أهداف التعليم الإلكتروني
تعليم الأفراد

أهداف التعليم الإلكتروني: أهم 6 أهداف رئيسية

تتشابك أهداف التعليم الإلكتروني مع أهداف التعليم التقليدي من حيث الأساس، لكنها تتجاوزه في بعض المساحات، حيث تستهدف التجربة التعليمية عبر الإنترنت إنجاز مستهدفات أكثر في آفاق أخرى، وقد بدا ذلك جليًا أكثر فأكثر مع زيادة اعتماد التجربة التعليمية على أساليب التعلم القائمة على الوسائل التكنولوجية، إذ تشير الإحصائيات إلى أن سوق التعلم الإلكتروني سيشهد تناميًا بنسبة 200% بحلول عام 2025 مقارنة بعام 2020. تنناول سريعًا في مقالنا هذا تعريف التعليم الإلكتروني مع ذكر أهميته، ثم نسلط الضوء على أبرز أهدافه ونتناولها بشيء من التفصيل. ما التعليم الإلكتروني؟ يشير مفهوم التعليم الإلكتروني (E-Learning) إلى منظومة تفاعلية متكاملة تهدف إلى تسخير المستحدثات التكنولوجية والأدوات التقنية والأجهزة الرقمية ووسائل الاتصال الحديثة في خدمة عملية التعلُم والتعليم، بما يفضي إلى الاستغناء عن الأساليب التقليدية في التعليم والاتجاه إلى أساليب أكثر إبداعية، وذلك من أجل إنشاء تجربة تعليمية تفاعلية مرنة تعزز مخرجات التعلم وتكثر من الثمار المرجو تحقيقها.  ما أبرز أهداف التعليم الإلكتروني؟  تحديد أهداف التعليم الإلكتروني خطوة لها أكبر الأثر في تعزيز تجرية التعلم عبر الإنترنت وتعظيم مردودها الإيجابي، إذ ينبغي للقائمين على تقديم خدمات التعليم الإلكتروني أن يضعوا نصب أعينهم تلك الأهداف ليؤسسوا عملهم في إطارها. ومن أبرز أهداف التعليم الإلكتروني تسهيل الوصول إلى فرص التعلم، وتعزيز المرونة وتخصيص المحتوى التعليمي، وتعميق الانخراط والتفاعل في التجربة التعليمية، وترسيخ ثقافة التعلم المستمر وتنمية المهارات، وتطوير التعليم بناءً على البيانات الدقيقة، وتوفير النفقات للمؤسسات التعليمية والمتعلمين على حد سواء. 1. تسهيل الوصول إلى فرص التعلم تسهيل الوصول إلى فرص التعلم يعد من الأهداف الرئيسية التي تستهدف تجربة التعليم الإلكتروني تحقيقها، إذ تسعى أساليب التعليم عبر الإنترنت جعل التعليم في متناول أكبر طائفة ممكنة من المتعلمين، بصرف النظر عن الموقع الجغرافي أو القدرات البدنية أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. إذ من خلال الدورات التدريبية عبر الإنترنت والندوات عبر الإنترنت والفصول الدراسية الافتراضية، يتجاوز التعليم الإلكتروني تلك الحواجز التي يفرضها التعليم التقليدي بطبيعة الحال.  كما أنه من خلال توفير الدورات التدريبية عبر الإنترنت بأسعار معقولة – أو حتى مجانية في كثير من الأحيان – فإن التعليم الإلكتروني يخفف من العبء المالي المرتبط بالتعليم التقليدي. وهكذا يتغلب على الحواجز الاجتماعية والاقتصادية التي تحد من وصول فرص التعليم إلى كثير من الطلبة القادمين من الفئات الاجتماعية الفقيرة. وهذا يعزز سد الفجوة المعرفية إلى جانب تعزيز بيئة تعليمية تعاونية وشاملة.  2. تعزيز المرونة وتخصيص المحتوى يهدف التعليم الإلكتروني إلى تعزيز المرونة وتخصيص المحتوى التعليمي. إذ غالبًا ما تكون أساليب التعليم التقليدي مقيدة بالجداول الزمنية الصارمة والمناهج الموحدة، أما التعليم الإلكتروني فيهدف إلى تحرير المتعلمين من القيود الزمنية والمكانية، بحيث يكون التعلم في أي وقت ومن أي مكان، إذ يستطيع الطلاب الوصول إلى مواد الدورات التعليمية بحسب ما يناسب ظروفهم، وهكذا يسهم التعليم الإلكتروني في تسهيل التوازن بين التعليم والعمل والالتزامات الشخصية. كما أن دمج الذكاء الاصطناعي (AI) في منصات التعليم الإلكتروني أًبح يتيح تكييف تجربة التعلم، إذ تتميز تلك المنصات بخصائص تمكنها من تحليل أنماط التعلم الفردية وتخصيص المحتوى لكل طالب وفقًا لذلك، مما يضمن سير الطالب في التجربة التعليمية بحسب الوتيرة الأفضل لهومن شأن هذا النهج الذي يراعي تفاوت القدرات بين الطلاب أن يلبي أنماط التعلم المتنوعة بما يعزز الفهم ونتائج التعلم. 3. تعميق الانخراط والتفاعل تعميق الانخراط والتفاعل في التجربة التعليمية هدف حاسم من أهداف التعليم الإلكتروني، حيث تسعي أساليب التعليم الإلكتروني إلى  خلق تجارب تعلم جذابة وتفاعلية عن طريق تحويل الكتب المدرسية التقليدية الثقيلة إلى محتوى عبر الإنترنت غني بالفيديوهات والصور والرسوم المتحركة، بما يفضي في نهاية المطاف إلى تعزيز فهم الطلاب للمحتوى التعليمي وتحسين مخرجات التعلم. ومن الأمثلة البارزة حاليًا التي تعزز تحقيق هذا الهدف (هدف تعزيز الانخراط والتفاعل) في تجربة التعليم الإلكتروني هو أسلوب التلعيب، والمقصود بالتلعيب في التعليم الإلكتروني دمج اللعب والألعاب في تجربة التعلم لجعلها أكثر جاذبية وتفاعلية، ويشمل ذلك استخدام تقنية الواقع الافتراضي والألعاب المصممة للهواتف من أجل تعزيز انخراط الطلاب في تجربة التعلم وزيادة استمتاعهم بها.  4. ترسيخ ثقافة التعلم المستمر وتنمية المهارات يهدف التعليم الإلكتروني إلى ترسيخ ثقافة التعلم المستمر وتنمية المهارات على الدوام، وذلك لمواكبة الوتيرة السريعة للتقدم التكنولوجي في سوق العمل حاليًا، والذي أصبح يفرض على الناس الانخراط في تعلم مستمر للبقاء مطلعين على كل المستجدات في مجال تخصصهم. ويلبي التعليم الإلكتروني هذه الحاجة من خلال توفير فرص سانحة في متناول الجميع لتنمية المهارات باستمرار واستدامة رحلة التعلم مدى الحياة. ويساعد على هذا أن أساليب التعليم الإلكتروني لا تقتصر على المواد الأكاديمية التقليدية؛ بل تمتد إلى دورات التطوير المهني والتدريبات العملية المستحدثة، إذ بوسع الجميع اكتساب مهارات جديدة أو تحديث المهارات الحالية دون الاضطرار إلى أخذ إجازة أو الانقطاع عن العمل لفترة، مما يضمن النمو الوظيفي المستمر. كما أن مرونة التعليم الإلكتروني تشجع على غرس عقلية التعلم مدى الحياة، حيث أن أساليبه تستحث المتعلمين للبحث عن معلومات جديدة، والتكيف مع التغيير، واحتضان التعلم كجزء لا يتجزأ من حياتهم. 5. تطوير التعليم بناءً على البيانات الدقيقة تطوير التجربة التعليمية بناءً على البيانات الدقيقة من الأهداف التي يتميز بها التعليم الإلكتروني عن التعليم التقليدي، إذ في العالم الرقمي تعد البيانات أداة قوية لفهم التجارب والعمل على تحسينها بدقة، وتتميز منصات التعليم الإلكتروني بخوارزميات قادرة على تحليل البيانات لتتبع مدى التقدم الذي يحرزه الطالب، ورصد أوجه القصور التي تعيق الطالب عن تحقيق الاستفادة الكاملة من المحتوى، والارتقاء بطرق توصيل المحتوى. ومن شأن البيانات التي يتم تجميعها من منصات التعليم الإلكتروني وتحليلها بخوارزميات دقيقة أن تسهم في تطوير المناهج الدراسية، واعتماد الأساليب المجدية، والتخلص من الأساليب قليلة الجدوى، بما يفضي في النهاية إلى تعزيز روح الإبداع في التجربة التعليمية، وتحسين العملية التعليمية بإعادة تعريف دور المعلم والمتعلم والمؤسسة التعليمية. 6. توفير النفقات للمؤسسات التعليمية والمتعلمين يهدف التعليم الإلكتروني إلى توفير النفقات للمؤسسات التعليمية والمتعلمين على حد سواء، إذ مع التعليم الإلكتروني تقل حاجة المؤسسات إلى استئجار أماكن فعلية في أرض الواقع، والتي تكون باهظة التكاليف، لا سيما في هذه السنوات. فيأتي التعليم الإلكتروني ويقدم خيارات الفصول الافتراضية والمنصات التعليمية عبر الإنترنت التي تقلل التكاليف العامة بنسبة كبيرة. وغالبًا ما تكون الكتب المدرسية الرقمية والموارد عبر الإنترنت أقل تكلفة مقارنة بالمواد المطبوعة، كما أنه بالإمكان تحديث مواد التعليم الإلكتروني والمحتوى التدريبي بسهولة وإعادة نشرها عبر الإنترنت، مما يوفر النفقات المرتبطة بالطباعة والشحن وتخزين الكتب الورقية. وهذا كله ينعكس على تقليل رسوم الدورة التعليمية، مما يجعل فرص التعليم في متناول شريحة أكبر من المتعلمين.  ما أهمية التعليم الإلكتروني؟ ترتكز أهمية أهداف التعليم الإلكترونية على مميزاته العديدة التي جعلته ركنًا أساسيًا من أركان العملية

اقرأ المزيد»
التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني
المنتجات الرقمية

الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني من 8 أوجه

الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني يلتبس على الكثيرين، فدلالات المصطلحين تتلامس وتتداخل في مساحات واسعة جدًا، ولذا، سنحاول في مقالنا هذا فض الاشتباك بين دلالات المصطلحين في إطار هدفنا لتعزيز الوعي العربي بكل ما يطرأ على ساحة التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني، ذلك السوق المتنامي الذي يبسط رقعة انتشاره في المشهد التعليمي أكثر فأكثر، إذ تشير الإحصائيات أن مجال التعليم الإلكتروني حقق نموًا بنسبة تزيد عن 900% منذ عام 2000. ومن المتوقع أن يتزايد هذا النمو ويستحوذ على حصة أكبر في ميدان التعليم، إذ تظهر نتائج دراسات إحصائية أخرى أن صناعة التعليم الإلكتروني عبر الإنترنت تحقق نموًا بنسبة 20% سنويًا.  ما الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني؟  يستخدم أغلب الناس مصطلحيّ التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني كمترادفين، وقد ازداد تماهي دلالات المصلحين مع ازدياد ترددهما على ألسنة الجميع منذ جائحة كورونا بالأخص، ولكن ما حقيقة دلالات المصطلحين، وهل ثمة فرق بين الاثنين؟ سنحاول في الفقرتين التاليتين تسليط الضوء إجمالًا على الفرق الأبرز بينهما قبل أن نتناول تفصيل الفروقات بينهما في جدول من حيث التعريف والأهداف والأدوات وغيرها من التفاصيل. مصطلح التعليم الرقمي (Digital learning) مصطلح شامل، ينضوي تحت مظلته أي نوع من أنواع التعليم التي تتضمن استعمال التكنولوجيا الرقمية. ويشمل ذلك الدورات التدريبية التي تُستخدم فيها وسائل رقمية بشكل جزئي، وكذلك الأبحاث التي يجريها الطلاب على الإنترنت أو مشاهدتهم مقاطع عبر المنصات التي تعرض الفيديوهات حتى لو كان ذلك في الفصل الدراسي، كما يشمل استخدام الأدوات الرقمية مثل السبورات الذكية والأجهزة اللوحية والهواتف وغيرها.  أما التعليم الإلكتروني (E-Learning)، المعروف كذلك بالتعليم الافتراضي، فدلالاته تشير إلى الدورات التدريبية التي تنعقد فعالياتها بالكامل على شبكة الإنترنت حصرًا، أي لا يقابل المعلم المتعلم على أرض الواقع مطلقًا خلال مسار الدورة. حيث تكون جميع جوانب الدورة مغطاة عبر الشبكة العنكبوتية، وذلك من خلال المنصات التعليمية التي تستضيف دورات تدريبية مسجلة، أو القاعات الافتراضية التي تتضمن مزايا الدردشات النصية والاتصال بالصوت بالصورة.  الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني وقبل أن نبدأ في استعراض الفروقات في جدول يجدر التنويه مجددًا على أن التعليم الإلكتروني مرادف للتعليم للافتراضي، وذلك لإزالة التباس الفهم عند من يستفسرون عن الفرق بين التعليم الإلكتروني والتعليم الافتراضي. فيما يلي جدول نستعرض فيه تفاصيل الفروقات بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني من حيث المفهوم والنطاق والأهداف والتصميم والأدوات وطبيعة التفاعل والمميزات والسلبيات. التعليم الرقمي التعليم الإلكتروني المفهوم يتضمن التعليم الرقمي بمعناه الشامل أي شكل من أشكال التعلم الذي ينطوي على تكنولوجيا، ويشمل مجموعة واسعة من المنصات والأدوات والأنظمة والتطبيقات الرقمية. يتضمن ذلك – على سبيل المثال لا الحصر – الدورات التدريبية عبر الإنترنت، أو البحث عبر الإنترنت بهدف التعلم، أو مشاهدة مقاطع الفيديو التعليمية عبر الإنترنت، أو استخدام الأدوات الرقمية في الفصول الدراسية التقليدية، ومن ثم تهيئة بيئة تعليمية ثرية ومتنوعة وشاملة. التعليم الإلكتروني تجربة تعليمية افتراضية بالكامل، حيث تتم جميع جوانب العملية التعليمية عبر الإنترنت فقط، بما في ذلك المواد والدورات الدراسية والاتصالات. ويعتمد على رسائل البريد الإلكتروني، أو المنتديات، أو الدردشة، أو المناقشات الجماعية عبر الإنترنت، أو لقاءات الفيديو بوصفها وسائل أساسية للتفاعل، ولا ينطوي على التقاء الطلاب والمعلمين على أرض الواقع إطلاقًا. النطاق نطاق التعليم الرقمي واسع، ويشمل مجموعة من الأنشطة التعليمية التي تستفيد من التكنولوجيا الرقمية. ويمكن أن يشمل ذلك الفصول الدراسية التقليدية على أرض الواقع، والتي يتم تعزيزها بأدوات رقمية أو عمليات تعليمية كاملة عبر الإنترنت. ويركز على تكامل كل من التعلم القائم على الإنترنت واستخدام الأجهزة الرقمية في سياقات التعلم المختلفة، أو ما يعرف بالتعليم المدمج أو المختلط. نطاق التعليم الإلكتروني أضيق من التعليم الرقمي، فهو يركز على تجارب التعلم الافتراضية بالكامل، أي أنه محصور على الشبكة العنكبوتية ويستغني عن أي حضور فعلي على أرض الواقع، وهو مناسب للمتعلمين عن بعد أو القاطنين في أماكن نائية، فجميع جوانب عملية التعلم مصممة خصيصًا للتفاعل والتعاون والتقييم عبر الإنترنت حصرًا. الأهداف يستهدف التعليم الرقمي خدمة أغراض مختلفة ويستوعب سياقات تعليمية متنوعة، حيث يمتد إلى ما هو أبعد من السياقات الأكاديمية للطلاب وشمل تحت مظلته التدريبات التي تقدمها الشركات والمؤسسات للموظفين. وهو ما يتماشى مع متطلبات سوق العمل المتغير التي تفرض احتياجات التدريب وتنمية المهارات باستمرار، بما يفضي إلى تطوير القوى العاملة، وتعزيز ثقافة التعلم المستمر والتطور المهني الدائم. غالبًا ما يرتبط التعليم الإلكتروني بالمؤسسات الأكاديمية وبيئات التعليم الرسمي. في حين أن التعلم الرقمي متعدد الاستخدامات بما يكفي لتغطية التدريب في الشركات، فإن التعليم الإلكتروني ينحصر تركيزه على البرامج التعليمية المنظمة التي تتناول محتوى تعليمي مقدم للطلاب على وجه الخصوص. التصميم والأدوات يتميز تصميم التعلم الرقمي بمرونته وقابليته للتكيف. فهو يدمج العديد من الأدوات والمنصات وأنظمة إدارة التعلم (LMS) والتطبيقات لإنشاء نهج تعليمي مدمج. وهذا يسمح بمجموعة متنوعة من أنشطة التعلم، بما في ذلك التعلم الذاتي، وتجارب التعلم الشمولية، والتدريب المتكامل في الفصول الدراسية، وتتبع التقدم الذي يحرزه الطلاب. وهذه الخصائص تعمل على تعزيز النظرة الشاملة للتعليم، وتجاوز الحدود المادية واستيعاب المتعلمين بصرف النظر عن أماكنهم الجغرافية. تصميم التعليم الإلكتروني مخصص للبيئات الافتراضية بالكامل. وهو يركز على إنشاء تجربة تعليمية سلسة عبر الإنترنت، والاستفادة من الأدوات والمنصات على الشبكة العنكبوتية بشكل حصري. ويركز التصميم على ميزات مثل الاتصال غير المتزامن، والتقييمات عبر الإنترنت، والتعاون الافتراضي، مما يضمن إمكانية إجراء جميع عناصر عملية التعلم عن بعد. أي أنه تصميم التعليم الرقمي يتبنى نهجًا يدمج بين الإنترنت والواقع، فإن تصميم التعلم الإلكتروني يستهدف التركيز على إنشاء تجربة تعليمية افتراضية دون اعتماد أي عناصر مرتبطة بأرض الواقع. طبيعة التفاعل يعزز التعلم الرقمي نطاقًا واسعًا من التفاعلات، بما في ذلك المشاركة الواقعية والمشاركة الافتراضية. في الفصول الدراسية التقليدية، تعمل الأجهزة الرقمية على تعزيز التعلم الذي يمزج بين التفاعل المادي والرقمي، بحيث يستخدم الطلاب الأجهزة اللوحية أو الأدوات الرقمية الأخرى إلى جانب عناصر الفصل الدراسي الفعلية. يخلق هذا المزيج بيئة تعليمية ديناميكية حيث تكمل التكنولوجيا ما ينقص أساليب التدريس التقليدية. لا ينطوي التعليم الإلكتروني على تفاعل في أرض الواقع، وتتم جميع التفاعلات من خلال الأدوات والمنصات عبر الإنترنت. لكن هذا لا يعني غياب التفاعل المباشر بين المعلم والمتعلم في نفس الوقت، فالتعليم الإلكتروني يشمل التعليم غير المتزامن والتعليم المتزامن أيضًا على الفصول الافتراضية.  المميزات – التكامل الشامل: يدمج التكنولوجيا بسلاسة في مختلف الجوانب التعليمية، مما يوفر نهجًا تعليميًا شموليًا.– أدوات تعليمية متنوعة: يستخدم مجموعة واسعة من الأدوات الرقمية، مثل الوسائط المتعددة وعمليات المحاكاة والمنصات التعاونية.– تعزيز التعاون المثمر: يسهل تجارب التعلم التعاوني من خلال الفصول الدراسية الافتراضية وأدوات الاتصال التكنولوجية، مما يجعل التعاون بين المنخرطين في التجربة التعليمية مستمرًا حتى بعد انتهاء الفصول الدراسية على أرض

اقرأ المزيد»
التلعيب في التعليم الإلكتروني
التعليم عن بعد

التلعيب في التعليم (Gamification): تعريفه وفوائده وعناصره وتطبيقه مع ضرب أمثلة

التلعيب في التعليم (Gamification in Education) مصطلح قد يكون وقعه غريب على أذن الكثيرين من القراء العرب رغم أهميته الكبيرة في ميدان التعليم، إذ نجد المتعلمين اليوم قد ترعرعوا ونشأوا في ظلال التقنيات الرقمية الحديثة، وصار لزامًا على المعلمين معالجة التحديات المنوطة بتكييف عملية التعلم وفق ما يناسب أنماط تعلم مختلفة ومتطلبات جديدة في التجربة التعليمية، ويعد التلعيب (Gamification) أحد أبرز الأساليب والتقنيات التعليمية المستحدثة التي تحقق أقصى استفادة من تلك التجربة التعليمية. فما المقصود بالتلعيب؟ وما فوائده وأهدافه؟ وما عناصر استراتيجية التلعيب؟ ومتى نوظيف التلعيب في التدريب وما أهداف توظيفه؟ وكيف يمكن تطبيق التلعيب في التعليم؟ مع ذكر أمثلة على تطبيق التلعيب في المراحل التعليمية المختلفة. ما المقصود بالتلعيب في التعليم (Gamification in Education)؟  يشير مفهوم التلعيب (Gamification) في العموم إلى استراتيجية تنطوي على عناصر تشبه عناصر اللعب لكنها تستخدم في أنشطة أخرى لتعزيز المشاركة والتحفيز. ولكن ما الذي يجعلنا نعلق آمالًا كبيرة على الألعاب؟ السبب كما أشارت أدلة علمية أن ألعاب الفيديو مرتبطة بإفراز الدوبامين، وهو الهرمون المتعلق بشعور السعادة، ومن ثم تكون الأنشطة المرتبطة به أكثر فاعلية وجدوى. أما التلعيب في التعليم (Gamification in Education) على وجه الخصوص فيشير إلى دمج اللعب والألعاب في تجربة التعلم لجعلها أكثر جاذبية وتفاعلية، ويشمل ذلك استخدام تقنية الواقع الافتراضي والألعاب المصممة للهواتف من أجل تعزيز انخراط الطلاب في تجربة التعلم وزيادة استمتاعهم بها.  والتعليم القائم على اللعب من أبرز تقنيات التعليم في عام 2024، إذ يلاحظ الوثبة الكبيرة في تطور تقنيات التعليم خلال سنوات معدودات، وتقتنص الجهات التعليمية كل فرصة سانحة لإدخال أحدث التقنيات إلى المنظومة التعليمية ودمجها في أساليب التدريس.  ويتزايد رواج التعلم القائم على اللعب منذ سنوات، ومن المتوقع أن يتواصل رواجه وتناميه في عام 2024 وما بعده. وليس هذا بالمستغرب في ظل أن مجال تكنولوجيا التعليم يُتوقع أن تصل قيمته إلى 605.8 مليار دولار بحلول عام 2027. ولا غنى عن استخدام أسلوب التلعيب وغيره من الأساليب المستحدثة لمن أراد اللحاق بركب التطور الحاصل في المشهد التعليمي. ما فوائد التلعيب في التعليم؟ تتمحور فوائد التلعيب في التعليم حول إثراء التجربة التعليمية وإضفاء طابع المتعة والمرح عليها، فتطبيق عناصر تتسم بالمرح والفاعلية في التعليم من شأنها أن تحدث تغييرًا جذريًا في نهج التعلم. إذًا، كيف يمكننا تسخير اللعب لصالح التعليم؟ لقد اعتاد الكثير منا على جرعات السعادة الفورية المستمدة من وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات والألعاب. ومع التعود على الدوبامين الناتج عن تلك العادات السلبية، قد يكون من الصعب الاستمرار في التركيز على النشاط الإنتاجي. وينطبق هذا بشكل خاص على الأجيال الشابة التي تميل إلى قضاء وقت كثير جدًا على الإنترنت، إذ أظهرت الدراسات أن 55% من جيل الألفية (Generation Z) يستخدمون هواتفهم لأكثر من 5 ساعات يوميًا. باستخدام نهج التعلم القائم على اللعب، يمكننا استغلال العادات السيئة التي تسبب الإدمان وقلبها لتصبح مفيدة في تدريب الطلاب والمتعلمين على الإقبال بحماس على تجربة التعلم وعدم النفور منها. وقد أظهرت دراسة حديثة أن أولئك الذين يتعلمون عبر أساليب التعليم القائمة على الألعاب يحصلون على درجات أعلى من زملائهم الذين لا يتعلمون بتلك الأساليب، كما تشير دراسات أخرى إلى أنه على التلعيب يحسن نتائج التعلم.  وإليك فيما يلي أبرز أهداف التلعيب في التعليم: 1. تعزيز الانخراط في التعلم تعزيز الانخراط في التعلم من أبرز فوائد التلعيب، غالبًا ما تخفق أساليب التدريس التقليدية في جذب انتباه الطلاب والحفاظ عليه، أما أسلوب التلعيب فيعالج هذا التحدي من خلال تقديم عناصر مثل النقاط والأوسمة والمكافآت التي تلبي الرغبة المتأصلة في الإنجاز والتقدير.  2. تحسين الحفظ والفهم مفهوم التلعيب قائم على المشاركة النشطة، وتلك المشاركة النشطة بطبيعة الحال تؤدي إلى تحسين استيعاب الطالب للموضوع بسرعة وفهمه فهمًا أعمق قبل ترسيخه في ذاكرته، وذلك لأن أسلوب التلعيب لا يضيف المعلومات في ذهن الطلاب بسلاسة فحسب، بل يطبقونها بشكل فعال في بيئة مفعمة بالحركة والتفاعل. 3. تهيئة مسارات التعلم الشخصية إحدى المزايا الرئيسية للتلعيب هي قدرته على التكيف مع أنماط التعلم الفردية المختلفة، فمن خلال طبيعة محتوى التعلم القائم على اللعب يمكن للطلاب التقدم بالسرعة التي تناسبهم، وتلقي تعليقات فورية بشأن أدائهم. يعزز هذا النهج الشخصي الشعور بالاستقلالية، وتمكين المتعلمين من السيطرة على رحلتهم التعليمية. 4. توطيد روح التعاون إن طبيعة الألعاب التفاعلية توطد روح التعاون والعمل الجماعي، مما يعزز الشعور بالانخراط في المجتمع والإنجاز المشترك. فمن شأن حل المشكلات واجتياز التحديات بشكل تعاوني ضمن بيئة تشبه اللعبة أن تجهز الطلاب لسيناريوهات أرض الواقع حيث يكون العمل الجماعي ضروريًا. 5. تنمية مهارات التفكير النقدي تنطوي الألعاب على تحديات وعقبات تتطلب التفكير النقدي والتمتع بمهارات حل المشكلات. ومن خلال دمج اللعب في التعليم، يتعرض الطلاب لسيناريوهات تتطلب قدرات تحليلية، وتفكيرًا استراتيجيًا، واتخاذ قرارات – وهي مهارات ضرورية للنجاح في الأوساط الأكاديمية وخارجها. 6. تقييم أداء فوري يعد التقييم الفوري حجر الزاوية في تجارب التعلم الفعالة، ويوفر أسلوب التلعيب تقييمات فورية لأداء الطلاب، مما يسمح لهم بتحديد مواطن الضعف ومكامن القوة وتعزيز السلوكيات الإيجابية. تؤدي هذه السرعة إلى تعزيز عملية التعلم. 7. تأجيج الحافز طبيعة الألعاب تنطوي على فكرة إحراز تقدم، وعندما يحقق اللاعبون إنجازات مهمة يفتحون مستويات جديدة أو يحصلون على مكافآت، وتطبيق هذا المفهوم على التعليم يحفز الطلاب على تحديد الأهداف وتحقيقها، مما يخلق مسارًا منظمًا يبقي حافزهم نشطًا في عملية التعلم. 8. تطبيق المعارف النظرية في سيناريوهات عملية غالبًا ما يحاكي أسلوب اللعب سيناريوهات العالم الحقيقي، مما يمكّن الطلاب من تطبيق المعرفة النظرية في سياقات عملية. ويعزز هذا الجسر بين النظرية والتطبيق ترسيخ المهارات والقدرات، وإعداد الطلاب لمواجهة التحديات التي قد يواجهونها في حياتهم المهنية المستقبلية. 9. الحد من قلق التعلم من شأن بيئات التعلم التقليدية أن تثير القلق، مما يعيق عملية التعلم. يقدم أسلوب التلعيب عنصرًا من المرح والإثارة، مما يخفف من التوتر ويخلق ارتباطًا إيجابيًا بالتعلم. وهذا التغيير في المنظور يسهم في خلق جو تعليمي يبعث على الأريحية. 10. توليد حلول مستندة إلى بيانات دقيقة تجمع منصات الألعاب الرقمية كميات هائلة من البيانات المتعلقة بتفاعلات الطلاب وتقدمهم وأدائهم. وبإمكان المعلمون الاستفادة من هذه البيانات للحصول على أفكار وحلول حول أنماط التعلم الفردية والجماعية. يسمح تحليل هذه البيانات للمعلمين بإجراء التدخلات المناسبة والتعديلات المطلوبة على الاستراتيجيات التعليمية، مما يؤدي إلى تحسين تجربة التعلم الشاملة. ما هي عناصر استراتيجية التلعيب؟ تنطوي استراتيجية التلعيب على العديد من العناصر التي تجعلها وسيلة مؤثرة في عملية اكتساب المعرفة، وهذه العناصر تجعل تصميم الاستراتيجية متمحور حول تحقيق أهداف معينة، على رأسها حل المشكلات وتعزيز العمل الجماعي وتحسين مهارات التواصل وتشجيع المنافسة الإيجابية مع الآخرين. ولا يلزم أن تتوافر جميع تلك

