غدا التعليم الإلكتروني ركيزة من الركائز الأساسية في المشهد التعليمي، وأدى إلى وثبة مشهودة في العملية التعليمية، إذ ارتقى بها في جوانب شتى ناقلًا إياها من حيز التلقين إلى ساحة التفاعل الإبداعي، مستفيدًا من أحدث الأدوات والوسائل التكنولوجية التي تمخضت عنها طفرة التطور التكنولوجي في العقدين الأخيرين. ويشهد التعلم الإلكتروني إقبالًا هائلًا متزايدًا ويتسع سوقه اتساعًا كبيرًا، على سبيل المثال، تشير الإحصائيات إلى أن أساليب التعلم القائمة على الوسائل التكنولوجية شكلت 80% من إجمالي ساعات التعلم في عام 2020.

وقد جاء اهتمامنا في زامن بهذا الموضوع تماشيًا مع توجه المملكة العربية السعودية إلى تنفيذ استراتيجة التحول الرقمي في إطار رؤية المملكة 2030، لا سيما في ميدان التعليم. نستعرض في مقالنا هذا تعريف التعليم الإلكتروني وأهميته ومميزات استخدامه وأنواعه، وسنوضح المقصود بمصطلح التلعيب؟ ثمنستكشف أبرز خصائص التعليم الإلكتروني التي تجعل منه قوة هائلة في ميدان التعليم، وسنذكر أبرز مصادر التعليم الإلكتروني. كما سنتطرق إلى الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني، وأهم استراتيجيات التعليم التعليم الإلكتروني ووسائله وأدواته وأهدافه ومعوقاته ومعاييره، ونختتم بأشهر تطبيقات التعليم الإلكتروني.

ما التعليم الإلكتروني؟

ما التعليم الإلكتروني؟

يشير مفهوم التعليم الإلكتروني (E-Learning) إلى منظومة تفاعلية متكاملة تهدف إلى تسخير المستحدثات التكنولوجية والأدوات التقنية والأجهزة الرقمية ووسائل الاتصال الحديثة في خدمة عملية التعلُم والتعليم، بما يفضي إلى الاستغناء عن الطرائق التقليدية في التعليم والاتجاه إلى أساليب أكثر إبداعية، وذلك من أجل إنشاء تجربة تعليمية تفاعلية مرنة تعزز مخرجات التعلم وتكثر من الثمار المرجو تحقيقها. 

وقد اكتسب التعليم الإلكتروني شعبية هائلة بسبب مرونته وسهولة الوصول إلى مصادره وخصائصه المميزة القادرة على تلبية أنماط التعلم المتنوعة، حيث يستمر المتعلم في رحلته التعليمية بناءً على قدراته ومدى سرعة قدراته الاستيعابية. وما ينفك الإقبال على التعليم الإلكتروني يتزايد بمعدلات مبهرة، إذ بلغت قيمة سوق التعليم الإلكتروني 399.3 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يصل قيمة إجمالي سوق التعليم الإلكتروني العالمي إلى تريليون دولار بحلول عام 2032. 

ما أهمية التعليم الإلكتروني؟

يبسط التعليم الإلكتروني رقعة انتشاره في المشهد التعليمي أكثر فأكثر، إذ تشير الإحصائيات أن مجال التعليم الإلكتروني حقق نموًا بنسبة تزيد عن 900% منذ عام 2000. ومن المتوقع أن يتزايد هذا النمو ويستحوذ على حصة أكبر في ميدان التعليم، إذ تظهر نتائج دراسات إحصائية أيضًا أن صناعة التعليم الإلكتروني عبر الإنترنت تحقق نموًا بنسبة 20% سنويًا. 

