لم يعد التحول الرقمي مجرد كلمة طنانة ونحن في مستهل عام 2024، بل هو القلب النابض لتنامي الأنشطة التجارية وازدهارها. وفقًا لما تشير إليه الإحصائيات فإن 80% من الشركات التي اعتمدت التحول الرقمي حققت زيادة في الأرباح، وأفاد 85% منها عن زيادة في حصتها السوقية. ومن هذا المنطلق جاء اهتمامنا في زامن بتوفير دليل شامل للتحول الرقمي، نبدأ بتعريفه وأهميته ومميزاته، ثم نتطرق إلى استراتيجيته ومراحله ومتطلباته، ونسلط الضور على خطواته الأساسية ومجالاته وتقنياته، ونختتم المقال بتوضيح المقصود بالقياس التحول الرقمي العاشر ومستوياته.
لا تتعامل مع التحول الرقمي وكأنه مهمة تُنجز على مرحلة واحدة سريعًا، إنما هو رحلة تمتد لأسابيع، أو أشهر، أو حتى سنوات، وقد تشعر في منتصف الرحلة بالضياع إن لم تكن تسير على هدى وتعرف لقدمك موضعها من البداية. بالنسبة للمديرين في مجال تكنولوجيا المعلومات وقادة الأعمال، فإن فهم جوهر التحول الرقمي وفوائده المحتملة والدراية بجوانيه أمر بالغ الأهمية قبل الشروع في هذه الرحلة التحويلية.
قائمة المحتويات
ما التحول الرقمي؟
مفهوم التحول الرقمي يشير إلى دمج التكنولوجيا الرقمية في جميع جوانب النشاط التجاري سواء كان شركة أو مؤسسة أو منظمة أو كيان صغير، المهم أنه يغير طريقة عملك وأسلوب تقديم خدمتك لعملائك تغييرًا جذريًا. وقد يعتري تلك العملية اختلافًا من شركة لأخري، ولكنها في العموم تتعلق بالاستفادة من الأدوات الرقمية واستغلالها للارتقاء بمستوى الكفاءة، وتعزيز جودة الخدمة التي يتلقاها العملاء، وتأجيج روح الابتكار، والتفوق على المنافسين.
وتلك العملية تتضمن طيفًا واسعًا من العمليات التكنولوجية، بدءًا من نقل تخزين بياناتك إلى السحابة الإلكترونية وحتى تنفيذ تقنيات الأتمتة أو استخدام تحليلات البيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة مستندة إلى نتائج دقيقة. وتذكر أن التحول الرقمي لا يتعلق بالتكنولوجيا فقط، إنما يتعلق بإعادة تشكيل ملامح الشركات والمؤسسات والأنشطة التجارية بحيث تكون مرنة ومتسمة بمواكبة العصر وتقدم أفضل خدمة ممكنة للعملاء.
ما أهمية التحول الرقمي؟
يزداد إدراك الشركات لأهمية التحول الرقمي وتأثيره على الأعمال يومًا بعد يوم، وهنا يظهر أثر التحول الرقمي على كفاءة المؤسسات، فالمؤسسات التي تبنت التحول الرقمي في عمليتها قد أسهمت بما يزيد عن نصف الناتج المحلي الإجمالي حتى عام 2023، وهو ما يمثل 53.3 تريليون دولار.
وفي عالمنا اليوم أكثر من نصف تعداد البشر تقل أعمارهم عن 25 عامًا، أي أنه جيل نشأ في ظلال التكنولوجيا، وليس خيارًا مطروحًا أن تتجاهل الشركات عملية التحول الرقمي إذا أرادت الأخذ بأسباب النجاح.
ولهذا قد أصبح التحول الرقمي أكثر أهمية من أي وقت مضى في عالمنا اليوم سريع الوتيرة الذي يعتمد على التكنولوجيا، وهذا هو السبب الذي يجعل مسألة التحول الرقمي الآن هو الشغل الشاغل للمديرين وغيرهم من المسئولين على المستوى التنفيذي في الشركات والمؤسسات. فبحسب ما تشير إليه الإحصائيات من المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي على التحول الرقمي إلى 3.4 تريليون دولار أمريكي بحلول نهاية عام 2026.
