مع التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم من حولنا أصبحت فكرة التعليم عن بعد أكثر انتشارًا في مختلف دول العالم، حيث باتت وسيلة تساعد الأشخاص من كل مكان في الحصول على تجربة تعليمية أفضل، وفي هذا المقال نذكر لكم أبرز فوائد ومميزات التعليم عن بعد.

تعريف التعليم عن بعد

يُعرف التعليم عن بعد «Distance Learning» على أنه وسيلة تقوم من خلالها المؤسسات التعليمية بتقديم محتواها العلمي من داخل المؤسسة إلى المتعلمين المتواجدين في أي مكان في العالم.

ويمكن أن يتم هذا التعليم من خلال المحتوى المسجل غير المتزامن والذي يمكن للمتعلم الاطلاع عليه في أي وقت أو المحتوى المتزامن الذي يقوم الشخص بالاستفادة منه في الوقت الفعلي لتقديمه.

وظهر هذا النوع من التعليم في أواخر العقد السابع من القرن العشرين من خلال عدد من الجامعات في أوروبا وأمريكا، عندما كانت ترسل المحتوى التعليمي الموجود على هيئة كتب وشرائط مسجلة ومقاطع فيديو لطلابها من خلال البريد؛ لمساعدتهم في فهم المناهج التعليمية من خلال تقديم شرح وافٍ لها.

واكتشفت هذه المؤسسات بأن الطلاب يتفاعلون مع المحتوى بشكل كبير ويلتزمون بما تكلفهم به المؤسسات من واجبات، لكنها تشترط عليهم أن يحضروا إلى الجامعة لأداء الاختبارات النهائية.

ومع الوقت اتجهت المؤسسات التعليمية إلى مزيد التوسع في تنظيم الدورات بهذا النظام بعد التأكد من فوائد ومميزات التعليم عن بعد وتطوره المستمر، وازداد انتشار هذا النوع من التعليم مع انتشار جائحة كورونا في عام 2020 واعتمدت عليه أغلب المؤسسات التعليمية أثناء انتشار الوباء وبعد انحساره.

اقرأ أكثر عن التعليم عن بعد في السعودية.

مميزات التعليم عن بعد

هناك عدد كبير من الأمور التي يتميز بها التعليم عن بعد ولا توجد في نظم التعليم التقليدي؛ مما يجذب الكثيرين إلى هذا النوع من التعليم، ومن أبرز مميزات التعليم عن بعد نذكر ما يلي:

1ـ التحديث الفوري والمستمر

إحدى أبرز مميزات التعليم عن بعد أن محتواه العلمي قابل للتحديث بشكل سريع ودوري، حيث يسعى مقدمي الدورات التعليمية عن بعد إلى مواكبة التحديثات التي يشهدها مجال تخصصهم أولًا بأول حتى يتمكنوا من التفوق على المنافسين وجذب عدد أكبر من الراغبين في التعليم.

كما أنه في كثير من الأحيان قد لا يحتاج الشخص إلى دفع رسوم إضافية إذا تم تحديث محتوى الدورة التي اشتراها من قبل، حيث يمكنه الدخول إليها في أي وقت واستعراض المحتوى الجديد بشكل كامل.

2ـ إمكانية الوصول السهل إلى المحتوى التعليمي

ساعد وجود التعليم عن بعد في تسهيل حصول الكثيرين على فرص تعليمية برغم الظروف والعوائق التي قد تحرمهم من الانضمام إلى مؤسسات تعليمية والحضور الفعلي بها، مثل وجودهم في أماكن نائية وبعدهم عن المؤسسات التعليمية أو وجود إعاقة تحرمهم من التحرك بسهولة أو حتى وجود التزامات تمنعهم من التواجد لأوقات طويلة خارج المنزل لأغراض تعليمية.

كما أنه أصبح هناك العديد من فرص الالتحاق بالجامعات المرموقة، حيث تتيح العديد من الجامعات والمعاهد العالمية إمكانية الوصول إلى محتواها العلمي من خلال الإنترنت من أي مكان في العالم.