وترتكز أهمية التعليم الإلكترونية على مميزاته العديدة التي جعلته ركنًا أساسيًا من أركان العملية التعليمية وعمليات التدريب في شتى أرجاء العالم، إذ يوفر إمكانية وصول للمحتوى مبهرة مقارنة بالتعليم التقليدي، كما يوفر مرونة في دراسة المناهج والمقررات تُمَكِّن المتعلمين من استكمال الدراسة بالسرعة التي تلائمهم. من أي مكان وفي أو وقت يناسبهم. وباختصار، أحدث التعلم الإلكتروني ثورة إيجابية المردود في مجال التعليم والتدريب، للمعلمين والمتعلمين على حد سواء. 

ما مميزات استخدام التعليم الالكتروني؟  

تتعدد مميزات استخدام التعليم الإلكتروني لجميع المعنيين بالتجربة التعليمية، إذ تعود فوائده على الطلاب والمتدربين من جهة، وكذلك ينتفع من إيجابياته القائمين على التجربة التعليمية جميعًا، من معلمين ومدربين أفراد، أو مؤسسات وشركات، أو معاهد، أو مراكز تدريب. ونلقي الضوء على أبرز المميزات في نقاط: 

  • يناسب الجميع، فكافة أطياف المتعلمين يمكنهم الوصول إلى موارده، سواء كان الشخص عاملًا أو طالبًا أو كانت امرأة ربة منزل.
  • تخصيص التجربة التعليمية، حيث يتقدم كل شخص في المنهج وفق الوتيرة التي تناسب قدراته التعليمية.
  • إمكانية الوصول لمحتوى المحاضرات عدة مرات، فيتسنى للطالب المراجعة كيفما شاء من دون أن يفوته شيء.
  • توفير الوقت وترشيد النفقات والموارد المهدرة في عملية التعليم التقليدية.
  • إمكانية وصول محتوى التدريب إلى عدد أكبر من الناس دون فقدان الجودة أو الفاعلية.
  • تمكين المعلمين من الوصول إلى ملايين الطلاب دفعة واحدة وإيصال الرسالة إلى شريحة عريضة من الجمهور المستهدف.
  • المساهمة في الحفاظ على سلامة البيئة من خلال توفير الموارد الورقية وخلافه.

ما أنواع التعليم الإلكتروني؟

تتعدد أنواع من التعلم الإلكتروني ولكل منها خصائصه ومزاياه. يعتمد اختيار نوع التعلم الإلكتروني على الأهداف التعليمية المحددة، ونوعية الجمهور المستهدف، وطبيعة المحتوى المقدم. كما يمكن تقسم أنواع التعليم الإلكتروني من حيث الوقت أو من حيث طبيعة التفاعل أو من حيث طبيعة المحتوى أو من حيث وسيلة العرض. وتتضمن العديد من برامج التعلم الإلكتروني مزيجًا من هذه الأنواع لإنشاء تجربة تعليمية شاملة وفعالة.

وسنذكر فيما يلي إلماحة عن النوعين الرئيسيين للتعليم الإلكتروني من حيث الوقت:

التعليم الإلكتروني المتزامن

يشير التعليم الإلكتروني المتزامن إلى نوع من التعلم عبر الإنترنت يشارك فيه المتعلمون والمعلمون في نفس الوقت، وذلك باستخدام تقنيات مثل الفصول الافتراضية التي توفر إمكانية إنشاء قاعات يتواصل فيها المعلمون مع المتعلمين من خلال الدردشات النصية أو التواصل الصوتي أو التواصل الصوتي والمرئي.

يتيح التعلم الإلكتروني المتزامن للمتعلمين المشاركة في جلسات مباشرة مع المعلمين والمتعلمين الآخرين، حيث يمكنهم طرح الأسئلة ومناقشة المفاهيم وتلقيالتعليقات والملاحظات والتعقيبات الفورية. وهذا النوع تتعاظم فائدته للطلاب الذين تقتضي أنماط تعلمهم التفاعل المباشر مع المعلم والزملاء، وفي الموضوعات التي تتطلب نقاشات مباشرة.

