التلعيب في التعليم الإلكتروني

التلعيب في التعليم (Gamification): تعريفه وفوائده وعناصره وتطبيقه مع ضرب أمثلة

التلعيب في التعليم (Gamification in Education) مصطلح قد يكون وقعه غريب على أذن الكثيرين من القراء العرب رغم أهميته الكبيرة في ميدان التعليم، إذ نجد المتعلمين اليوم قد ترعرعوا ونشأوا في ظلال التقنيات الرقمية الحديثة، وصار لزامًا على المعلمين معالجة التحديات المنوطة بتكييف عملية التعلم وفق ما يناسب أنماط تعلم مختلفة ومتطلبات جديدة في التجربة التعليمية، ويعد التلعيب (Gamification) أحد أبرز الأساليب والتقنيات التعليمية المستحدثة التي تحقق أقصى استفادة من تلك التجربة التعليمية. فما المقصود بالتلعيب؟ وما فوائده وأهدافه؟ وما عناصر استراتيجية التلعيب؟ ومتى نوظيف التلعيب في التدريب وما أهداف توظيفه؟ وكيف يمكن تطبيق التلعيب في التعليم؟ مع ذكر أمثلة على تطبيق التلعيب في المراحل التعليمية المختلفة.

ما المقصود بالتلعيب في التعليم (Gamification in Education)؟ 

يشير مفهوم التلعيب (Gamification) في العموم إلى استراتيجية تنطوي على عناصر تشبه عناصر اللعب لكنها تستخدم في أنشطة أخرى لتعزيز المشاركة والتحفيز. ولكن ما الذي يجعلنا نعلق آمالًا كبيرة على الألعاب؟ السبب كما أشارت أدلة علمية أن ألعاب الفيديو مرتبطة بإفراز الدوبامين، وهو الهرمون المتعلق بشعور السعادة، ومن ثم تكون الأنشطة المرتبطة به أكثر فاعلية وجدوى.

أما التلعيب في التعليم (Gamification in Education) على وجه الخصوص فيشير إلى دمج اللعب والألعاب في تجربة التعلم لجعلها أكثر جاذبية وتفاعلية، ويشمل ذلك استخدام تقنية الواقع الافتراضي والألعاب المصممة للهواتف من أجل تعزيز انخراط الطلاب في تجربة التعلم وزيادة استمتاعهم بها. 

والتعليم القائم على اللعب من أبرز تقنيات التعليم في عام 2024، إذ يلاحظ الوثبة الكبيرة في تطور تقنيات التعليم خلال سنوات معدودات، وتقتنص الجهات التعليمية كل فرصة سانحة لإدخال أحدث التقنيات إلى المنظومة التعليمية ودمجها في أساليب التدريس. 

ويتزايد رواج التعلم القائم على اللعب منذ سنوات، ومن المتوقع أن يتواصل رواجه وتناميه في عام 2024 وما بعده. وليس هذا بالمستغرب في ظل أن مجال تكنولوجيا التعليم يُتوقع أن تصل قيمته إلى 605.8 مليار دولار بحلول عام 2027. ولا غنى عن استخدام أسلوب التلعيب وغيره من الأساليب المستحدثة لمن أراد اللحاق بركب التطور الحاصل في المشهد التعليمي.

ما فوائد التلعيب في التعليم؟

تتمحور فوائد التلعيب في التعليم حول إثراء التجربة التعليمية وإضفاء طابع المتعة والمرح عليها، فتطبيق عناصر تتسم بالمرح والفاعلية في التعليم من شأنها أن تحدث تغييرًا جذريًا في نهج التعلم. إذًا، كيف يمكننا تسخير اللعب لصالح التعليم؟

لقد اعتاد الكثير منا على جرعات السعادة الفورية المستمدة من وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات والألعاب. ومع التعود على الدوبامين الناتج عن تلك العادات السلبية، قد يكون من الصعب الاستمرار في التركيز على النشاط الإنتاجي. وينطبق هذا بشكل خاص على الأجيال الشابة التي تميل إلى قضاء وقت كثير جدًا على الإنترنت، إذ أظهرت الدراسات أن 55% من جيل الألفية (Generation Z) يستخدمون هواتفهم لأكثر من 5 ساعات يوميًا.

