معايير الجودة في التعليم

معايير الجودة في التعليم الإلكتروني – معيار سكورم (SCORM) مثالًا

معايير الجودة في التعليم فمع تنامي سوق التعليم الإلكتروني التفتت الهيئات المعنية بالتعليم إلى ضرورة اعتماد معايير الجودة في التعليم الإلكتروني لضمان الحفاظ على مستوى مخرجات التعلم وعدم المساس سلبًا بثمار العملية التعليمية المستندة إلى المحتوى الرقمي. ويأتي اهتمامنا في زامن بهذا الموضوع اتساقًأ مع اهتمام المملكة العربية السعودية برفع مستوى جودة التعليم في إطار رؤية المملكة 2030، حيث تبذل الجهات الحكومية جهودًا حثيثة رامية إلى تطوير العملية التعليمية وتحسين مخرجات التعلم في ظل زيادة الاعتماد على التعليم الإلكتروني. 

نستعرض في مقالنا المقصود بمعايير الجودة عامة والغرض منها وأهميتها، ثم نسلط الضوء على معايير الجودة في التعليم الإلكتروني مع ذكر نبذة أبرز المعايير في المشهد التعليمي، ثم نتطرق إلى تفاصيل معايير الجودة في كل جانب من جوانب التجربة التعليمية عبر الإنترنت، بدءًا من إعداد المقررات والمناهج، مرورًا بجودة التفاعل والجانب التقني، وانتهاءً بمعايير الجودة في القياس والتقييم. ثم نختتم المقال بتسليط الضوء على معيار سكورم (SCORM)، حيث نوضح المفهوم ونتناول أبرز مصطلحاته وأهدافه ومميزاته.

ما المقصود بمعايير الجودة؟ 
معايير الجودة في التعليم

ما المقصود بـ معايير الجودة في التعليم؟ 

مفهوم معايير الجودة في التعليم يشير إلى مجموعة معينة من الضوابط والقواعد والاشتراطات والمتطلبات المرتبطة بتصنيف وفرز عناصر محددة وتحديد التدابير اللازمة أو المواد الضرورية أو المستويات المطلوبة في الأداء، ثم التخطيط للعمليات بناء على هذا الأساس للتأكد من أن المنتجات والخدمات تلبي متطلبات محددة ومتسقة وتلبي توقعات العملاء. 

الغرض من معايير الجودة في التعليم الإلكتروني

وتلك الضوابط والقواعد والاشتراطات والمتطلبات تكون بمثابة مرجعية متوافق عليها من جميع المعنيين في المجال وصادقت عليها هيئة أو جهة معتمدة، وتُطبق هذه المرجعية في حال الاستخدام العام والمتكرر.

فمعايير الجودة بمثابة نقطة مرجعية للمؤسسات لتقييم وتحسين عملياتها، مما يضمن التزامها بأفضل ممارسات المجال وتحقيق نتائج عالية الجودة.

وتهدف معايير الجودة إلى تحقيق التوحيد والاتساق في إنتاج أو تسليم السلع والخدمات، ويساعد هذا الاتساق في تلبية توقعات العملاء وبناء الثقة. كما تتضمن معايير الجودة في الأغلب ضوابط قابلة للقياس يمكن تقييمها بشكل موضوعي، وهذا يسمح للمؤسسات بقياس ومراقبة جودة منتجاتها أو خدماتها.

ويُفترَض أن تمتثل المؤسسات لمعايير الجودة المعمول بها لإثبات التزامها بتقديم منتجات وخدمات عالية الجودة، وقد يكون هذا الامتثال ضروريًا لتلبية المتطلبات القانونية والتنظيمية.

وغالبًا ما تشجع معايير الجودة في التعليم ثقافة التحسين المستمر، إذ من المتوقع أن تقوم المنظمات بمراجعة عملياتها وتعزيزها بانتظام للتكيف مع الظروف المتغيرة ودمج أفضل الممارسات الجديدة.

أهمية معايير الجودة في التعليم

ومن شأن الالتزام بمعايير الجودة أن تثمر عن فوائد كثيرة، بما في ذلك تحسين جودة المنتج أو الخدمة، وزيادة رضا العملاء، وتعزيز الكفاءة، وميزة تنافسية في السوق.