التعليم الإلكتروني غير المتزامن

التعلم الإلكتروني غير المتزامن أيضًا نوع من التعلم عبر الإنترنت يتمكن فيه المتعلمون من الوصول إلى مواد الدورة التدريبية المسجلة سلفًا، واستكمال أنشطة التعلم وفقًا لجدولهم الزمني الذي يحددونه لأنفسهم، فلا يكون هناك تفاعل مباشر بين المعلم والطالب.

يمكن أن يتخذ التعلم الإلكتروني غير المتزامن أشكالًا عديدة، مثل محاضرات الفيديو المسجلة مسبقًا، أو منتديات المناقشة عبر الإنترنت، أو الوحدات ذاتية السرعة، أو الاختبارات التفاعلية.وينتفع منه بالأخص ذوي الأشغال والجداول الزمنية الضيقة، مثل طلاب الجامعات أو الموظفين المشغولين الذين يحتاجون إلى تحقيق التوازن بين الدراسة والتزامات أخرى، إذ يُمَكّن المتعلمين من الوصول إلى مواد الدورة مثل المحاضرات والواجبات من أي مكان وفي أي وقت.

مفهوم التلعيب (Gamification)

مفهوم التلعيب (Gamification)

المقصود بالتلعيب في التعليم الإلكتروني دمج اللعب والألعاب في تجربة التعلم لجعلها أكثر جاذبية وتفاعلية، ويشمل ذلك استخدام تقنية الواقع الافتراضي والألعاب المصممة للهواتف من أجل تعزيز انخراط الطلاب في تجربة التعلم وزيادة استمتاعهم بها. يتزايد رواج التعلم القائم على اللعب منذ سنوات، ومن المتوقع أن يتواصل رواجه وتناميه في عام 2024 وما بعده.

والتعليم القائم على اللعب من أبرز تقنيات التعليم في عام 2024، إذ يلاحظ الوثبة الكبيرة في تطور تقنيات التعليم خلال سنوات معدودات، وتقتنص الجهات التعليمية كل فرصة سانحة لإدخال أحدث التقنيات إلى المنظومة التعليمية ودمجها في أساليب التدريس. وليس من المستغرب إذن أن مجال تكنولوجيا التعليم يُتوقع أن تصل قيمته إلى 605.8 مليار دولار بحلول عام 2027. ولا غنى عن استخدام التلعيب وغيره من التقنيات لمن أراد اللحاق بركب التطور الحاصل في المشهد التعليمي.

ما أبرز خصائص التعليم الإلكتروني؟ 

يتميز التعليم الإلكتروني بخصائص فريدة تجعله خيارًا أفضل من التعليم التقليدي، ومن المهم إطلاع المعلمين والمدربين على هذه الخصائص ليستكشفوا كيفية استغلالها على أفضل وجه في إثراء التجربة التعليمية. ومع ازدياد حرص الجهات التعليمية على التكيف والتأقلم مع مستجدات العصر الرقمي، فإن خصائص التعلم الإلكتروني ستضطلع بلا شك بدور محوري في تشكيل مستقبل نشر المعرفة واكتسابها.

وفي ضوء ما ذكرناه سنستكشف خصائص التعليم الإلكتروني وكيف تسهم في تحسين تجربة التعلم وتلبية احتياجات المتعلمين في عالمنا اليوم. فمن أجل فهم تأثير التعلم الإلكتروني فهمًا كاملًا، من الضروري استكشاف خصائصه المميزة التي تميزه عن النماذج التعليمية التقليدية، مثل تعزيز التفاعل النشط وترسيخ ثقافة التعلم الذاتي، ومزية مرونة الوقت، والاستفادة من تحليل البيانات، وتنوع الوسائل التعليمية، فضلًا عن فرصة تحقيق انتشار واسع والوصول إلى شريحة عريضة من المتعلمين، والأهم هو غرس ثقافة التعلم المستمر.