باستخدام نهج التعلم القائم على اللعب، يمكننا استغلال العادات السيئة التي تسبب الإدمان وقلبها لتصبح مفيدة في تدريب الطلاب والمتعلمين على الإقبال بحماس على تجربة التعلم وعدم النفور منها. وقد أظهرت دراسة حديثة أن أولئك الذين يتعلمون عبر أساليب التعليم القائمة على الألعاب يحصلون على درجات أعلى من زملائهم الذين لا يتعلمون بتلك الأساليب، كما تشير دراسات أخرى إلى أنه على التلعيب يحسن نتائج التعلم. 

وإليك فيما يلي أبرز أهداف التلعيب في التعليم:

1. تعزيز الانخراط في التعلم

تعزيز الانخراط في التعلم من أبرز فوائد التلعيب، غالبًا ما تخفق أساليب التدريس التقليدية في جذب انتباه الطلاب والحفاظ عليه، أما أسلوب التلعيب فيعالج هذا التحدي من خلال تقديم عناصر مثل النقاط والأوسمة والمكافآت التي تلبي الرغبة المتأصلة في الإنجاز والتقدير. 

2. تحسين الحفظ والفهم

مفهوم التلعيب قائم على المشاركة النشطة، وتلك المشاركة النشطة بطبيعة الحال تؤدي إلى تحسين استيعاب الطالب للموضوع بسرعة وفهمه فهمًا أعمق قبل ترسيخه في ذاكرته، وذلك لأن أسلوب التلعيب لا يضيف المعلومات في ذهن الطلاب بسلاسة فحسب، بل يطبقونها بشكل فعال في بيئة مفعمة بالحركة والتفاعل.

3. تهيئة مسارات التعلم الشخصية

إحدى المزايا الرئيسية للتلعيب هي قدرته على التكيف مع أنماط التعلم الفردية المختلفة، فمن خلال طبيعة محتوى التعلم القائم على اللعب يمكن للطلاب التقدم بالسرعة التي تناسبهم، وتلقي تعليقات فورية بشأن أدائهم. يعزز هذا النهج الشخصي الشعور بالاستقلالية، وتمكين المتعلمين من السيطرة على رحلتهم التعليمية.

4. توطيد روح التعاون

إن طبيعة الألعاب التفاعلية توطد روح التعاون والعمل الجماعي، مما يعزز الشعور بالانخراط في المجتمع والإنجاز المشترك. فمن شأن حل المشكلات واجتياز التحديات بشكل تعاوني ضمن بيئة تشبه اللعبة أن تجهز الطلاب لسيناريوهات أرض الواقع حيث يكون العمل الجماعي ضروريًا.

5. تنمية مهارات التفكير النقدي

تنطوي الألعاب على تحديات وعقبات تتطلب التفكير النقدي والتمتع بمهارات حل المشكلات. ومن خلال دمج اللعب في التعليم، يتعرض الطلاب لسيناريوهات تتطلب قدرات تحليلية، وتفكيرًا استراتيجيًا، واتخاذ قرارات – وهي مهارات ضرورية للنجاح في الأوساط الأكاديمية وخارجها.

6. تقييم أداء فوري

يعد التقييم الفوري حجر الزاوية في تجارب التعلم الفعالة، ويوفر أسلوب التلعيب تقييمات فورية لأداء الطلاب، مما يسمح لهم بتحديد مواطن الضعف ومكامن القوة وتعزيز السلوكيات الإيجابية. تؤدي هذه السرعة إلى تعزيز عملية التعلم.