فضلًا عن ذلك، قد يكون التوافق مع معايير الجودة في التعليم شرطًا للحصول على بعض الشهادات والامتثال التنظيمي في شتى المجالات.

معايير الجودة في التعليم الإلكتروني

ومجال التعليم الإلكتروني وما ينطوي تحت مظلته من محتوى تعليمي وأنظمة إدارة تعلم لايزال في طور النمو المتسارع، وهو ما أدى إلى إحداث تغييرات متلاحقة في المجال مما يجعل معايير الجودة في التعليم المتعارف عليها حاليا لا ترقى إلى درجة معيار مصادق عليه من قبل منظمة المعايير العالمية ISO فهي لا تزال بمثابة مواصفات أو إرشادات، إذ يشترط في المعايير الثبات والاستقرار، وهي درجة لم يصل إليها التعليم الإلكتروني بعد.

وقد ظهرت العديد من معايير الجودة في التعليم مثل معيار اتحاد التعلم العالمي (IMS) الذي يهدف إلى تحسين جودة المحتوى التعليمي الرقمي وإمكانية الوصول إليه، وإطار عمل مسائل الجودة (QM) الذي يعد طارًا معتمدًا على نطاق واسع لضمان الجودة في التعلم عبر الإنترنت والتعلم المدمج أو المختلط.

وهذان المعيارات وغيرهما من المعايير يجمع بينها أوجه تشابه كثيرة في متطلباتها واشتراطاتها، إلا أن معيار سكورم (SCORM) والذي تبنته مؤسسة توزيع التعلم المتقدم اكتسب قبولًا أكبر بين المهتمين بالتعليم الإلكتروني مما عجل انتشاره واعتماده في العديد من أنظمة التعلم. وسوف نتناول هذا المعيار بالتفصيل في جزء لاحق من المقال.

ونسلط الضوء فيما يلي على كيفية ضبط جودة التعليم الإلكتروني، وذلك بتفصيل أبرز معايير الجودة في التعليم الإلكتروني التي ينبغي مراعاتها والالتزام بها لضبط الجودة، فنستعرض معايير الجودة في إعداد المقررات والمناهج والمحتوى، ومعايير الجودة في التفاعل، وفي الجانب التقني، وفي القياس والتقييم، وسنوضح ما هو إلزامي منها وما هو اختياري.

معايير الجودة في إعداد المقررات
معايير الجودة في التعليم

أولًا: معايير الجودة في إعداد المقررات

نتناول هنا معايير الجودة في إعداد مقررات التعليم الإلكتروني بما يضمن تحقيق المستويات المطلوبة والأهداف التعليمية المرجوة، وربطها بالأنشطة المختلفة التي ينطوي عليها المنهج. ويهتم هذا المعيار بكل ما يخص طبيعة المحتوى ونوعية المضمون التعليمي. وفي هذا الإطار يجب الالتزام بضوابط التصميم الشامل للتعليم UDL -Universal Design for Learning، والالتزام بقواعد إتاحة محتوى الويب (2.0 Web Content Accessibility Guidelines (WCAG أو الإصدارات الأحدث، وكذلك الحرص على توافق تصميم المحتوى الرقمي مع معايير (The Experience API(XAPI. ونذكر فيما يلي أهم معايير الجودة الرئيسية في تصميم المقررات:

1. مراعاة الأطر التربوية

ينبغي مراعاة الأطر التربوية عند إعداد المناهج التعليم الإلكتروني، فالأطر والمبادئ التربوية الأساسية التي وضعها المتخصصون التربويون في التعليم التقليدي تصلح أيضًا في سياقات التعليم الإلكتروني، ولا بد من أخذها بعين الاعتبار لضمان أن تكون تجربة التعلم مجدية حقًا ومنظمة تنظيمًا جيدًا على أسس علمية وليست عشوائية، إذ من أهم ما تؤكد عليه الأطر التربوية هو عنصر وضوح أهداف المحتوى الرقمي.

