التدريس أونلاين

التدريس أونلاين (Online Teaching): المفهوم والمميزات وأهم الطرق وأشهر البرامج وكيفية الربح منه

إذا كنت مدرسًا أو مدربًا ولم تخض بعد تجربة التدريس أونلاين (Online Teaching) فإنك تفوت على نفسك الكثير. إن كنت مدرسًا أو خبيرًا في مجالك وتريد نقل خبراتك إلى الآخرين وفي الوقت ذاته تحقق أرباحًا مادية، فيجدر بك أن تسلك طريق الربح من التدريس عبر الإنترنت، فهذا المجال يتنامى سوقه تناميًا هائلًا، إذ بلغت قيمة سوق التدريس عبر الإنترنت 107 مليار دولار أمريكي في عام 2015، و190 مليار دولار أمريكي في عام 2018، ومن المتوقع أن يتجاوز 319 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029.

من هنا سوف نستعرض في مقالنا هذا ما يجعلك على دراية بالتدريس الأونلاين ومميزاته، وسنتطرق إلى أهم طرق التدريس الأونلاين، ثم نتناول برامج التدريس أونلاين مع ضرب أمثلة، ثم سنسلط الضوء على كيفية الربح منه، ونجيب على سؤال على سيغلب التعليم الافتراضي التعليم التقليدي؟  

ما المقصود بالتدريس الأونلاين؟

يشير مفهوم التدريس أونلاين (Online Teaching) إلى منظومة تفاعلية متكاملة تستهدف تسخير المستحدثات التكنولوجية والأدوات التقنية والأجهزة الرقمية ووسائل الاتصال الحديثة في خدمة عملية التدريس والتعلُم، بما يفضي إلى الاستغناء عن الطرائق التقليدية في التدريس والاتجاه إلى أساليب أكثر إبداعية عبر الإنترنت، وذلك من أجل إنشاء تجربة تعليمية تفاعلية مرنة تعزز مخرجات التعلم وتكثر من الثمار المرجو تحقيقها. 

وقد اكتسب التدريس أونلاين شعبية جارفة متزايدة؛ وذلك نتيجة لما يتسم به من مرونة وسهولة الوصول إلى مصادره وخصائصه المميزة القادرة على تلبية أنماط التعلم المتنوعة، حيث يستمر المتعلم في رحلته التعليمية بناءً على قدراته ومدى سرعة قدراته الاستيعابية. وما ينفك إقبال المعلمين والمؤسست التعليمية على التدريس أونلاين يتزايد بمعدلات مبهرة، إذ بلغت قيمة سوق التعليم الإلكتروني 399.3 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يصل قيمة إجمالي سوق التدريس عبر الإنترنت والتعليم الإلكتروني العالمي إلى تريليون دولار بحلول عام 2032. 

المحطات البارزة في تاريخ التدريس عبر الإنترنت وتطوره

بتتبع جذور التدريس أونلاين نجدها تمتد إلى ستينيات القرن الماضي عندما بدأت المؤسسات في تجربة التعليم المعتمد على الكمبيوتر، فقد تضمنت البدايات دورات بالمراسلة، حيث تم تبادل المواد التعليمية عبر البريد، لقد أرست هذه الأساليب البدائية الأساس لمشهد التعليم الرقمي الذي نعرفه اليوم.

ثم انتشر الإنترنت على نطاق واسع في التسعينيات ومهد الطريق لتحقيق تقدم كبير في التدريس عبر الإنترنت، حيث أصبحت الفصول الدراسية الافتراضية ومنتديات المناقشة ومحتوى الوسائط المتعددة مكونات أساسية للدورات التدريبية عبر الإنترنت. وبدأت المؤسسات والأفراد في تبني هذا النموذج الجديد، مدركين قدرته على تيسير عملية التعليم.

ومع استمرار تطور التكنولوجيا، تطورت أيضًا منهجيات التدريس أونلاين. فأدى دمج عناصر الوسائط المتعددة وأدوات التعاون المباشر وأنظمة إدارة التعلم (LMS) إلى تعزيز تجربة التعلم عبر الإنترنت. وأدى ظهور الهواتف الذكية والإنترنت عالي السرعة إلى جعل التعليم في متناول جمهور أوسع.

وفي مرحلة لاحقة، شهد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ظهور الدورات الضخمة المفتوحة عبر الإنترنت، والمعروفة باسم MOOCs.

فقدمت منصات مثل كورسيرا Coursera وإيديكس edX ويوداسيتي Udacity دورات مجانية أو بأسعار معقولة مقدمة من مؤسسات تعليمية مرموقة من شتى أرجاء العالم، مما جعل فرص التعليم الجيد متيسرة في متناول الملايين من جمهور المتعلمين.