7. تأجيج الحافز

طبيعة الألعاب تنطوي على فكرة إحراز تقدم، وعندما يحقق اللاعبون إنجازات مهمة يفتحون مستويات جديدة أو يحصلون على مكافآت، وتطبيق هذا المفهوم على التعليم يحفز الطلاب على تحديد الأهداف وتحقيقها، مما يخلق مسارًا منظمًا يبقي حافزهم نشطًا في عملية التعلم.

8. تطبيق المعارف النظرية في سيناريوهات عملية

غالبًا ما يحاكي أسلوب اللعب سيناريوهات العالم الحقيقي، مما يمكّن الطلاب من تطبيق المعرفة النظرية في سياقات عملية. ويعزز هذا الجسر بين النظرية والتطبيق ترسيخ المهارات والقدرات، وإعداد الطلاب لمواجهة التحديات التي قد يواجهونها في حياتهم المهنية المستقبلية.

9. الحد من قلق التعلم

من شأن بيئات التعلم التقليدية أن تثير القلق، مما يعيق عملية التعلم. يقدم أسلوب التلعيب عنصرًا من المرح والإثارة، مما يخفف من التوتر ويخلق ارتباطًا إيجابيًا بالتعلم. وهذا التغيير في المنظور يسهم في خلق جو تعليمي يبعث على الأريحية.

10. توليد حلول مستندة إلى بيانات دقيقة

تجمع منصات الألعاب الرقمية كميات هائلة من البيانات المتعلقة بتفاعلات الطلاب وتقدمهم وأدائهم. وبإمكان المعلمون الاستفادة من هذه البيانات للحصول على أفكار وحلول حول أنماط التعلم الفردية والجماعية. يسمح تحليل هذه البيانات للمعلمين بإجراء التدخلات المناسبة والتعديلات المطلوبة على الاستراتيجيات التعليمية، مما يؤدي إلى تحسين تجربة التعلم الشاملة.

ما هي عناصر استراتيجية التلعيب؟

تنطوي استراتيجية التلعيب على العديد من العناصر التي تجعلها وسيلة مؤثرة في عملية اكتساب المعرفة، وهذه العناصر تجعل تصميم الاستراتيجية متمحور حول تحقيق أهداف معينة، على رأسها حل المشكلات وتعزيز العمل الجماعي وتحسين مهارات التواصل وتشجيع المنافسة الإيجابية مع الآخرين. ولا يلزم أن تتوافر جميع تلك العناصر في كل تصميم، إنما يمكن الانتقاء منها وفق ما يناسب طبيعة الدورة التعليمية ونوعية الطلاب. ومن أبرز تلك العناصر تحصيل النقاط وحوافز المكافآت ومستويات الصعوبة ومسارات التقدم الشخصية وقوائم الأوائل والتحديات الجماعية.

1. تحديد أهداف وغايات واضحة

يعد تحديد أهداف وغايات واضحة أمرًا أساسيًا في استراتيجية التلعيب. وهذا يوفر للطلاب إحساسًا بالهدف والوجهة والجدوى، تمامًا مثل المهمات في ألعاب الفيديو. تعمل الأهداف الواضحة على إنشاء خارطة طريق للطلاب، مما يساعدهم على فهم أهمية المادة التي يتعلمونها.

2. تحصيل النقاط

عنصر تحصيل النقاط يتيح للطلاب تحصيل عدد معين من النقاط بحسب التقدم الذي أحرزوه ووفقًا لإنجازاتهم الأكاديمية. سواء أكان ذلك إكمال المهام، أو تحقيق درجات جيدة في التقييمات والاختبارات، أو المشاركة بنشاط في مناقشات الفصل، فإن كل إنجاز يساهم في زيادة حصيلة نقاطهم.

3. المكافآت 

المكافآت تكون حوافز قوية جدًا ذات تأثير إيجابي ملموس، ويمكن أن تتخذ تلك المكافآت هيئة أوسمة أو شهادات أو ألقاب أو امتيازات معينة مثل وقت استراحة الإضافي أو جوائز مادية. يضيف عنصر المنافسة للحصول على المكافآت طبقة إضافية من الإثارة، مما يدفع الطلاب إلى التفوق في دراستهم.