3ـ إمكانية تكييف العملية التعليمية بحسب الاحتياجات الشخصية

واحدة من مميزات التعليم عن بعد التي لا تتوفر في التعليم التقليدي هو إمكانية أن يقوم كل شخص بتكييف المحتوى العلمي بحسب ظروفه الشخصية واحتياجاته؛ فيمكنه تنظيم الدورات التعليمية حسب أوقات عمله ويختار المكان المناسب للتعليم ويحدد كل الأمور المتعلقة بالتعليم بحسب نمط حياته الشخصي.

4ـ الحصول على شهادات بإتمام التعليم

تقدم أغلب المؤسسات العلمية شهادات تفيد بأن الشخص قد اجتاز تدريب ما أو دورة تعليمية محددة؛ مما يُعد إثباتًا فعليًا بحصوله على هذا التدريب، ويمكن أن يقدمه إلى أي جهة رسمية عند التقديم على وظائف أو منح تعليمية أو غيرها.

كما أن هناك العديد من تلك الشهادات تكون ذات اعتماد دولي في تخصصها، صحيح أنه في بعض الأحيان قد يتطلب الحصول عليها دفع رسوم إضافية، لكنك في النهاية ستستفيد من كونها معتمدة، حيث إنها قد تثقل من سيرتك الذاتية عند التقدم إلى أي وظيفة.

5ـ استمرار عملية التعليم أثناء الأزمات

قبل انتشار أنظمة التعلم عن البعد، كان حدوث أي أزمة سياسية أو صحية أو طبيعية في أي مكان يتسبب في تعطل عملية الدراسة بأكملها في هذه الرقعة الجغرافية؛ مما يهدد مستقبل الأطفال والشباب ويحرمهم من الحصول على التعليم الذي يستحقونه.

لكن مع انتشار وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» ظهرت أهمية التعليم عن بعد بشكل كبير، وأصبحت أغلب المؤسسات التعليمية العالمية تعتمد عليه بشكل أكبر حتى لا تتعطل الحياة العلمية، وبالفعل حقق هذا النوع من التعليم فوائد كبيرة وأثبت فعاليته فازدادت المؤسسات التي تلجأ إليه في أعمالها.

6ـ استخدام الوسائل التفاعلية

من مميزات التعليم عن بعد أنه يتيح للقائم بعملية التعليم استخدام كافة الوسائل التكنولوجية الفعالة أثناء الدورة التعليمية مثل مقاطع الفيديو والعروض التقديمية والمقاطع الصوتية وغيرها، بشكل يجذب انتباه الطلاب المشاركين في الدورة التعليمية ويعمق من فهمهم للمحتوى الذي يتم شرحه.

مزايا التعليم عن بعد

هناك العديد من المزايا المباشرة التي يمكن أن يحصل عليها الشخص حينما يلجأ إلى أنظمة التعليم عن بعد، وتتمثل أبرز تلك المزايا فيما يلي:

1ـ عدم الحاجة إلى الحضور الفعلي

عند اختيارك التعليم عن بعد فذلك يعني أنك لن تحتاج إلى الذهاب إلى مكان ما لحضور المحاضرات الدراسية، بل يمكنك أن تنضم إلى المحاضرات العلمية من خلال هاتفك الجوال أو جهازك اللوحي ومن أي مكان تريده وفي أي وقت حسب جدول أعمالك إذا كانت الدورة التعليمية بالطبع غير متزامنة ولا تشترط الحضور في وقت محدد.

2ـ الحرية في اختيار الدورات التعليمية

إذا أردت تعلم شيء ما فأنت لم تعد ملزمًا بالانضمام إلى جهة بعينها نظرًا لقربها الجغرافي منك بصرف النظر عن جودة خدماتها التعليمية أو المدربين الذين يعملون بها كما يحدث في التعليم التقليدي.