والتدريس أونلاين عبر الانترنت اليوم جزء لا يتجزأ من تجربة التدريس ككل وجزءًا أساسيًا في المؤسسات التعليمية على جميع المستويات، بدءًا من المدارس الابتدائية وليس انتهاءً بالجامعات، حيث يستفيد المعلمون من مجموعة متنوعة من الأدوات والمنصات عبر الإنترنت لتقديم المحتوى وتقييم الطلاب وتسهيل التفاعلات المثمرة في عملية التدريس والتعلم.

ما أبرز 5 ميزات للتدريس عبر الإنترنت؟

برزت مزايا التدريس أونلاين عبر الإنترنت مع توافر العديد من الأدوات والوسائل التكنولوجية الحديثة المستخدمة على ساحة التدريس، ومن فوائد التدريس أونلاين الملموسة أنه أتاح مرونة حررت المعلمين والمتعلمين من القيود الزمانية والمكانية، وخفف من العبء المالي لعملية التعليم على جميع الأطراف المعنيين، وأتاح تنوعًا في أساليب التدريس، ووفر إمكانية تخصيص العملية التعليمية بما يناسب احتياجات المتعلمين، وأتاح فرصة تقديم نتائج عملية التعلم على الفور بما يجعل المعلمين والمتعلمين يتخذون خطوات سريعة لمعالجة أوجه القصور.

1. المرونة الزمانية والمكانية

المرونة هي الميزة الأبرز في باقة مزايا التدريس أونلاين، فهذا النهج في التدريس يوفر مرونة تحرر المدرسين والمتعلمين أيضًا من القيود الزمانية والمكانية. عادة ما يكون المحتوى التعليمي مقسمًا إلى وحدات قصيرة، ويمكن إيقافه في أي وقت. ويمكنك بسهولة الوصول إلى المحتوى ومواصلة مسيرة التعلم في المواصلات أو في استراحات العمل أو أثناء أوقات فراغك، بإمكانك بسهولة جعل المواد التعليمية جزءًا من روتيك اليومي، وحتى إذا فوت الطالب محاضرة كانت تبث مباشرة عبر الإنترنت، فعادةً ما تتوافر ملخصات مكتوبة أو مقطع فيديو مسجل للمحاضرة ومتاح مشاهدته وتنزيله. 

2. التوفير للمدرسين والمتعلمين

من شأن نهج التدريس أونلاين أن يسهم إسهامًا ملموسًا في تخفيف العبء المالي المرتبط بمصاريف التعليم التقليدي. فبالإمكان توفير تكاليف فتح الفصول الدراسية على أرض الواقع، وتكاليف الأوراق المطبوعة، ومصاريف المواصلات. فضلًا عن ذلك، فإن عددًا كبيرًا من الدورات التدريبية تكون متوافرة بالمجان أو بأسعار معقولة تجعل فرص التعليم الجيد في متناول الجمهور العالمي، مما يعزز الشمولية في التعلم. والتوفير هنا ليس للمتعلمين فقط، بل لمقدمي الخدمة التعليمية من معلمين ومدربين، إذ يمكنهم استخدام المواد التعليمية ذاتها مرارًا من دون الحاجة إلى تكاليف إعادة إنتاجها في كل دورة.

3. التنوع في أساليب التدريس

التنوع في أساليب التدريس ميزة بارزة أخرى للتدريس عبر الإنترنت. في التعليم التقليدي يوجد منهج واحد أو مادة تدريبية معينة يدرسها الحضور جميعًا بأسلوب واحد، وعلى الجميع الالتزام واستكمال المقرر في الوقت المحدد. على النقيض من ذلك، فإن نهج التدريس أونلاين في المجمل لا يعتمد هذا الأسلوب، إذ يتيح أساليب التدريس أونلاين عديدة ثرية بالعناصر السمعية والمرئية، مما يجعل تجربة التعلم أكثر جاذبية وجدوى. كما أن هذا التنوع يهيئ بيئة تعليمية مرنة تلبي أنماط التعلم المختلفة، ويعزز الاستيعاب وثبات المعلومات.

4. تخصيص التجربة التعليمية

بوسع الطلاب الذي يعانون صعوبة في تركيز انتباههم لفترة طويلة خلال فترة الدراسة في الفصول الدراسي أن يستفيدوا من مزايا التدريس أونلاين عبر الإنترنت، إذ بمقدورهم اختيار بيئة التعلم التي تناسيهم وتحديد وتيرة التقدم التي تلائمهم في المسار التعليمي، وتحديد الوقت الذي يناسبهم لإكمال المهمات الدراسية أيضًا.