4. مستويات الصعوبة

عنصر مستويات الصعوبة فعال جدًا. على غرار ألعاب الفيديو، يتقدم الطلاب عبر مستويات مختلفة يتقنون خلالها مفاهيم أو مهارات جديدة، وينطوي كل مستوى على مهمات أشد صعوبة، مما يحافظ على تفاعل المتعلمين ويوفر إحساسًا واضحًا بالإنجاز أثناء تقدمهم.

5. مسارات التقدم الشخصية

يتيح التلعيب فرصة تخصيص التجربة التعليمية، فبإمكان الطلاب التقدم في المسار التعليمي القائم على اللعب بالسرعة التي تناسبهم، والتقدم إلى مستويات أعلى عندما يكونوا جاهزين. يضمن هذا النهج التكيفي حصول كل طالب على الوقت الكافي له واكتساب المعرفة التي يحتاجها فعلًا قبل المضي إلى المستويات التالية، مما يعزز رحلة تعليمية مرحة وأقل ضغطًا.

6. قوائم الأوائل

إعداد قوائم للأوائل يثير المنافسة الإيجابية بين الطلاب، وهي عنصر مهم من عناصر استراتيجية التلعيب. تستعرض تلك القوائم أصحاب الأداء المتميز، مما يحفز الطلاب على السعي لتحقيق التميز، وتشجع هذه الروح التنافسية على اتخاذ موقف إيجابي تجاه التعلم.

7. التحديات الجماعية

بالإضافة إلى المنافسة، يعزز التلعيب روح التعاون. ومن شأن تبني عنصر التحديات الجماعية والمهمات التعاونية أن يؤدي إلى تعزيز مهارات العمل الجماعي والتواصل، حيث يتعلم الطلاب قيمة العمل معًا لتحقيق هدف مشترك، وهكذا يتجهزون لسيناريوهات العالم الحقيقي التي يكون فيها التعاون أمرًا ضروريًا.

متى نوظف التلعيب في التدريس وما أهداف توظيفه؟

بوسعنا أن نوظف التلعيب في التدريس ضمن سياقات تعليمية مختلفة ولأهداف متنوعة. ونستعرض فيما يلي بعض السيناريوهات التي تبرز فيها فاعلية أسلوب التلعيب وجدواه، مع ذكر الأهداف والأغراض المرجو تحقيقها من وراء استخدامه.

يمكننا توظيف التلعيب في بداية الدورة التعليمية أو عند شرح معلومات جديدة. والهدف هنا يكون تعزيز مشاركة الطلاب وانخراطهم، وجذب انتباههم وإثارة اهتمامهم، وجعل التعلم أكثر متعة، فمن شأن دمج الألعاب في المناهج أن يحفز الطلاب على المشاركة بنشاط في عملية التعلم. كما يمكننا توظيفه في شرح المفاهيم الصعبة والمعقدة، فمن خلال تقديم المعلومات في شكل يشبه اللعبة تزداد أرجحية أن يستوعب الطلاب المفاهيم الصعبة ويظلوا متحمسين طوال عملية التعلم.

وبوسعنا أيضًا توظيفه عندما نهدف إلى تنمية مهارات محددة، إذ يوفر أسلوب التلعيب بيئة منظمة وجذابة للطلاب لممارسة وتعزيز مهارات معينة، ويشجع على التكرار والإتقان من خلال التحديات والأنشطة التفاعلية. وكذلك نستخدمه عند محاولة غرس السلوكيات الإيجابية، فيمكن استخدامه لمكافأة من يقومون بالسلوكيات المرغوبة، مثل الحضور المنتظم، أو إكمال الواجبات في الوقت المحدد، أو المشاركة بنشاط في مناقشات الفصل. فيكون بمثابة أداة تحفيزية لتعزيز التغييرات الإيجابية في سلوك الطلاب.