1. التفاعل النشط

يعطي التعلم الإلكتروني الأولوية للتفاعل، مما يسمح للمتعلمين بالتفاعل بنشاط مع مواد الدورة التدريبية. وتعمل العناصر التفاعلية المستندة إلى المستحدثات التكنولوجية على تعزيز المشاركة والانخراط وتعزيز تجربة التعلم الشاملة.

2. التعلم الذاتي

إحدى المزايا الرئيسية للتعلم الإلكتروني تتمثل في قدرة المتعلمين على استكمال المقرر الدراسي بالسرعة التي تناسبهم. يلبي نموذج التعلم الذاتي هذا الاختلافات الفردية في أساليب التعلم ويضمن رحلة تعليمية ملائمة للفروقات بين المتعلمين.

3. مرونة الوقت

توفر منصات التعلم الإلكتروني للمتعلمين المرونة اللازمة للوصول إلى مواد الدورة التدريبية في أي وقت، حيث تكون الدورات التدريبية مسجلة سلفًا ومقسمة إلى وحدات قصيرة يُمكن للمتعلمين مشاهدتها في الأوقات التي تناسبهم. جداول والتزامات متنوعة. وبوسع المتعلمين أيضًا مراجعة محتوى الدورة التدريبية حسب الحاجة، مما يعزز استيعابهم للمنهج.

4. الاستفادة من تحليل البيانات

تقوم منصات التعلم الإلكتروني بجمع بيانات مهمة عن مدى التقدم الذي يحرزه المتعلم ومدى جودة أدائه. ومن شأن تحليل هذه البيانات أن يوفر للمعلمين رؤى حول مكامن القوة ومواطن الضعف عند الطلبة، مما يتيح لهم فرصة تعديل التجربة التعليمية لتلبية الاحتياجات الفردية وأنماط التعلم المختلفة.

5. تنوع الوسائل التعليمية

تستفيد تجربة التعلم الإلكتروني من عناصر الوسائط المتعددة مثل مقاطع الفيديو والرسوم المتحركة والرسومات لإيصال المعلومات، ومن شأن هذا النهج الذي يعتمد إشراك جميع الحواس أن يعزز الاستيعاب والفهم والحفظ كما أن هذا التنوع يوفر للمعلمين مرونة في استخدام الوسائل التي يحتاجونها لاستيفاء شتى أنماط التعلم.

6. الانتشار الواسع

تجربة التعلم الإلكتروني تتجاوز الحدود الجغرافية، إذ يمكن للمتعلمين من شتى أرجاء المعمورة أن يستفيدوا من المحتوى التعليمي المقدم، كما يوفر فرصة للمتعلمين للتفاعل مع أقرانهم من خلفيات ثقافية متنوعة بما يعزز الكفاءة الثقافية ويوسع آفاق الفكر. وهذا يعود أيضًا بالنفع على مقدمي الخدمة التعليمية، حيث تتسع شريحة المستفيدين من المحتوى التعليمي وهو ما يُترجم إلى زيادة في الدخل.

7. التعلم المستمر

يتيح التعلم الإلكتروني للمتعلمين الوصول إلى الدورات التدريبية وموارد التعليم من أي مكان في العالم وفي أي وقت، مما يعني أنه يمكنهم التوفيق بين دراستهم والعمل أو الالتزامات الأخرى، وهو ما ينعكس على غرس ثقافة التعلم المستمر مدى الحياة، ويسمح للمتعلمين بمواصلة تطوير مهاراتهم ومعارفهم لمواكبة متطلبات السوق.

ما مصادر التعليم الإلكتروني؟

ما مصادر التعليم الإلكتروني؟

إن وفرة مصادر التعليم الإلكتروني المتنوعة التي تتميز بالتكامل فيما بينها يسهم إسهامًا كبيرًا في فاعلية تجربة التعليم الإلكتروني وتكثيف شعبيته، والثمرة الأهم من هذه الوفرة والتنوع تتجلى في تمكين المتعلمين والمتدربين وتزويدهم بالأدوات التي يحتاجونها لاستيعاب المحتوى التعليمي بأساليب تتواءم مع التفضيلات وأنماط التعلم التي تتفاوت من فرد إلى آخر. كما أن إمكانية الوصول إلى تلك المصادر من أي مكان وفي أي وقت يوفر للمتعلمين والمتدربين مرونة أكبر في استكمال المناهج من دون تقييدهم بجداول زمنية محددة، وهو ما يفضي إلى زيادة فُرص التعلم بشكل عام. 