ما أبرز مميزات التحول الرقمي؟
تتجلى أبرز مميزات التحول الرقمي في ضوء ما ذكرناه للتو من أهمية التحول الرقمي المتزايدة في عالمنا اليوم، فمن فوائد التحول الرقمي اكتساب ميزات تنافسية، وتحسين تجربة العملاء، وتعزيز الكفاءة، وإذكاء روح الابتكار، وتوفير التكاليف، وزيادة الإنتاجية، وتعزيز الجاهزية لمواجهة ما يطرأ في السوق، وسوف نتناول كل عنصر بشيء من التفصيل فيما يلي:
1. اكتساب ميزة تنافسية
غالبًا ما تكون الشركات التي تتبنى التحول الرقمي أكثر قدرة على المنافسة لأنها تستطيع التكيف مع المشهد المتغير بوتيرة متسارعة. يمكنهم تنفيذ التقنيات الجديدة بسرعة، وتلبية توقعات العملاء المتطورة، والتجاوب مع متغيرات السوق. فأولئك الذين يفشلون في التكيف يخاطرون بالتخلف عن الركب. ويمكّن التحول الرقمي المؤسسات من البقاء في صدارة المنافسة عن طريق الاستفادة من أحدث التقنيات والاستجابة بشكل استباقي لما يطرأ على المشهد في مجال التخصص.
2. تحسين تجربة العملاء
في العصر الرقمي، أصبحت توقعات العملاء أعلى من أي وقت مضى. يسمح التحول الرقمي للشركات بإنشاء تجارب مخصصة وسلسة للعملاء، مما يؤدي إلى زيادة الرضا والولاء. ففي عصر الرغبة الجامحة في الإشباع الفوري، يطلب العملاء تجارب سريعة وسلسة ومخصصة بما يلائم تفضيلاتهم. ويتيح التحول الرقمي للشركات الاستفادة من البيانات والتكنولوجيا لإنشاء هذه التجارب، وتعزيز رضا العملاء وولائهم.
3. تعزيز الكفاءة
أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع المؤسسات إلى اختيار التحول الرقمي هو تبسيط عملياتها وتعزيز كفاءتها بشكل عام، فعوامل مثل أتمتة المهمات الروتينية المتكررة تؤدي إلى إلى تحرير الموظفين للتركيز على المهام الإستراتيجية والإبداعية التي تضيف قيمة أكبر للشركة، كما أن عوامل مثل تكامل سير العمل الرقمي، والوصول إلى البيانات في التو واللحظة تسهم في تهيئة بيئة أعمال أكثر مرونة وتجاوبًا مع المتغيرًا، بما يفضي إلى الارتقاء الشامل بالمنظومة.
4. إذكاء روح ابتكار
التحول الرقمي يعزز ثقافة الابتكار. ومن خلال الوصول إلى التقنيات والبيانات الجديدة، يمكن للشركات إنشاء منتجات وخدمات ونماذج أعمال جديدة. فعملية التحول الرقمي تُمكِّن الشركات من التكيف بسرعة مع اتجاهات السوق، وتجربة أفكار جديدة، وتبني التغيير – وهو جانب حاسم في عصر تحدث فيه التطورات التكنولوجية بوتيرة غير مسبوقة.
5. توفير التكاليف
صحيح أن الاستثمار الأولي في التحول الرقمي قد يبدو كبيرًا، لكن الفوائد والمزايا التي تنتج عن تبني التحول الرقمي على المدى الطويل تُترجم إلى توفير في التكاليف، إذ تساهم أتمتة العمليات اليدوية، وتقليل الأخطاء، وتحسين تخصيص الموارد في تحقيق الكفاءة المالية.
