كيفية إعداد دورة تدريبية هو الأساس الذي سينبني عليه نجاحك في مسار تقديم الدورات التدريبية. ولهذا، حين تخوض هذا المسار يجب أن تكون ملمًا بالخطوات المفصلة لإعداد دورة تدريبية، وأن تكون على دراية وافية بطبيعة المحاور وكيفية تحديدها والتخطيط لها، وأن تكون واعيًا بمراحل إعداد منهج الدورة.
قد تكون خبرتك العملية قوية ومتعمقة، وقد تكون جمعت من العلم والمعرفة قدرًا كبيرًا، وقد تكون استخدمت معرفتك وخبرتك لتحقيق نجاحك الشخصي على أرض الواقع. ومع ذلك، فربما تصيبك الحيرة حين يتعلق الأمر بإعداد محتوى نافع يتضمن عصارة خبراتك وعلمك ليستفيد منه الآخرون في مجالك، وربما يخطر ببالك تقديم ذلك المحتوى في صورة دورات تدريبية، ثم تظن أن الفكرة مضيعة للوقت ولن تلاقي نجاحًا، لكن لعل رأيك يتغير حين تعرف أن قيمة صناعة التعلم الإلكتروني سوف تصل إلى 325 مليار دولار بحلول عام 2025.
ولكن تبقى مشكلة، فبعد اقتناعك بجدوى الدورات التدريبية ربما تظل متحيرًا، لأنك لا تعرف بالضبط ما الخطوات التي ينبغي لك اتخاذها لإعداد دورتك التدريبية. لكن لا تقلق، فسوف نزودك بكل ما يلزمك معرفته في هذا المقال. ولذا، سواء كان شغفك وخبراتك في المجال التقني أو مجال اللغات أو مجال ريادة الأعمال أو مجال التسويق أو مجال التصميم، أو غيرها من المجالات التي لا حصر لها، فواصل القراءة لتعرف كيفية إعداد دورتك التدريبية باحترافية وفق ما يوصي به خبراء زامن.
ما الخطوات المفصلة لإعداد دورة تدريبية؟
من شأن معرفتك بالخطوات المفصلة لإعداد دورة تدريبية أن توفر عليك الكثير من الجهد وتختصر لك الوقت. إن خبراتك الواسعة في مجالك وتخصصك لا تعني بالضرورة أن تكون خبيرًا في كيفية إعداد دورة تدريبية تنقل بها علمك وخبراتك للآخرين، ولهذا سوف نستعرض لك أهم الخطوات التي يجب عليك أخذها في الحسبان حين تباشر إعداد دورة تدريبية:
1. حدد موضوع دورتك التدريبية
تحديد موضوع دورتك التدريبية هي النقطة الأولى التي يجب أن تفكر فيها بإمعان. فيجب أن يكون موضوع دورتك التدريبية في مجال تمتلك فيه خبرة كبيرة جدًا، وذلك لكي تستطيع تقديم محتوى قوي قادر على المنافسة.
وكذلك يجب أن يكون موضوعك مركزا على تخصص معين ومنحصرًا في محاور معينة، بحيث يكون لدى جمهور المشاركين فكرة واضحة من البداية عما سيتعلمونه وعن المهارات التي سيكتسبونها بنهاية الدورة التدريبية.
وعليك بدراسة سوق المحتوى الرائج في هذا المجال على الإنترنت والاطلاع على المحتوى الذي يقدمه المنافسون، وهذا من شأنه أن يساعدك على تحديد دوائر المواضيع التي يزداد إقبال الجمهور عليها، وكذلك يساعدك على جعل محتواك مميزًا.