وكذلك بالإمكان دمج أسلوب التلعيب عندما نستهدف تعزيز العمل الجماعي، فأنشطة التلعيب تشجع تعاون الطلاب في المشاريع الجماعية أو الأنشطة التعاونية، فمن خلال تقديم عناصر مثل تحديات الفريق أو المسابقات الجماعية، حيث يقوم الطلاب بتطوير مهارات العمل الجماعي والتواصل أثناء العمل لتحقيق هدف مشترك. ويكون أسلوب التلعيب فعالًا أيضًا في المراجعات قبل الامتحانات أو في نهاية الدورة، إذ يجعل المراجعة أكثر متعة وأكثر جدوى.

باختصار، يعد التلعيب أداة متعددة الاستخدامات يمكن تطبيقها بشكل استراتيجي بناءً على الأهداف والتحديات المحددة للدورة التدريبية أو المسار التعليمي. وتشمل أهدافها تعزيز المشاركة، وتبسيط المفاهيم المعقدة، وتطوير المهارات، وتعزيز السلوكيات الإيجابية، وإذكاء روح التعاون، والمساعدة في المراجعة قبل الامتحانات، والحفاظ على التحفيز على المدى الطويل. وذلك لأن استراتيجية التلعيب تحافظ على استبقاء اهتمام الطلاب على المدى الطويل من خلال دمج فكرة تحصيل النقاط والمكافآت وغيرها من العناصر التي ذكرناها.

كيف يمكن تطبيق التلعيب في التعليم؟

تطبيق التلعيب في التعليم ينبغي أن يتم عبر خطوات مُرتبة لتكون عملية التطبيق فعالة ومجدية، حيث تبدأ بتحديد أهداف واضحة وتختار آليات التلعيب المناسبة، ثم تحرص على تكامل التلعيب مع المنهج الدراسي وتوفير خيارات شاملة، وأخيرًا تهتم بالرصد والتقييم. وإليك فيما يلي شيء من التفصيل لتلك الخطوات:

1. حدد أهدافًا واضحة

قبل تطبيق أسلوب التلعيب يجدر بالمعلمين تحديد أهداف تعليمية واضحة، وهذا يبدأ بفهم الغايات والأهداف التعليمية التي يريدون من الطلاب تحقيقها، فهذا يساعد على تصميم استراتيجية التلعيب المناسبة التي تتوافق مع أهداف المنهج الدراسي، بما يحقق أفضل نتائج تعلم ممكنة.

2. اختر آليات التلعيب المناسبة

ينبغي لك أن تتأنى في اختيار آليات التلعيب المناسبة، فهذه الخطوة بالغة الأهمية لنجاح عملية التلعيب. بالإمكان استخدام آليات مثل تحصيل النقاط أو الأوسمة والشهادات أو الجوائز المادية أو القوائم الأوائل أو تصميم مستويات الصعوبة، ويجب أن يكون الاختيار بشكل استراتيجي لتحفيز الطلاب وجعلهم ينخرطون في التجربة التعليمية.

3. احرص على تكامل الاستراتيجية مع المنهج

يجب أن تكون استراتيجية التلعيب متكاملة مع مضمون المنهج الدراسي، وذلك لكيلا تتسبب في تشتيت انتباه الطلاب عن الغرض المراد التعليمي المراد تحقيقه. فاحرص على دمج الألعاب بسلاسة في عملية التعلم بما يفضي إلى تعزيز استيعاب المفاهيم الأكاديمية المراد ترسيخها في ذهن الطالب.

4. قدِّم خيارات شاملة

ضع في حسبانك الاحتياجات المتنوعة للطلاب وأنماط تعلمهم المختلفة، واحرص على توفير أساليب لعب بديلة للطلاب الذي يجدون صعوبة أو تحديات في بعض الألعاب، وهذا يضمن أن جميع الطلاب يمكنهم الاستفادة من تجربة التعلم.