هذه العناصر تجعل الطالب هو المتحكم الرئيسي في التجربة التعليمية، بل بإمكانه حتى الاستعانة بمصادر خارجية وأخذ دورات أخرى تساعده في إتمام الدورة التعليمية التي يجد صعوبة في إتمامها. 

5. نتائج فورية

لم يعد من الضروري الانتظار لأيام أو أسابيع بعد الاختبارات، إذ بوسع المدرس تقديم النتائج الفورية للطلاب، ذلك أن أغلب الواجبات والاختبارات تكون مصممة على نماذج إلكترونية ويكون التصحيح إلكترونيًا وفق الإجابات الصحيحة التي أدخلها القائمون على الدورة التعليمية.

وهكذا تظهر النتائج فور انتهاء الطلاب من الإجابات والضغط على زر تسليم الإجابة. من شأن هذه السرعة أن تلفت انتباه المدرسين والطلاب إلى أوجه القصور ومعالجتها في الحال بدلًا من انتظار أيام ليصححها المعلم يدويًا ثم يسلمها إليهم.

ما أهم طرق التدريس أونلاين؟

اختيار الطرق المناسبة للتدريس عبر الإنترنت تعزز تجربة التعلم وتحقق أقصى استفادة ممكنة منها، وتتنوع تلك الطرق لتلبية احتياجات المتعلمين بشكل فعّال وبما يناسب أنماط تعلمهم. تلك الطرق تسهم إيجابيًا في تعزيز تفاعل الطلاب وتحفيزهم على التحول عن أساليب التعليم التقليدي والاعتماد أكثر وأكثر على التعليم عن بعد. والمسألة ليست متعلقة بتفوق طريقة على الأخرى، إنما الغرض هو إنشاء تجربة تعليمية شاملة وفعالة تناسب المتعلم. وسنتناول فيما يلي الأنواع الرئيسية للتدريس عبر الإنترنت، ألا وهي التدريس المتزامن والتدريس غير المتزامن والتدريس المدمج، فكيف يتم التدريس أونلاين؟

أولًا: التدريس الأونلاين المتزامن

يشير مفهوم التدريس أونلاين المتزامن (Synchronous)  إلى طريقة من طرق التدريس عبر الإنترنت يشارك فيه المتعلمون والمعلمون في الوقت ذاته، وذلك باستخدام تقنيات مثل الفصول الافتراضية التي توفر إمكانية إنشاء قاعات يتواصل فيها المعلمون مع المتعلمين من خلال الدردشات النصية أو التواصل الصوتي أو التواصل الصوتي والمرئي.

ويتطلب التدريس أونلاين وجود مقدم الخدمة التعليمية ومتلقي الخدمة التعليمية في الوقت ذاته أمام أجهزة الحاسوب أو الهواتف، ولا بد من توافر اتصال قوي بالإنترنت، بحيث يتاح للمتعلمين المشاركة في جلسات مباشرة مع المعلمين وبقية زملائهم، حيث يمكنهم طرح الأسئلة ومناقشة المفاهيم وتلقي التعليقات والملاحظات والتعقيبات الفورية. وهذا النوع تتعاظم فائدته للطلاب الذين تقتضي أنماط تعلمهم التفاعل المباشر مع المعلم والزملاء، وفي الموضوعات التي تتطلب نقاشات مباشرة.

أبرز مزايا التدريس المتزامن

ونذكر في نقاط بعض أبرز مزايا التدريس أونلاين للطلاب والمعلمين على حد سواء:

  • يتيح التعلم المتزامن التفاعل الفوري بين المدرس والطلاب، فيستطيع الطلاب طرح الأسئلة التي تتوارد على أذهانهم ويجيبهم المعلمون في الوقت ذاته من دون تأخير، مما يعزز تجربة التعلم.
  • يمكن للمدرسين تقديم التوجيه والدعم الشخصي للطلاب، كما يستطيع الطلاب التواصل المباشر مع زملائهم، مما يعزز الروابط الاجتماعية والتعاون.
  • توفر الجلسات المباشرة المجدولة روتينًا تعليميًا منظمًا، مما يعزز الانضباط ومهارات إدارة الوقت.
  • يستطيع الطلاب والمعلمون تجنب السفر وتوفير الوقت والتكاليف المتعلقة بالتنقل إلى المؤسسات التعليمية التقليدية.
  • إمكانية تسجيل المحاضرات التعليمية المتزامنة، مما يتيح للطلاب مراجعة المحتوى في وقت لاحق أو لأولئك الذين قد لا يتمكنون من الحضور في الوقت الفعلي.

