التحول الرقمي في التعليم

التحول الرقمي في التعليم: 6 إيجابيات مميزة والسلبيات والمتطلبات والأدوات والاتجاهات الحديثة

صار التحول الرقمي في التعليم ملمحًا أساسيًا من ملامح المشهد التعليمي، وقد نقل التجربة التعليمية نقلة نوعية مشهودة من ضيق التلقين إلى باحة التفاعل الإيجابي السلس، مسخرًا في هذا المسعى أحدث الأدوات والوسائل التكنولوجية التي تمخضت عنها طفرة التطور التكنولوجي التي تميز العصر الحالي، فعلى سبيل المثال تشير الإحصائيات إلى أن أساليب التعلم القائمة على الوسائل التكنولوجية شكلت 80% من إجمالي ساعات التعلم في عام 2020، والنسبة في ازدياد منذ ذاك الحين.

وقد برز اهتمامنا في زامن بهذا الموضوع اتساقًا مع توجه المملكة العربية السعودية إلى تنفيذ استراتيجة التحول الرقمي في إطار رؤية المملكة 2030، لا سيما في ميدان التعليم. وفي مقالنا الشامل هذا نستعرض تعريف التعليم الرقمي وأهميته وخصائصه، ثم نتناول إيجابياته وسلبياته، بعدها نذكر أهداف التحول الرقمي في التعليم ومتطلباته وأدواته ووسائله، ونُعرّج على أبرز الاتجاهات الحديثة في التعليم الرقمي، ثم نقترح مقترحات لتنفيذ التحول الرقمي في التعليم. كما سنذكر نبذة عن 6 كتب عربية وإنجليزية عن التحول الرقمي في التعليم، وسنتطرق إلى الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني، ونختتم المقال بملامح التعليم الرقمي في السعودية في إطار رؤية 2030.

ما التحول الرقمي في التعليم؟

يشير التحول الرقمي في التعليم إلى التكامل الشامل للتقنيات الرقمية في شتى جوانب عمليات التدريس والتعلم. ويشمل اعتماد الأدوات والمنصات والاستراتيجيات الرقمية لتعزيز الخبرات التعليمية، وتبسيط العمليات الإدارية المتعلقة بتجربة التعليم والتعلم، وإعداد الطلاب لمتطلبات العصر الرقمي ومقتضياته.

وقد جاء اتساع هذا المنحى نتيجة للتطور المتسارع في السياق التكنولوجي، لا سيما الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والواقع المعزز؛ والتي تعمل جميعها كحافز لإعادة تشكيل النماذج التعليمية. توفر هذه التطورات فرصًا غير مسبوقة لتجارب التعلم الشخصية واتخاذ القرارات المستنيرة المستندة إلى البيانات الدقيقة.

ففي الساحة التعليمي التي تشهد تسارعًا محمومًا أصبح دمج التكنولوجيا الحديثة في التجربة التعليمية أمرًا لا غنى عنه للمؤسسات التي تنشد مسايرة ركب التطور وملائمة متطلبات العصر. ويعمل هذا التحول، المعروف بالتحول الرقمي، على إعادة تشكيل النماذج التعليمية التقليدية، بحيث يتيح التحول الرقمي للمعلمين تصميم مناهجهم بما يتناسب مع احتياجات الطلاب الفردية، مما يعزز بيئة تعليمية أكثر جاذبية وجدوى.

ما أهمية التحول الرقمي في التعليم؟

يعد التحول الرقمي في التعليم بمثابة حافز لإزالة الحواجز الجغرافية وتذليل العراقيل الاجتماعية والاقتصادية، إذ تتمتع منصات التعلم عبر الإنترنت، والفصول الدراسية الافتراضية، والتطبيقات التعليمية بالقدرة على الوصول إلى المتعلمين في المناطق النائية، مما يوفر إمكانية الوصول إلى التعليم الجيد للجميع.

كما تسهل التكنولوجيا تجارب التعلم الديناميكية والشخصية؛ إذ تعمل الأدوات الرقمية على تمكين المعلمين من تصميم أساليب التدريس التي تناسب أنماط التعلم المتنوعة، مما يعزز بيئة تعليمية أكثر جاذبية وفاعلية. 

وفي عالم تقوده التكنولوجيا لم تعد الثقافة الرقمية والقدرة على التعامل مع الوسائل التكنولوجية مجرد ميزة إضافية، بل ضرورة يجب توافرها في كل المؤسسات ولدى جميع الأفراد، ومن شأن دمج الأدوات الرقمية في التعليم أن يزود الطلاب بالمهارات الأساسية لسوق العمل في المستقبل. 