فكر في هذه العملية باعتبارها الأساس لترويج دورتك التدريبية عبر الإنترنت، فحين تفكر في موضوع دورتك التدريبية اطرح على نفسك الأسئلة التالية:
- هل أنا مُلم بكافة مناحي هذا الموضوع؟
- ما الفائدة التي ستعود على المشاركين بعد إتقانهم لمحتوى هذا الموضوع؟
- كيف ستتغير حياتهم نتيجة لإلمامهم بهذا الموضوع؟
- ما الأهداف التي يريد الجمهور في مجالك تحقيقها حاليًا؟
- ما الذي يجعل المحتوى الذي تقدمه مختلفًا ومميزًا أكثر من محتوى أي شخص آخر يتناول هذا الموضوع؟
2. اعرف جمهورك المستهدف
عليك أن تعرف جمهورك المستهدف لتخصيص محتواك بما يتسق مع الاحتياجات المحددة للجمهور. وفهمك لطبيعة جمهورك لا يساعدك في تخصيص محتواك فقط، بل يساعدك أيضًا في تسويق ذلك المحتوى بنجاح كما سنستعرض بالتفصيل في نقطة أخرى، وكذلك يساعدك في تحديد الوسائط التي ستعرض بها محتواك.
ولهذا، يجب أن تكون على دراية بالفئة العمرية للجمهور الذي تستهدفه، وحالتهم الاجتماعية، وجنسياتهم واهتماماتهم وتوجهاتهم، ومستوى تعمقهم في الموضوع الذي تتناوله.
هذه النقطة بالغة الأهمية لنجاح دورتك التدريبية، فيجب أن تكثف البحث فيها لتستطيع تحقيق أفضل النتائج، وهناك بعض الأسئلة التي يمكن أن تطرحها على نفسك وتساعدك في تحديد طبيعة جمهورك المستهدف:
- هل أستهدف الكبار أم الشباب أم الصغار؟
- هل أغلب الجمهور المهتم بهذا المحتوى من الأثرياء أم من الفقراء أم من الطبقة المتوسطة؟
- هل المهتمين بالاستفادة من هذا الموضوع من بلدان متعددة وجنسيات مختلفة أم من بلد واحدة؟
- هل سيستفيد من هذا الموضوع الأشخاص المبتدئين أم أنه مُوَجَّه للمتخصصين؟
3. حدد الطريقة التي ستعرض بها محتواك
تحديد الطريقة التي ستعرض بها محتواك عنصر ذو أهمية حيوية في نجاح دورتك التدريبية، ففهم الأدوات المناسية والوسائل الملائمة لعرض محتواك يؤثر تأُثيرًأ كبيرًا في مدى استيعاب الجمهور للمحتوى.
بعد تحديد موضوع الدورة وفهم طبيعة جمهورك يجب أن تفكر بإمعان في الطريقة التي تريد تقديم المادة التعليمية بها، وأمامك مجموعة متنوعة من الخيارات التي يمكنك الانتقاء منها أو الجمع بينها حسبما تقتضي الحاجة.
فهناك المحتوى النصي أو الكتابي، والمحتوى المرئي بكافة أنواعه من فيديو وصور وشرائح، وهناك المحتوى الصوتي مثل البودكاست، وهناك محتوى تفاعلي يتفاعل فيها المعلم والمتعلم. وفيما يلي بعض الأمثلة
المحتوى النصي والصوتي
يمكنك استخدام المحتوى النصي على سبيل المثال إذا كنت تريد مشاركة معلومات تاريخية نظرية. فإذا كنت تعمل على إعداد محتوى دورة تتناول تاريخ الفراعنة مثلًا يمكنك أن تعتمد بالأساس على المحتوى النصي، وكذلك يمكنك دمج محتوى سمعي متمثل في البث الصوتي، وذلك لأن المحتوى سيكون مكثف البحث والمعلومات فيه كثيرة.
المحتوى المرئي
إذا كانت دورتك التدريبية تستهدف تعليم الطلاب كيفية إتقان حرفة أو صقل مهارة عملية فربما يكون استخدام المحتوى المرئي هو خيارك الأفضل، متمثلًا في الفيديوهات والصور وشرائح العروض التقديمية. وذلك لتوضيح الخطوات عمليًا، ويتمكن الطلاب من رؤية تنفيذ الخطوات فعليًا، لأن المحتوى النصي والسمعي لن يكون وافيًا في هذه الحالة. وتشير الأبحاث إلى أن 91% من الجمهور الآن يفضلون المحتوى المرئي
المحتوى التفاعلي
إذا كانت دورتك التدريبية تحتاج إلى تفاعل فوري أو نقاش مباشر، حتى يتمكن الطلاب من طرح الأسئلة عليك بسرعة، وتتمكن أنت أيضًا من طرح الأسئلة عليهم والتأكد من انخراطهم معك. والمحتوى التفاعلي يمكن فيه دمج النصوص والفيديوهات والصور والشرائح، إلى جانب البث المباشر صوتًا وصورة، وهو ما يسهم في جعل المحتوى سهل الفهم ومثير للاهتمام وجعل الدورة تجربة تعلم متميزة. ويجب أن تعرف الفروق بين الفصول الافتراضية والمنصات التعليمية لتحديد الأنسب إلى احتياجاتك وما يلائم طبيعة دورتك التدريبية.