ثانيًا: التدريس أونلاين غير المتزامن

طريقة التدريس غير المتزامن (Asynchrones) هي طريقة أخرى من طرق التدريس عبر الإنترنت يتمكن فيه المتعلمون من الوصول إلى مواد الدورة التدريبية المسجلة مسبقًا ومعروضة على منصة، فلا يتطلب هذا النوع حضور المعلم والمتعلم في وقت واحد لأنه ليس من خصائصه التفاعل المباشر.

ويوفر هذا النوع من التعليم مرونة من حيث جدولة المواعيد، بحيث يستطيع الطلاب استكمال أنشطة التعلم وفقًا لجدولهم الزمني الذي يحددونه لأنفسهم. وينتفع منه بالأخص ذوي الأشغال والجداول الزمنية الضيقة، مثل طلاب الجامعات أو الموظفين المشغولين الذين يحتاجون إلى تحقيق التوازن بين الدراسة والتزامات أخرى، إذ يُمَكّن المتعلمين من الوصول إلى مواد الدورة مثل المحاضرات والواجبات من أي مكان وفي أي وقت.

أبرز مزايا التدريس غير المتزامن

نستعرض في النقاط التالية بعض أبرز مزايا التدريس غير المتزامن للطلاب والمعلمين:

  • بوسع الطلاب التعلم بالسرعة التي تناسبهم، وفي الأوقات والأماكن التي تلائمهم.
  • بإمكان اللطلاب مراجعة المحتوى حسب الحاجة، وتخصيص تجربة التعلم وفقًا للاحتياجات الفردية.
  • يوفر التعلم غير المتزامن بيئة أكثر استرخاءً للطلاب، مما يقلل من التوتر ويعزز تجربة التعلم الإيجابية.
  • يستطيع المعلمون الوصول إلى جمهور أوسع، وتقديم خدماتهم إلى طلاب من بقاع جغرافية شتى.
  • يستطيع المعلمون تحميل مواد الدورة في الوقت الذي يناسبهم، مع تحقيق التوازن بين الالتزامات المهنية والشخصية.
  • يستفيد المعلمون من المحتوى ذاته عدة مرات، مما يوفر لهم الوقت ويدر عليهم دخلًا سلبيًا مستمرًا.
  • يستوعب أساليب التعلم المختلفة من خلال موارد متنوعة مثل النصوص والفيديو والصوت والمواد التفاعلية.

ثالثًا: التدريس الأونلاين المدمج 

التدريس المدمج (Blended) يُعرف أيضًا في المحتوى العربي بالتدريس المختلط أو الخليط أو الهجين، وهو وسيلة فعالة للجمع بين أساليب التدريس التقليدية وأساليب التدريس أونلاين عبر الإنترنت، حيث يتم دمج أدوات ووسائل التدريس الأونلاين مع التعلم الصفي، وتوظيف تلك الأدوات في تجربة التعليم التقليدي والفصول الدراسية على أرض الواقع، بهدف إثراء التجربة التعليمية والجمع بين أفضل مميزات الطريقتين والاستفادة من مواطن القوة في النهجين.

وبطبيعة الحال فالوسائل التكنولوجية بمثابة العمود الفقري للتدريس المدمج، حيث تثري المنظومة التعليمية التقليدية بأدوات تؤجج التفاعل والديناميكية في الفصل الدراسي.

إن أثر التعليم المدمج على التحصيل الدراسي مثبت وملموس، فالطلاب الذي تعلموا بنهج التعليم المدمج ازداد مستوى تحصيلهم بنسب ملحوظة مقارنة بزملائهم الذي اعتمدوا على التعليم التقليدي فقط أو التعليم الإلكتروني فقط.

أبرز مزايا التدريس المدمج

نظرًا لأن التدريس المدمج يجمع بين نقاط القوة في التدريس التقليدي والتدريس عبر الإنترنت، فإنه يوفر تجربة تعليمية شاملة تلبي الاحتياجات والتفضيلات المتنوعة للطلاب مع تزويد المعلمين بأدوات فعالة للتعليم والتقييم، من أبرزها ما يلي:

  • يوفر للطلاب المرونة اللازمة للتعامل مع مواد الدورة التعليمية بالسرعة التي تناسبهم.
  • إمكانية وصول الطلاب إلى مجموعة متنوعة من الموارد، سواء عبر الإنترنت أو في أرض الواقع، بما يلبي أنماط التعلم المتباينة والتفضيلات المختلفة.
  • الجمع بين الأساليب التقليدية والوسائل الإلكترونية يعزز تركيز الطلاب وانخراطهم في التجربة التعليمية. 
  • اكتساب الطلاب مهارات التعامل مع الوسائل التكنولوجية بما يؤهلهم للمزاحمة في سوق العمل الحديث المتسم بالتطور التكنولوجي.
  • يتيح للمعلمين استخدام مزيج من أساليب التدريس أونلاين للحصول على تجربة تعليمية أكثر شمولًا.
  • توفير الوقت في المهمات الروتينية والسماح للمعلمين بالتركيز أكثر على تحقيق مخرجات التعلم المنشودة.