وتمتد أهمية التحول الرقمي إلى ما ما وراء الفصول الدراسية، إذ تسهم في تبسيط العمليات الإدارية في المؤسسات التعليمية، حيث تعمل أنظمة الإدارة المستندة إلى الحوسبة السحابسة والتصنيف الآلي وتحليلات البيانات على تحسين المهام الإدارية، مما يسمح للمعلمين والمسؤولين بالتركيز على الجوانب التي تمثل أهمية استراتيجية أكبر في التجربة التعليمية.

ما خصائص التعليم الرقمي؟

للتعليم الرقمي خصائص تميزة عن التعليم التقليدي وأساليب التعليم القديمة، وفيما يلي أبرز تلك الخصائص في نقاط موجزة:

  • المرونة وسهولة الوصول، حيث يتيح التعليم الرقمي للمتعلمين إمكانية التقدم في المسار التعليمي بالسرعة التي تناسبهم، في أي وقت وفمن أي مكان.
  • التفاعل والمشاركة، فتوظيف الصور والصوتيات والفيديوهات التفاعلية واستخدام المنتديات والمشاريع التعاونية يعزز المشاركة في تجربة التعلم.
  • تعظيم ثمار التعلم عن طريق استغلال التحليلات التي تعمل على تتبع أداء الطلاب.
  • التقييم المستمر الدقيق من خلال الاستفادة من الخوارزميات في إعداد الاختبارات وآليات التغذية الراجعة.
  • تعزيز التعاون بين المتعلمين من مختلف الأقطار، إذ تعمل الفصول الدراسية الافتراضية على ربط الطلاب من شتى الأرجاء. 

ما أهم إيجابيات التعلم الرقمي؟

يستفيد بإيجابيات التعلم الرقمي جميع المعنيين بالتجربة التعليمية، إذ تعود فوائده على الطلاب والمتدربين من جهة، وكذلك ينتفع من إيجابياته القائمين على التجربة التعليمية جميعًا، من معلمين ومدربين أفراد، أو مؤسسات وشركات، أو معاهد، أو مراكز تدريب. ونلقي الضوء فيما يلي على أبرز المميزات.

1. تعزيز تجربة التعلم

تعمل الأدوات الرقمية على تسهيل تجارب التعلم التفاعلية والجاذبة للانتباه، والابتعاد عن رتابة المحاضرات التقليدية. إذ تعمل عمليات المحاكاة الافتراضية والفيديوهات والصور والصوتيات ومنصات التعاون عبر الإنترنت على إثراء الرحلة التعليمية وتلبية أنماط التعلم المتنوعة.

2. إمكانية الوصول والشمولية

يفتح التحول الرقمي الأبواب أمام التعليم للأفراد الذين يواجهون حواجز جغرافية أو مادية أو اجتماعية واقتصادية. وتلك الدورات والموارد عبر الإنترنت تجعل المتعلمين من شتى المشارب قادرين على الوصول إلى فرص التعليم الجيد، وتعزيز الشمولية والتنوع في التجربة التعليمية.

3. اتخاذ قرارات مستنيرة

بإمكان المؤسسات التعليمية تسخير قوة تحليلات البيانات لتتبع التقدم الذي يحرزه الطلاب، وتحديد اتجاهات التعلم، وتصميم الاستراتيجيات التعليمية. هذا النهج المستند إلى البيانات يتيح للمعلمين اتخاذ قرارات مستنيرة لتحسين أساليب التدريس وتحسين نتائج التعلم.

4. المرونة والراحة

توفر منصات التعلم الرقمية المرونة من حيث الزمان والمكان. يمكن للطلاب الوصول إلى المواد التعليمية بالسرعة التي تناسبهم، وهذه المرونة مفيدة بشكل خاص للموظفين والمنشغلين بأشغال أخرى خارج الإطار الأكاديمي.

5. التعاون والتواصل

تعمل أدوات التعليم الرقمي على تعزيز التواصل بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور. تساهم الفصول الدراسية الافتراضية ومنتديات المناقشة والرسائل الفورية في إنشاء مجتمع تعليمي أكثر اتصالاً، مما يؤدي إلى كسر الحواجز الجغرافية وتعزيز التعاون الشامل.