اقرأ المزيد»
معايير الجودة في التعليم
تقنيات التعليم الإلكتروني

معايير الجودة في التعليم الإلكتروني – معيار سكورم (SCORM) مثالًا

معايير الجودة في التعليم فمع تنامي سوق التعليم الإلكتروني التفتت الهيئات المعنية بالتعليم إلى ضرورة اعتماد معايير الجودة في التعليم الإلكتروني لضمان الحفاظ على مستوى مخرجات التعلم وعدم المساس سلبًا بثمار العملية التعليمية المستندة إلى المحتوى الرقمي. ويأتي اهتمامنا في زامن بهذا الموضوع اتساقًأ مع اهتمام المملكة العربية السعودية برفع مستوى جودة التعليم في إطار رؤية المملكة 2030، حيث تبذل الجهات الحكومية جهودًا حثيثة رامية إلى تطوير العملية التعليمية وتحسين مخرجات التعلم في ظل زيادة الاعتماد على التعليم الإلكتروني.  نستعرض في مقالنا المقصود بمعايير الجودة عامة والغرض منها وأهميتها، ثم نسلط الضوء على معايير الجودة في التعليم الإلكتروني مع ذكر نبذة أبرز المعايير في المشهد التعليمي، ثم نتطرق إلى تفاصيل معايير الجودة في كل جانب من جوانب التجربة التعليمية عبر الإنترنت، بدءًا من إعداد المقررات والمناهج، مرورًا بجودة التفاعل والجانب التقني، وانتهاءً بمعايير الجودة في القياس والتقييم. ثم نختتم المقال بتسليط الضوء على معيار سكورم (SCORM)، حيث نوضح المفهوم ونتناول أبرز مصطلحاته وأهدافه ومميزاته. ما المقصود بـ معايير الجودة في التعليم؟  مفهوم معايير الجودة في التعليم يشير إلى مجموعة معينة من الضوابط والقواعد والاشتراطات والمتطلبات المرتبطة بتصنيف وفرز عناصر محددة وتحديد التدابير اللازمة أو المواد الضرورية أو المستويات المطلوبة في الأداء، ثم التخطيط للعمليات بناء على هذا الأساس للتأكد من أن المنتجات والخدمات تلبي متطلبات محددة ومتسقة وتلبي توقعات العملاء.  الغرض من معايير الجودة في التعليم الإلكتروني وتلك الضوابط والقواعد والاشتراطات والمتطلبات تكون بمثابة مرجعية متوافق عليها من جميع المعنيين في المجال وصادقت عليها هيئة أو جهة معتمدة، وتُطبق هذه المرجعية في حال الاستخدام العام والمتكرر. فمعايير الجودة بمثابة نقطة مرجعية للمؤسسات لتقييم وتحسين عملياتها، مما يضمن التزامها بأفضل ممارسات المجال وتحقيق نتائج عالية الجودة. وتهدف معايير الجودة إلى تحقيق التوحيد والاتساق في إنتاج أو تسليم السلع والخدمات، ويساعد هذا الاتساق في تلبية توقعات العملاء وبناء الثقة. كما تتضمن معايير الجودة في الأغلب ضوابط قابلة للقياس يمكن تقييمها بشكل موضوعي، وهذا يسمح للمؤسسات بقياس ومراقبة جودة منتجاتها أو خدماتها. ويُفترَض أن تمتثل المؤسسات لمعايير الجودة المعمول بها لإثبات التزامها بتقديم منتجات وخدمات عالية الجودة، وقد يكون هذا الامتثال ضروريًا لتلبية المتطلبات القانونية والتنظيمية. وغالبًا ما تشجع معايير الجودة في التعليم ثقافة التحسين المستمر، إذ من المتوقع أن تقوم المنظمات بمراجعة عملياتها وتعزيزها بانتظام للتكيف مع الظروف المتغيرة ودمج أفضل الممارسات الجديدة. أهمية معايير الجودة في التعليم ومن شأن الالتزام بمعايير الجودة أن تثمر عن فوائد كثيرة، بما في ذلك تحسين جودة المنتج أو الخدمة، وزيادة رضا العملاء، وتعزيز الكفاءة، وميزة تنافسية في السوق. فضلًا عن ذلك، قد يكون التوافق مع معايير الجودة في التعليم شرطًا للحصول على بعض الشهادات والامتثال التنظيمي في شتى المجالات. معايير الجودة في التعليم الإلكتروني ومجال التعليم الإلكتروني وما ينطوي تحت مظلته من محتوى تعليمي وأنظمة إدارة تعلم لايزال في طور النمو المتسارع، وهو ما أدى إلى إحداث تغييرات متلاحقة في المجال مما يجعل معايير الجودة في التعليم المتعارف عليها حاليا لا ترقى إلى درجة معيار مصادق عليه من قبل منظمة المعايير العالمية ISO فهي لا تزال بمثابة مواصفات أو إرشادات، إذ يشترط في المعايير الثبات والاستقرار، وهي درجة لم يصل إليها التعليم الإلكتروني بعد. وقد ظهرت العديد من معايير الجودة في التعليم مثل معيار اتحاد التعلم العالمي (IMS) الذي يهدف إلى تحسين جودة المحتوى التعليمي الرقمي وإمكانية الوصول إليه، وإطار عمل مسائل الجودة (QM) الذي يعد طارًا معتمدًا على نطاق واسع لضمان الجودة في التعلم عبر الإنترنت والتعلم المدمج أو المختلط. وهذان المعيارات وغيرهما من المعايير يجمع بينها أوجه تشابه كثيرة في متطلباتها واشتراطاتها، إلا أن معيار سكورم (SCORM) والذي تبنته مؤسسة توزيع التعلم المتقدم اكتسب قبولًا أكبر بين المهتمين بالتعليم الإلكتروني مما عجل انتشاره واعتماده في العديد من أنظمة التعلم. وسوف نتناول هذا المعيار بالتفصيل في جزء لاحق من المقال. ونسلط الضوء فيما يلي على كيفية ضبط جودة التعليم الإلكتروني، وذلك بتفصيل أبرز معايير الجودة في التعليم الإلكتروني التي ينبغي مراعاتها والالتزام بها لضبط الجودة، فنستعرض معايير الجودة في إعداد المقررات والمناهج والمحتوى، ومعايير الجودة في التفاعل، وفي الجانب التقني، وفي القياس والتقييم، وسنوضح ما هو إلزامي منها وما هو اختياري. أولًا: معايير الجودة في إعداد المقررات نتناول هنا معايير الجودة في إعداد مقررات التعليم الإلكتروني بما يضمن تحقيق المستويات المطلوبة والأهداف التعليمية المرجوة، وربطها بالأنشطة المختلفة التي ينطوي عليها المنهج. ويهتم هذا المعيار بكل ما يخص طبيعة المحتوى ونوعية المضمون التعليمي. وفي هذا الإطار يجب الالتزام بضوابط التصميم الشامل للتعليم UDL -Universal Design for Learning، والالتزام بقواعد إتاحة محتوى الويب (2.0 Web Content Accessibility Guidelines (WCAG أو الإصدارات الأحدث، وكذلك الحرص على توافق تصميم المحتوى الرقمي مع معايير (The Experience API(XAPI. ونذكر فيما يلي أهم معايير الجودة الرئيسية في تصميم المقررات: 1. مراعاة الأطر التربوية ينبغي مراعاة الأطر التربوية عند إعداد المناهج التعليم الإلكتروني، فالأطر والمبادئ التربوية الأساسية التي وضعها المتخصصون التربويون في التعليم التقليدي تصلح أيضًا في سياقات التعليم الإلكتروني، ولا بد من أخذها بعين الاعتبار لضمان أن تكون تجربة التعلم مجدية حقًا ومنظمة تنظيمًا جيدًا على أسس علمية وليست عشوائية، إذ من أهم ما تؤكد عليه الأطر التربوية هو عنصر وضوح أهداف المحتوى الرقمي. 2. تنويع المحتوى الرقمي  توفير المحتوى الرقمي بأشكال مختلفة معيار أساسي يجب مراعاته، ولعل هذه النقطة من أهم ما يميز التعليم الإلكتروني عن التعليم التقليدي. وذلك يشمل جميع الوسائط من فيديوهات وصور وألعاب تستأثر بانتباه المتعلمين وتحول دون تسلل الرتابة والملل إلى التجربة التعليمية. ويجدر بالمعلمين أن يتدربوا على استخدام تلك الوسائط بشكل استراتيجي ذكي يحقق أقصى استفادة.  3. ضمان جودة الوسائط ينبغي الالتزام بمعيار ضمان جودة الوسائط التعليمية والتدريبية، والحرص على توفير إمكانية تفريغها نصيًا، وإمكانية الرجوع إليها وقت الحاجة. وتوفير التصميم والوسائط والخطوط المستخدمة بأحجامها وألوانها وتنسيقاتها المختلفة على نحو يجعل القراءة سهلة ولا يرهق العين. وكذلك من المهم توفير نسخ قابلة للتنزيل من كامل المحتوى الرقمي المستخدم داخل المقرر الإلكتروني، على نحو لا يخل بما تنص عليه حقوق الملكية الفكرية. 4. تقليص الفجوة بين النظرية والتطبيق يتجاوز محتوى التعلم الإلكتروني عالي الجودة المعرفة النظرية، فلا بد من مواءمة محتوى المنهج مع التطبيقات العملية لتعزيز تجربة التعلم وتزويد المتعلمين بالمهارات اللازمة لمواجهة تحديات العالم الحقيقي. ومن المفيد في هذه النقطة الاستعانة بخبراء المجال والتفكير في زيادة مساحة التطبيقات العملية خلال الدورة. 5. مرونة المحتوى الرقمي ينبغي مراعاة مرونة محتوى مناهج التعليم الإلكتروني ليناسب أنماط التعلم المختلفة عند جميع المتعلمين المشتركين في الدورة، وذلك بناءً على فهم مواطن القوة ومكامن الضعف في الفئة المستهدفة من