6. زيادة الإنتاجية
تعمل الأدوات والتقنيات الرقمية على تمكين الموظفين من العمل بكفاءة أكبر. من منصات التعاون إلى أدوات إدارة المشاريع، تشهد المؤسسات زيادة في الإنتاجية حيث يتم تبسيط المهمات وتحسين سير العمل.
7. تعزيز الجاهزية
أكدت جائحة كورونا على أهمية الاستعداد والجاهزية على مستوى التحول الرقمي، إذ أن تبني عمليات التحول الرقمي يتيح استمرارية سير الأعمال في أوقات الاضطرابات والقلاقل. وكانت الشركات التي شرعت بالفعل في رحلات التحول الرقمي الخاصة بها مجهزة بشكل أفضل للتغلب على التحديات التي يفرضها الوباء.
ما استراتيجية التحول الرقمي؟
استراتيجية التحول الرقمي هي خطة استراتيجية تتناول كيفية إعادة تشكيل نماذج الأعمال الحالية وتغيير الثقافة التنظيمية مع اعتماد التطورات الرقمية. وخارطة طريق عملية التحول الرقمي تكون نتاجًا لتحليل الوضع الحالي لأعمالك، والحاجة إلى إجراء التحول، وتحديد الأهداف التي ترغب في تحقيقها.
إن تحديد استراتيجية للتحول الرقمي خطوة بالغة الأهمية لتحقيق النجاح في عملية التحول الرقمي، إذ يجب على المؤسسات تحديد العمليات التي تحتاجها للتحول، ووضع رؤية لهدفها النهائي، وتحديد التقنيات التي ستدعم هذا الهدف. ويجب عليهم بعد ذلك تطوير القدرات الرقمية بطريقة سريعة وجعلها متوافقة مع كل ما هو جديد وإجراء تعديلات بناءً على تعليقات المستخدمين.
واستراتيجية التحول الرقمي الجيدة هي تلك التي توفر قيمة إضافية ضمن إطار شامل ومتدرج الخطوات، فعليك أن تحبو قبل أن تمشي، وعليك أن تمشي قبل أن تجري، وهذا يمنح المعنيين الفرصة لاستيعاب التغيير وتقدير قيمته.، واعلم أن خطة المؤسسة للتحول الرقمي لا تقتصر على التحديث الرقمي واعتماد أنماط عمل جديدة فحسب، بل إنها عملية تهدف إلى تحويل التفكير التنظيمي وتوججيهه نحو القدرة على التكيف مع التغييرات والتركيز على العملاء وثقافة التعلم.
وكذلك فإن استراتيجية التحول الرقمي الجيدة يجب أن تكون متوافقة ومتسقة مع الأهداف المنشود تحقيقها، وأن تسهم في تحقيق نتائج محددة مثل تحسين كفاءة عمليات العمل، أو زيادة النمو، أو خفض تكاليف التشغيل.
ما الباعث على أهمية وضع استراتيجة للتحول الرقمي؟
إن تطوير خارطة طريق منهجية لمبادرتك الرقمية يضمن أن تكون أهداف التحول الرقمي واضحة وأن تكون الخطوات مُركزَة. فسواء كنت بحاجة إلى معالجة أوجه القصور في سير العمل، أو اللحاق بركب المنافسين، أو مواكبة روح الابتكار، فإن استراتيجية التحول الرقمي الموثقة جيدًا تُبقي الأهداف تحت السيطرة.
ما مراحل التحول الرقمي؟
تنقسم مراحل التحول الرقمي الأساسية إلى 3 مراحل، تبدأ بمرحلة تقييم الوضع الراهن مرورًا بمرحلة تنفيذ التغييرات المستهدفة وصولًا إلى تحقيق النضج الرقمي الكامل.
المرحلة الأولية: تقييم الوضع الراهن
تبدأ رحلة الحول الرقمي بتقييم شامل للحالة الراهنة التي عليها المنظمة، وتحديد مكامن القوة ومواطن الضعف والمساحات التي يمكن إجراء تدابير فيها وتفضي إلى تحسينها.