5. ارصد وقيم

عليك برصد استراتيجية التلعيب وتقييم جدواها بانتظام، وذلك من خلال طلب التعقيبات وتقييمات رضا الطلاب عن الأنشطة المستخدمة، بالإضافة إلى رصد النتائج ومقارنتها. واحرص على تعديل الاستراتيجية والأسلوب حسب مقتضي الحال لمواجهة التحديات وتعزيز النتائج الإيجابية. 

أمثلة على تطبيق التلعيب في المراحل التعليمية

نستعرض أمثلة على تطبيق التلعيب في المراحل التعليمية المختلفة، بدءًا من التلعيب في التعليم الابتدائي ومرورًا بالتلعيب في التعليم الثانوي وصولًا إلى التلعيب في التعليم الجامعي، إذ أن أسلوب التلعيب يمكن تكييفه لجميع الفئات العمرية. ولعل ذلك يكون مصدر إلهام للمعلمين الذين يريدون تطبيق التلعيب في فصولهم الدراسية ويستحث اذهانهم على توليد المزيد من الأفكار الإبداعية.

أولًا: التلعيب في التعليم الإبتدائي

أثبت التلعيب جدواه وفاعليته بشكل خاص في التعليم الابتدائي، حيث يكون حب الاستطلاع عند الطلاب الصغار في ذروته ويكون خيالهم خصبًا جدًا. ومن شأن دمج الألعاب التعليمية في المنهج الدراسي أن يؤدي إلى تحويل الموضوعات العادية إلى مهمات مثيرة وممتعة ومرحة، مما يثير حب التعلم في نفوس الصغار منذ سن مبكرة. وإليك مثالين على تطبيق أسلوب التلعيب في هذه المرحلة من مادة الرياضيات ومواد اللغة.

مغامرات الرياضيات 

بالإمكان دمج أسلوب التلعيبب في دروس الرياضيات، وذلك من خلال استخدام الألعاب التفاعلية التي تتضمن حل المسائل الرياضية، ومع كل مسألة محلولة يتقدم الطالب إلى المستوى التالي، ويمكن تقسيم مستويات الصعوبة إلى خمس أو عشر مستويات مثلًا، ومن يصل إلى المستوى الأخير يفوز بجائزة.

أسئلة اللغة 

من المهم للغاية جعل تعلم اللغة سلسًا، وقد أثبتت الدراسات أن أمثل طريقة لتعلم اللغة هي التفاعل، ولذا يمكنك استخدام الألعاب التفاعلية لتعليم اللغة للصغار، مثل ألعاب تكوين أكبر عدد من الجمل من مفردات معينة، وحث الطلاب على التنافس على إخراج أكبر عدد ممكن من المفردات من مجموعة من الحروف، كما يمكنك استخدام سرد القصص، مما يخلق تجربة تعلم لغة ممتعة وفعالة.

ثانيًا: التلعيب في التعليم الثانوي

ومع انتقال الطلاب إلى التعليم الثانوي تصبح التحديات أكثر تعقيدًا، وتصبح مهمة الحفاظ على تركيزهم في المناهج التعليمية أصعب وأصعب في ظل المشتتات الكثيرة. وبالإمكان أن  يوفر أسلوب التلعيب جسرًا بين المنهج المنظم والحاجة إلى تجارب تعليمية تفاعلية وديناميكية. وإليك مثالين على تطبيق أسلوب التلعيب في هذه المرحلة.

المحاكاة التاريخية 

يمكنك تحويل دروس التاريخ إلى محاكاة تفاعلية ممتعة، حيث يتولى الطلاب تمثيل الشخصيات التاريخية، ويعايشون الأجواء بأنفسهم ويتخذون القرارات ويعاينون العواقب، ومن شأن هذا الأسلوب أن يعزز استيعاب الأحداث ويزيد من متعة تعلم التاريخ، كما أنه يمكن أن يؤدي إلى تطوير ملكات التمثيل واكتشاف المواهب المدفونة.