ما أشهر برامج التدريس أونلاين؟

تشير برامج التدريس أونلاين إلى منصات تدريس رقمية تقدم خدمات وميزات تسهم في تمكين المدرسين من إجراء دروس مباشرة وتفاعلية عبر الإنترنت. وهي تشتمل على مجموعة من الأدوات، مثل التواصل عبر تقنيات الفيديو ومشاركة الشاشة والسبورات البيضاء التعاونية، كل ذلك بهدف تسهيل تجربة التعلم السلس عبر الإنترنت. 

وقد أدى ظهور مواقع التدريس أونلاين عبر الإنترنت إلى إحداث نقلة نوعية في التعليم، إذ لا يظهر الأثر الإيجابي لتطبيقات التدريس أونلاين في تجاوز الحواجز الجغرافية فحسب، بل توفر أيضًا المرونة وإمكانية الوصول وطائفة من الميزات التي تعزز عملية التدريس والتعلم، ومن الضروري اختيار أفضل المنصات لضمان الحصول على بيئة تدريس جذابة ومثمرة.

وتنقسم برامج التدريس أون لاين إلى ثلاث أنواع رئيسية: برامج التدريس المباشرة، وبرامج التدريس للدروس المسجلة، وبرامج التدريس للدروس المسجلة والمباشرة. وإليك فيما يلي نبذة عن كل نوع مع ضرب أمثلة.

أولًا: برامج التدريس المباشرة

ما يزال الطلب على برامج التدريس المباشرة في ازدياد مع طفرة التحول الرقمي المشهودة في ميدان التعليم، ومع وجود عدد كبير من منصات التدريس المباشر المتاحة على الساحة، يحتاج المعلمون إلى اختيار تطبيقات التدريس المباشرة المناسبة التي تلبي احتياجاتهم وتخدم أهدافهم التعليمية. وسنستكشف فيما يلي أبرز برامج التدريس المباشرة، مع الأخذ في الحسبان الميزات الرئيسية وسهولة الاستخدام والأداء العام.

1. زووم Zoom 

أصبح برنامج زووم Zoom، الذي تم تصميمه في البداية لاجتماعات العمل، أداة متكاملة للفصول الدراسية الافتراضية. إن واجهته سهلة الاستخدام وميزاته القوية جعلت منه منصة مثالية للتعلم المتزامن عبر الإنترنت. ومن أبرز مميزات البرنامج ما يلي:

  • واجهة سهلة الاستخدام: تسهل واجهة زووم البسيطة على المعلمين والطلاب المشاركة في الفصول الدراسية الافتراضية.
  • فيديو وصوت بدقة عالية: يوفر البرنامج فيديو وصوت عالي الجودة، مما يضمن تجربة تعليمية افتراضية سلسة.
  • السبورة التفاعلية: تتيح ميزة السبورة البيضاء التفاعلية للمعلمين توضيح المفاهيم وإشراك الطلاب بشكل فعال.
  • التسجيل: بإمكان المعلمين تسجيل الجلسات للرجوع إليها في وقت لاحق، مما يسمح للطلاب بمعاودة النظر في المحتوى المسجل وتعويض ما فاتهم بالسرعة التي تناسبهم.
  • الغرف الجانبية: تعمل خاصية الغرفة الجانبية في البرنامج على تسهيل المناقشات الجماعية والأنشطة التعاونية.
  • مشاركة الشاشة: بإمكان المعلم مشاركة الشاشة، وتسهيل نشر العروض التقديمية ذات المحتوى الثري.
  • الدردشة والمراسلة: تتضمن المنصة ميزة الدردشة للتواصل المباشر في نفس الوقت بين المعلمين والطلاب.
  • التكامل: يتكامل البرنامج مع أنظمة إدارة التعلم الشهيرة (LMS) ويقدم مجموعة من عمليات تكامل تطبيقات الطرف الثالث.