المرحلة المتوسطة: تنفيذ التغييرات المستهدفة
بناءً على التقييم، تنتقل المؤسسات إلى المرحلة المتوسطة، حيث تنفذ التغييرات المستهدفة وتعتمد تقنيات محددة لمواجهة التحديات الماثلة أمامها.
المرحلة المتقدمة: تحقيق النضج الرقمي الكامل
في المرحلة المتقدمة، تصل المؤسسات إلى مرحلة النضج الرقمي الكامل، حيث يتم دمج التكنولوجيا بسلاسة في جميع جوانب الأعمال، ويصبح الابتكار المستمر متأصلًا في الثقافة التنظيمية.
اقرأ ايضًا: التحول الرقمي في التعليم.
ما متطلبات التحول الرقمي؟
ثمة متطلبات وركائز أساسية في التحول الرقمي يجب مراعاتها للشروع في هذه الرحلة التحويلية بنجاح، وتحتاج المؤسسات إلى فهم بعض تلك المتطلبات والالتزام بها، وأهمها تكوين الرؤية الاستراتيجية وإنشاء البنية التحتية التكنولوجية وإدارة البيانات وأمنها والنهج المتمحور حول العملاء.
1. الرؤية الإستراتيجية
الرؤية الإستراتيجية الواضحة هي حجر الأساس في أي تحول رقمي ناجح. يجب على المؤسسات تحديد أهدافها، وفهم اتجاهات السوق المتطورة، ومواءمة مبادراتها الرقمية مع أهداف العمل طويلة المدى. ومن دون خريطة طريق واضحة المعالم فإن الشركات تخاطر بالاستثمار في تقنيات قد لا تسهم في النمو المستدام.
2. البنية التحتية التكنولوجية
إن إنشاء بنية تحتية تكنولوجية قوية أمر ضروري. يتضمن ذلك تقييم الأنظمة الحالية وتحديد الثغرات ودمج التقنيات الجديدة بسلاسة. تعد الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات مكونات أساسية تمكن الشركات من التكيف مع ديناميكيات السوق المتغيرة.
3. إدارة البيانات وأمنها
نظرًا لأن الشركات تجمع كميات هائلة من البيانات، فإن ضمان إدارتها وأمنها أمر بالغ الأهمية. إن وضع سياسات قوية لإدارة البيانات، والامتثال للوائح، وتنفيذ أحدث تدابير الأمن السيبراني هي جوانب لا بد من الحرص عليها في التحول الرقمي.
4. النهج المتمحور حول العملاء
يجب أن يكون النهج المتمحور حول العملاء في قلب جهود التحول الرقمي. إن فهم احتياجات العملاء وتفضيلاتهم وسلوكياتهم من خلال تحليلات البيانات يمكّن المؤسسات من تصميم عروضها وتعزيز تجارب العملاء والبقاء في صدارة المنافسة.
ما الخطوات الأساسية للتحول الرقمي؟
وبوسعك اتباع الخطوات السبع أدناه لمساعدتك في تحديد استراتيجية التحول التي ستتبناها، والتي تبدأ من تحديد أهداف العمل، مرورًا بتقييم الحالة التكنولوجية الراهنة وظروف السوق، ثم تحديد الاستثمارات، وترسيخ الثقافة الرقمية، والتدرج بخطوات بسيطة، وتحديد مقاييس النجاح، وأخيرًا مراعاة التقييم المستمر.
1. تحديد أهداف العمل
من المهم أن تفهم أهداف العمل التي تسعى إلى تحقيقها من خلال التحول الرقمي، على سبيل المثال: تحسين كفاءة عمليات العمل أو أداء الموظفين، وتحسين تجربة العملاء، والتوسع في أسواق جديدة.
2. تقييم الحالة التكنولوجية الراهنة وظروف السوق
عليك بتحليل البنية التحتية التكنولوجية الحالية والتطبيقات والعمليات ومجموعة مهارات الموظفين وتقييم اتجاهات السوق باستمرار والاضطرابات التكنولوجية. سيساعدك هذا على تحديد مكامن القوة ومواطن الضعف التقنية في شركتك وسيسلط الضوء على المساحات التي يمكن إجراء تحسينات فيها.