2. تنويع المحتوى الرقمي 

توفير المحتوى الرقمي بأشكال مختلفة معيار أساسي يجب مراعاته، ولعل هذه النقطة من أهم ما يميز التعليم الإلكتروني عن التعليم التقليدي. وذلك يشمل جميع الوسائط من فيديوهات وصور وألعاب تستأثر بانتباه المتعلمين وتحول دون تسلل الرتابة والملل إلى التجربة التعليمية. ويجدر بالمعلمين أن يتدربوا على استخدام تلك الوسائط بشكل استراتيجي ذكي يحقق أقصى استفادة. 

3. ضمان جودة الوسائط

ينبغي الالتزام بمعيار ضمان جودة الوسائط التعليمية والتدريبية، والحرص على توفير إمكانية تفريغها نصيًا، وإمكانية الرجوع إليها وقت الحاجة. وتوفير التصميم والوسائط والخطوط المستخدمة بأحجامها وألوانها وتنسيقاتها المختلفة على نحو يجعل القراءة سهلة ولا يرهق العين. وكذلك من المهم توفير نسخ قابلة للتنزيل من كامل المحتوى الرقمي المستخدم داخل المقرر الإلكتروني، على نحو لا يخل بما تنص عليه حقوق الملكية الفكرية.

4. تقليص الفجوة بين النظرية والتطبيق

يتجاوز محتوى التعلم الإلكتروني عالي الجودة المعرفة النظرية، فلا بد من مواءمة محتوى المنهج مع التطبيقات العملية لتعزيز تجربة التعلم وتزويد المتعلمين بالمهارات اللازمة لمواجهة تحديات العالم الحقيقي. ومن المفيد في هذه النقطة الاستعانة بخبراء المجال والتفكير في زيادة مساحة التطبيقات العملية خلال الدورة.

5. مرونة المحتوى الرقمي

ينبغي مراعاة مرونة محتوى مناهج التعليم الإلكتروني ليناسب أنماط التعلم المختلفة عند جميع المتعلمين المشتركين في الدورة، وذلك بناءً على فهم مواطن القوة ومكامن الضعف في الفئة المستهدفة من المتعلمين. ومن المهم جدًا تحقيق التوازن بين المحتوى المخصص وأهداف التعلم الشاملة، وتسخير التكنولوجيا بحكمة والحفاظ على هيكلية المنهج متماسكة ومتسقة. وكذلك يجب توفير نسبة متاحة من محتوى البرنامج الإلكتروني لإثراء المحتوى المفتوح.

ثانيًا: معايير الجودة في التفاعل

توجد معايير جودة تحكم جانب التفاعل في التعليم الإلكتروني، وتهتم هذه المعايير بالأنشطة المتعلقة بالتعلم النشط وتفاعل المتعلم ومشاركته وانخراطه في المقرر المعروض عبر الإنترنت، وترسيخ انتباه الطلاب مع المعلم، وتعزيز اندماجهم مع الأنشطة التعليمية التي ينطوي عليها المقرر الدراسي. وجدير بالذكر أن بعض تلك المعايير تكون إلزامية، بحيث يتعين على منشئ المحتوى التعليمي الإلكتروني الالتزام بها ليحصل على ترخيص، في حين يكون بعضها اختياريًا متعلقًا بضبط الجودة أكثر. ونذكر فيما يلي أبرز المعايير والضوابط التي ينبغي الالتزام بها في هذا الصدد:

1. تحقيق التوازن بين النمط التزامني وغير التزامني

من المهم جدًا تحقيق التوازن بين نمط التعليم الإلكتروني التزامني ونمط التعليم الإلكتروني غير التزامني، والمقصود بالتعليم التزامني هو التعليم الذي يشمل تفاعل المعلم مع المتعلمين في نفس الوقت رغم تواجدهم في أماكن مختلفة عن طريق الفصول الافتراضية مثلًا، في حين التعليم غير التزامني لا ينطوي على التفاعل المباشر. فمن المهم تحقيق التوازن المناسب بين النمطين بحسب طبيعة المقرر الدراسي. 