ما أبرز سلبيات التعلم الرقمي؟

بطبيعة الحال لا يخلو التعلم الرقمي من سلبيات تمثل تحديات في طريق تحقيق التحول الرقمي الكامل في مجال التعليم، وعلينا التغلب على تحديات التحول الرقمي في التعليم والتي أبرزها تفاوت فرص الوصول إلى الوسائل التكنولوجية، ومخاوف الخصوصية وأمن البيانات، وصعوبة تكامل الأدوات الرقمية نتيجة نقص التدريب، واحتمالية التعرض للانعزال الاجتماعي.

1. تفاوت فرص الوصول للموارد التعليمية

في حين أن التحول الرقمي يهدف إلى سد الفجوات في إمكانية الاستفادة من الفرص التعليمية، فإنه يخلق أيضًا تحديات جديدة أبرزها تفاوت فرص الوصول إلى الموارد التعليمية، فالطلاب الذين لا يقدرون على امتلاك أجهزة رقمية قوية وتكون شبكة الإنترنت عندهم ضعيفة يواجهون عوائق أمام المشاركة.

2. مخاطر الخصوصية وأمن البيانات

يثير جمع وتخزين كميات هائلة من بيانات الطلاب مخاوف بشأن الخصوصية وأمن البيانات. ويجب على المؤسسات التعليمية تنفيذ تدابير قوية للأمن السيبراني لحماية المعلومات الحساسة، وضمان أن فوائد التحول الرقمي لا تأتي على حساب الخصوصية.

3. صعوبة تكامل الأدوات

يتطلب التنفيذ الناجح للتحول الرقمي من المعلمين التكيف مع التقنيات الجديدة، وقد تؤدي مقاومة التغيير وعدم كفاية التدريب إلى إعاقة التكامل السلس للأدوات الرقمية في الفصل الدراسي. ولا بد من مراعاة إعداد برامج التطوير المهني لتمكين المعلمين بالمهارات اللازمة للاستخدام الفعال للتكنولوجيا.

4. احتمالية الانعزال الاجتماعي

إذا لم يُتوخى الحرص في تصميم بيئات التعلم الرقمية فقد تساهم تلك البيئات في الانعزال الاجتماعي بين الطلاب، وهذا قد يؤثر سلبًا على  تنمية مهارات التعامل مع الآخرين ويعيق الشعور بالانتماء للمجتمع داخل المؤسسات التعليمية.

5. مقاومة التغيير

يرى ما يقرب من 70% من العاملين في القطاع العام أن مهاراتهم الرقمية ليست بكفاءة العاملين ف القطاع الخاص، ورغم ذلك يرفض الكثيرون خوض تجارب جديدة وتعلم أشياء جديدة، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو والتطور. يخشى الكثيرون في مجال التعليم الفشل ويترددون في تعلم مهارات أو عمليات جديدة إذا تكيفوا مع التكنولوجيا أو الثقافة أو العقلية الجديدة.

ما أهداف التحول الرقمي في التعليم؟

ثمة أهداف منشود تحقيقها من تنفيذ التحول الرقمي في ميدان التعليم، ونستعرض أهم تلك الأهداف في نقاط موجزة: 

  • تعزيز نتائج التعلم عن طريق استخدم التكنولوجيا لإنشاء تجارب تعليمية جذابة وتفاعلية تعمل على تحسين التحصيل العام للطلاب.
  • تعزيز الشمولية وإمكانية الوصول للموارد التعليمية وجعل الفرص التعليمية متاحة لجميع الطلاب.
  • إعداد الطلاب لسوق العمل المستقبلي عن طريق تزويدهم بالمهارات والمعرفة ذات الصلة بالمجالات الناشئة.
  • تحسين الكفاءة الإدارية من خلال الأدوات الرقمية، مما يسمح للمعلمين والإداريين بصب تركيزهم على تعزيز روح الابتكار. 
  • تنفيذ تقنيات التعلم التكيفية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتخصيص المحتوى التعليمي بما يتناسب مع قدرات الطلاب الفردية.
  • استخدم الحوسبة السحابية لتسهيل التعاون في الوقت الواحد بين الطلاب والمعلمين والإداريين، وتعزيز بيئة تعليمية ديناميكية.
  • مج التقنيات الآسرة للانتباه في المنهج الدراسي من أجل الاستكشاف العملي للمواضيع المعقدة، وتعزيز الفهم والمشاركة.
  • تنفيذ أدوات تحليل البيانات لجمع رؤى حول أداء الطلاب، وتمكين المعلمين والإداريين من اتخاذ قرارات مستنيرة.
  • تطوير المهارات الرقمية لدى الطلاب للتنقل وتقييم المعلومات بشكل نقدي في العصر الرقمي، وتمكينهم من أن يكونوا مواطنين رقميين مسؤولين ومطلعين.

