معوقات التدريب الميداني وأهميته وطرق تحسينه

معوقات التدريب الميداني وأهميته وطرق تحسينه

معوقات التدريب الميداني: تركز المؤسسات على عملية تدريب موظفيها بشكل عام لتحقيق أهدافها بالطريقة المناسبة لها، وتضع في سبيل ذلك الهدف ميزانية ضخمة للوفاء بالاحتياجات التدريبية، ومن أهم أنواع التدريب في مختلف المؤسسات هو التدريب الميداني الذي يهدف إلى تعليم الموظفين الجدد كيفية أداء أعمالهم بدقة، لكن دعونا في البداية نتعرف على مفهوم التدريب بشكل عام.

ما هو التدريب؟

التدريب الميداني هو كل نشاط يهدف إلى تعزيز مهارات الأفراد وتشجيعهم على اكتساب المعرفة وتطوير إمكانياتهم للقيام بمهامهم بشكل أكثر كفاءة والقضاء على النقاط السلبية التي يعانون منها في أداء أعمالهم سواء من خلال برامج تدريبية قصيرة الأمد أو طويلة الأمد.

ويعرف مايكل جوسيوس التدريب على أنه أي عملية يتم من خلالها تحسين مهارات وقدرات الموظفين لأداء وظائف محددة، أي ببساطة التدريب هو ذلك النشاط الذي يكتسب الموظف من خلاله المهارة والمعرفة اللازمة لأداء الوظيفة بطريقة مرضية وعلى الوجه الأكمل.

ما هو التدريب الميداني؟

يُعرف التدريب الميداني على أنه مجموعة الأنشطة التي يكتشف الشخص من خلالها المهارات والخبرات في إطار مؤسسي؛ لمساعدته على اكتساب المعرفة والخبرات الميدانية والمهارات الفنية وتحسين سلوكياته وسماته؛ لمساعدته على النمو المهني وأداء مهام وظيفته على الوجه الأكمل، وذلك من خلال الربط بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي على أرض الواقع.

ويهدف التدريب الميداني في المؤسسات إلى تزويد الموظفين الجدد أو المتدربين بالتعليم الكافي من خلال التطبيق العملي في بيئة العمل الفعلية، والتفاعل مع الأوضاع والظروف الواقعية التي قد يواجهونها خلال أداء مهام عملهم اليومي من أجل تحسين أداء هؤلاء الموظفين ليتناسب مع متطلبات العمل.

ويشرف على هذا النوع من التدريبات شخص مسؤول أو ذو خبرة ليتابع تنفيذ الموظفين الجدد للأعمال ومدى استيعابهم لمتطلبات وظيفتهم، وقد يستغرق هذا التدريب مجرد أيام وقد يمتد إلى أسابيع بحسب مدى تعقيد متطلبات الوظيفة.

اقرأ أكثر عن قرار تدريب الكوادر الوطنية السعودية.

معوقات التدريب الميداني

تعتبر عملية التدريب بشكل عام في المؤسسات من أهم الأمور التي يجب أن تعتني بها الإدارات وأقسام الموارد البشرية المختلفة؛ لأنها ستعم بالعديد من الفوائد على المؤسسة في نهاية الأمر.

ويهدف التدريب الميداني إلى تعليم الموظفين الجدد على وجه الخصوص على كيفية التعامل في بيئة العمل الفعلية؛ للقيام بأعمالهم على الوجه الأكمل، لكن تواجه هذه العملية مجموعة كبيرة من المشكلات والتحديات التي يجب التغلب عليها للحصول على أفضل نتائج ممكنة، ومن أبرز تحديات التدريب الميداني ما يلي:

1ـ ضيق الوقت 

تحتاج عملية التدريب الميداني إلى وقت طويل نسبيًا حتى يحصل المتدرب على أقصى استفادة ممكنة، لكن في عصر السرعة الذي نعيش فيه حاليًا يصبح الأمر أكثر صعوبة بخاصة مع وجود عدة التزامات يجب أن تفي بها المؤسسة في مواعيد محددة.

هنا تصبح الإدارة بين مفترق طرق ويجب عليها الاختيار بين منح الموظف الجديد فرصته الكاملة في التدريب أو دمجه بشكل سريع في عجلة الإنتاج للاستفادة من مهاراته الحالية حتى لو لم يعرف ما يجب عليه القيام به بدقة.

2ـ نقص الموارد 

ربما يحتاج تنفيذ تدريب ميداني للعاملين في المؤسسة الكثير من المعدات والأدوات وغيرها من الموارد، لكن هذا الأمر قد يمثل تحديًا كبيرًا أمام الإدارات بخاصة إذا كانت هذه الموارد تحتاج إلى تكلفة مادية باهظة باختلاف طبيعة العمل من مؤسسة لأخرى.