2. مايكروسوفت تييمز Microsoft Teams 

منصة مايكروسوفت تييمز Microsoft Teams هي جزء من مجموعة Microsoft 365، وقد اكتسبت رواجًا بين الجمهور باعتبارها نظامًا أساسيًا للتعاون الشامل مزودًا بالخصائص اللازمة لإثراء الفصول الدراسية الافتراضية. وفيما يلي أبرز مميزات البرنامج:

  • البيئة المتكاملة: يتكامل التطبيق بسلاسة مع تطبيقات Microsoft 365 الأخرى، مما يثمر عن إنشاء بيئة موحدة للتواصل والتعاون.
  • البث المباشر: تدعم المنصة البث المباشر، مما يجعلها مناسبة للندوات عبر الإنترنت والمحاضرات الافتراضية والعروض التقديمية واسعة النطاق.
  • التكامل مع ون نوت OneNote: يتيح التكامل مع تطبيق ون نوت تدوين الملاحظات ومشاركتها بكفاءة داخل الفصل الدراسي الافتراضي.
  • الأمان: يعطي التطبيق الأولوية للأمان من خلال ميزات مثل تشفير البيانات والمصادقة متعددة العوامل.
  • إدارة المهمات: تتضمن المنصة أدوات لإدارة المهمات وتحديد الدرجات وتتبع تالتقدم الذي يحرزه الطلاب.

3. جوجل مييت Google Meet

تطبيق جوجل مييت Google Meet جزء من حزمة جوجل ووركسبيس Google Workspace، وهو يوفر حلًا موثوقًا للاجتماعات والفصول الدراسية الافتراضية، ومعروفًا ببساطته وسهولة استخدامه. وفيما يلي أبرز مميزات المنصة:

  • التكامل مع حزمة جوجل وورك سبيس بسلاسة، مما يعزز التعاون ومشاركة المستندات.
  • البساطة والوضوح: تتميز المنصة بالبساطة والوضوح، مما يعزز إمكانية الوصول لجميع المشاركين.
  • مشاركة الشاشة: بوسع المعلمون مشاركة شاشاتهم، مما يجعل من السهل عرض العروض التقديمية والمواد التعليمية.
  • التسجيل: يتيح التطبيق للمستخدمين تسجيل المحاضرات والحصص للرجوع إليها مستقبلا ولتكون متوافرة للطلاب الذين لم يتمكنوا من الحضور مباشرة.
  • الدردشة والأسئلة والأجوبة: تعمل ميزات الدردشة والأسئلة والأجوبة على تسهيل التواصل والتفاعل أثناء الجلسات الافتراضية.

ثانيًا: برامج التدريس للدروس المسجلة

منصات التدريس للدروس المسجلة توفر للطلاب المرونة اللازمة لخوض مسار التعلم بالسرعة التي تناسبهم والوتيرة التي تلائم احتياجاتهم. تستضيف منصات مثل كورسيرا Coursera وخان أكاديمي Khan Academy ويوداسيتي Udacity عددًا كبيرًا من الدروس المسجلة مسبقًا والتي تغطي مواضيع مختلفة، وبوسع المدرسين عرض دوراتهم التدريبية المسجلة مسبقًا عليها. غالبًا ما تقدم هذه المنصات شهادة عند إكمال الدورة، مما يضيف مصداقية إلى عملية التعلم.

1. كورسيرا Coursera 

كورسيرا Coursera هو مركز عالمي للدورات المقدمة عبر الإنترنت. أعادت كورسيرا رسم ملامح مشهد التعليم الإلكتروني من خلال توفير منصة للدورات المقدمة من الجامعات والمؤسسات الشهيرة من شتى أرجاء العالم. انطلقت كورسيرا في عام 2012، ومن نشأتها تثري المحتوى الإلكتروني بمجموعة واسعة من الدورات التدريبية، مما يجعل التعليم في متناول الجمهور العالمي. ومن أبرز مميزات كورسيرا:

  • إمكانية الوصول العالمية: شراكات كورسيرا مع المؤسسات المرموقة توفر للمتعلمين إمكانية الوصول إلى دورات عالية الجودة مقدمة من جهات يشار لها بالبنان في جميع أنحاء العالم.
  • برامج الشهادات: تقدم كورسيرا شهادات عند إكمال الدورة، مما يضيف قيمة إلى السيرة الذاتية للمتعلمين والتطوير المهني.
  • عروض الدورات المتنوعة: تغطي المنصة مجموعة واسعة من المواضيع، مما يسمح للمتعلمين باستكشاف مجالات دراسية متنوعة.

2. أكاديمية خان Khan Academy

أكاديمية خان Khan Academy أحدثت ثورة في التدريس الأونلاين من خلال الموارد المجانية الوفيرة. أسسها سلمان خان عام 2008، وأسهمت بدور محوري في جعل التعليم في متناول الجميع، وذلك من خلال توفير دورات تدريبية مجانية كثيرة في شتى المجالات. تركز المنصة على التعليم الأساسي، بدءًا من الروضة وحتى الثانوية العامة، وتغطي مجموعة واسعة من المواضيع التعليمية، ومن أبرز مزاياها:

  • الوصول المجاني إلى التعليم الجيد: أدى التزام أكاديمية خان بتوفير الموارد التعليمية المجانية إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على الوصول إلى التعليم الجيد، أي جعل إمكانية الوصول إلى موارد التعليم متاحة للفقير كما هي للغني على مستوى العالم.
  • مسارات التعلم المخصصة: تتكيف المنصة مع أنماط التعلم الفردية، وتقدم مسارات تعليمية مخصصة للطلاب.
  • إشراك الوالدين: يشجع نظام أكاديمية خان على إشراك الوالدين في العملية التعليمية، مما يسمح للآباء بتتبع التقدم الذي يحرزه أطفالهم وتقديم الدعم اللازم. 