ما أهم متطلبات التعليم الرقمي؟

تتفرع المتطلبات اللازمة لإنجاح تجربة التعليم الرقمي على محاور عدة، منها ما هو متعلق بتطوير النبية التحتية، ومنها ما هو منوط بالتدريب المهني، ومنها ما هو مرتبط بخصوصية البيانات والتدابير الأمنية، ومنها ما هو متعلق بسد الفجوة الرقمية وتصميم المناهج الملائمة للمتطلبات التكنولوجية.

1. تطوير البنية التحتية

للشروع في رحلة التحول الرقمي الناجحة، يجب على المؤسسات التعليمية إعطاء الأولوية لترقية بنيتها التحتية التكنولوجية. ويشمل ذلك الاستثمار في الأجهزة الحديثة، وضمان الاتصال بالإنترنت عالي السرعة، وإنشاء نظام دعم فني قوي، وتزويد الطلاب بالأجهزة اللازمة للمشاركة السلسة في التعلم الرقمي.

2. التدريب المهني للمعلمين

إن معالجة مقاومة التغيير تتطلب برامج تطوير وتدريب مهنية شاملة للمعلمين والإداريين، فيجب وضع برامج شاملة للتطوير المهني لتدريب المعلمين على الاستخدام الفعال للتكنولوجيا للأغراض التعليمية. ولا ينبغي لهذه المبادرات أن تركز على نقل المهارات التقنية فحسب، بل ينبغي لها أيضا أن تركز على تعزيز العقلية التي تحتضن ثقافة الابتكار ودمج التكنولوجيا في التعليم.

3. خصوصية البيانات والتدابير الأمنية

ولبناء الثقة في أنظمة التعليم الرقمي، فلا غنى عن التزام تدابير قوية للامن السيبراني بما يحفظ خصوصية البيانات وأمنها. يجب على المؤسسات التعليمية تنفيذ بروتوكولات صارمة لحماية معلومات الطلاب، وضمان الامتثال للوائح والمعايير المعتمدة، والتحديث المستمر للتدابير الأمنية لمواجهة التهديدات المستحدثة.

4. سد الفجوة الرقمية

يتطلب سد الفجوة الرقمية اتباع نهج متعدد الأوجه. ويشمل ذلك توفير أجهزة رقمية مدعومة أو مجانية للطلاب المحتاجين، والتعاون مع مزودي خدمات الإنترنت لتقديم خيارات اتصال ميسورة التكلفة، وتصميم محتوى تعليمي يمكن الوصول إليه على مجموعة متنوعة من الأجهزة، بما في ذلك الهواتف الذكية.

5. تصميم المناهج التكيفية

ومن أجل مواءمة أساليب التدريس مع التكنولوجيا، يجب على مصممي المناهج إعادة تقييم المحتوى التعليمي وتكييفه. يجب دمج المحتوى التفاعلي والغني بالوسائط المتعددة والمشاريع التعاونية عبر الإنترنت في المنهج الدراسي لتعزيز مشاركة الطلاب وتعزيز فهم أعمق للموضوع.

أهم 6 أدوات ووسائل في التعليم الرقمي

أدوات التحول الرقمي في التعليم بمثابة العمود الفقري لتلك التجربة الثورية، بدءًا من أنظمة إدارة التعلم (LMS)، مرورًا بالواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR)، وصولًا إلى وسائل اللقاءات عبر الفيديو، ومنصات التعلم، وأدوات التعاون عبر الإنترنت، ومنصات التعلم القائم على اللعب.

1. أنظمة إدارة التعلم (LMS)

تعمل أنظمة إدارة التعلم كمنصات مركزية لإدارة الدورة التدريبية وتقديم المحتوى والتقييم عبر الوسائل التكنولوجية. توفر منصات أنظمة إدارة التعلم الشهيرة مثل موودل Moodle وكانفاس Canvas وبلاكبورد Blackboard للمعلمين أدوات لتنظيم المحتوى التعليمي وتقديمه وتتبعه.

2. الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR)

توفر تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز تجارب تعليمية غامرة، مما يسمح للطلاب باستكشاف البيئات الافتراضية والتفاعل مع الصور ثلاثية الأبعاد. 