3. تحديد الاستثمارات
بعد تحليل المشهد التكنولوجي الحالي في شركتك، حدد الاستثمارات التي تتوافق مع أهدافك التنظيمية. يمكن أن يشمل ذلك ترقية الأنظمة الحالية، والاستثمار في التقنيات الجديدة، والتحول من إدارة المشاريع التقليدية إلى استكشاف منهجيات مبتكرة والفرص الجديدة السانحة.
4. ترسيخ الثقافة الرقمية
لا يقتصر التحول الرقمي على تحديث التقنيات فحسب، بل هو مبادرة واسعة تسعى أيضًا إلى تغيير الثقافة التنظيمية وخلق سلوكيات جديدة. احرص على أن تكون تدابير التحول متوافقة مع قيم شركتك وخصائصها التي كانت تدر عليك ربحًا في المرحلة السابقة، استهدف إلى تعزيز الثقافة بطرائق جديدة للتفكير والعمل.
5. التدرج
من شأن بدء التحول الرقمي على نطاق صغير مع فريق معين أو مشروع تجريبي أن يساعدك على توسيع نطاق التحول الرقمي بمرونة وثقة عبر المؤسسة بأكملها. حدد التدابير التي تتوافق مع أهداف عملك، وتتبع عن كثب مدى ملائمتها. وفي تلك الأثناء سوف ترصد رؤى وأفكار تفيدك في تحسين رحلة التوسع التي تتبناها.
6. تحديد مقاييس النجاح
عليك بتعيين مقاييس نجاح محددة لمساعدتك على تتبع ورصد التقدم المحرز في استراتيجية التحول الرقمي التي تتبناها، من شأن هذا أن يُمَكنك من اتخاذ إجراءات سريعة عند الحاجة.
7. التقييم المستمر
إن استراتيجية التحول الرقمي الناجحة هي تلك التي تتكيف مع الاضطرابات الطارئة وتتأقلم بمرونة مع المستجدات وتسعى إلى التحسينات. احرص على تبني التقييم المستمر والنظر بين الحين والحين فيما يجب تعديله.
ما أهم مجالات التحول الرقمي؟
إن التحول الرقمي ليس قالبًا واحدًا يناسب الجميع؛ بل هي رحلة متشعبة تشمل مجالات مختلفة، ونتناول هنا المجالات الخمسة الحاسمة التي تقود التحول الرقمي.
1. تحسين جودة تجربة العملاء
مجال تحسين جودة تجربة العملاء هو المجال الأهم في التحول الرقمي، ويدور حول فهم وتعزيز التفاعلات بين الشركات وعملائها. إنها تنطوي على الاستفادة من تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات لتخصيص تفاعلات العملاء وتسهيل التواصل وتوفير تجارب سلسة وبديهية. ومن خلال اعتماد استراتيجيات رقمية تركز على رضا العملاء يمكن للشركات بناء علاقات دائمة وتعزيز الولاء.
2. العمليات
تشكل العمليات الفعالة العمود الفقري لأي عمل تجاري ناجح. في مجال العمليات يركز التحول الرقمي على تحسين العمليات الداخلية، وأتمتة المهام الروتينية، وتحسين الكفاءة العامة. والتقنيات مثل إنترنت الأشياء (IoT) والتحليلات المتقدمة لها دور محوري في اتخاذ القرارات الوجيهة المستندة إلى البيانات الدقيقة، مما يمكّن المؤسسات من تبسيط سير العمل وخفض التكاليف وتعزيز الإنتاجية.
3. المنتجات والخدمات
لقد أعادت الثورة الرقمية تشكيل توقعات المستهلكين، مما تطلب من الشركات تبني روح الابتكار في عروضها على الدوام. يتضمن هذا المجال إعادة تصور العروض التقليدية ورقمنتها. إن دمج التقنيات مثل الواقع المعزز، والواقع الافتراضي، وإنترنت الأشياء في المنتجات والخدمات لا يؤدي إلى تعزيز قدراتها فحسب، بل يفتح أيضًا آفاقًا جديدة لتحقيق الدخل.