اقرأ المزيد»
ما هو نظام ادارة التعلم lms وما أهميته ؟
التعليم عن بعد

نظام إدارة التعلم (LMS) وأهميته: أبرز 3 أنواع والإيجابيات والسلبيات وكيف تختار الأفضل

هل سبق أن سمعت عن نظام إدارة التعلم (LMS)؟ إذا كنت مهتمًا بمجال التعليم الإلكتروني والتدريب عبر الإنترنت فلا بد أن تكون ملمًا بجميع جوانب هذا الموضوع، وسوف نصحبك في مقالنا هذا عبر رحلة شيقة تُحصِّل في ختامها دراية شاملة عن أنظمة إدارة التعلم (LMSs)، نبدأ فيها بتعريف نظام إدارة التعلم وأهميته، ثم نسلط الضوء على كيفية عمله وأبرز خصائصه، بعدها نوضح من يستخدم هذا النظام ويستفيد منه، ونُعرِّج على فوائد استخدامه وعيوبه، ثم نتطرق إلى أبرز أنواع أنظمة إدارة التعلم، ونختتم المقال بتوضيح كيف تحدد أفضل نظام إدارة تعلم مناسب لاحتياجاتك. ما هو نظام إدارة التعلم (LMS)؟ مفهوم نظام إدارة التعلم (Learning Management System) الذي يشتهر باختصاره (LMS) متعلق ببرمجيات على المنصات الرقمية مصممة لجعل تجربة التعلم أكثر كفاءة، وتهدف إلى تبسيط إدارة المحتوى وتنظيم البيانات. يسهل نظام إدارة التعلم (LMS) الوصول إلى المواد التعليمية، ويسمح للمسؤولين بالإشراف على نشاط المستخدمين من الطلاب والتحكم في تفاصيل الدورة التدريبية، ويتولى النظام إنجاز المهمات الأساسية آليًا مثل وضع الدرجات وإعداد التقارير، كل ذلك بهدف تبسيط عمليات التدريب والتعليم. وبعبارة أخرى، يتيح نظام إدارة التعلم (LMS) للمسئول إمكانية الإدارة الشاملة لعملية التعلم برمتها. تحليل المصطلح وبتحليلنا عبارة (نظام إدارة التعلم) سيتسنى لنا فهم أعمق وأشمل للمفهوم:  فكلمة نظام تشير إلى برمجية حاسوبية تعالج أنواعًا مختلفة من البيانات وتتولى تنظيمها وترتيبها، فهذا النظام يجمع الإحصائيات، ويدير التقارير، ويقوم بأتمتة عملية التصنيف، مما يؤدي إلى تبسيط عملية التدريب بأكملها. وكلمة إدارة تشير إلى أن المنصة لست مجرد خدمة لمشاركة الملفات، بل تتيح للمسئولين إدارة بيانات المستخدم والتسجيلات في الدورات التدريبية والتعليمية، وتنظيم المحتوى في برامج تدريب وتعلم شاملة، والتحكم في كيفية تقدُم المتعلمين في مسار الدورة المنخرطين فيها. أما كلمة التعلم فتشير إلى أن هذا النمط الإلكتروني من الأنماط التعليمية مصمم لتوفير تجربة تعلم مرنة عبر الإنترنت في أي وقت ومن أي مكان، إذ يكون بوسع المتعلمين الوصول إلى قاعدة المحتوى الداخلية وإجراء التقييمات وإكمال المهمات العملية.  النشأة والتطور اختراع أجهزة الكمبيوتر في ستينيات القرن الماضي مهد الطريق لتجارب التدريب والتعليم المعتمدة على الكمبيوتر، والانصراف رويدًا رويدًا عن المواد التعليمية الورقية التقليدية. ثم شهدت التسعينيات دمج عناصر الوسائط المتعددة في تجارب التدريب والتعليم، بما في ذلك الصور والصوت والفيديو، مما أدى إلى تعزيز تجربة التعلم. وفي أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين، ظهر الجيل الأول من منصات أنظمة إدارة التعلم، وآنذاك كان تركيزها منصبًا بالأساس على المهمات الإدارية وتقديم الدورات الأساسية. ثم مع ظهور تقنيات الويب 2.0، تطورت أنظمة إدارة التعلم لدمج جوانب التعلم الاجتماعي وتعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين المتعلمين. واستمر التطور حتى وصلنا إلى ثورة تقنية في أنظمة إدارة التعلم، إذ أن التحول إلى الحلول السحابية (Cloud-based Solutions) أدى إلى تعزيز إمكانية الوصول وقابلية التوسع والتعاون، مما جعل موارد التعلم متاحة في أي وقت ومن أي مكان. وكذلك أدى انتشار الهواتف الذكية إلى ظهور التعلم المحمول، مما يسمح للمتعلمين بالتفاعل مع المحتوى على أجهزتهم المفضلة، فشهد اعتماد نظام إدارة التعلم (LMS) طفرة كبيرة، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي والتركيز المتزايد على تجارب التعلم المرنة والشخصية. ما أهمية نظام إدارة التعلم (LMS)؟ تكمن أهمية نظام إدارة التعلم (LMS) في دوره المحوري في نقل المعرفة واكتسابها على الساحة التعليمية المعاصرة، إذ يعمل نظام إدارة التعلم على تسهيل الإدارة الفعالة والتتبع الآلي وإدارة تجارب التعلم الشخصية. وتمتد أهميته إلى ما هو أبعد من الفصول الدراسية التقليدية، حيث يوفر إمكانية الوصول للمحتوى التعليمي. كما يوفر المرونة والأدوات التعاونية التي تلبي الاحتياجات المتنوعة للمتعلمين في كافة البيئات الأكاديمية والشركات والمنظمات والمؤسسات. علاوة على ذلك، فإن قدرة نظام إدارة التعلم على التكيف مع أنماط التعلم المختلفة تضمن مكانته في مجالات التعلم الإلكتروني والتوجهات التعليمية الحديثة. فضلًا عن ذلك، فإن أهمية نظام إدارة التعلم تتجاوز الفوائد المباشرة الملموسة في الإدارة المتسمة بالسهولة وتأمين تجربة التعلم الشخصي، إذ يصبح أداة استراتيجية للشركات والمؤسسات بتوفيره حلولًا مجدية واقتصادية للتدريب والتطوير وإدارة الامتثال والتحسين المستمر.  كيف يعمل نظام إدارة التعلم (LMS)؟ نظام إدارة التعلم (LMS) كأنه جامعتك الخاصة عبر الإنترنت، حيث يُمَكّنك من إنشاء دورات عبر الإنترنت وتحميلها وتخزينها ونشرها للمتعلمين كي يتسنى لهم الوصول إلى هذا المحتوى عبر أجهزة الكمبيوتر الشخصية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف الذكية، سواء كان ذلك عبر متصفح أو عبر تطبيق جوال.  يضمن النظام التتبع الفعال للتقدم الذي يحرزه المشتركون في الدورة، وذلك من خلال أدوات التحليل وإعداد التقارير. فضلًا عن ذلك، فهو يعزز التعاون والتواصل بين المستخدمين. يعمل نظام إدارة التعلم كحل شامل، حيث لا يقدم فقط توصيل المحتوى ولكن أيضًا وظائف إدارية، ومن ثم تبسيط عملية التعلم بأكملها. يعزز هذا النهج المركزي الكفاءة في إدارة الموارد التعليمية، ومراقبة مشاركة المتعلمين والمتدربين، وتوفير إطار قوي لمبادرات التعلم والتنمية. ما أبرز خصائص نظام إدارة التعلم (LMS)؟ لا يوجد اتفاق عالمي على مجموعة الخصائص الكاملة على الخصائص التي تشكل أساس نظام إدارة التعلم، ولكن يمكننا اعتبار العناصر الثلاثة الأولى في القائمة التالية هي الخصائص الأساسية، أما البقية فخصائص متقدمة تشكل زيادة في ضبط الجودة. من يستخدم نظام إدارة التعلم (LMS)؟ يتنوع المستخدمون والمستفيدون من نظام إدارة التعلم، ونطاق المؤسسات التي تستفيد من أنظمة إدارة التعلم واسع جدًا، إذ يمكن أن تكون مؤسسة عالمية كبيرة تضم آلاف المتعلمين، أو شركة ناشئة تستخدم نظام إدارة التعلم لمشاريع صغيرة، أو منظمات غير ربحية، أو هيئات حكومية، أو ومؤسسات تعليمية تتولى مهمة تدريب وتعليم طوائف مختلفة من جمهور المتعلمين. وفيما يلي بعض الأمثلة لمن يستفيدون من نظام إدارة التعلم في أعمالهم: المؤسسات الكبيرة يعتمد المدربون في المؤسسات العالمية الكبيرة على نظام إدارة التعلم الخاص بالمؤسسة لتأهيل الموظفين الجدد وتقديم التدريب على الامتثال وتعزيز التطوير المهني والخبرة الفنية. ويستخدمون أنظمة إدارة التعلم لمراقبة تقدم المتعلمين وتخصيص محتوى التدريب، مما يمكّن كل متعلم من تطوير المهارات التي يحتاجها لمباشرة أدواره واحتياجاته الوظيفية المحددة. الشركات الصغيرة غالبًا ما يستخدم أصحاب الشركات الصغيرة أنظمة إدارة التعلم لتوفير تدريب موحد للموظفين، فنظام إدارة التعلم يمكّن رواد الأعمال من تقديم مواد تدريبية متسقة وتقييم أداء الموظفين بميزانية مخفضة. على سبيل المثال، الشركات التي تعاني من نقص الموارد اللازمة لتوفير أجهزة الكمبيوتر اللازمة لتدريب الموظفين قد تستخدم نظام إدارة تعلم يدعم حلول التعلم عبر الهواتف، وهكذا يتمكن الموظفون من الوصول إلى محتوى التدريب عبر هواتفهم الذكية ويتسنى لهم التعلم في الوقت الملائم لهم وبالوتيرة التي تناسبهم. الجهات التعليمية تستخدم الجامعات والمدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى منصات أنظمة إدارة تعلم لدعم خيارات التعلم التقليدي وبيئات التعلم عبر الإنترنت. ويستخدم المعلمون والأساتذة أنظمة إدارة التعلم لنشر المواد الدراسية ونشر