3. وسائل اللقاءات عبر الفيديو

في عصر التعلم عن بعد تعمل وسائل اللقاءات عبر الفيديو مثل تطبيق زووم Zoom ومايكروسوفت تيمز Microsoft Teams على تسهيل الاتصال المتزامن. تتيح هذه المنصات التفاعلات المباشرة والفصول الدراسية الافتراضية والمناقشات الجماعية التعاونية.

4. منصات التعلم التكيفية

تستخدم منصات التعلم التكيفية الذكاء الاصطناعي لتخصيص المحتوى التعليمي ليناسب احتياجات الطلاب الفردية. منصات مثل خان أكاديمي Khan Academy ودريمبوكس DreamBox تستخدم خوارزميات لضبط صعوبة التمارين، مما يضمن حصول كل طالب على تجربة تعليمية مخصصة.

5. أدوات التعاون عبر الإنترنت

تعمل أدوات مثل جوجل وركسبيس Google Workspace وسلاك Slack على تسهيل التعاون السلس بين الطلاب والمعلمين. تدعم هذه المنصات التواصل المباشر ومشاركة المستندات وعمل المشاريع التعاونية، مما يعزز بيئات التعلم عن بعد والتعلم الشخصي.

6. منصات التعلم القائم على اللعب

يدمج أسلوب التعلم القائم على اللعب – المشهور بالتلعيب – عناصر اللعب في المحتوى التعليمي لزيادة المشاركة والتحفيز. منصات مثل كاهوت! Kahoot! وكويزيز Quizizz يحولان التعلم إلى تجارب تفاعلية وتنافسية، مما يجعل العملية التعليمية أكثر متعة.

أبرز الاتجاهات الحديثة في التعلم الرقمي

نستعرض في النقاط المختصرة التالية أبرز الاتجاهات الحديثة في ميدان التعلم الرقمي والتي يتزايد رواجها وإقبال الجمهور عليها في عام 2024: 

  • منصات التعلم عبر الإنترنتت مثل كورسيرا Coursera وإيديكس edX وخان أكاديميKhan Academy التي توفر الدورات التدريبية غير المتزامنة في شتى المجالات.
  • تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز التي توفر تجارب تعليمية غامرة، مما يجعل التجربة التعليمية تنبض بالحياة.
  • أنظمة التعلم التكيفية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتي تعمل على تخصيص مسارات التعلم بناءً على القدرات الفردية للطالب وأنماط تعلمه. 
  • أسلوب التلعيب، والمقصود به  توظيف الألعاب التعليمية التي تجعل التعلم ممتعًا وتعزز التفكير النقدي.
  • التعلم عن طريق الهواتف المحمولة، حيث تتيح تطبيقات الهاتف المحمول فرصة التعلم أثناء التنقل، والتماشي مع أنماط العالم العصري.

مقترحات لتنفيذ التحول الرقمي في التعليم

فيما يلي نقدم مقترحات لتنفيذ التحول الرقمي في التعليم، وهذه المقترحات على محاور عدة منها ما هو متعلق بالمؤسسات ومنها ما هو متعلق بالأفراد، بدءًا من الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وبرامج المشاركة المجتمعية، وتقديم الحوافز للمعلمين، والمنصات التعليمية مفتوحة المصدر، وتكامل التقنيات الحديثة.

1. الشراكات بين القطاعين العام والخاص

للتغلب على العوائق المالية يُوصى بتعزيز التعاون بين الجهات الحكومة والمؤسسات والخاصة، ومن شأن الشراكات بين القطاعين العام والخاص أن تعمل على تسهيل ضخ الأموال والخبرات والموارد اللازمة لتنفيذ مبادرات التحول الرقمي واسعة النطاق في التعليم.

2. برامج المشاركة المجتمعية

يعد إشراك المجتمعات المحلية أمرًا ضروريًا لنجاح مبادرات التحول الرقمي. ومن شأن البرامج التوعوية والإجراءات المجتمعية أن تعالج الفجوة الرقمية من خلال خلق الوعي، وتوفير الموارد، وتشجيع المشاركة الجماعية في مبادرات تعزيز التعليم.

3. تقديم الحوافز للمعلمين

إن تحفيز المعلمين على تبني التحول الرقمي يتطلب التحفيز، ومن شأن تنفيذ برامج التقدير والحوافز المالية وفرص التطوير الوظيفي للمعلمين الذين يساهمون بنشاط في أساليب التدريس الرقمية ويتفوقون فيها أن يؤدي إلى اعتمادها على نطاق واسع.