4. اختر المنصة التي ستعرض عليها دورتك التدريبية
اختيار المنصة التي ستعرض عليها دورتك التدريبية سوف يحدد مدى نجاح دورتك بشكل كبير، إذ المحتوى الاحترافي يلزمه منصة احترافية. إن واجهة منصتك وطريقة العرض الاحترافية تؤثر على تجربة المشترك في الدورة بدرجة كبيرة، فهي تشكل انطباعه المبدأي، وتحدد أيضًا مدى انجذابه لإكمال الدورة.
وعند اختيارك المنصة يجب أن تضع في حسبانك بعض النقاط، مثل مدى ملائمة المنصة لاحتياجاتك وطبيعة المحتوى الذي تقدمه وعوامل أخرى كثيرة. وعليك أن تبحث عن منصة توفر لك المميزات التالية:
تصميم احترافي جذاب
يجب أن يكون تصميم الواجهة متميزًا بالاحترافية، وتكون تجربة المستخدم متسمة بالسلاسة، فتعقيدات التصفح يُنفر رواد المنصة من استكمال التصفح؛ مما يؤثر سلبًا على نجاح الدورة التدريبية.
توفير خيارات متعددة تناسب طبيعة الدورة التدريبية
يجب أن تمتلك المنصة التي ستعرض عليها دورتك التدريبية الأدوات اللازمة لتنفيذ التصميم الذي يناسب احتياجاتك، فبعض الدورات التدريبية يجب أن تُعرض على منصات تعليمية يكون محتواها ثابتًا في مساقات معينة، وبعض الدورات الأخرى تستلزم وجود فصول افتراضية تيسر التفاعل بين المدرب والمتدرب.
تصميم يدعم لغتين على الأقل
توفير المحتوى بلغتين مختلفتين أمر يجب أن تضعه في حسبانك إذا كنت بصدد إعداد دورة احترافية على منصتك الخاصة، مما ييسر وصول خدماتك إلى جمهور أكبر، وهو ما يعطي انطباعًا باحترافيتك ويزيد من موثوقيتك ومصداقيتك أيضا.
توفير خيارات عرض متعددة
المرونة
هل ستقوم بإصدار جميع أجزاء الدورة التدريبية دفعة واحدة؟ أم تخطط لإصدار أجزاء الدورات التدريبية تباعًا في حسابات عملائك؟ يجب أن توفر لك المنصة مرونة التحكم في هذه الخياراتوفق الجدول الزمني الذي تريده. وفي الوقت ذاته يجب أن تتوافر لديك إمكانية تحديث المحتوى حسبما تقتضي الحاجة
تحديثات دورية
يجب أن توفر لك المنصة ميزة الدعم الفني المستمر لضمان التحديثات الدورية التي تحافظ على سلاسة عمل المنصة وأمانها، وهو جانب بالغ الأهمية في تصميم المنصات ولا بد من مراعاته لاستدامة عمل النصات بسلاسة.
ويضمن فريق خبراء زامن توفير هذه المميزات وأكثر باحترافية عالية وأسعار تنافسية.
5. حدد سعر الدورة التدريبية
تحديد سعر الدورة التدريبية بطريقة مناسبة سيكون له تأثير كبير في مدى إقبال الجمهور على دورتك التدريبية. والمعيار هنا يتحدد وفق عوامل عديدة، لكن لا تخطئ وتبخس نفسك حقها وتجعل تسعيرك أقل من قيمة محتواك.
والحل الأمثل أن تقدم خيارات تسعير متعددة، بحيث يمكن للطلاب الاستفادة من محتوى أساسي تقدمه في الدورة، ومن يعجبه المحتوى ويريد التعمق أو يريد الاستفادة من مزايا أخرى في الدورة التدريبية يمكنه الاشتراك بشرائح سعرية أعلى للاطلاع على محتوى إضافي.