اقرأ المزيد»
هرم بلوم
تعليم الأفراد

هرم بلوم Bloom’s Taxonomy: المستويات ال6 وكيفية تطبيقه مع الأمثلة

سبق وسمعت عن هرم بلوم Bloom’s Taxonomy؟ إن كنت من المهتمين بالدوائر التربوية فلا غنى لك عن تحصيل نصيب لا بأس به من الدراية فيما يتعلق بتصنيف بلوم، فهو دليل إرشادي قوي للمعلمين من شتى أرجاء العالم، وعليه تنبني الأهداف التعليمية، وقد أثمر هذا التصنيف الذي يعمل على تنظيم المهارات المعرفية إلى تمكين المعلمين من تعزيز خبرات التعلم وتنمية التفكير النقدي عند الطلاب.   ونهدف في هذا المقال إلى توضيح المقصود بهرم بلوم، واستكشاف الأهداف التعليمية حسب تصنيف بلوم، وتفصيل المستويات الستة للمجال المعرفي في هرم بلوم قبل استعراض المجال الوجداني والمجال النفسي الحركي في تصنيف بلوم. ثم سنوضح كيف نطبق هرم بلوم في الفصل الدراسي، ونضرب أمثلة على تصنيف بلوم للأهداف التربوية، ونسلط الضوء على الأسئلة الصَفيّة حسب هرم بلوم، ونختتم المقال بتوضيح الفرق بين هرم بلوم القديم والجديد. ما هو هرم بلوم Bloom’s Taxonomy؟  مفهوم هرم بلوم Bloom’s Taxonomy يشير إلى إطار تربوي أرسى أسسه بنيامين بلوم Benjamin Bloom في خمسينيات القرن الماضي، وقد وُضع في مستهل الأمر لتصنيف الأهداف التعليمية، ثم تطور ليصبح إطارًا معتمدًا على نطاق واسع لفهم العمليات المعرفية.  وعلى مدار السنين خضع تصنيف بلوم لمراجعات، أبرزها مراجعة أندرسون وكراثوهل في عام 2001. وسعت هذه النسخة المنقحة المجال المعرفي للتصنيف وتضمنت أبعاد المعرفة والعمليات المعرفية ومستويات العمليات المعرفية، مما جعل تصنيف بلوم أداة أكثر تنوعًا وثراءً ودقة في أيدي المعلمين. والغرض الأساسي من تصنيف بلوم يتمثل في تصنيف المهارات المعرفية بشكل هرمي، مما يوفر للمعلمين دليلًا يعينهم على تطوير أهداف التعلم. وتكمن أهميته في تعزيز التفكير النقدي، وحل المشكلات، وتهيئة فهم أعمق للموضوع. فتصنيف بلوم بمثابة وسيلة مشتركة للمعلمين يستطيعون من خلالها مناقشة أهداف التعلم وغاياته، مما يسهل التعاون وتنسيق الجهود عبر مختلف المواد ومستويات الصف الدراسي. ويظل نموذج هرم بلوم هو النموذج الأشهر والأكثر شيوعًا في الساحة التعليمية، وهذا منطقي نظرًا لبساطته وجدواه في شرح الأهداف التعليمية وتطبيقها، وفاعليته ومواءمته لأساليب التعليم والتدريب ومقاييس النتائج التعليمية. ما الأهداف التعليمية حسب هرم بلوم؟ لا يقتصر دور المعلم خلال العملية التعلمية التعليمية على تزويد المتعلمين بالخبرات والمعلومات والمعارف ذات الطابع العقلي فحسب، بل يتعدى ذلك إلى تنمية الجوانب الوجدانية والقيمية لديهم من خلال تنمية سلوكياتهم الانفعالية والاجتماعية، بالإضافة إلى تنمية المهارات والقدرات الحركية.  إذ يندرج تحت مظلة التجربة التعليمية ثلاثة نتاجات تعلمية أساسية تتمثل في: وقد دأب العديد من علماء النفس والمختصين في التقييم النفسي والتربوي مثل بلوم، وجانيه، وكراثول وغيرهم خلال القرن الماضي على وضع الأسس والمبادئ العلمية لتصنيف الأهداف السلوكية وفقا  لأنواع النواتج السلوكية االتي ينتوى تحقيقها لدى المتعلمين في الجوانب المختلفة من التجربة التعليمية. ولذا يأتي تصنيف بلوم للأهداف السلوكية على ثلاثة محاور أو ثلاثة مجالات مستقلة: المجال المعرفي، والمجال السلوكي، والمجال النفسي الحركي. يعالج كل مجال جانبًا مختلفًا من عملية التعلم، مما يضمن تجربة تعليمية شاملة ووافية. يكوالغرض من وراء تصنيف الأهداف إلى مجالات هو مساعدة المعلمين على تحديد الظروف والشروط المناسبة للنواتج التعليمية المتنوعة. المستويات الستة للمجال المعرفي في هرم بلوم نسلط الضوء هنا على المستويات الستة للمجال المعرفي في هرم بلوم. إن تصنيف بلوم للمجال المعرفي يقسم الأهداف التعليمية إلى ستة مستويات، تتراوح من أبسط مستوى للتعقيد المعرفي “الاستذكار”، مرورًا بمستوى “التحليل” في تصنيف بلوم، وصولًا إلى أعلى مستوى وهو “االابتكار”، وعلى هذا، يشتمل تصنيف بلوم على ستة مجالات معرفية: الاستذكار والفهم والتطبيق والتحليل والتقييم والابتكار. تمثل هذه المجالات سلسلة متواصلة بدءًا من الاستحضار الأساسي للمعلومات وصولًا إلى المهارات المعرفية المتقدمة. وبوسع المعلمين استخدام تصنيف بلوم للأهداف التربوية لإعداد خطط الدروس والتقييمات التي تستهدف مستويات محددة من التعلم المعرفي المتوقع من المتعلم. 1. الاستذكار في قاعدة تصنيف بلوم يقع مستوى “الاستذكار”، حيث يكون تركيز المتعلمين على تذكر الحقائق أو المفاهيم أو المعلومات دون فهمها أو تطبيقها بالضرورة، وتندرج المهمات الأساسية البسيطة مثل الحفظ ضمن هذه الفئة. وأهمية هذا المستوى تكمن في أنه بمثابة نقطة انطلاق للعمليات المعرفية الأكثر تعقيدًا، لذا يمكن اعتبار هذا المستوى ركيزة النموذج التعليمي. على سبيل المثال، يتجلى هذا المستوى في أنشطة تذكر التواريخ، أو حفظ المفردات، أو تذكر الصيغ الرياضية.  2. الفهم وبالانتقال إلى ما هو أبعد من مجرد الاستذكار، نجد مستوى “الفهم” الذي يتضمن استيعاب معنى المعلومات. يُظهر المتعلمون الفهم من خلال شرح المفاهيم بكلماتهم وأسلوبهم، أو تلخيص المعلومات، أو تفسير البيانات. يضع هذا المستوى الأساس لمهارات التفكير المعقدة ويمهد الطريق لعمليات معرفية أكثر تقدمًا. إن المشاركة في المناقشات الجماعية ورسم خرائط المفاهيم وطرح الأسئلة المفتوحة هي استراتيجيات مهمة لتعزيز الفهم. 3. التطبيق يحث مستوى “التطبيق” المتعلمين على استخدام المعرفة المكتسبة في المواقف العملية. يتضمن ذلك نقل الفهم إلى سياقات جديدة، وحل المشكلات، وتنفيذ المفاهيم المكتسبة في سيناريوهات العالم الحقيقي. ويوصى المعلمون في هذا المستوى بتصميم الأنشطة التي تحفز الطلاب على تطبيق المعرفة النظرية، مما يعزز الارتباط الأعمق بين التعلم والتطبيق العملي. على سبيل المثال: يظهر هذا المستوى عندما يستخدم الطلاب الصيغ الرياضية لحل المسائل، أو تطبيق المهارات اللغوية لكتابة المقالات. 4. التحليل يمضي تصنيف بلوم بعد ذلك إلى مستوى “التحليل”، حيث يركز المتعلمون على تقسم المعلومات وتجزئتها وفحص العلاقات والروابط فيما بينها. يتضمن مستوى التحليل في تصنيف بلوم تحديد الأنماط والتمييز بين العناصر وفهم الهيكل التنظيمي للمعلومات. تساهم المهارات التحليلية التي يتم تطويرها في هذه المرحلة بشكل كبير في تعزيز قدرة الطالب على التفكير النقدي. على سبيل المثال، في العلوم يظهر مستوى التحليل في تشريح البيانات التجريبية؛ وفي الأدب يظهر مستوى التحليل في تفكيك المواضيع وإمعان النظر في دوافع الشخصية. وتعتبر الأسئلة الفلسفية، وأنشطة تحليل البيانات، وأنشطة القراءة النقدية من الأساليب الفعالة لتعزيز المهارات التحليلية. 5. التقييم نصل بعد ذلك إلى مستوى “التقييم”، حيث يركز المتعلمون على تقييم أهمية المعلومات أو الأفكار أو الحجج، ويتطلب مستوى أعمق من التفكير النقدي. يتضمن ذلك إصدار أحكام مستنيرة بناءً على معايير محددة، والنظر في وجهات نظر متعددة، وتمييز نقاط القوة والضعف في وجهات النظر المختلفة. تعد القدرة على التقييم مهارة حاسمة في تنمية المفكرين المستقلين والناقدين. وينخرط الطلاب في التفكير التقييمي عند تقييم صحة الحجج، أو نقد منهجيات البحث، أو تقييم مصداقية المصادر. ومن أبرز الأساليب التي تعزز تنمية مهارات التقييم بين الطلاب نجد المناقشات ومراجعات الزملاء وتحليلات الحالة. 6. الابتكار في قمة تصنيف بلوم يوجد مستوى “الابتكار”، حيث يستعرض المتعلمون قدرتهم على تجميع المعلومات أو الأفكار أو المفاهيم لإنتاج شيء جديد تمامًا. وقد يتضمن ذلك إيجاد حلولًا إبداعية، أو تصميم مشاريع مبتكرة، أو صياغة فرضيات جديدة. يؤكد مستوى الإنشاء على الابتكار ويشجع المتعلمين على أن يصبحوا مساهمين في المعرفة بدلًا من أن يكونوا متلقين سلبيين. ويتطلب

اقرأ المزيد»
التحول الرقمي في التعليم
التسويق الرقمي

التحول الرقمي في التعليم: 6 إيجابيات مميزة والسلبيات والمتطلبات والأدوات والاتجاهات الحديثة