2. توفير آلية تقنية لتقييم التفاعل

معيار توفير آلية تقنية لتقييم التفاعل هو معيار متقدم اختياري وليس أساسي إلزامي من أجل الحصول على ترخيص، ولكنه بالغ الأهمية لتطوير المنظومة، فرصد مدى تفاعل المتعلمين مع العملية التعليمية واندماجهم في تجربة التعلم يوفر رؤى ثمينة عن مواطن الضعف التي يجب العمل على تحسينها، ويبرز مكامن القوة التي يمكن ترسيخها لتعزيز التفاعل بما يرتقي بالتجربة التعليمية ككل.

3. توفير تعليمات الاستخدام وآليات الإجابة

هذا المعيار إلزامي، إذ يجب توفير التعليمات عن كيفية البدء في استخدام المقرر الإلكتروني، وإعلام الطلاب بسياسة التواصل، وتعريفهم بالأقسام الأساسية والمراحل الرئيسية في المسار التعليمي. كما يجب توفير آلية للإجابة على استفسارات المتعلم، وتقديم التعليقات التقويمية له بشأن المهمات المنجزة، على أن تكون تلك التعليقات دورية. 

4. تقديم خطة زمنية

يجب تقديم خطة زمنية لجميع الخطوات التي يُتوقع أن ينفذها المتعلم حيال كل وحدة من وحدات التعليم الإلكتروني، وما ينبغي له أن يفعله بشأن التعامل مع المحتوى والأدوات اللازمة لكل خطوة.

5. الاهتمام بواجهة المستخدم

إن واجهة المستخدم في المنصة التعليمية بمثابة البوابة التي تستقبل المتعلم وتشجعه على الانخراط في تجربة التعلم. تتطلب معايير الجودة في التفاعل تصميم واجهة جذابة وواضحة المعالم وسهلة الاستخدام. يجب أن يكون التنقل سلسًا، والتعليمات واضحة، والتصميم جاذبًا للبصر والانتباه، بحيث تسهم تلك العناصر في تهيئة جو تعليمي إيجابي. 

ثالثًا: معايير الجودة في الجانب التقني

اعتماد معايير الجودة في الجانب التقني من التعليم الإلكتروني يضمن أن تسير عملية التعلم عن بعد بكفاءة وسلاسة، ومنها معايير أساسية إلزامية لا بد من توافرها للحصول على تراخيص، ومنها ما هو اختياري متعلق بمزيد من ضبط الجودة. والهدف الأساسي من الالتزام بتلك الضوابط هو توفير أفضل تجربة تعليمية ممكنة وضمان عدم تعطل العملية التعليمية بسبب ضعف البنية التحتية التقنية.

1. توفير البنية التقنية اللازمة

توفير البنية التقنية اللازمة هو بطبيعة الحال معيار أساسي إلزامي لا بد من توافره، ويتطلب هذا المعيار إنشاء هيكل برمجي يراعي جميع الضوابط المعمول بها في التصميم البرمجي للمنصات التعليمية عبر الإنترنت. ومن المهم هنا توفير نظام دخول موحد آمن يراعي جميع إجراءات السلامة.

2. ضمان خصوصية بيانات المستخدم

معيار إلزامي آخر هو ضرورة ضمان خصوصية بيانات المستخدم، واتخاذ كافة الإجراءات الأمنية المعتمدة التي تضمن عدم تسريب تلك البيانات إلى جهات غير معنية. ولتحقيق معايير الجودة في التعليم يجب توفير أنظمة إلكترونية أمنية للتحقق من هوية المستخدم، وإنشاء جدران حماية إلكترونية، والاستعانة بمتخصصين في الأمن السيبراني لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة.

توفر زامن تجربة آمنة في إنشاء المنصات التعليمية وخدمات الفصول الافتراضية وتصميم أنظمة إدارة التعليم الإلكتروني، ونلتزم بكافة تشريعات ولوائح الأمن السيبراني التي تفرضها الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية.

كما نتخذ التدابير الأمنية اللازمة لتكون المعلومات الشخصية وراء طبقات متعددة من الحماية السيبرانية للحفاظ على سرية البيانات. فضلًا عن ذلك، يتم تشفير كافة المعلومات الحساسة وبيانات بطاقات الائتمان التي تقوم بتسجيلها، وذلك من خلال تقنية (SSL). كما أننا نستخدم مسحًا منتظمًا لرصد أي برمجيات خبيثة بشكل استباقي.