4. المنصات التعليمية مفتوحة المصدر

من شأن تعزيز تطوير واستخدام المنصات التعليمية مفتوحة المصدر أن يجعل الوصول إلى الموارد الرقمية عالية الجودة متاحة للجميع من مختلف المشارب. 

5. تكامل التقنيات الحديثة

إن تبني التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز من شأنه أن يرفع مستوى تجربة التعلم الرقمي. يجب على المؤسسات استكشاف الشراكات مع شركات التكنولوجيا لتنفيذ الحلول المتطورة التي تعزز جدوى التعليم الرقمي وجاذبيته.

كُتب عربية وإنجليزية عن التعليم الرقمي

نستعرض فيما يلي مجموعة من الكتب المؤلفة باللغتين العربية والإنجليزية في مجال التعليم الرقمي، نبدأها بـ 3 كتب عربية: هي كتاب مدخل إلى تكنولوجيا التعليم، وكتاب تكنولوجيا التعليم والتعلم الذاتي، وكتاب الوسائل التعليمية والمنهج. ثم نتناول 3 كتب أجنبية، كتاب: The Classroom Teacher’s Technology، وكتاب: Integrating Technology in the Classroom، وكتاب: Out of Our Minds.

1. كتاب مدخل إلى تكنولوجيا التعليم

لقد حاول الدكتور “غالب الفريجات” في كتابه مدخل إلى تكنولوجيا التعليم أن يقدم مادة علمية ميسرة للطالب الجامعي على وجه الخصوص، ليخرج بثروة علمية، توضح له مدى أهمية تكنولوجيا التعليم في مجالات الحياة كافة وسبل توظيف تكنولوجيا التعليم، وبشكل خاص في التعليم. وما يجب أن نعرفه ونؤكده أن تكنولوجيا التعليم ليست بديلًا عن المعلم والمرشد والموجه والقائد التربوي.

2. كتاب تكنولوجيا التعليم والتعلم الذاتي

إن تقنيات التعليم بمفهومها الحديث من أجهزة وأدوات ومواد ومواقف تعليمية تدخُل في جميع المجالات التربوية مما يؤدي إلى تطوير في العملية التربوية. لذا، فقد جاء هذا الكتاب لكي يحقق الكثير من آمال المعلمين الذين يثقون بالدور الذي يمكن أن تلعبه تقنيات التعليم في تحسين العملية التعليمية التعلمية وخاصة أن هذا الكتاب لم يركز فقط على الأجهزة التعليمية والتعليم الإلكتروني، بل أنه تناول أمور متعلقة بتصميم العملية التعليمية التعلمية وكذلك تناول أساليب وتقنيات قائمة على التعلم الذاتي.

وقد كتب الدكتور “لطفي الخطيب” هذا الكتاب بأسلوب علمي مبسط ومشوق روعي فيه تزويد الطلبة بعدد من الرسومات والصور التوضيحية التي تساعد على الفهم وإكتساب المهارات المتعلقة بتكنولوجيا التعليم والتعلم الذاتي.

3. كتاب الوسائل التعليمية والمنهج

بين يدينا كتاب الوسائل التعليمية والمنهج، وهو الكتاب التاسع في سلسلة المصادر التعليمية التي جاءت نتيجة التطورات المتسارعة في مجال تكنولوجيا التعليم والتغيرات في طرق التدريس. هذا وقد ساير الدكتور “عبد الحافظ محمد سلامة” في هذا المصنف ما استجد في ميدان التقنيات وقت ظهور الكتاب، ودورها في المساعدة على تدريس المواد المختلفة، حيث أفرد المؤلف الباب الاخير لأثر استخدام تكنولوجيا التعليم في تدريس: العلوم، والرياضيات والمواد الاجتماعية، والتربية الاسلامية وتدريس ذوي الاحتياجات الخاصة.

4. كتاب: The Classroom Teacher’s Technology

يمكن ترجمة عنوان هذا الكتاب إلى “دليل النجاة التكنولوجية للمعلم في الفصل الدراسي”، من تأليف خبير تكنولوجيا التعليم “دوج جونسون”، وهو دليل شامل لدمج تكنولوجيا التعليم في الفصول الدراسية لشتى المراحل التعليمية الأساسية، بدءًا من روضة الأطفال حتى المرحلة الثانوية. يزخر الكتاب بالنصائح العملية التي يمكن للمعلمين استخدامها بسهولة لجعل طلابهم منخرطين في العملية التعليمية وجعل فصولهم الدراسية ذات أجواء يستمتع بها الطلاب ويجدون فيها المرح أثناء التعلم.