صار التحول الرقمي في التعليم ملمحًا أساسيًا من ملامح المشهد التعليمي، وقد نقل التجربة التعليمية نقلة نوعية مشهودة من ضيق التلقين إلى باحة التفاعل الإيجابي السلس، مسخرًا في هذا المسعى أحدث الأدوات والوسائل التكنولوجية التي تمخضت عنها طفرة التطور التكنولوجي التي تميز العصر الحالي، فعلى سبيل المثال تشير الإحصائيات إلى أن أساليب التعلم القائمة على الوسائل التكنولوجية شكلت 80% من إجمالي ساعات التعلم في عام 2020، والنسبة في ازدياد منذ ذاك الحين. وقد برز اهتمامنا في زامن بهذا الموضوع اتساقًا مع توجه المملكة العربية السعودية إلى تنفيذ استراتيجة التحول الرقمي في إطار رؤية المملكة 2030، لا سيما في ميدان التعليم. وفي مقالنا الشامل هذا نستعرض تعريف التعليم الرقمي وأهميته وخصائصه، ثم نتناول إيجابياته وسلبياته، بعدها نذكر أهداف التحول الرقمي في التعليم ومتطلباته وأدواته ووسائله، ونُعرّج على أبرز الاتجاهات الحديثة في التعليم الرقمي، ثم نقترح مقترحات لتنفيذ التحول الرقمي في التعليم. كما سنذكر نبذة عن 6 كتب عربية وإنجليزية عن التحول الرقمي في التعليم، وسنتطرق إلى الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني، ونختتم المقال بملامح التعليم الرقمي في السعودية في إطار رؤية 2030. ما التحول الرقمي في التعليم؟ يشير التحول الرقمي في التعليم إلى التكامل الشامل للتقنيات الرقمية في شتى جوانب عمليات التدريس والتعلم. ويشمل اعتماد الأدوات والمنصات والاستراتيجيات الرقمية لتعزيز الخبرات التعليمية، وتبسيط العمليات الإدارية المتعلقة بتجربة التعليم والتعلم، وإعداد الطلاب لمتطلبات العصر الرقمي ومقتضياته. وقد جاء اتساع هذا المنحى نتيجة للتطور المتسارع في السياق التكنولوجي، لا سيما الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والواقع المعزز؛ والتي تعمل جميعها كحافز لإعادة تشكيل النماذج التعليمية. توفر هذه التطورات فرصًا غير مسبوقة لتجارب التعلم الشخصية واتخاذ القرارات المستنيرة المستندة إلى البيانات الدقيقة. ففي الساحة التعليمي التي تشهد تسارعًا محمومًا أصبح دمج التكنولوجيا الحديثة في التجربة التعليمية أمرًا لا غنى عنه للمؤسسات التي تنشد مسايرة ركب التطور وملائمة متطلبات العصر. ويعمل هذا التحول، المعروف بالتحول الرقمي، على إعادة تشكيل النماذج التعليمية التقليدية، بحيث يتيح التحول الرقمي للمعلمين تصميم مناهجهم بما يتناسب مع احتياجات الطلاب الفردية، مما يعزز بيئة تعليمية أكثر جاذبية وجدوى. ما أهمية التحول الرقمي في التعليم؟ يعد التحول الرقمي في التعليم بمثابة حافز لإزالة الحواجز الجغرافية وتذليل العراقيل الاجتماعية والاقتصادية، إذ تتمتع منصات التعلم عبر الإنترنت، والفصول الدراسية الافتراضية، والتطبيقات التعليمية بالقدرة على الوصول إلى المتعلمين في المناطق النائية، مما يوفر إمكانية الوصول إلى التعليم الجيد للجميع. كما تسهل التكنولوجيا تجارب التعلم الديناميكية والشخصية؛ إذ تعمل الأدوات الرقمية على تمكين المعلمين من تصميم أساليب التدريس التي تناسب أنماط التعلم المتنوعة، مما يعزز بيئة تعليمية أكثر جاذبية وفاعلية.  وفي عالم تقوده التكنولوجيا لم تعد الثقافة الرقمية والقدرة على التعامل مع الوسائل التكنولوجية مجرد ميزة إضافية، بل ضرورة يجب توافرها في كل المؤسسات ولدى جميع الأفراد، ومن شأن دمج الأدوات الرقمية في التعليم أن يزود الطلاب بالمهارات الأساسية لسوق العمل في المستقبل.  وتمتد أهمية التحول الرقمي إلى ما ما وراء الفصول الدراسية، إذ تسهم في تبسيط العمليات الإدارية في المؤسسات التعليمية، حيث تعمل أنظمة الإدارة المستندة إلى الحوسبة السحابسة والتصنيف الآلي وتحليلات البيانات على تحسين المهام الإدارية، مما يسمح للمعلمين والمسؤولين بالتركيز على الجوانب التي تمثل أهمية استراتيجية أكبر في التجربة التعليمية. ما خصائص التعليم الرقمي؟ للتعليم الرقمي خصائص تميزة عن التعليم التقليدي وأساليب التعليم القديمة، وفيما يلي أبرز تلك الخصائص في نقاط موجزة: ما أهم إيجابيات التعلم الرقمي؟ يستفيد بإيجابيات التعلم الرقمي جميع المعنيين بالتجربة التعليمية، إذ تعود فوائده على الطلاب والمتدربين من جهة، وكذلك ينتفع من إيجابياته القائمين على التجربة التعليمية جميعًا، من معلمين ومدربين أفراد، أو مؤسسات وشركات، أو معاهد، أو مراكز تدريب. ونلقي الضوء فيما يلي على أبرز المميزات. 1. تعزيز تجربة التعلم تعمل الأدوات الرقمية على تسهيل تجارب التعلم التفاعلية والجاذبة للانتباه، والابتعاد عن رتابة المحاضرات التقليدية. إذ تعمل عمليات المحاكاة الافتراضية والفيديوهات والصور والصوتيات ومنصات التعاون عبر الإنترنت على إثراء الرحلة التعليمية وتلبية أنماط التعلم المتنوعة. 2. إمكانية الوصول والشمولية يفتح التحول الرقمي الأبواب أمام التعليم للأفراد الذين يواجهون حواجز جغرافية أو مادية أو اجتماعية واقتصادية. وتلك الدورات والموارد عبر الإنترنت تجعل المتعلمين من شتى المشارب قادرين على الوصول إلى فرص التعليم الجيد، وتعزيز الشمولية والتنوع في التجربة التعليمية. 3. اتخاذ قرارات مستنيرة بإمكان المؤسسات التعليمية تسخير قوة تحليلات البيانات لتتبع التقدم الذي يحرزه الطلاب، وتحديد اتجاهات التعلم، وتصميم الاستراتيجيات التعليمية. هذا النهج المستند إلى البيانات يتيح للمعلمين اتخاذ قرارات مستنيرة لتحسين أساليب التدريس وتحسين نتائج التعلم. 4. المرونة والراحة توفر منصات التعلم الرقمية المرونة من حيث الزمان والمكان. يمكن للطلاب الوصول إلى المواد التعليمية بالسرعة التي تناسبهم، وهذه المرونة مفيدة بشكل خاص للموظفين والمنشغلين بأشغال أخرى خارج الإطار الأكاديمي. 5. التعاون والتواصل تعمل أدوات التعليم الرقمي على تعزيز التواصل بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور. تساهم الفصول الدراسية الافتراضية ومنتديات المناقشة والرسائل الفورية في إنشاء مجتمع تعليمي أكثر اتصالاً، مما يؤدي إلى كسر الحواجز الجغرافية وتعزيز التعاون الشامل. ما أبرز سلبيات التعلم الرقمي؟ بطبيعة الحال لا يخلو التعلم الرقمي من سلبيات تمثل تحديات في طريق تحقيق التحول الرقمي الكامل في مجال التعليم، وعلينا التغلب على تحديات التحول الرقمي في التعليم والتي أبرزها تفاوت فرص الوصول إلى الوسائل التكنولوجية، ومخاوف الخصوصية وأمن البيانات، وصعوبة تكامل الأدوات الرقمية نتيجة نقص التدريب، واحتمالية التعرض للانعزال الاجتماعي. 1. تفاوت فرص الوصول للموارد التعليمية في حين أن التحول الرقمي يهدف إلى سد الفجوات في إمكانية الاستفادة من الفرص التعليمية، فإنه يخلق أيضًا تحديات جديدة أبرزها تفاوت فرص الوصول إلى الموارد التعليمية، فالطلاب الذين لا يقدرون على امتلاك أجهزة رقمية قوية وتكون شبكة الإنترنت عندهم ضعيفة يواجهون عوائق أمام المشاركة. 2. مخاطر الخصوصية وأمن البيانات يثير جمع وتخزين كميات هائلة من بيانات الطلاب مخاوف بشأن الخصوصية وأمن البيانات. ويجب على المؤسسات التعليمية تنفيذ تدابير قوية للأمن السيبراني لحماية المعلومات الحساسة، وضمان أن فوائد التحول الرقمي لا تأتي على حساب الخصوصية. 3. صعوبة تكامل الأدوات يتطلب التنفيذ الناجح للتحول الرقمي من المعلمين التكيف مع التقنيات الجديدة، وقد تؤدي مقاومة التغيير وعدم كفاية التدريب إلى إعاقة التكامل السلس للأدوات الرقمية في الفصل الدراسي. ولا بد من مراعاة إعداد برامج التطوير المهني لتمكين المعلمين بالمهارات اللازمة للاستخدام الفعال للتكنولوجيا. 4. احتمالية الانعزال الاجتماعي إذا لم يُتوخى الحرص في تصميم بيئات التعلم الرقمية فقد تساهم تلك البيئات في الانعزال الاجتماعي بين الطلاب، وهذا قد يؤثر سلبًا على  تنمية مهارات التعامل مع الآخرين ويعيق الشعور بالانتماء للمجتمع داخل المؤسسات التعليمية. 5. مقاومة التغيير يرى ما يقرب من 70% من العاملين في القطاع العام أن مهاراتهم الرقمية ليست بكفاءة العاملين

اقرأ المزيد»
التحول الرقمي
التسويق الرقمي

التحول الرقمي: تعريفه وأهميته ومميزاته واستراتيجيته ومراحله ومتطلباته وخطواته الأساسية ومجالاته وتقنياته 