3. كفاءة نظام إدارة التعلم (LMS)

يعد نظام إدارة التعلم (LMS) بمثابة العمود الفقري لمنصات التعلم الإلكتروني. تتطلب معايير الجودة توفير نظام إدارة التعلم (LMS) الفعال الذي يمكنه التعامل بسلاسة مع تسليم المحتوى، ودعم تكامل الوسائط المتعددة، ودعم بروتوكولات أمان البيانات القوية، إذ تؤثر كفاءة نظام إدارة التعلم بشكل مباشر على الجودة الشاملة لتجربة التعلم الإلكتروني.

4. توفير أنظمة مرنة ومتنوعة

من المهم توفير أنظمة مرنة ومتنوعة تتضمن استيفاء جميع جوانب التعلم، منها أنظمة تحليل البيانات وإمكانية تتبع تفاعل المتعلم مع زملائه ومع المقرر الدراسي ومع المعلم، وأنظمة تدعم مختلف أنواع الأجهزة على اختلاف نظم تشغيلها وأحجام شاشاتها سواء كانت هواتف ذكية أو أجهزة لوحية أو حواسيب، وأنظمة توفر خاصية البحث عن مختلف أنواع المحتويات الرقمية، وأنظمة توفر إمكانية الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة، ونظام تنبيهات إلكتروني لتنبية المتعلم على المهمات المطلوبة بشكل مستمر.

رابعًا: معايير الجودة في القياس والتقييم

ينبغي الالتزام بـ معايير الجودة في التعليم في القياس والتقييم، حيث تضمن تلك الضوابط تمكين المتعلم من مراقبة أدائه ورصد التقدم الذي يحرزه، وكذلك تمكين المعلمين من تقييم أداء المتعلمين وتحليل مكامن قوتهم ومواطن ضعفهم لتكييف أساليب التدريس مع احتياجاتهم، وقياس مستوى تقدم العملية التعليمية من خلال كافة أنواع أساليب التقييم المعتمدة من الجهات التعليمية والمتوافقة مع الخوارزميات الدقيقة. وفي هذا الصدد ينبغي اعتماد أدوات تقييم أهداف تعلم فعالة، والتزام الوضوح في سياسات التقييم، كما يوصى بالمداومة على التقييم وتوفير آليات تقييم متنوعة تشمل كل جوانب تجربة التعلم.

1. اعتماد أدوات تقييم أهداف التعلم

يجب اعتماد أدوات ووسائل فعالة قادرة على تقييم الأهداف المنشود تحقيقها من العملية التعليمية تقديرًا دقيقًا، فينبغي للقائمين على تقديم الخدمات التعليمية التأني في اختيار أدوات قياس أهداف التعلم لتتناسب مع أنشطة المحتوى الرقمي وموارده، بما يؤدي إلى رصد أوجه القصور التي قد تعتور التجربة التعليمية والعمل على تحسينها.

2. وضوح سياسات التقييم

يجب التزام الوضوح في سياسات تقييم المقررات الإلكترونية، وكذلك التزام الوضوح في الضوابط المحددة الوصفية المرتبطة بسياسة وضع الدرجات. ومعايير الجودة في التعليم أساسي وإلزامي يجب عدم الإخلال به في أي تجربة تعليم إلكترونية معتمدة. كما يجب أن تكون أدوات التقييم متسلسلة ومتنوعة وملائمة لأعمال المتعلمين الخاضعة للتقييم. ويجب تزويد المعنيين بنتائج التقييم.

3. المداومة على التقييم

هذا المعيار غير إلزامي، لكن يوصى بإجراء تقييمات داخلية مستمرة بناءً على المقاييس المعتمدة لكل مرحلة دراسية أو برنامج تدريبي. كما يوصى بالتحسين المستمر من خلال قياس إنجاز المتعلمين ورضاهم باستخدام تقنيات موثوقة للتقييم. وكذلك يستحين إجراء تقييم ومراجعة للمقررات باستمرار من أجل ضمان جودتها، والخضوع لتقييمات خارجية منتظمة تجريها الجهات المعنية المؤهلة.