مادة العلوم 

بالإمكان دمج أسلوب التلعيب في مادة العلوم بطرق متعددة، من أبرزها الانطلاق في رحلات علمية، أو إنشاء تجارب علمية افتراضية، واستخدام أسلوب المنافسة حول من يصل إلى أسرع النتائج مثلًا، فمن شأن إعداد الأنشطة التي تعزز المنافسة الإيجابية بين الطلاب أن يساعدهم على تنمية روح التنافس الإيجابية وإضفاء الإثارة على التجارب العلمية.

ثالثًا: التلعيب في التعليم الجامعي

التلعيب له دور مهم في مرحلة التعليم الجامعي، حيث يكون للطلاب مزيدًا من الاستقلالية وتحمل المسئولية في تجربة تعلمهم، ومن شأن التلعيب أن يكون أداة قوية لتعزيز ثقافة التعلم الذاتي والتفكير النقدي. إذ يمكن استخدام التلعيب لتعزيز شعور الطلاب بأنهم مسئولون عن تقدمهم الأكاديمي، مع لمسة من المتعة، وتشجيعهم أيضًا على المحاولة مرة أخرى بعد الإخفاق. وإليك مثالين على تطبيق أسلوب التلعيب في هذه المرحلة.

الاختبارات المحفزة

غالبًا ما تكون الاختبارات ذات الوقت المحدد مرهقة للطلاب وتثير توترهم. بالإمكان جعل الاختبارات أكثر جاذبية ومتعة من خلال دمجها مع عناصر تستثير الحوافز والحماس، مثل تحصيل النقاط الإضافية وتقييمات النجوم والمكافآت والأوسمة، هذا علاوة على الدرجات الأساسية للاختبار.

إنجاز سلسلة مهمات

يُعرض على الطلاب سلسلة من المهمات المتعلقة بمفاهيم ومشاريع مختلفة تحتاج إلى جهد تعاوني، ويتم تقسيمهم إلى مجموعات ولكل مجموعة اسم مميز، ويتم تخصيص جوائز لأكثر مجموعة تظهر روح تعاونية وعقلية إبداعية مثلًا في إنجاز المهمات. ويمكن للطلاب أيضًا إجراء تقييم ذاتي لرحلة التعلم التي خاضوها، مما يمنحهم الدافع لمواصلة المضي قدمًا نحو تحقيق أهدافهم.

لماذا تختار زامن شريكًا لك في تصميم رحلتك التعليمية؟ 

زامن مزود خدمة معتمد وفق اشتراطات المركز الوطني للتعليم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية، نقدم لك حزمة من الأدوات الفريدة، جمعناها لك في مكان واحد لتستمتع بترسانة متكاملة تساعدك في تصميم تجربة تعليم إلكتروني ممتازة باللغة العربية.

نثري تصميمك بواجهتين بلغتين مختلفتين، مما ييسر وصول خدماتك التعليمية إلى شريحة أعرض من الطلاب، وهو ما يعطي أيضًا انطباعًا باحترافيتك ويعزز من موثوقيتك ومصداقيتك.

ونوفر لك مزية التكامل مع وسائل تواصل عديدة مهمة في إثراء التجربة التعليمية، مثل موقع يوتيوب، وتطبيق واتساب، وتطبيق زووم.

كما نقدم لك ميزة الدعم الفني المستمر التي توفر لمنصتك تحديثات دورية تحافظ على سلاسة عمل المنصة وأمانها، وهو جانب بالغ الأهمية في تصميم المواقع ولا بد من مراعاته لاستدامة خدمتك التعليمية بسلاسة.

تواصل معنا الآن في زامن واستمتع بتصميم إبداعي يراعي إجراءت السلامة، واطلع على باقات الأسعار والاشتراكات والخصومات التي نقدمها لعملائنا.

مقالات مرتبطة