لم يعد التحول الرقمي مجرد كلمة طنانة ونحن في مستهل عام 2024، بل هو القلب النابض لتنامي الأنشطة التجارية وازدهارها. وفقًا لما تشير إليه الإحصائيات فإن 80% من الشركات التي اعتمدت التحول الرقمي حققت زيادة في الأرباح، وأفاد 85% منها عن زيادة في حصتها السوقية. ومن هذا المنطلق جاء اهتمامنا في زامن بتوفير دليل شامل للتحول الرقمي، نبدأ بتعريفه وأهميته ومميزاته، ثم نتطرق إلى استراتيجيته ومراحله ومتطلباته، ونسلط الضور على خطواته الأساسية ومجالاته وتقنياته، ونختتم المقال بتوضيح المقصود بالقياس التحول الرقمي العاشر ومستوياته. لا تتعامل مع التحول الرقمي وكأنه مهمة تُنجز على مرحلة واحدة سريعًا، إنما هو رحلة تمتد لأسابيع، أو أشهر، أو حتى سنوات، وقد تشعر في منتصف الرحلة بالضياع إن لم تكن تسير على هدى وتعرف لقدمك موضعها من البداية. بالنسبة للمديرين في مجال تكنولوجيا المعلومات وقادة الأعمال، فإن فهم جوهر التحول الرقمي وفوائده المحتملة والدراية بجوانيه أمر بالغ الأهمية قبل الشروع في هذه الرحلة التحويلية. ما التحول الرقمي؟ مفهوم التحول الرقمي يشير إلى دمج التكنولوجيا الرقمية في جميع جوانب النشاط التجاري سواء كان شركة أو مؤسسة أو منظمة أو كيان صغير، المهم أنه يغير طريقة عملك وأسلوب تقديم خدمتك لعملائك تغييرًا جذريًا. وقد يعتري تلك العملية اختلافًا من شركة لأخري، ولكنها في العموم تتعلق بالاستفادة من الأدوات الرقمية واستغلالها للارتقاء بمستوى الكفاءة، وتعزيز جودة الخدمة التي يتلقاها العملاء، وتأجيج روح الابتكار، والتفوق على المنافسين.  وتلك العملية تتضمن طيفًا واسعًا من العمليات التكنولوجية، بدءًا من نقل تخزين بياناتك إلى السحابة الإلكترونية وحتى تنفيذ تقنيات الأتمتة أو استخدام تحليلات البيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة مستندة إلى نتائج دقيقة. وتذكر أن التحول الرقمي لا يتعلق بالتكنولوجيا فقط، إنما يتعلق بإعادة تشكيل ملامح الشركات والمؤسسات والأنشطة التجارية بحيث تكون مرنة ومتسمة بمواكبة العصر وتقدم أفضل خدمة ممكنة للعملاء. ما أهمية التحول الرقمي؟ يزداد إدراك الشركات لأهمية التحول الرقمي وتأثيره على الأعمال يومًا بعد يوم، وهنا يظهر أثر التحول الرقمي على كفاءة المؤسسات، فالمؤسسات التي تبنت التحول الرقمي في عمليتها قد أسهمت بما يزيد عن نصف الناتج المحلي الإجمالي حتى عام 2023، وهو ما يمثل 53.3 تريليون دولار. وفي عالمنا اليوم أكثر من نصف تعداد البشر تقل أعمارهم عن 25 عامًا، أي أنه جيل نشأ في ظلال التكنولوجيا، وليس خيارًا مطروحًا أن تتجاهل الشركات عملية التحول الرقمي إذا أرادت الأخذ بأسباب النجاح.  ولهذا قد أصبح التحول الرقمي أكثر أهمية من أي وقت مضى في عالمنا اليوم سريع الوتيرة الذي يعتمد على التكنولوجيا، وهذا هو السبب الذي يجعل مسألة التحول الرقمي الآن هو الشغل الشاغل للمديرين وغيرهم من المسئولين على المستوى التنفيذي في الشركات والمؤسسات. فبحسب ما تشير إليه الإحصائيات من المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي على التحول الرقمي إلى 3.4 تريليون دولار أمريكي بحلول نهاية عام 2026.  ما أبرز مميزات التحول الرقمي؟ تتجلى أبرز مميزات التحول الرقمي في ضوء ما ذكرناه للتو من أهمية التحول الرقمي المتزايدة في عالمنا اليوم، فمن فوائد التحول الرقمي اكتساب ميزات تنافسية، وتحسين تجربة العملاء، وتعزيز الكفاءة، وإذكاء روح الابتكار، وتوفير التكاليف، وزيادة الإنتاجية، وتعزيز الجاهزية لمواجهة ما يطرأ في السوق، وسوف نتناول كل عنصر بشيء من التفصيل فيما يلي: 1. اكتساب ميزة تنافسية غالبًا ما تكون الشركات التي تتبنى التحول الرقمي أكثر قدرة على المنافسة لأنها تستطيع التكيف مع المشهد المتغير بوتيرة متسارعة. يمكنهم تنفيذ التقنيات الجديدة بسرعة، وتلبية توقعات العملاء المتطورة، والتجاوب مع متغيرات السوق. فأولئك الذين يفشلون في التكيف يخاطرون بالتخلف عن الركب. ويمكّن التحول الرقمي المؤسسات من البقاء في صدارة المنافسة عن طريق الاستفادة من أحدث التقنيات والاستجابة بشكل استباقي لما يطرأ على المشهد في مجال التخصص.  2. تحسين تجربة العملاء في العصر الرقمي، أصبحت توقعات العملاء أعلى من أي وقت مضى. يسمح التحول الرقمي للشركات بإنشاء تجارب مخصصة وسلسة للعملاء، مما يؤدي إلى زيادة الرضا والولاء. ففي عصر الرغبة الجامحة في الإشباع الفوري، يطلب العملاء تجارب سريعة وسلسة ومخصصة بما يلائم تفضيلاتهم. ويتيح التحول الرقمي للشركات الاستفادة من البيانات والتكنولوجيا لإنشاء هذه التجارب، وتعزيز رضا العملاء وولائهم. 3. تعزيز الكفاءة أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع المؤسسات إلى اختيار التحول الرقمي هو تبسيط عملياتها وتعزيز كفاءتها بشكل عام، فعوامل مثل أتمتة المهمات الروتينية المتكررة تؤدي إلى إلى تحرير الموظفين للتركيز على المهام الإستراتيجية والإبداعية التي تضيف قيمة أكبر للشركة، كما أن عوامل مثل تكامل سير العمل الرقمي، والوصول إلى البيانات في التو واللحظة تسهم في تهيئة بيئة أعمال أكثر مرونة وتجاوبًا مع المتغيرًا، بما يفضي إلى الارتقاء الشامل بالمنظومة. 4. إذكاء روح ابتكار التحول الرقمي يعزز ثقافة الابتكار. ومن خلال الوصول إلى التقنيات والبيانات الجديدة، يمكن للشركات إنشاء منتجات وخدمات ونماذج أعمال جديدة. فعملية التحول الرقمي تُمكِّن الشركات من التكيف بسرعة مع اتجاهات السوق، وتجربة أفكار جديدة، وتبني التغيير – وهو جانب حاسم في عصر تحدث فيه التطورات التكنولوجية بوتيرة غير مسبوقة. 5. توفير التكاليف صحيح أن الاستثمار الأولي في التحول الرقمي قد يبدو كبيرًا، لكن الفوائد والمزايا التي تنتج عن تبني التحول الرقمي على المدى الطويل تُترجم إلى توفير في التكاليف، إذ تساهم أتمتة العمليات اليدوية، وتقليل الأخطاء، وتحسين تخصيص الموارد في تحقيق الكفاءة المالية. 6. زيادة الإنتاجية تعمل الأدوات والتقنيات الرقمية على تمكين الموظفين من العمل بكفاءة أكبر. من منصات التعاون إلى أدوات إدارة المشاريع، تشهد المؤسسات زيادة في الإنتاجية حيث يتم تبسيط المهمات وتحسين سير العمل. 7. تعزيز الجاهزية أكدت جائحة كورونا على أهمية الاستعداد والجاهزية على مستوى التحول الرقمي، إذ أن تبني عمليات التحول الرقمي يتيح استمرارية سير الأعمال في أوقات الاضطرابات والقلاقل. وكانت الشركات التي شرعت بالفعل في رحلات التحول الرقمي الخاصة بها مجهزة بشكل أفضل للتغلب على التحديات التي يفرضها الوباء. ما استراتيجية التحول الرقمي؟ استراتيجية التحول الرقمي هي خطة استراتيجية تتناول كيفية إعادة تشكيل نماذج الأعمال الحالية وتغيير الثقافة التنظيمية مع اعتماد التطورات الرقمية. وخارطة طريق عملية التحول الرقمي تكون نتاجًا لتحليل الوضع الحالي لأعمالك، والحاجة إلى إجراء التحول، وتحديد الأهداف التي ترغب في تحقيقها. إن تحديد استراتيجية للتحول الرقمي خطوة بالغة الأهمية لتحقيق النجاح في عملية التحول الرقمي، إذ يجب على المؤسسات تحديد العمليات التي تحتاجها للتحول، ووضع رؤية لهدفها النهائي، وتحديد التقنيات التي ستدعم هذا الهدف. ويجب عليهم بعد ذلك تطوير القدرات الرقمية بطريقة سريعة وجعلها متوافقة مع كل ما هو جديد وإجراء تعديلات بناءً على تعليقات المستخدمين. واستراتيجية التحول الرقمي الجيدة هي تلك التي توفر قيمة إضافية ضمن إطار شامل ومتدرج الخطوات، فعليك أن تحبو قبل أن تمشي، وعليك أن تمشي قبل أن تجري، وهذا يمنح المعنيين الفرصة لاستيعاب التغيير وتقدير قيمته.، واعلم

اقرأ المزيد»
التحول الرقمي في السعودية
المنتجات الرقمية

التحول الرقمي في السعودية: مظاهره وأمثلته واستراتيجياته وملامحه في المؤسسات الحكومية

شرعت المملكة العربية السعودية منذ سنوات في رحلة طموحة للتحول الرقمي ضمن إطار رؤية 2030، ويأتي ذلك تماشيًا مع ما تشهده شتى البلدان المتقدمة من رقمنة خدمات الجهات الحكومية وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا في كافة القطاعات، إذ تحتل المملكة المركز السابع في تقديم الخدمات الحكومية الرقمية، والمركز الثالث في ممكنات التحول الرقمي الحكومي والمركز الأول في مؤشر نضج الحكومة الرقمية على الصعيد الإقليمي، وتوجد 1881 خدمة إلكترونية في كافة القطاعات الحكومية بالمملكة. يستكشف هذا المقال التحول الرقمي في السعودية ضمن خطة عام 2030، مع ذكر نبذة تعريفية عن برنامج التحول الوطني، وأمثلة على التحول الرقمي في السعودية. ثم نتطرق إلى أبرز استراتيجيات التحول الرقمي التي تتبناها الحكومة، ونسلط الضوء على ملامح التحول الرقمي في الجهات الحكومية، ونختتم باستعراض تطبيقات الحوسبة السحابة الحكومية. التحول الرقمي في السعودية ضمن رؤية 2030 تعتبر رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي يقودها خادم الحرمين الشريفين، بمثابة خارطة طريق وطنية تستهدف إحداث تطوير شامل لشتى مناحي البنية التحتية في السعودية. وقد انطلقت هذه الرؤية في عام 2016 وفي جوهرها يكمن الالتزام بتنويع الاقتصاد وتعزيز انتعاشه وجعله أكثر إستدامة والحفاظ على مكانة المملكة في صدارة ركب الدول المتقدمة، واتخاذ كافة التدابير التي تخدم تمكين القطاع الحكومي والقطاع الخاص وكذلك القطاعات غير الربحية، وذلك لتهيئة بيئة مناسبة تفيد في تحقيق رؤية المملكة. وأحد الركائز المحورية لرؤية عام 2030 هو التحول الرقمي للخدمات والمؤسسات الحكومية؛ إذ كانت طريقة العمل التقليدية للهيئات الحكومية، والتي شابتها في كثير من الأحيان أوجه القصور البيروقراطية، سببًا في ظهور الحاجة الملحة إلى التحول الرقمي. والهدف من وراء ذلك تعزيز تقديم الخدمات للمواطنين، وتبسيط العمليات قدر الإمكان، وتعزيز الشفافية في الإدارة، وهذا يمكن تحقيقه عن طريق دعم التحول الرقمي في جميع القطاعات، وتطبيق معايير التميُز التشغيلي في نظم الحوكمة، بالإضافة إلى تمكين القطاع الخاص وتشجيع إقامة المشروعات الاقتصادية مع تحسين التنمية الاجتماعية. نبذة عن برنامج التحول الوطني منذ انطلاق رؤية السعودية لعام 2030 شهدت مدن المملكة وكافة أرجائها تحولات إيجابية كبرى أعادت رسم ملامح حياة جديدة أكثر جودة، ووفرت سبل عيش أفضل. وهذا التغير الإيجابي الملحوظ والتنامي المشهود جاء مدفوعًا ببرنامج التحول الوطني، والذي يشمل تقديم خدمات رقمية حكومية ميسورة توفر الجهد والوقت، علاوة على تعزيز دور القطاع الخاص ليكون له دور في تيسير حياة المواطنين، وإيلاء الأولوية لتوفير الأمن المالي للمواطنين، كما يوفر البرنامج طائفة كبيرة من الخدمات، بما يعكس الريادة السعودية والتطور العالمي الذي تشهده البلاد. فقد تطورت جوانب شتى من الحياة في المملكة منذ إطلاق برنامج التحول الوطني عام 2016، بوصفه أول برامج رؤية السعودية 2030، إذ يستهدف البرنامج تحويل وجهة المملكة لتكون على درب الدول الرائدة ولتقف في مصاف أفضل دول العالم، بعدما ركّز البرنامج على مجموعة واسعة من الأولويات، وأهمها تمكين القطاع الخاص، وتحقيق التميز الحكومي، وتطوير الشراكات الاقتصادية. كما يستهدف البرنامج تسريع التحول الرقمي في المملكة، وإليك مثال توضح إنجازات هذا المنحى: بدء العمل التجاري في المملكة يستغرق 30 دقيقة، و3 دقائق لاستخراج السجل التجاري فقط وحضور جلسات المحاكمات الافتراضية عن بعد من المنزل أو من أي مكان وساعدت كل هذه التغييرات على تلبية احتياجات المواطن أينما كان محل إقامته. وقد أصبحت الخدمات أسهل وأشمل بفضل مبادرات البرنامج العديدة، وتوفرت فرص عمل في قطاعات واعدة لم تكن موجودة من قبل، كما حصلت النساء على فرص تمكين غير مسبوقة، مما انعكس على انضمامهم إلى سوق العمل بوتيرة متسارعة، وارتفع توظيف ذوي الإعاقة بمعدلات قياسية. أبرز مظاهر التحول الرقمي في السعودية تجلت مظاهر التحول الرقمي في السعودية على محاور عديدة بالفعل، إذ ترى الثمار وفيرة في كل مكان ولم نصل بعد إلى عام 2030، حيث تحتل المملكة في المركز الأول عالميًا فيما يتعلق بتوفير الخدمات الرقمية بحسب مؤشر ESCWA، وسنتناول فيما يلي نبذات وأمثلة عن أبرز مظاهر التحول الرقمي في البلاد، بدءًا من مبادرات الحكومة الرقمية، مرورًا بالمدن الذكية، وتطرقًا إلى التحول الرقمي في السعودية، والتحول الرقمي في القطاع الصحي، وحالة الازدهار في التكنولوجيا المالية. 1. مبادرات الحكومة الرقمية شهدت المملكة العربية السعودية تحولًا كبيرًا نحو درب الاعتماد على خدمات الحكومة الرقمية أو الإلكترونية. تتيح منصات مثل “أبشر” للمواطنين الوصول إلى عدد لا يحصى من الخدمات الحكومية عبر الإنترنت، بدءًا من تجديد جوازات السفر وليس انتهاءً بإدارة تسجيل المركبات وترخيصها. ويمثل هذا تحررًا من قيود العمليات الورقية التقليدية، وهي خطوات واعدة بأن ينعم المواطنين بمزيد من الراحة والاطمئنان وكفاءة الخدمة. 2. المدن الذكية المدن الذكية هي الملمح الجغرافي الأبرز في الدول المتقدمة حاليًا. وفي ضوء ذلك نجد أن العاصمة الرياض تتطور إلى مدينة ذكية، وكذلك مدينة جدة ذات الخطوات المتسارعة في هذا المضمار، حيث يتم نشر أحدث التقنيات وأكثرها فاعلية لتحسين إدارة حركة المرور واستهلاك الطاقة والتخلص من النفايات. والهدف من ذلك هو إنشاء مساحات حضرية ليست فقط متقدمة من الناحية التكنولوجية ولكنها أيضًا مستدامة ومتمحورة حول المواطن. 3. التحول الرقمي في التعليم تستثمر الحكومة السعودية بكثافة في التعليم الرقمي، إذ تنظر الحكومة لملف التعليم بوصفه محركًا رئيسيًا للنجاح في المستقبل واستدامة التفوق والتقدم. وتعمل مبادرات مثل برنامج “مدرستي” على إدخال الأدوات الرقمية إلى الفصول الدراسية، مما يعزز بيئات التعلم التفاعلية. والهدف هو تزويد جيل الشباب بالمهارات اللازمة التي سيحتاجونها في غمار العصر الرقمي المتسارع. وقد برزت تدابير قوية كثير اتخذتها المملكة في ضوء رؤيتها للاستفادة من مميزات التعليم الرقمي وترسيخ ثقافة التعليم الرقمي في البلاد، ومن أهم تلك التدابير توفير خدمات التعليم الرقمي بشكل سريع وعلى نطاق واسع بما يضمن استمرارية التعلم، توفير قدر كبير من الأدوات والموارد المتنوعة، وتوفير بدائل تكنولوجية منخفضة التكاليف للطلاب الذين ليست لديهم قدرة الوصول إلى خدمات عالية الجودة.  4. التحول الرقمي في القطاع الصحي شهد قطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية ثورة رقمية مع تطبيق السجلات الصحية الإلكترونية ومبادرات التطبيب عن بعد وتطبيقات المراقبة الصحية. ولم يؤدي ذلك إلى تحسين رعاية المرضى فحسب، بل كان له أيضًا دورًا حاسمًا خلال التحديات الصحية التي يُبتلى بها العالم باستمرار، وذلك من خلال تعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية في المملكة. يتجلى ذلك فيما تشير إليه الإحصائيات من أن عدد مستخدمي خدمات الصحة الرقمية 12 مليون مستخدم و29 مليون زائر لموقع وزارة الصحة خلال عام. 5.  ازدهار التكنولوجيا المالية تحتل المملكة العربية السعودية مكانتها الرائدة في طليعة ثورة التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط. لقد أدى اعتماد أنظمة الدفع الرقمية، والأدوات التكنولوجية المستحدثة ذات الفاعلية الكبيرة، والخدمات المالية المبتكرة إلى تحويل المشهد المصرفي التقليدي. ولا يؤدي هذا التحول إلى تعزيز الشمول المالي فحسب، بل يضع المملكة أيضًا كمركز للتكنولوجيا المالية في المنطقة. أمثلة على التحول الرقمي في