4. الثقافة والقيادة
ولعل المجال الذي يغفله الكثيرين رغم أهميته الحاسمة هو مجال الثقافة والقيادة في التحول الرقمي، إذ يتطلب التحول الرقمي الناجح تحولًا ثقافيًا داخل المنظمة، مصحوبًا بقيادة قوية. وهذا يتضمن إذكاء الرغبة في التجربة والتعلم من حالات الفشل واحتضان التعلم المستمر. ويجب على القادة أن يدعموا تبني التقنيات الرقمية، وتعزيز التعاون، وخلق بيئة تشجع الابتكار. ومن دون ثقافة داعمة وقيادة حكيمة فلعل مجالات التحول الرقمي الأخرى لا تحقق تأثيرها المرتقب.
ما أبرز تقنيات التحول الرقمي؟
لقد برزت تقنيات التحول الرقمي بوصفها حجر الزاوية في هذا التكيف التكنولوجي، حيث أعادت تشكيل الطريقة التي تعمل بها الشركات، وكيفية التفاعل مع العملاء، وإدارة العمليات الداخلية. وفيما يلي أبرز تقنيات التحول الرقمي وتأثيرها على مشهد الأعمال، وهي الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والأمن السيبراني.
1. الحوسبة السحابية
أصبحت الحوسبة السحابية العمود الفقري للتحول الرقمي، وتوفر هذه التكنولوجيا قابلية التوسع والمرونة والتوفير في النفقات، مما يتيح للشركات الوصول إلى الموارد عند الحاجة.
ومن خلال الاستفادة من الحوسبة السحابية يمكن للشركات تبسيط العمليات وتعزيز التعاون وتقليل تكاليف البنية التحتية، بما يفضي إلى تعزيز الكفاءة وسرعة الحركة، وهي مكونات أساسية في مشهد الأعمال سريع التطور.
2. الذكاء الاصطناعي (AI)
يشير الذكاء الاصطناعي إلى قدرة الآلات على أداء المهمات التي تتطلب عادة الذكاء البشري، ومن التعلم الآلي إلى معالجة اللغات يتمتع الذكاء الاصطناعي بقدرات تجعل له نصيب وموضع قدم في جميع المجالات.
وفي مجال التحول الرقمي، فإن الذكاء الاصطناعي قادر على إحداث تغيير جذري. فهو يمكّن الشركات من اتخاذ قرارات مستندة إلى البيانات الدقيقة، وأتمتة المهام الروتينية، وتخصيص تجارب العملاء. فالذكاء الاصطناعي يعمل على تعزيز الكفاءة التشغيلية والابتكار، وذلك بتقنياته المذهلة، بدءًا من روبوتات الدردشة التي توفر دعمًا فوريًا للعملاء وحتى التحليلات التنبؤية التي توجه القرارات الإستراتيجية.
3. إنترنت الأشياء (IoT)
يتضمن مفهوم إنترنت الأشياء ربط الأجهزة التي نستخدمها بالإنترنت، وتمكينها من إرسال البيانات واستقبالها. يؤدي هذا الترابط إلى إنشاء شبكة من الأجهزة الذكية التي يمكنها التواصل ومشاركة المعلومات.
وفي عالم التحول الرقمي، أحدث إنترنت الأشياء ثورة في مجالات مثل التصنيع والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية. تعد المراقبة المباشرة والصيانة التنبؤية وتحسين رؤية سلسلة التوريد من الأمثلة التي توضح كيفية قيام إنترنت الأشياء بتحسين العمليات وإنشاء نماذج أعمال جديدة.
4. الأمن السيبراني
مع تبني الشركات التحول الرقمي في عملياتها تبرز ضرورة الأمن السيبراني. تتطور التهديدات السيبرانية، وتحتاج الشركات إلى تدابير قوية لحماية بياناتها وأنظمتها وسمعتها.