5. كتاب: Integrating Technology in the Classroom

يمكن ترجمة عنوان هذا الكتاب بالعربية إلى: “دمج التكنولوجيا في الفصل الدراسي: أدوات لتلبية احتياجات كل طالب”. وفي هذا الكتاب يسلط “بوني هاميلتون” الضوء على الأدوات التكنولوجية والتقنيات الحديثة التي تلاقى قبولًا كبيرًا لدى الطلاب، وكيف يستطيع المعلمون تطوير أساليب خاصة في التعامل مع التكنولوجيا أثناء التدريس في الفصول الدراسية، إذ يمكن لكل معلم أن يتبنى أساليب جديدة وعملية ومرنة لدمج التكنولوجيا في الفصل الدراسي وتصميم بيئة التعلم التكنولوجية ببصمة خاصة ولمسة مميزة تؤدي إلى انخراط طلابه معه في التجربة التعليمية وتحقيق أفضل نتائج ممكنة.

6. كتاب: Out of Our Minds

يستكشف المؤلف “كين روبنسون” في هذا الكتاب كيف أدى نظام التعليم إلى تحجيم الإبداع وكبته في المدارس والجامعات، إذ يرى أن المؤسسات في كل مكان تبذل جهدًا مضنيًا من أجل حل مشكلة تنشأ بالأساس في المدارس والجامعات. الأكيد أنه أيًا كان رأيك ورؤيتك للتكنولوجيا في التعليم فإن هذا الكتاب سيغير عقليتك تمامًا وسيبدل نظرتك للتجربة التعليمية وجدوى استخدام تقنيات التعليم، فضلًا عن أنه سيزودك بالأدوات التي تُمكنك من إطلاق العنان للقوة الإبداعية التي يتمتع بها طلابك. 

 سيساعدك هذا الكتاب على:

  • فهم أهمية تعزيز روح الإبداع والابتكار بشكل فعال.
  • اكتشاف سبب ركود الإبداع في مرحلة ما بين الطفولة والنضج.
  • التعرف على كيفية استحثاث الإبداع الخامل في عقلك وتسخيره لتحقيق نتائج مبهرة.

ما الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني؟ 

يلتبس على الكثيرين الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني، فدلالات المصطلحين تتلامس في مساحات واسعة جدًا، ولا يوجد اتفاق حاسم على الفروقات بينهما حتى بين المتخصصين في مجال التعليم. لكننا سنحاول هنا تسليط الضوء إجمالًا على الفرق الأبرز بينهما:

التعليم الرقمي

مصطلح التعليم الرقمي (Digital learning) مصطلح شامل، ينضوي تحت مظلته أي نوع من أنواع التعليم التي تتضمن استعمال التكنولوجيا الرقمية. ويشمل ذلك الدورات التدريبية التي تُسخدم فيها وسائل رقمية بشكل جزئي، وكذلك الأبحاث التي يجريها الطلاب على الإنترنت أو مشاهدتهم مقاطع عبر المنصات التي تعرض الفيديوهات حتى لو كان ذلك في الفصل الدراسي، كما يشمل استخدام الأدوات الرقمية مثل السبورات الذكية والأجهزة اللوحية والهواتف وغيرها. 

التعليم الإلكتروني

أما التعليم الإلكتروني (E-Learning)، المعروف كذلك بالتعليم الافتراضي، فدلالاته تشير إلى الدورات التدريبية التي تنعقد فعالياتها بالكامل على شبكة الإنترنت حصرًا، أي لا يقابل المعلم المتعلم على أرض الواقع مطلقًا خلال مسار الدورة. حيث تكون جميع جوانب الدورة مغطاة عبر الشبكة العنكبوتية، وذلك من خلال المنصات التعليمية التي تستضيف دورات تدريبية مسجلة، أو القاعات الافتراضية التي تتضمن مزايا الدردشات النصية والاتصال بالصوت بالصورة. 

ملامح التعليم الرقمي في السعودية في إطار رؤية 2030

اهتمت المملكة العربية السعودية بتطوير سياستها التعليمية انطلاقا من رؤية المملكة 2030 التي تطلعت نحو تطوير النظام التعليمي في جميع مراحله التعليمية، فهي تمثل إطارا للتحول للمجتمع المعرفي والرقمي لتحسين جودة المخرجات التعليمية والتحفيز على الإبداع

والابتكار، والنظر للتوجهات المستقبلية لتطوير التعليم وإعادة هيكلة القطاع التعليمي وتطوير السياسات التعليمية بشكل يخدم منظومة التعليم بما يتوافق والعصر الرقمي. 