3ـ صعوبة نقل المعرفة للموظفين الجدد

تحتاج المؤسسات إلى اختيار مدربين متميزين وذوي خبرة للقيام بالإشراف على عملية التدريب الميداني بشكل كامل، ومن الأفضل أن يكون هؤلاء المدربين من بين موظفي الشركة القدامى لأنهم أفضل أشخاص قادرين على نقل فلسفة عمل المؤسسة إلى الآخرين.

لكن في حالة لم يتوفر من الموظفين القدامى من يستطيع القيام بالمهمة التدريبية لأي سبب، فإن الحل الأوحد حينها هو انتداب مدربين متخصصين من الخارج، لكن هذا الأمر قد يتسبب في تحمل الشركة تكاليف زائدة وقد لا يؤدي الغرض على الوجه الأكمل نظرًا لأن هذا المدرب لا يمتلك الدراية الكاملة بكافة جوانب عمل المؤسسة.

4ـ التواصل غير الفعال بين أطراف التدريب

تحتاج إدارات المؤسسات إلى التأكد من أن المدربين تمكنوا من إيصال المعلومات بفعالية ودقة إلى المتدربين؛ حتى لا يؤدي سوء التواصل بين الطرفين إلى حدوث خلل في تنفيذ الأعمال وبالتالي فشل عملية التدريب الميداني في تحقيق هدفها النهائي.

5ـ مراعاة الفروق الفردية وتنوع المهارات

بالطبع، فإن جميع الموظفين ليسوا على نفس المستوى سواء من حيث المهارات والمعرفة أو حتى القدرة الشخصية على استيعاب مختلف جوانب التعليم بشكل سريع، هذا الأمر يتطلب من إدارات المؤسسات أن تتعامل مع التدريب الميداني على أنه تدريب خاص لكل موظف حتى لو كان موجه لمجموعة كبيرة من الموظفين في الوقت نفسه.

لذلك، يجب على إدارة الموارد البشرية أن تتأكد من أن كل شخص مشارك في التدريب الميداني حصل بالفعل على القدر اللازم من المعرفة التي تمكنه من ممارسة مهام عمله بفعالية.

6ـ عدم إمكانية قياس النتائج بسرعة

إحدى أبرز معوقات التدريب الميداني هو عدم إمكانية قسم الموارد البشرية من قياس نتائج التدريب والتعرف على مدى تأثيره وفعاليته بشكل سريع، بل يحتاج الانتظار لفترة من الزمن للتأكد من أن الموظفين قادرون على أداء عملهم على أكمل وجه.

هذا الأمر يحرم قسم الموارد البشرية من فرصة التعرف على أوجه الضعف والقصور الموجودة في التدريب والقدرة على تجاوزها أثناء التدريب نفسه.

7ـ التكلفة الزائدة

يتطلب تنفيذ تدريب ميداني للموظفين الكثير من الجهد والوقت والموارد ليحقق أهدافه بشكل كامل؛ مما يترتب عليه تكبد المؤسسة للكثير من المصاريف المالية.

هل تعرف ما هو برنامج توطين بالمملكة العربية السعودية.

معوقات التدريب في القطاع الحكومي

بالطبع تواجه عملية التدريب في المؤسسات الحكومية قدرًا أكبر من المشكلات والمعوقات بسبب طبيعة اختيار الموظفين وكيفية أداء أعمالهم وغيرها من الأمور، ومن أبرز معوقات التدريب في القطاع الحكومي نذكر ما يلي:

1ـ الموارد المالية والبشرية المحدودة

تعاني بعض المؤسسات الحكومية من الميزانيات المحدودة، مما يترتب عليه توظيف عدد أقل من الأشخاص للقيام بالأعمال دون تكبد مصاريف زائدة؛ مما يؤثر في النهاية على إمكانية تنظيم برامج تدريبية فعالة.

2ـ الإجراءات الإدارية والبيروقراطية

تعاني كثير من المؤسسات الحكومية من شدة تعقيد الإجراءات الإدارية والبيروقراطية في اتخاذ القرارات المتعلقة بعملية التدريب في القطاع الحكومي؛ مما يؤدي إلى تأخير عمليات التدريب وزيادة تكاليفها.

3ـ التغيرات المستمرة في السياسات والإدارة

هناك العديد من المؤسسات الحكومية التي تتبع نظام تدوير المناصب القيادية بشكل دوري، مما يؤدي بالطبع إلى حدوث تغيرات متكررة في السياسات لغياب وجود خطة منظمة تلتزم بها المؤسسات بصرف النظر عن تغيير الأشخاص، وبالتالي يؤدي ذلك إلى حدوث تغييرات متكررة في الأولويات والأهداف؛ مما يؤثر في النهاية على استمرارية برامج التدريب خصوصًا التي تتطلب فترة زمنية طويلة.