3. يوداسيتي Udacity

تتميز منصة يوداسيتي Udacity بتركيزها على الدورات التدريبية المتعلقة بالتكنولوجيا، وتقدم دبلومات تعليمية مصغرة تعتمدها الكثير من الشركات والمؤسسات، ومعروفة باسم برامج النانوديجري Nanodegree، يكون لتلك الشهادات ثِقل في السير الذاتية للموظفين، وقد أُنشئت وصُممت تحت إشراف مجموعة من أبرز الخبراء المتميزين في المجال، ومن مميزاتها البارزة:

  • المحتوى المرتبط بالصناعة: تم تصميم دورات Udacity بالتعاون مع مجموعة من الخبراء المتميزين، مما يضمن ملاءمتها لمتطلبات السوق الحالية.
  • المشاريع العملية: تركز المنصة على التعلم العملي من خلال المشاريع العملية، مما يعزز تطبيق المهارات في أرض الواقع.
  • الخدمات المهنية: توفر يوداسيتي خدمات مهنية، مثل مراجعات السيرة الذاتية والمساعدة في التوظيف، مما يعزز قيمة النظام الأساسي للتطوير المهني.

ثالثًا: برامج التدريس للدروس المسجلة والمباشرة

يمثل دمج الدروس المسجلة والمباشرة نهجًا شاملًا في التدريس عبر الإنترنت. وتوفر منصات مثل إيديكس edX وسكيلشير Skillshare نموذجًا مختلطًا في التدريس، مما يسمح للمعلمين بإجراء جلسات مباشرة مع توفير الوصول أيضًا إلى مخزون المحتوى المسجل. يلبي هذا النهج المزدوج التفضيلات الفردية المختلفة للمدرسين وكذلك يلبي أنماط التعلم المتنوعة.

1. إيديكس EdX 

منصة إيديكس EdX التي أسستها جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 2012، رائدة في تقديم دورات ضخمة مفتوحة عبر الإنترنت (MOOCs). تتعاون المنصة مع الجامعات والمؤسسات على مستوى العالم لتقديم مجموعة متنوعة من الدورات بهدف سد الفجوات المعرفية المرصودة في ميدان التعلم عن بعد. قد تتضمن الدورات مزيجًا من الجلسات المباشرة والمحتوى المسجل مسبقًا. ومن أبرز مميزات المنصة:

  • محتوى عالي الجودة: تحافظ إيديكس على الالتزام بمعايير عالية في محتوى الدورة التدريبية، وغالبًا ما تتعاون مع جامعات ومنظمات رفيعة المستوى.
  • التعلم التفاعلي: تتضمن العديد من دورات إيديكس عناصر تفاعلية، مثل الاختبارات والمنتديات، مما يعزز المشاركة بين المتعلمين.
  • مجتمع التعلم العالمي: توفر منصة إيديكس مزايا تعمل على ربط المتعلمين في جميع أنحاء العالم، وإنشاء مجتمع تعليمي نشط يحفز التفاعل بين المتعلمين والمدرسين.

2. سكيل شير Skillshare

سكيل شير Skillshare عبارة عن منصة تعليمية عبر الإنترنت يتمحور تركزيها على الدورات التدريبية الإبداعية والقائمة على المهارات. وتقدم المنصة مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية، بما في ذلك الجلسات المباشرة والمحتوى المسجل مسبقًا، والتي تغطي المجالات الإبداعية مثل التصميم والتصوير الفوتوغرافي والكتابة والمزيد. ومن أبرز مميزاتها ما يلي:

  • تتميز المنصة بتوفير جلسات وورش عمل مباشرة يجريها متخصصون في هذا المجال، مما يوفر فرصًا للتفاعل المباشر.
  • غالبًا ما تركز الدورات التدريبية في المنصة على التعلم القائم على المشاريع، مما يشجع المتعلمين على تطبيق المهارات المكتسبة في المشاريع العملية.
  • يتمتع المشتركون بإمكانية الوصول غير المحدود إلى مكتبة الدورات التدريبية بالكامل، مما يجعلها خيارًا مجديًا للمتعلمين الذين يبحثون عن مزيج من المحتوى المباشر والمسجل.