وفي هذا الصدد برزت ملامح العصر الرقمي مع مواكبة التقنيات الحديثة المرتبطة به (خاصة التحول الرقمي في السعودية)، مما فرض عدد من التحديات على المؤسسات التعليمية، وسياستها التعليمية، فلم يقتصر دورها على الأساليب التقليدية للمعارف فقط بل تطورت رسالتها؛ كي تعمل على تنمية شخصية المتعلم، وتزويده بالأساليب اللازمة لأجل المشاركة الإبداعية في المجتمع الرقمي

وبما أن التحول الرقمي يعد أحد ضروريات المؤسسات التربوية التي ترنو لتطوير وتجويد خدماتها، وتيسير وصولها للمستفيدين منها، 

كان لا بد أن يتم تصميم سياسات تعليمية رقمية في المملكة العربية السعودية، عبر عملية التحسين المستمر، وذلك لأن التحول الرقمي يهدف بشكل رئيسي إلى إتاحة كافة الخدمات الحكومية بشكل رقمي، وتوفير الوصول إليها بكل سهولة، حيث تتيح رؤية 2030 برنامج

التحول الفعال الجيد والذي يهدف إلى الاستفادة من التوجة نحو البيئة الرقمية وينشد تحسين البنية التحتية وتشكيل بيئة تمكن القطاع التعليمي من تحقيق أهداف رؤية 2030.

ما الخطوات التي اتخذتها المملكة لتعزيز التعليم الرقمي في البلاد؟

برزت تدابير قوية كثير اتخذتها المملكة في ضوء رؤيتها للاستفادة من مميزات التعليم الرقمي وترسيخ ثقافة التعليم الرقمي في البلاد، ومن أهم تلك التدابير ما يلي: 

  • توفير خدمات التعليم الرقمي بشكل سريع وعلى نطاق واسع بما يضمن استمرارية التعليم.
  • وضع التواصل بين الطالب والمعلم في طليعة الأولويات. 
  • توفير قدر كبير من الأدوات والموارد المتنوعة. فقد أتيحت أدوات تدريس وتعلم شاملة، ومواد المناهج الدراسية المصاحبة، ومصادر تهدف لإثراء التعليم.
  • الرصد المنتظم لبيانات المستخدمين وحلقات التغذية الراجعة لتحسين الأدوات والخدمات. 
  • توفير بدائل تكنولوجية منخفضة التكاليف للطلاب الذين ليست لديهم خدمات إنترنت. 
  • تقديم خدمات تعليم عن بعد متخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
  • الاستخدام الجيد لمجتمعات المعلمين المعنية بالممارسة والتوجيه من خلال نقاط اتصال للتعلم الرقمي وإنشاء مجتمعات ممارسة مهنية.

لماذا تختار زامن شريكًا لك في تصميم تجربة التعليم الرقمي؟ 

زامن مزود خدمة معتمد وفق اشتراطات المركز الوطني للتعليم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية، نقدم لك حزمة من الأدوات الفريدة، جمعناها لك في مكان واحد لتستمتع بترسانة متكاملة تساعدك في تصميم تجربة تعليم إلكتروني ممتازة باللغة العربية.

نثري تصميمك بواجهتين بلغتين مختلفتين، مما ييسر وصول خدماتك التعليمية إلى شريحة أعرض من الطلاب، وهو ما يعطي أيضًا انطباعًا باحترافيتك ويعزز من موثوقيتك ومصداقيتك.

ونوفر لك مزية التكامل مع وسائل تواصل عديدة مهمة في إثراء التجربة التعليمية، مثل موقع يوتيوب، وتطبيق واتساب، وتطبيق زووم.

كما نقدم لك ميزة الدعم الفني المستمر التي توفر لمنصتك تحديثات دورية تحافظ على سلاسة عمل المنصة وأمانها، وهو جانب بالغ الأهمية في تصميم المواقع ولا بد من مراعاته لاستدامة خدمتك التعليمية بسلاسة.

تواصل معنا الآن في زامن واستمتع بتصميم إبداعي يراعي إجراءت السلامة، واطلع على باقات الأسعار والاشتراكات والخصومات التي نقدمها لعملائنا.

مقالات مرتبطة