وتأتي تقنيات التحول الرقمي مصحوبة بمخاطر الهجمات الإلكترونية. يعد تنفيذ تدابير الأمن السيبراني القوية، بما في ذلك التشفير وجدران الحماية وعمليات التدقيق المنتظمة، أمرًا ضروريًا للحماية من التهديدات المحتملة وضمان طول عمر المبادرات الرقمية.
ما المقصود بقياس التحول الرقمي العاشر؟
مفهوم القياس العاشر يطلق على مقياس وضعته هيئة الحكومة الرقمية بالمملكة العربية السعودية، والغرض منه قياس وتقييم أداء الجهات الحكومة وقدراتها فيما يتعلق بجودة تقديم خدماتها عبر الإنترنت والوسائل التكنولوجية، وذلك في إطار سعي المملكة العربية السعودية لتحقيق مبادرتها التي تنشد تطبيق حكومة إلكترونية رائدة قادرة على توفير خدماتها للمواطنين بسلاسة وفي وقت مختصر من دون أي تعقيدات.
ومن هذا المنطلق نشأ برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية المعروف باسم (يسِّر) لتحقيق تلك الرؤية وجعلها واقعًا، وهذا البرنامج معنيّ بتقييم مدى التقدم والتطور في التحول الرقمي الحكومي سنويًا، وقد جاء القياس في إصداره العاشر مشتملًا على طائفة جديدة من التحديثات والتطويرات الرامية إلى جعل عملية القياس تحقق أهدافها بما يتسق مع أعلى المعايير المعتمدة دوليًا.
ويركز القياس أيضًا على رصد التزام الجهات الحكومية بتنفيذ وإنفاذ القرارات والتعليمات المتعلقة بالتعاملات الحكومية الرقمية، وما إذا كان اعتمادها لذلك التحول يسير بوتيرة مناسبة ومتسقة مع تحقيق التحول الرقمي الكامل في إطار رؤية المملكة العربية السعودية لعام 2030.
مستويات القياس العاشر لعام 2022
تتقدم الجهات الحكومية لتخضع إلى معايير برنامج القياس الإلكتروني، ومن ثم يتم تصنيف تلك الجهات حسبما فدمته من وثائق ومستندات تثبت خدمات التحول الرقمي والعمليات الإلكترونية المعتمدة في تلك الجهة. ويجري هذا التصنيف على 3 مستويات:
- مستوى عدم الالتزام.
- مستوى الالتزام الجزئي.
- مستوى الالتزام الكلي.
ويتم النظر فيما إذا كانت الجهة ملتزمة بتطبيق معايير التحول الرقمي بنسبة 75% والتي تنقسم إلى 68 معياراً و 19 محوراً، بالإضافة لمستوى التزام الجهة بالقرارات والأوامر السامية بنسبة 25%.
مناظير القياس العاشر
تتشعب مناظير القياس العاشر على محاور عديدة من محاور التحول الرقمي، والمناظير المعتمدة في القياس العاشر ستتفرع على 7 مناظير، وهي: الاستراتيجية، المنظمة والثقافة، العمليات، التقنية، البيانات، الخدمات، المستفيد.
زامن – بوابتك المُثلى للتحول الرقمي في المجال التعليمي والتدريبي
منصة زامن متوافقة مع معايير المركز الوطني للتعلم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية، وتوفر فرصة استضافة مميزة لمراكز التدريب والشركات الراغبة في الارتقاء بمستوى موظفيها وزيادة إنتاجيتها.
كما نوفر لك في زامن ميزة الاستفادة بخدمة الفصول الافتراضية وتصميم أنظمة تعليم افتراضي وإدارة تعليم إلكتروني بما يتيح لك التحكم الكامل مع عمليات الدخول للمستخدمين ومراقبة تقدم المشاركين في التدريب.
تواصل معنا الآن لتصميم تجربتك التعليمية المميزة بإبداع وأمان، اطلع على باقة الأسعار والاشتراكات المرنة التي نقدمها لك واختر من العروض ما يناسب ميزانية مشروعك.