4ـ ضغط العمل وصعوبة تعطيله

ترتبط المؤسسات الحكومية بتلبية احتياجات المواطنين في أوقات محددة لا تتحمل التأخير؛ لذا يواجه الموظفون في القطاع الحكومي صعوبة بالغة في استقطاع جزء من أوقاتهم للمشاركة في برامج التدريب.

قارن ذلك بالاحتياجات التدريبية للمعلمين.

5ـ الاختلافات الثقافية بين الموظفين

لا تخضع عملية اختيار الموظفين في المؤسسات الحكومية إلى مدى توافق المتقدم إلى الوظيفة مع ثقافة المؤسسة مثلما يحدث في العمل الخاص، حيث يجب أن تتم عملية التوظيف وفقًا لضوابط محددة ومحايدة لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين.

لكن هذا الأمر يؤثر بشكل كبير على جودة عملية التدريب، حيث إنه في كثير من الأحيان يصعب تحقيق التواصل الفعال بين المشاركين في التدريب بسبب الاختلافات الثقافية بينهم؛ مما ينعكس على عملية التدريب برمتها ويؤثر على تحقيق أهدافها بدقة.

تعلم عن مؤشرات التدريب.

أهمية عملية التدريب الميداني

تستخدم المؤسسات الأنشطة التدريبية في تحقيق أهدافها سواء على المدى القصير أو الطويل، حيث تتمثل أهمية عملية التدريب فيما يلي:

1ـ زيادة مهارات وقدرات وكفاءة العاملين

يساعد التدريب على تحسين مهارات الموظفين وتطوير إمكانياتهم وقدراتهم بشكل يواكب التطورات التي يشهدها مجال تخصصهم؛ لتحسين أدائهم وتسريع وتيرة تنفيذهم للأعمال وزيادة جودتها.

2ـ الاستغلال الأمثل للموارد بشرية الحالية

يساعد التدريب على تطوير قدرات الموارد البشرية التي تمتلكها كل مؤسسة فعليًا، وتلبية احتياجاتها بشكل كامل يجعلها في غنى عن تعيين موظفين جدد؛ مما يوفر عليهم التكاليف المترتبة على عملية دوران الموظفين.

3ـ زيادة رضا العملاء عن الخدمات والمنتجات

مع الاهتمام بعملية تدريب الموظفين والعاملين بأي مؤسسة سيترتب على ذلك تحسين جودة المنتجات والخدمات وتلافي العيوب الموجودة بها؛ مما يزيد من رضا العملاء عن تلك المنتجات.

4ـ تعزيز العمل بروح الفريق

يمكن أن يلعب التدريب دورًا هامًا في تنمية روح الفريق وتعزيز التعاون بين مختلف الموظفين في المؤسسات من خلال زيادة التفاعل والتواصل بين أفراد الفريق خلال تنفيذ الأنشطة التدريبية، بشكل يساهم في تطوير مهارات التواصل وفهم أدوار كل فرد؛ مما يؤدي في النهاية إلى بناء الثقة والتفاهم المتبادل بين جميع العاملين بالمؤسسة.

اقرأ أكثر عن تخطيط القوى العاملة في المؤسسة.

5ـ تحسين بيئة العمل وجعلها أكثر تنظيمًا

تركز كثير من التدريبات على مهارات التواصل بين الموظفين داخل المؤسسة ومعرفة حدود السلطات الإدارية؛ مما يضمن وجود بيئة عمل صحية وأكثر تنظيمًا.

6ـ تطوير مهارات الموظفين بما يساعد على زيادة ولائهم للمؤسسة 

كما يؤدي التدريب إلى تحقيق أهداف المؤسسة بشكل عام، فإنه يهدف كذلك إلى وصول كل موظف إلى درجة التطور التي يبحث عنها في مجال تخصصه والسعي قدمًا نحو تحقيق تطلعاته الشخصية في الجانب المهني.

ويميل الموظفون إلى العمل في المؤسسات التي تحرص على تدريبهم على استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة والأدوات المتطورة وتمنحهم فرصة لرفع مستوى مهاراتهم؛ مما يزيد من ولاء الموظفين للمؤسسة.

7ـ ضمان الحفاظ على معايير الصحة والسلامة في العمل

تهتم المؤسسات بتنظيم برامج تدريبية تركز على تحسين معرفة العاملين بإجراءات وتدابير السلامة خلال التعامل مع المعدات الحديثة وبمختلف مراحل الإنتاج؛ مما يؤدي إلى تقليل نسبة وقوع الحوادث وضمان وجود بيئة عمل آمنة.