إن تبني هذا التحول الرقمي في التعليم لا يعزز سهولة الوصول إلى المصادر التعليمية فحسب، بل يرسخ أيضًا ثقافة التعلم المستمر مدى الحياة بما يجعل المتعلمين والمتدربين مواكبين للتطور المحموم في سوق العمل حاليًا. ومن أهم مصادر التعليم الإلكتروني المنصات التعليمية والفصول الافتراضية، والتطبيقات والألعاب التعليمية، والمكتبات الرقمية.

1. المنصات التعليمية

تستضيف المنصات التعليمية عددًا كبيرًا من الدورات التعليمية والتدريبية المسجلة عبر الإنترنت، تغطي تلك الدورات موضوعات شتى في كافة التخصصات تقريبًا، بدءًا من التنمية البشرية وصولًا إلى دورات التسويق وغيرها. ويستفيد القائمون على الدورات التدريبية مما توفره هذه المنصات من إمكانية استخدام الفيديو والرسوم المتحركة لإضفاء جاذبية على المحتوى التعليمي والحيلولة دون ملل المتعلمين والمتدربين. وغالبًا ما تُقسَم الدورات التدريبية إلى وحدات قصيرة تُسهل على المتعلمين استيعاب المعلومات.

2. الفصول الافتراضية

تتيح الفصول الافتراضية التفاعل المباشر بين المعلمين والمتعلمين، وذلك من خلال قاعات افتراضية عبر الإنترنت ينشئها المعلم أو المدرب، مما يسمح للطلاب بالمشاركة في المناقشات وطرح الأسئلة وتلقي تعليقات فورية من المعلمين. وتتوافر في تلك القاعات الافتراضية خصائص متعددة مثل الدردشة النصية والتواصل بالصوت فقط أو بالصوت والصورة إذا اقتضت الحاجة، وهناك أيضًا إمكانية تسجيل المحاضرات للرجوع إليها في وقت لاحق.

3. التطبيقات والألعاب التعليمية

تضيف تطبيقات الهاتف المحمول والألعاب المصممة للأغراض التعليمية مزية تفاعلية أخرى تثري تجربة التعلم الإلكتروني، فتجعل هذه الأدوات عملية التعلم جذابة وممتعة. تتضمن التطبيقات والألعاب عناصر المنافسة والمكافآت والتحديات، مما يعزز المشاركة النشطة ويزيد الانتباه. وتركز العديد من التطبيقات التعليمية على تنمية مهارات محددة، وتوفر تمارين وأنشطة مستهدفة لتعزيز التفكير النقدي وحل المشكلات والقدرات المعرفية الأخرى.

4. المكتبات الرقمية

توفر المكتبات الرقمية مجموعة واسعة من الموارد، بما في ذلك الكتب المدرسية والمقالات العلمية والمقاطع المرئية، مما يوفر للمتعلمين قاعدة معرفية شاملة. غالبًا ما تدمج منصات التعليم الإلكتروني المكتبات الرقمية التي توفر إمكانية الوصول إلى أعداد كبيرة من الكتب الإلكترونية والمقالات والأوراق البحثية. وتتيح هذه الثروة من المعلومات للمتعلمين التعمق في موضوعات محددة واستكشاف طائفة متنوعة من الرؤى وأحدث المعلومات والأبحاث في مجالات تخصصهم.