كيف تربح من التدريس الأونلاين؟

يمكنك تسخير خبراتك واستغلال معارفك لكسب المال من التدريس الأونلاين وبيع الدورات التدريبية عبر الإنترنت، شريطة أن تبذل جهدًا حقيقيًا وتكون جادًا في مسعاك. إن الطلب على الدورات التدريبية آخذ في الارتفاع والناس أكثر استعدادًا لدفع ثمنها، وهناك الكثير من المدربين والمعلمين الذين يحققون دخلًا يُقدر بآلاف الدولارات من بيع الدورات التدريبية والتعليمية عبر الإنترنت.

يُفضل الكثير من الملتحقين بالدورات التدريبية دفع مبلغ اشتراك شامل في بداية الدورة، وذلك لكي يكون كل تركيزهم خلال الدورة منصبًا على المحتوى التعليمي فقط، ولكي يكون المحتوى كله متوافرًا أمامهم دفعة واحدة. انظر ما إذا كان هذا الخيار يناسب طبيعة جمهورك ونوعية محتوى دورتك التدريبية، خاصة إذا كنت تُعِد دورة تدريبية واحدة وليست عدة دورات.

أو يمكنك استخدام استراتيجية عرض جزء مجاني – خاصة الجزء التمهيدي من الدورة – ثم تحصيل الرسوم على المستويات المتقدمة من الدورة إذا أراد الجمهور الاطلاع على بقية المحتوى. وهذه الاستراتيجية ناجحة جدًا في اجتذاب المهتمين بالمجال فعليًا، لكن يجب أن تقدم معلومات قيمة في الجزء المجاني، لأن هذا سيحدد ما إذا كان الجمهور سيرى الدورة جديرة بثمنها أم لا.

أو بإمكانك الاعتماد على استراتيجية دفع مبلغ مقابل الحصول على شهادة إتمام الدورة، فهي طريقة ناجحة جدًا. سوف تعرض محتوى الدورة كله مجانيّ، ولكن لكي يحصل المشترك على شهادة معتمدة تفيد بأنه أتم الدورة فيجب أن يدفع مبلغًا معينًا مقابل ذلك. وسوف يحرص الكثيرين على الدفع مقابل الحصول على الشهادة لكي تكون جزءًا من سيرتهم الذاتية. 

هل سيغلب التعليم الافتراضي التعليم التقليدي؟

لقد ولت أيام سيطرة نهج التعليم التقليدي على أرض الواقع، فرقعة انتشاره آخذة في الانحسار يومًا تلو الآخر، في حين تتمدد ساحة التعليم الإلكتروني، هذا النهج التعليمي المستحدث الذي يُرسخ أركانه في ميدان التعلم أكثر فأكثر. جاء ذاك الصعود مدفوعًا بإيجابيات التعليم الإلكتروني والتدريس عبر الانترنت ومميزاته التي توائمت مع متطلبات عصرنا الحالي الذي يشهد طفرة غير مسبوقة في التطور التكنولوجي، ولذلك ازداد إقبال جمهور المتعلمين والمدرسين عليه، إذ تشير الإحصائيات أن مجال التعليم الإلكتروني حقق نموًا بنسبة تزيد عن 900% منذ عام 2000. ومع ذلك فالتعليم التقليدي لا يمكن أن يكون طريقه إلى زوال، فهو سيبقى ركيزة الأساس في التجربة التعليمية، ولكن مساحته ستتقلص فقط، فالمستقبل واعد للتعليم الافتراضي بامتياز.

زامن – شريكك الأمثل لتجربة احترافية في التدريس الأونلاين

زامن مزود خدمة معتمد وفق اشتراطات المركز الوطني للتعليم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية، نقدم لك حزمة من الأدوات الفريدة، جمعناها لك في مكان واحد لتستمتع بترسانة متكاملة تساعدك في تصميم تجربة تدريس أونلاين ممتازة باللغة العربية.

نوفر لك خيارات تصميمية تلبي متطلبات التدريس الأونلاين المتزامن وغير المتزامن والمدمج. إذا كنت تفضل التعليم الإلكتروني غير المتزامن فنحن نقدم لك استضافة آمنة لمنصتك التعليمية ودوراتك التدريبية المسجلة مسبقًا. 

وإذا كنت تحبذ التعليم الإلكتروني المتزامن نقدم لك خاصية إنشاء فصول افتراضية بمزايا فريدة وسهولة بالغة بخطوات بسيطة. 

تواصل معنا الآن في زامن واستمتع برحلة تعليمية ثرية ومتنوعة. تفضل بالاطلاع على باقات الأسعار والاشتراكات، ولا تفوت خطة التجربة المجانية التي نقدمها لعملائنا الجدد.

مقالات مرتبطة