على سبيل المثال، ربما تتيح للطلاب الاستفادة من المحتوى الكتابي فقط في الدورة التدريبية، وتتيح لهم خيار الاستفادة من محتوى إضافي مرئي ومسموع مقابل أسعار أعلى.
وربما تتفاجأ عندما نخبرك أن زيادة الأسعار يمكن أن تؤدي إلى زيادة الإقبال. لنفترض أنك اشتريت كتابًا بملغ زهيد، عندما تقرأ الصفحات القليلة الأولى وتجد أنك تشعر بالملل فستلقي به من دون تردد، أما إذا اشتريته بمبلغ كبير فستضغط على نفسك لمواصلة القراءة بضع صفحات أخرى قبل أن تتركه، لأنك بالفعل استثمرت فيه مبلغًا كبيرًا، ولذلك تحرص على تحقيق أقصى استفادة ممكنة منه.
ولكن من حيث الأساس، يجب أن يكون سعر الدورة متناسبًا مع قيمتها ومع المزايا التي ستعود على المشاركين، وبالطبع فمدى خبرتك وجودة المحتوى ومدة الدورة تساهم في تحديد سعر الدورة. لاحظ أن سعر الدورة يجب أن يغطي التكاليف التشغيلية ويجب أن يوفر لك هامش ربح مناسب أيضًا.
يمكنك الإطلاع على تفاصيل الأسعار والاشتراكات والعروض والخصومات التي نقدمها زامن واختيار ما يناسبك في تصميم منصتك التعليمية التي تعرض عليها دورتك التدريبية.
6. سوّق لدورتك التدريبية
التسويق لدورتك التدريبية عمود من الأعمدة الأساسية في نجاح دورتك، فبعد إنشاء محتواك الاحترافي وتحديد الأسعار وتجهيز كل ما يلزم يجب أن توجه جهودك إلى التسويق. والتسويق لدورتك التدريبية يعتمد على عوامل عدة، أهمها كما ذكرنا سابقا فهمك لطبيعة جمهورك.
وكيفية تسويق دورتك التدريبية تعتمد عليك وعلى الخدمة التي تقدمها وعلى الجمهور المستهدف، فاستراتيجيك التسويقية الدقيقة يجب أن تراعي كل تلك المحاور. ويُفضِل البعض التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بينما يفضل آخرون التركيز على التسويق عبر البريد الإلكتروني. اطلع على طرق تسويق وبيع الدورات التدريبية واختر الأنسب لك.
لكن كنصيحة عامة، إذا كنت ترغب في تحقيق أفضل نتائج ممكنة فستحتاج إلى إنشاء استراتيجية تسويق متنوعة تتخذ مسارات عديدة. ويمكنك أن تدرس عينة من الجمهور المستهدف لتفهم تفاصيلهم، فابحث مثلًا عن منصة التواصل الاجتماعي التي يكون حضورهم قوي عليها، وابحث عن طبيعة المحتوى الذي يفضلونه، هل هو المحتوى المرئي أم المكتوب أم المسموع.
يمكنك أيضًا أن تستخدم قاعدة 20/80 التسويقية، فتشارك على صفحاتك في وسائل التواصل الاجتماعي معلومات قوية في مجالك، بحيث تمثل تلك المعلومات 80% من محتوى الصفحات، وتفاعل مع متابعيك واطرح الأسئلة وشارك المعلومات المثيرة للاهتمام، وتكتفي بأن تكون حصة المحتوى الإعلاني المباشر 20% فقط.
7. قيِّم مدى نجاح دورتك التدريبية وعدّل ما يلزم
بعد نشر الدورة التدريبية عليك مراقبة تفاعُل أول مجموعة من الطلاب مع الدورة لتحسين الأداء باستمرار. فيُمكنك رصد معدلات مختلفة في هذا الصدد، منها معدلات مشاهدة محتوى الفيديوهات، ومعدلات إكمال الدورة التدريبية، ومعدلات رضا الطلاب عن الدورة ككل.