ما الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني؟ 

ما الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني؟ 

يلتبس على الكثيرين الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني، فدلالات المصطلحين تتلامس في مساحات واسعة جدًا، ولا يوجد اتفاق حاسم على الفروقات بينهما حتى بين المتخصصين في مجال التعليم. لكننا سنحاول هنا تسليط الضوء إجمالًا على الفرق الأبرز بينهما:

التعليم الرقمي

مصطلح التعليم الرقمي (Digital learning) مصطلح شامل، ينضوي تحت مظلته أي نوع من أنواع التعليم التي تتضمن استعمال التكنولوجيا الرقمية. ويشمل ذلك الدورات التدريبية التي تُسخدم فيها وسائل رقمية بشكل جزئي، وكذلك الأبحاث التي يجريها الطلاب على الإنترنت أو مشاهدتهم مقاطع عبر المنصات التي تعرض الفيديوهات حتى لو كان ذلك في الفصل الدراسي، كما يشمل استخدام الأدوات الرقمية مثل السبورات الذكية والأجهزة اللوحية والهواتف وغيرها. 

التعليم الإلكتروني

أما التعليم الإلكتروني (E-Learning)، المعروف كذلك بالتعليم الافتراضي، فدلالاته تشير إلى الدورات التدريبية التي تنعقد فعالياتها بالكامل على شبكة الإنترنت حصرًا، أي لا يقابل المعلم المتعلم على أرض الواقع مطلقًا خلال مسار الدورة. حيث تكون جميع جوانب الدورة مغطاة عبر الشبكة العنكبوتية، وذلك من خلال المنصات التعليمية التي تستضيف دورات تدريبية مسجلة، أو القاعات الافتراضية التي تتضمن مزايا الدردشات النصية والاتصال بالصوت بالصورة. 

التعليم الإلكتروني

ما أهم استراتيجيات التعليم الإلكتروني؟

استراتيجيات التعليم الإلكتروني يجب استخدامها بطريقة إبداعية لتحسين تجربة التعلم الإلكتروني، إذ ينبغي أن تتبنى المؤسسات والمدربون استراتيجيات فعّالة تعكس تطلعات المتعلمين وتلبي احتياجاتهم. واستراتيجية من أهم الاستراتيجيات تتمثل في تصميم المحتوى بشكل جذاب وتفاعلي، على نحو يتيح للطلاب التفاعل مع المواد بطرائق متنوعة، سواء كان ذلك من خلال تمارين تفاعلية أو مناقشات مباشرة عبر القاعات الافتراضية، وهذا التفاعل يكون له أثره في تحفيز المتعلمين وتعزيز فهمهم العميق للمحتوى.

فضلًا عن ذلك، يجب توظيف استراتيجيات التقييم بشكل فعّال في سياق التعلم الإلكتروني، ويُوصَى باستخدام تقنيات التقييم المتنوعة، مثل إنشاء الاختبارات الإلكترونية وتقييمات الأداء لتقديم التعقيبات للطلاب، فمن شأن هذا أن يعزز فهمهم ويساهم في تحسين الأداء العام، مما يجعل التعلم الإلكتروني تجربة ذات قيمة مضافة للطلاب. وينبغي أيضًا عدم إغفال أهمية الاستبيانات التي ترصد مدى رضا المتدربين عن المدربين والدورة التدريبية، فهذا من شأنه أن يرتقي بالتجربة التعليمية ويعزز سمعتك على المدى الطويل.

وسائل وأدوات التعليم الإلكتروني

وسائل وأدوات التعليم الإلكتروني بمثابة العمود الفقري للتحول الرقمي في ميدان التعليم. تُعزز الوسائل التعليمية من تجربة التعلم، وتتنوع هذه الوسائل لتلبية احتياجات المتعلمين بشكل فعّال، حيث تتيح للمتعلمين الوصول إلى محتوى تعليمي متنوع وتفاعلي عبر الإنترنت. والملمح الأهم في هذا الصدد يتمثل في نظم إدارة التعلم (LMS) التي تهيئ بيئة رقمية متكاملة لإدارة المحتوى التعليمي، والتواصل بين المعلم والطلاب، وتنظيم الاختبارات والتقارير.