اقرأ المزيد»
مميزات المنصات التعليمية
تقنيات التعليم الإلكتروني

المنصات التعليمية: الأنواع وأشهر 10 منصات بمميزاتها وعيوبها

يزداد سطوع مميزات المنصات التعليمية الأشهر مع الطفرة الهائلة التي يشهدها سوق التعلم الإلكتروني حاليًا، فهو من أكثر الأسواق ازدهارًا على المستوى الدولي، إذ بلغت قيمة سوق التعلم الإلكتروني 107 مليار دولار أمريكي في عام 2015، و190 مليار دولار أمريكي في عام 2018، ومن المتوقع أن يتجاوز 319 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029. وسوف نتناول فيما يلي مفهوم المنصات التعليمية الأشهر، وأهدافها، وأبرز أنواعها، وأشهر 10 منصات تعليمية على الساحة مع ذكر مميزاتها وعيوبها. ما المقصود المنصات التعليمية ؟ مفهوم المنصات التعليمية ومنصات التعليم الإلكترونية يشير إلى الأنظمة المتاحة عبر الإنترنت التي تسهل تقديم المحتوى التعليمي والتفاعل بين المعلمين والمتعلمين في بيئة افتراضية. وقد جاءت المنصات التعليمية وليدة التوجه الجارف نحو تبنى التكنولوجيا واستغلالها في المشهد التعليمي، مدفوعة بالتقدم التكنولوجي والحاجة المتزايدة إلى تعليم مرن ويسهل الوصول إليه. وتتميز المنصات التعليمية بعدد لا يحصى من الميزات، بما في ذلك تقديم المحتوى، وأدوات التقييم، ومساحات التعاون، وآليات تقديم الملاحظات الدقيقة المستمرة، فتتضافر هذه الميزات في إنشاء تجربة تعليمية ثرية وجذابة. ما أهداف المنصات التعليمية؟ تدور مميزات المنصات التعليمية حول الارتقاء بعملية التعلم ككل وتكثير الثمار المرجوة من تجربة التعلم قدر الإمكان، فتستهدف المنصات التعليمية تعزيز إمكانية الوصول للمحتوى التعليمي والحرص على شمولية التجربة التعليمية، وتوفير تجربة تعليمية مخصصة، وتسهيل التعلم التعاوني، والتقييم المستمر والملاحظات.  1. تعزيز إمكانية الوصول للمحتوى التعليمي أحد الأهداف الأساسية للمنصات التعليمية هو تجاوز قيود الحواجز الجغرافية وجعل التعليم في متناول جمهور أوسع، هذا إلى جانب الحرص على شمولية التجربة التعليمية. ومن خلال تقديم دورات عبر الإنترنت، تعمل هذه المنصات على تمكين المتعلمين الذين قد يواجهون قيودًا في البيئات التعليمية التقليدية، مثل ذوي الإعاقات الجسدية أو أولئك الذين يقطنون في مناطق نائية. 2. توفير تجربة تعلم مخصصة تهدف المنصات التعليمية إلى توفير تجربة تعليمية مخصصة من خلال تقديم محتوى موجه لمعالجة أوجه القصور عند كل طالب ومتعلم، والاهتمام بإنشاء تقييمات تراعي الفروق الفردية في أنماط التعلم. ومن خلال تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي، يمكن لهذه المنصات تصميم محتوى تعليمي يناسب أنماط التعلم الفردية، مما يضمن حصول الطلاب على الدعم الذي يحتاجون إليه للوصول إلى أقصى فهم واستيعاب المعلومات وهضمها بالكامل مع ترسيخ المعلومات والمهارات المكتسبة.  3. تسهيل التعلم التعاوني يعد التعاون جانبًا رئيسيًا للتعليم الحديث، وقد تم تصميم المنصات التعليمية لتسهيل تجارب التعلم التعاوني وزيادة مشاركة الزملاء مع بعضهم بعضًا. وتلك المنتصات متسلحة بأدوات مفيدة في التجارب التعليمية مثل منتديات المناقشة والمشاريع الجماعية وأدوات الاتصال الحديثة، فتتيح التواصل على تمكين الطلاب من التفاعل مع زملائهم والمعلمين، مما يعزز المهارات الاجتماعية والمعرفة المشتركة. 4. دقة التقييم المستمر والملاحظات تعطي المنصات التعليمية الأولوية للتقييم المستمر والملاحظات الدقيقة التي تعالج جوانب شتى وتظهر أوجه القصور الحقيقية، والابتعاد عن التقييمات التقليدية التي تركز على الامتحانات الروتينية فقط. ومن خلال الاختبارات والواجبات والتقييمات التفاعلية عبر الإنترنت، يمكن للمعلمين قياس تقدم الطلاب على نحو مباشر. كما تعمل آليات التغذية الراجعة الفورية أيضًا على تمكين المتعلمين من تحديد المساحات التي يحتاجون إلى التركيز عليها أكثر. 5. التطوير المهني للمعلمين بالإضافة إلى الأهداف التي تتمحور حول الطالب، تلبي المنصات التعليمية أيضًا هدف التطوير المهني للمعلمين. إذ إن الدورات التدريبية عبر الإنترنت والندوات والمساحات التعاونية المتاحة للمعلمين تعمل على تعزيز مهاراتهم وإبقائهم على اطلاع بأحدث الاتجاهات التربوية والتقدم التكنولوجي. ما أبرز أنواع المنصات التعليمية؟ تتفرع أنواع المنصات التعليمية الإلكترونية بحسب المراد من ورائها والمقصود منها، وسنتناول فيما يلي أبرز أنواع المنصات التعليمية على الساحة حاليًا، بدءًا من منصات نظام إدارة التعليم، مرورًا بالمنصات الأشهر وهي منصات الدورات الضخمة المفتوحة عبر الإنترنت، ومنصات التعلم الافتراضية التي يزداد سوقها عامًا تلو العام، وانتهاءً بالمنصات التعليمية التفاعلية، ومميزات المنصات التعليمية عبر الإنترنت للموظفين. 1. منصات نظم إدارة التعلم (LMS) منصات نظم إدارة التعلم (LMS) هي منصات شاملة مصممة لإدارة المحتوى التعليمي وتقديمه. تلك المنصات تهيئ بيئة رقمية متكاملة لإدارة المحتوى التعليمي، والتواصل بين المعلم والطلاب، وتنظيم الاختبارات والتقارير. ومن أبر منصاتها هذا النوع: 2. منصات الدورات الضخمة المفتوحة عبر الإنترنت (MOOCs) اكتسبت منصات الدورات الضخمة المفتوحة عبر الإنترنت (MOOCs) شعبية هائلة لأنها توفر المحتوى بشكل مجاني أو بأسعار ميسورة على الإنترنت، مما ييسر وصول الطلاب إلى دورات عالية الجودة مقدمة من المؤسسات المرموقة في جميع أنحاء العالم. فمنصات مثل كورسيرا Coursera وإيديكس edX ويوداسيتي Udacity تقدم مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية، مما يجعل التعليم في متناول الجمهور العالمي، وسوف نتناول تلك المنصات وغيرها بالتفصيل فيما يلي من المقال. وغالبًا ما تشتمل الدورات الضخمة على الإنترنت على عناصر تفاعلية مثل منتديات المناقشة، وتقييمات الأقران، والمشاريع العملية، مما يخلق تجربة تعليمية جذابة. 3. منصات التعلم الافتراضية  المنصات التي توفر بيئات التعلم الافتراضية تستفيد من التكنولوجيا الحديثة لإنشاء تجارب تعليمية جذابة ومثمرة، وهو توجه جديد لم ينتشر بعد في عالمنا العربي، لكن مستقبله واعد. غالبًا ما تُستخدم تقنيات الواقع الافتراضي (VR) أو الواقع المعزز (AR) لمحاكاة سيناريوهات العالم الحقيقي، مما يوفر فرصًا تعليمية عملية في بيئة رقمية يمكن التحكم فيها. وهذه المنصات مفيدة جدًا للتطبيق في مجالات مثل الطب والهندسة والتدريب العسكري، حيث تعتبر الخبرة العملية أمرًا بالغ الأهمية، حيث تتيح هذه المنصات للمتعلمين ممارسة المهارات والإجراءات في بيئة افتراضية خالية من المخاطر. 4. المنصات التعليمية التفاعلية المنصات التعليمية التفاعلية تدمج عناصر اللعب في التجربة التعليمية لجعل عملية التعلم أكثر جاذبية ومتعة. منصات مثل كاهوت! Kahoot! وكويزيز Quizizz تُحول التقييمات التقليدية إلى ألعاب تفاعلية، مما يعزز المشاركة النشطة وترسيخ المعلومات. كما تستخدم بعض المنصات الذكاء الاصطناعي (AI) لتكييف المحتوى بناءً على أساليب التعلم الفردية والتقدم. ويضمن هذا النهج الشخصي حصول المتعلمين على محتوى مستهدف بحسب قدرات معينة، مما يزيد من كفاءة عملية التعلم. 5. منصات التدريب عبر الإنترنت للموظفين تستخدم الشركات هذه المنصات للتأكد من أن موظفيها أو المرشحين لشغل مناصب فيها يتمتعون بالمعارف اللازمة التي تُمكنهم من أداء مهماتهم على أكمل وجه. فهي تُمكّن أصحاب الأعمال والإدارة من التحقق مما إذا كان جميع العاملين متفاهمين ولديهم الخبرة اللازمة. وبالإمكان إعداد برامج التعلم بحسب احتياجات كل فئة أو كل شخص حتى، وفقًا للمنصب والخبرة وسرعة التعلم المفضلة لكل عامل. أشهر 10 منصات التعليمية تتنوع منصات التعلم الإلكتروني تنوعًا كبيرًا، وتختلف باختلاف المحتوى المقدم ومجال التخصص، فهناك منصات تركز على تعليم التكنولوجيا، وأخرى تركز على المحتوى المقدم للطلاب في مراحل التعليم الأساسية فقط، وأخرى تكون دوراتها عامة في شتى المجالات والمواضيع، ومنها ما يتبنى نمط التعليم المتزامن، وأخرى تعتمد نمط التعليم غير المتزامن. وسوف نستعرض فيما يلي أفضل مميزات المنصات التعليمية على الساحة حاليًا، حيث نذكر نبذة تعريفية عنها متبوعة بمميزاتها وعيوبها. 1.

اقرأ المزيد»