وفي العموم عليك بالتركيز على المقاييس التي من شأنها أن توضح لك كيفية تحسين دورتك التدريبية، ومن أهمها:
معدلات إكمال الدورة التدريبية:
كم عدد الأشخاص الذين اشتروا دورتك التدريبية؟ وكم عدد من أكملوها لنهايتها؟ وكم عدد من لم يكملوا نصفها؟ ما الباعث على ذلك؟
معدلات وقت الزيارة:
هل يزور الطلاب منصتك ثم يغادرون بعد بضعة دقائق؟ أم يبقون مدة طويلة؟ ما السبب في ذلك؟
معدلات الاشتراك:
من بين الأشخاص الذين يشاهدون دورتك التدريبية كم عدد الأشخاص الذي يدفعون ثمن الاشتراك في الدورة فعليًا؟ هل المعدلات مرتفعة أم متدنية؟
تخبرك مثل هذه المقاييس بكيفية استجابة الأشخاص لرسائلك التسويقية ومواد دورتك التدريبية، ومن ثم فعليك تحليلها جيدًا لكي تنتبه إلى جوانب القصور التي يمكنك تحسينها في دورتك الحالية والدورات الأخرى عبر الإنترنت.
كيف تخطط لمحاور الدورة التدريبية؟
التخطيط الجيد لمحاور الدورة التدريبية من البداية بمثابة الأساس لنجاح دورتك التدريبية، فيجب من البداية أن يكون لديك مخطط واضح مفصل عن معلومات الدورة الأساسية (مثل الاسم والوصف)، والأهداف المرجو تحقيقها من الدورة، وأنشطة التعلم لكل محاضرة.
والمخطط التفصيلي لمحاور الدورة ليس مجرد أداة تنفعك في إنشاء دورتك التدريبية بنجاح فقط، بل من المهم أيضا مشاركته مع طلابك، فهذا له أثر إيجابي عند الطلاب ويضفي على دورتك لمسة احترافية وتكسبك ثقتهم من البداية.
وبطبيعة الحال فاختيار محاور الدورة التدريبية يتم بعد تحديد الجمهور المستهدف، أي بعد إلمامك بكل المعلومات اللازمة المتعلقة بالأفراد الذين سيشاركون في دورتك.
ثم بعد ذلك تعمل على تحديد الأهداف الأساسية المنشود تحقيقها على ضوء الاحتياجات الفعلية لذلك الجمهور، بحيث تكون محاور الدورة مصممة بما يناسب تلك الاحتياجات، ومن ثم تفضي في النهاية إلى تحقيق الغاية المنشودة. وإليك فيما يلي أهم الخطوات التي تساعدك على التخطيط لمحاور الدورة التدريبية.
1. إنشاء ملف يحتوي على معلومات المشاركين
إن مدى سعة درايتك وإلمامك بالمعلومات التفصيلية التي تخص المشاركين له تأثير هائل على جودة التجربة التي تقدمها، فكلما ازدادت معرفك بطبيعة المشاركين في دورتك ازدادت جدوى تجربة التعلم التي تنوي تقديمها.
وينبغي أن يتضمن ذلك الملف المعلومات التالية:
- الفئة العمرية للمشاركين.
- الشريحة الاجتماعية للمشاركين.
- مستواهم التعليمي.
- مدى معرفتهم في مجالك وتخصصك.
- الأهداف التي ينشدون الوصول إليها في مستقبلهم.
- وسائل التواصل التي يفضلون استخدامها.
- طبيعة المحتوى الذي يتفاعلون معه (مرئي – سمعي – نصي).
من شأن النقاط السابقة أن تساعدك في تحديد مدى إلمام المتعلمين بالموضوع، وسبب حضورهم الدورة، والعوائق المحتملة وكيفية معالجتها.
2. تحديد أهداف التعلم
إن أهداف التعلم هي النقاط التي تريد أن يتعلمها الطلاب بحلول نهاية الدورة. ويجب أن تكون تلك الأهداف محددة يمكن قياسها وتقييمها وليست عامة وفضفاضة. على سبيل المثال، إذا كان موضوع دورتك يتناول المهارات الاجتماعية، فلا تقول إن هدف التعلم الخاص بالدورة هو تحسين المهارات الاجتماعية للمتعلمين.