حيث إنه من خلال التعليم عن بعد بإمكانك الاختيار من بين مجموعة واسعة من المؤسسات والمدربين المتخصصين في المجال الذي تستهدفه، وتستطيع اختيار الشخص الذي يساعدك على فهم المحتوى بشكل أكبر وأكثر يسرًا واختيار المحتوى العلمي الذي تراه أكثر تميزًا وشمولًا، والقيام بمقارنة بين العديد من الدورات التعليمية من مختلف الجوانب ثم الانضمام إلى ما يناسب احتياجاتك وظروفك بدقة.

3ـ إعادة الدراسة أكثر من مرة

كم مرة خرجت من محاضرة علمية وهناك بعض الأمور التي لم تفهمها بشكل دقيق بعد؟

بالطبع هذا الأمر يتعرض له الكثيرون، لكن في التعليم عن بعد بإمكانك أن تقوم بإعادة مشاهدة المحاضرة العلمية أكثر من مرة دون أي قيود، وتكرار جزء محدد من المحاضرة كيفما تشاء؛ حتى تتمكن من فهم المحتوى بشكل كامل من مختلف جوانبه وفي أي وقت تريده.

4ـ توفير تكاليف الدراسة

يساعد التعليم عن بعد في توفير جزء كبير من التكاليف المالية المترتبة على الدراسة في الأماكن المرموقة التي قد تكون بعيدة عن محل إقامتك؛ لأنك من خلال التعليم عن بعد لن تحتاج إلى السفر والإقامة في مكان آخر بل يمكنك متابعة كل دروسك وأنت بمنزلك.

حيث إن التعليم عن بعد يساهم في تقليل تكاليف العملية التعليمية بنسبة تصل إلى 50% وذلك بسبب عدم الحاجة إلى وجود الكثير من التجهيزات اللوجيستية التي تكلف المؤسسات مبالغ طائلة لتوفير مكان للحضور الفعلي، وما يترتب عليه من زيادة مصاريف العملية التعليمية على الطلاب.

5ـ توفير الوقت

يساعد التعليم عن بعد على توفير وقت المشاركين في العملية التدريبة سواءً كانوا المعلمين أو الطلاب، وذلك من خلال توفير الوقت الذي تستغرقه عملية الانتقال إلى مكان عقد المحاضرات، وبالتالي توفير وقت أطول لعملية الدراسة والتطبيق العملي.

6ـ متابعة المعلمين لطلابهم باستمرار

واحدة من مزايا التعليم عن بعد التي يستفيد منها المعلمين هو إمكانية متابعة الطلاب أولًا بأول وبشكل تفاعلي، وكذلك إمكانية متابعة الواجبات المنزلية بشكل إلكتروني والتعامل مع تهرب بعض الطلاب من تنفيذ الواجبات بحجة نسيانها في المنزل قبل قدومهم إلى المدرسة.

7ـ متابعة الوالدين لما يتعلمه أبنائهم

واحدة من أبرز مزايا التعليم عن بعد للآباء هو منحهم فرصة لمتابعة المحتوى التعليمي الذي يتعرض إليه أبنائهم خلال مختلف مراحل دراستهم، والتأكد من مصادر المعلومات التي يتم غرسها في أذهان الأبناء وبخاصة في مرحلة المراهقة التي يتم خلالها تشكيل التوجهات والأفكار والآراء بشكل كبير.

هذا الأمر يمكن أن يحدث بسهولة سواء من خلال إمكانية دخول الآباء على المنصات التعليمية التي يستخدمها أبنائهم أو حتى متابعة عملية الشرح وقت حدوثها بشكل فعلي.

قارن ذلك بإيجيابيات وسلبيات التعليم عن بعد.

فوائد التعليم عن بعد

هناك العديد من الفوائد التي يشعر بها الشخص الذي يتخذ قرارًا بالتعليم عن بعد، ومن أبرز تلك الفوائد ما يلي:

1ـ تنمية المهارات الشخصية

يساعد التعليم عن بعد في تنمية بعض المهارات الشخصية عند المتعلم وخاصة تلك المتعلقة بالاستقلال الشخصي والقدرة على إدارة الوقت والتنظيم وغيرها من المهارات الحياتية الضرورية، حيث يصبح الفرد مسؤولًا بشكل كامل عن تحديد أولويات الدراسة وجدول تنظيمها وأهدافه التي يسعى لتحقيقها وكيفية الاختيار بين البدائل المتاحة.

