة:

مقالات مرتبطة