8ـ ضمان تحسين جودة الخدمات والمنتجات

يساهم التدريب على زيادة كفاءة العاملين بالمؤسسة وبالتالي استمرار عملية تطوير المنتجات والخدمات التي تقدمها المؤسسة، والوصول بها إلى أعلى درجات الجودة المعتمدة عالميًا.

9ـ زيادة القدرة على المنافسة في السوق

تستخدم كثير من المؤسسات التدريب كأداة استراتيجية تساعد على الاحتفاظ بالموظفين ذوي الأداء المتميز؛ مما يوفر مناخًا مليئًا بالاستقرار داخل المؤسسة، ويجعلها قادرة على مواجهة منافسيها بكل طاقتها، ويؤهلها للمنافسة في السوق لأطول فترة ممكنة.

اقرأ أكثر عن كيفية أعداد الحقائب التدريبية.

كيف يمكن تحسين تجربة التدريب الميداني؟

هناك مجموعة من الأمور التي يجب على إدارة الموارد البشرية الأخذ بها في عين الاعتبار للتغلب على معوقات التدريب الميداني قدر المستطاع وتعظيم الاستفادة منه، ومن أبرز تلك النصائح نذكر ما يلي:

1ـ تحديد الأهداف بدقة

دعونا نتفق على أنه أولى خطوات نجاح أي عملية تدريبية هو تحديد ما تريده من تنظيمها من الأساس؛ لذلك يجب على إدارة الموارد البشرية في المؤسسات أن تحدد في البداية أهدافها بدقة من هذا النوع من التدريبات وكيف يمكنها أن تساهم في تحقيق أهداف المؤسسة بشكل عام.

2ـ وضع خطة منتظمة

ينبغي على قسم الموارد البشرية أن يضع خطة واضحة ومُحكمة بناءً على عملية تحديد وتحليل الاحتياجات التدريبية التي قام بها، وتقسيم التدريب لمراحل متسلسلة تسلّم كل منهم الأخرى؛ لتحقيق الهدف النهائي بالشكل الأمثل.

3ـ التركيز على التعلم لا النتيجة

ينبغي أن تركز إدارة الموارد البشرية أثناء تنفيذها للتدريب الميداني على أن يكون الهدف الأساسي من التدريب هو التأكد من أن المتدربين قد فهموا بالفعل ما يجب عليهم القيام به، ويمكنهم أداء أعمالهم بفعالية بعد انتهاء التدريب، وألا يكتفي المدرب بما يبديه المتدرب من أنه فهم المعلومات؛ لأنه قد يكون إيحاء غير دقيق.

4ـ التواصل الفعال مع المتدربين

واحدة من أبرز عوائق التدريب الميداني هو عدم وجود تواصل فعال بين أطراف العملية التدريبية مما يترتب عليه الكثير من القصور في التدريب؛ لذلك يجب على المدرب أن يحافظ على التواصل الفعال مع المتدربين خلال مختلف مراحل التدريب؛ لاكتشاف المواطن التي يحتاجون إلى مساعدة فيها.

5ـ طرح الأسئلة باستمرار

للتأكد من أنك تسير على الطريق الصحيح، يجب عليك ألا تتوقف عن طرح الأسئلة على المتدربين حول مختلف مراحل التدريب الميداني؛ لمعرفة إلى أي مدى نجحت في تحقيق هدفك وكيف يمكنك إجراء بعض التغييرات والتحسينات على أدائك العام وأسلوبك في التدريب.

ختامًا، تناولنا في هذا المقال أبرز الجوانب المتعلقة بمجال التدريب الميداني في المؤسسات المختلفة، وأوضحنا أبرز معوقات التدريب الميداني وكيفية العمل على تحسين البرامج التدريبية لزيادة فعاليتها.

صمم موقعك الإلكتروني مع زامن – منصة تعليمية جاهزة:

تقدم زامن خدمات تقنيات التعليم للمؤسسات التعليمية مثل الجامعات والمدارس والشركات العالمية في المملكة العربية السعودية. وتتوافق المنتجات الرقمية التي تقدمها زامن مع معايير المركز الوطني للتعليم الإلكتروني تواصل معنا الآن وتخلص من جميع المعوقات والتحديات التي تقد تواجهها مع تقنيات التعليم.

زامن منصة عربية رائدة تقدم العديد من الخدمات المتعلقة بتصميم المواقع التعليمية، وتتميز خدماتها بأنها متنوعة ومتوافقة مع المعايير المركز الوطني للتعلم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية. سوف تستفيد بخمس مميزات أساسية عند إنشاء منصتك التعليمية مع زامن.

تواصل معنا في زامن للاستفسار عن كافة تفاصيل الأسعار والاشتراكات والاطلاع على خدماتنا وما يناسب احتياجاتك لتصميم منصات تعليمية وفصول افتراضية. 

مقالات مرتبطة