وعوضًا عن ذلك عليك بتقسيم هذا الهدف إلى أهداف تعليمية محددة قابلة للقياس والتقييم، ففي المثال السابق عليك أن تسأل نفسك ما الذي يعنيه تحسين المهارات الاجتماعية بالضبط؟ ما الذي سيستطيع المشاركون فعله بعد انتهاء الدورة ولم يكونوا قادرين على فعله قبلها؟ وربما في مثالنا هذا تكون إجابتك متمثلة في النقاط التالية:
- سيستطيع المشاركون الانخراط في المحادثات بثقة كبيرة.
- سيستطيع المشاركون ترك انطباع مبدأي رائع في نفوس الناس.
- سيستطيع المشاركون استخدام لغة الجسد بكفاءة وإيجابية.
- سيشعر المشاركون بأريحية أكبر حيال وجودهم وسط مجموعة كبيرة من الناس.
اكتب كل تلك الأهداف التي ستكون بمثابة المحاور الرئيسية عند إنشاء المحتوى والتقييمات الخاصة بالدورة، وكذلك اذكرها بوضوح في وصف الدورة التدريبية والمنهج الدراسي.
3. تقسيم الدورة التدريبية إلى وحدات
الآن بعد أن عرفت أهداف التعلم الخاصة بالدورة، فإن الخطوة التالية هي تقسيم الدورة إلى وحدات تعليمية أصغر، مع الأخذ في الاعتبار أنك تحتاج إلى جعل كل وحدة قصيرة وممتعة، وعليك بزيادة مستوى الصعوبة تدريجيًا.
يمكنك أن تتناول كل محور من المحاور الرئيسية السابقة وتسأل نفسك:
- كيف سأحقق هذا الهدف؟
- ما الوسائل التي سأحقق بها هذا الهدف؟
- كيف أجعل هذا المحور مرتبط ببقية محاور الدورة؟
- ما المدة التي يجب تخصيصها لتحقيق هذا الهدف؟
أي أنك تنشئ العمود الفقري للدورة أولًا ثم تعمل على تفصيل المحتوى فيما بعد، ومن ثم فتنظيم موضوعاتك الفرعية وتفصيل مقررك الدراسي يساعدك على تحقيق المحاور الرئيسية.
ما مراحل إعداد منهج الدورة التدريبية؟
من المهم أن تطلع على فكرة نظرية لمراحل إعداد منهج الدورة التدريبية قبل أن تبدأ في إعداد دورتك التدريبية بعشوائية. قد يبدو التخطيط لدورة جديدة مهمة عصيبة، وربما ترتبك وتقلق وتتحير، ولكن لا عليك، سوف نعرفك فيما يلي بخطوات عملية تدريجية يمكنك اتخاذها عند الشروع في إعداد منهج الدورة التدريبية:
1. اطلع على ثلاثة مناهج لدورات تدريبية سابقة
حين تطلع على ثلاثة مناهج لدورات تدريبية سابقة في مجالك سوف تتكون عندك فكرة مبدأية عن كيفية تحديد أهداف الدورة، وكيفية وضع الواجبات، وكيفية وضع الجدول الزمني للدورة. عليك بقراءتها وإمعان النظر فيها لفهم الإطار العام للدورات التدريبية.
وبعد تمحيص تلك المناهج اطرح على نفسك هذا السؤال: بناء على ما قرأته، وبالاستفادة من مناهج تلك الدورات، فما الذي يجب أن يتمكن الطلاب من فعله بعد انتهاء هذه الدورة التي أقوم بإعدادها؟ وهذه طريقة عكسية يمكنك من خلالها التوصل إلى تفاصيل منهجك الدراسي الخاص، وذلك باستخدام هذا الهدف النهائي لتوجيه دورتك التدريبية.
2. تحدث مع شخصين سبق لهما إعداد مناهج دورات تدريبية
تحدثك مع شخصين سبق لهما إعداد مناهج دورات تدريبية سيوفر عليك الكثير من الوقت والجهد. يمكنك أن تستعين بمن قاموا بإعداد الدورات التدريبية التي أمعنت النظر فيها في الخطوة الأولى، أو أي شخص آخر يمكنك التواصل معه.