4. توفير آليات تقييم متنوعة

يوصى بتوفير آليات تقييم متنوعة تغطي جميع جوانب تجربة التعلم، على رأسها آلية قياس مستوى رضا المتعلمين عن الدورة ومضمونها، ومنها آلية قياس تأثير استخدام التعليم الإلكتروني في تقديم المقررات على مخرجات التعلم، وآلية قياس مستوى كفاءة الإنفاق الناتج عن تقديم المقررات بنمط التعليم الإلكتروني. 

ما هو معيار سكورم (SCORM)؟

كما أسلفنا الذكر في النبذة عن معيار سكورم (SCORM) وقلنا إن المعايير المعتمدة في التعليم الإلكتروني تتشابه في مساحات كثيرة من حيث المتطلبات والاشتراطات، إلا أن معيار سكورم اكتسب شعبية أكبر بين المعنيين بساحة التعليم الإلكتروني، مما ضاعف رواجه واعتماده بسرعه في العديد من نظم إدارة التعلم.

وكلمة سكورم (SCORM) هي اختصار لجملة (Sharble Content Object Refernce Modle)، أي النموذج المرجعي لمشاركة عناصر المحتوى. ويعد سكورم بروتوكول قياسي أساسي للتواصل بين المادة التعليمية المنفردة (SOC) ونظام إدارة التعلم،

فنموذج سكورم هو إطار مؤسس على لغة XML، وتُستخدَم هذه اللغة البرمجية لتمكين آليات الأجهزة الإلكترونية من قراءة البيانات وتبادلها, والهدف منها تسهيل الوصول إلى المواد التعليمية.

وباختصار، يمثل معيار سكورم واجهة الربط بين نظام إدارة التعلم والمحتوى التعليمي، إذ الأمر لا يقتصر على اختيار نظام إدارة التعلم (LMS) فقط، بل ينبغي أيضًا أن تقرر ما إذا كنت بحاجة إلى دمج معيار SCORM في نظام إدارة التعلم الذي تستخدمه في دورتك التعليمية، وهذا مكمن أهمية معيار سكورم عند القائمين على تصميم التجارب التعليمية عبر الإنترنت.

أبرز المصطلحات المستخدمة في معيار سكورم

  • الموارد (assets): هي المعلومات المراد إيصالها إلى المتعلم والمتداولة عبر تقنيات الويب مثل: النص والصورة وصفحات الويب وملفات الصوت والفيديو. وهي المصادر التي يمكن أن تشترك مع عناصر المحتوى اخرى.
  • عناصر المحتوى القابلة للمشاركة (SCO): تمثل مواضيع المحتوى القابلة للمشاركة أدنى مستوى لمصادر التعلم يمكن لنظم إدارة التعلم (LMS) استعمالها.
  • عنصر التعلم (LO) : هو محتوى تعليمي منفصل يستخدم لتحقيق هدف تعليمي خاص، وينقسم العنصر التعليمي إلى أجزاء صغيرة يمكنها أن تكون عناصر تعلم مستقلة ويمكن استخدامها مع عناصر تعلم أخرى لتواجه متطلبات وحاجات متعلم ما في وقت ما وفي مكان ما، ويجب أن يكون عنصر التعلم متسمًا بالاستقلالية. 
  • حزمة المحتوى (Content Package) : هي التي تتضمن أغراض المحتوى بالإضافة إلى ملف يتضمن معلومات تبين كيفية معالجة أغراض المحتوى.
  • (eXtensible Markup Language (XML: هي لغة الترميز القابلة للامتداد أو الموسعة، وتم اعتمادها كلغة ترميز قياسية، وتستخدم في وصف وتخزين وتنظيم البيانات، ومن أهم أهداف هذه اللغة الفصل بين شكل المحتوى وشكل العرض.