2ـ عدم التعارض مع العمل الشخصي

هناك الكثيرون من المهنيين أو الموظفين يسعون إلى تطوير مهاراتهم وزيادة معرفتهم في مجال تخصصهم للحصول على فرص وظيفية أفضل، لكن ما يعيقهم عن تنفيذ هدفهم هو الجداول غير المرنة للتعليم التقليدي.

لكن هذا الأمر لم يعد موجودًا مع التعليم عن بعد حيث أصبح بإمكان هؤلاء الأشخاص ترتيب جداول دراستهم بما يتوافق مع جداول عملهم دون التقصير في أي منهما.

3ـ التحكم في سرعة إتمام الدورات التعليمية

إحدى أبرز فوائد التعليم عن بعد أنه يساعدك في التحكم في سرعة إتمامك للدورات التعليمية المختلفة بحسب ظروفك الشخصية، ففي بعض الأحيان تتجه للانتهاء من الدورة بشكل سريع بينما في أوقات أخرى قد تستغرق وقتًا أطول في الدورة لتمارس مزيدًا من التمارين التطبيقية وهكذا.

4ـ زيادة القدرة على الانضباط الذاتي

على الرغم من أن هذا النوع من التعليم يتمتع بمرونة كبيرة في تحديد جداول وأوقات الدراسة وفقًا لظروفك الشخصية، لكن يظل هناك مواعيد نهائية يجب عليك الوفاء بها.

لكن المختلف عن التعليم التقليدي هو أنه لا يوجد من يراقب مدى التزامك بمراحل الدورة التعليمية وتظل أنت الرقيب الأوحد على مدى التزامك؛ مما ينمي من قدرات الانضباط الذاتي عند المتعلم، والتي إن تمكن من استغلالها بفعالية في مختلف جوانب حياته سيصبح له شأن عظيم.

«منصة زامن» شريكك الأمثل في التعليم عن بعد

إذا قررت الاتجاه إلى تنظيم دورات التعليم عن بعد فإنك بحاجة إلى من يساعدك في هذا الأمر من خلال توفير منصة متكاملة تعمل بنظم إدارة التعلم؛ لتتمكن من تحقيق أفضل تجربة ممكنة لطلابك.

لكن هذا الأمر بات أسهل مما تتوقع من خلال تعاونك مع «منصة زامن» التي توفر لك كل الإمكانيات التي تحتاجها في عملك وتيسر عليك متابعة طلابك وتقييم أدائهم بشكل دوري، كل ما عليك هو أن تتواصل معنا الآن لنبدأ معًا رحلة تحقيق هدفك.

صمم موقعك الإلكتروني مع زامن – منصة تعليمية جاهزة:

تقدم زامن خدمات تقنيات التعليم للمؤسسات التعليمية مثل الجامعات والمدارس والشركات العالمية في المملكة العربية السعودية. وتتوافق المنتجات الرقمية التي تقدمها زامن مع معايير المركز الوطني للتعليم الإلكتروني تواصل معنا الآن وتخلص من جميع المعوقات والتحديات التي تقد تواجهها مع تقنيات التعليم.

زامن منصة عربية رائدة تقدم العديد من الخدمات المتعلقة بتصميم المواقع التعليمية، وتتميز خدماتها بأنها متنوعة ومتوافقة مع المعايير المركز الوطني للتعلم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية. سوف تستفيد بخمس مميزات أساسية عند إنشاء منصتك التعليمية مع زامن.

تواصل معنا في زامن للاستفسار عن كافة تفاصيل الأسعار والاشتراكات والاطلاع على خدماتنا وما يناسب احتياجاتك لتصميم منصات تعليمية وفصول افتراضية.