من شأن هذه الخطوة أن تزودك بتفاصيل قد لا تكون لاحظتها بنفسك أثناء إمعانك النظر في المناهج التي أعدوها، وتوضح لك رؤى أخرى يمكن أن يقدموها لك بشأن الأمور التي وجدوها مجدية والأمور التي لم يجدوها كذلك. وهناك سؤالان رائعان يجب طرحهما: ما هي النصيحة التي تقدمها لشخص يقوم بتدريس هذه الدورة لأول مرة؟ إذا أردت تدريس هذه الدورة مرة أخرى، ما الذي ستفعله بشكل مختلف وما الذي ستبقيه على حاله؟
3. فكر في الخطوط العريضة للمنهج
ابدأ بالتفكير في الخطوط العريضة للمنهج التي تريد عرضه في دورتك. اسأل نفسك ما النقاط الرئيسية التي ستساعد طلابك على الوصول إلى الأهداف المنشود تحقيقها في الدورة؟
يمكنك الاقتباس من الخطوط العريضة لمناهج دورات أخرى، أو إذا أردت فيمكنك وضع الخطوط العريضة الخاصة بك من الصفر. المهم أن تضع الأهداف الرئيسية للدورة نصب عينيك.
4. ابدأ في التفصيل وإعداد جدول زمني
ابدأ في تفصيل الخطوط العريضة وإعداد جدول زمني يتضمن خطوات المنهج خطوة بخطوة. أنشئ جدولًا على برنامج وورد Word أو على ورقة إذا أردت، وسجل الموضوعات التي تخطط لتناولها في دورتك تباعًا.
وعليك بتسجيل مدة الدورة بأكملها، وتقسيم الموضوعات على عدد الأيام والأسابيع التي لديك، مع الأخذ في الاعتبار أي فترات راحة أو إجازات على مدار الدورة. ومن شأن هذا أن يساعدك في تحديد مواعيد الاختبارات والتقييمات وتجعلك تنجز الدورة في المدة التي حددتها.
5. حدد المصادر التي يمكنك أن تقصدها للحصول على المساعدة
تحديد المصادر التي يمكنك أن تقصدها للحصول على المساعدة من البداية سوف يزيد من ثقتك أثناء الدورة التدريبية. ربما أحد من قاموا بإعداد مناهج دورات تدريبية سابقة قال لك إن بإمكانك أن تستعين به للإجابة على الأسئلة التي تستجد خلال الدورة التدريبية، فعليك أن تضع هذا الشخص كاحتياطي يمكنك الاستفادة منه عند الحاجة.
وكذلك عليك أن تحدد مصادر كثيرة موثوقة يمكنك اللجوء إليها في أي وقت خلال الدورة التدريبية من أجل إثراء المحتوى أو إضافة عناصر جديدة للدورة، يجب أن تكون جاهزًا لكل السيناريوهات، وهذا سينعكس إيجابيًا على أدائك في الدورة.
صمم موقعك الإلكتروني مع زامن – منصة تعليمية جاهزة:
تقدم زامن خدمات تقنيات التعليم للمؤسسات التعليمية مثل الجامعات والمدارس والشركات العالمية في المملكة العربية السعودية. وتتوافق المنتجات الرقمية التي تقدمها زامن مع معايير المركز الوطني للتعليم الإلكتروني تواصل معنا الآن وتخلص من جميع المعوقات والتحديات التي تقد تواجهها مع تقنيات التعليم.
زامن منصة عربية رائدة تقدم العديد من الخدمات المتعلقة بتصميم المواقع التعليمية، وتتميز خدماتها بأنها متنوعة ومتوافقة مع المعايير المركز الوطني للتعلم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية. سوف تستفيد بخمس مميزات أساسية عند إنشاء منصتك التعليمية مع زامن.
تذكر أن نجاح دورتك التدريبية مرتهن بعرضه على منصة احترافية، وتصميم المنصة باحترافية يحتاج إلى خبراء متخصصون.
تواصل معنا في زامن للاستفسار عن كافة تفاصيل الأسعار والاشتراكات والاطلاع على خدماتنا وما يناسب احتياجاتك لتصميم المنصة التي تعرض عليها دورتك التدريبية.