أهداف معايير سكورم

  • سهولة الوصول: إمكانية تحديد الموقع، والوصول للمحتوى التعليمي في أي مكان وفي أي وقت، وذلك بالسماح بالفهرسة والبحث عن الأشياء المبوبة بغض النظر عن النظام المستعمل.
  • التوافق: إمكانية استخدام المحتوى مع أنواع متعددة من الأجهزة وأنظمة التشغيل وأنظمة إدارة التعلم وبرامج الإبحار ومسيري قواعد البيانات.
  • القابلية للتكيف: إنتاج مادة صالحة لإجراء البحوث عليها وتحويلها إلى مادة تعليمية متوافقة مع احتياجات المؤسسات والأفراد التعليمية.
  • الأمان: عن طريق تطوير المحتوى مرة واحدة ثم استخدامه مرات عديدة على أنظمة مختلفة بأقل مجهود وبالتالي لا يصبح المحتوى مرتبط بنظام واحد مما قد يعرض الاستثمارات في مجال المحتوى الإلكتروني للخطر.
  • إمكانية إعادة الاستخدام: إمكانية إعادة استخدام محتوى معد مسبقا لإنتاج محتوى جديد بدون جهد إضافي يذكر.
  • الاستمرار: إمكانية استمرار المحتوى وتطويره بغض النظر عن استمرارية استخدام البرامج التي استُخدِمت في إنشاء المحتوى.

مميزات استخدام سكورم

تطبيق معيار سكورم SCORM في أوساط التعلم الإلكتروني له إيجابيات ومميزات كثيرة، وهو ما يسهم في اعتماده على نطاق واسع في ساحة التعليم عبر الإنترنت. فيما يلي بعض أبرز الإيجابيات التي تعود على المستخدم من اعتماد سكورم:

  • توفير حرية اختيار نظم إدارة التعلم المختلفة (LMS) دون أي مخاوف تتعلق بالتوافق.
  • تسهيل إعادة استخدام المحتوى في دورات تدريبية مختلفة.
  • توحيد الهيكل والشكل والواجهة عبر الأنظمة الأساسية.
  • إمكانية التتبع الدقيق للتقدم الذي يحرزه المتعلمون وتتبع نتائج التقييمات، مما يوفر رؤى قيمة لاتخاذ قرارات مستنيرة.
  • إمكانية إجراء تحديثات وتعديلات فعالة وتكلفتها قليلة.
  • تعزيز الامتثال للمعايير والضوابط التي تفرضها الجهات المعنية بشأن إعداد المحتوى عالي الجودة، وضمان سلامته وموثوقيته.
  • دعم تكامل التقييمات والاختبارات وتعزيز فاعليتها وإثراء محتواها بما يجعلها متحررة من الرتابة.
  • السماح للمتعلمين بالوصول إلى المحتوى في أي وقت وفي أي مكان.
  • ضمان عرض المحتوى عبر أجهزة الكمبيوتر المكتبية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف والأجهزة اللوحية.
  • ضمان الاستقرار، وهو معيار ضروري لتكون التجربة التعليمية متمتعة بالموثوقية.

زامن – شريكك الأمثل لرحلة تعليمية إبداعية وفق معايير الجودة الرسمية

زامن مزود خدمة معتمد متوافق مع اشتراطات ومعايير المركز الوطني للتعليم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية، والتي تشترط وضوح أهداف المحتوى الرقمي، واتباع تصاميم وهيكلة معيارية ثابتة لكافة الوحدات والصفحات، والالتزام بمعايير التصميم الشامل للتعليم UDL -Universal Design for Learning.

وكذلك نلتزم بتوافق تصميم المحتوى الرقمي مع معايير (The Experience API (XAPI. وتوفير نسخ قابلة للتنزيل من كامل المحتوى الرقمي المستخدم داخل المقرر الإلكتروني، على أن يتم استخدامها وفق حقوق الملكية الفكرية.

فضلًا عن ذلك فإننا نلتزم بتوفير نسبة متاحة من محتوى البرنامج الإلكتروني لإثراء المحتوى المفتوح، وعرض المحتوى الرقمي بطريقة منظمة تُسهّل التنقل بين أجزائه، وعرض المحتوى بطرق وأنشطة تعليمية متنوعة، وتوفير إمكانية تقييم المتعلم للمحتوى الرقمي وإضافته تعليقات على المحتوى.

بادر بالتواصل معنا الآن في زامن واستمتع بتصميم إبداعي يراعي إجراءت السلامة ومعايير الجودة المعتمدة. واطلع على باقات الأسعار والاشتراكات والخصومات التي نقدمها لعملائنا.

مقالات مرتبطة