تتنوع باقي الأدوات وتشمل المحتوى التفاعلي الذي يخلق تجارب غنية بالرسوم المتحركة والأسئلة التفاعلية، والتقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وتطبيقات التواصل والتعاون التي تجعل عملية التعلم تفاعلية ومتسمة بالتشارك والانخراط. تلك الوسائل تسهم إيجابيًا ي تعزيز تفاعل الطلاب وتحفيزهم على التحول عن أساليب التعليم التقليدي والاعتماد أكثر وأكثر على التعليم الإلكتروني.

ما أهداف التعليم الإلكتروني؟ 

تتشابك أهداف التعليم الإلكتروني مع أهداف التعليم التقليدي من حيث الأساس، لكنها تتجاوزه في بعض المساحات، حيث تستهدف التجربة التعليمية عبر الإنترنت إنجاز مستهدفات أكثر في آفاق أخرى، منها ما يلي:

  • تعزيز المهارات التكنولوجية لتهيئة مجتمع قادر على التماشي مع المستجدات التي يفرضها التطور التكنولوجي الحالي.
  • توفير المساواة في فرص الحصول على التعليم، خاصة لأولئك الذين لم تسنح لهم فرصة مواتية نتيجة لظروف اجتماعية أو اقتصادية أو جغرافية.
  • المساهمة في سد الفجوات المعرفية التي تعتور سوق العمل، وذلك بإخراج طلاب متسلحون معرفيًا وتقنيًا.
  • تحسين العملية التعليمية بإعادة تعريف دور المعلم والمتعلم والمؤسسة التعليمية.
  • توسيع فرص الحصول على التعليم والتدريب لشرائح مجتمعية أوسع.
  • تجاوز القيود الزمانية والمكانية.
  • توسيع آفاق ومفاهيم الطلاب من خلال تزويدهم بمصادر متنوعة للمعلومات.
  • خفض التكاليف التعليمية على الأمد الطويل. 
  • تسريع عمليات تطوير المناهج والبرامج لمواكبة متطلبات العصر بتكلفة أقل.
ما معوقات التعليم الإلكتروني؟ 

ما معوقات التعليم الإلكتروني؟ 

معوقات التعليم الإلكتروني ما زالت تبطئ عملية التحول الرقمي الشامل للتجربة التعليمية. وصحيح أن المعوقات موجودة في شتى أرجاء العالم إلا أنه تبرز بصورة أوضح في عالمنا العربي نتيجة عوامل عدة، على رأس تلك العوامل محدودية الموارد المالية التي تخصصها الحكومات والجهات المعنية بالتعليم للشروع في نقل عملية التعليم إلى الشبكة العنكبوتية، ولمعالجة هذه المشكلة يجب أن يكون هناك اتجاه من الجهات المسئولة لتمويل شراء الأجهزة الإلكترونية وتقوية شبكات الإنترنت وتوفير جميع المستلزمات الضرورية لاستكمال العملية.

ومن المعوقات أيضًا ضعف الوعي المجتمعي بأهمية التعليم الإلكترونية وعدم إدراكهم لمميزاته مقارنة بالأساليب التقليدية في التعليم، فبعض الطلاب قد يجدون صعوبة في التكيف مع بيئة التعلم الرقمية، لا سيما إذا كانوا معتادين على النموذج التقليدي للتعليم في الفصول الدراسية على أرض الواقع. هذا إلى جانب عزوف كثير من المدرسين والمدربين عن تبني نهج التعليم الإلكتروني، وذلك لأنهم لا يجيدون استخدام الأجهزة الإلكترونية ولا يتقنون التعامل مع تقنيات الاتصال الحديثة وهذا يعزز الحاجة إلى تطوير برامج تدريبية لرفع مستوى الكفاءة التقنية للطلاب والمدرسين على حد سواء.

معايير التعليم الإلكتروني

معايير التعليم الإلكتروني تمثل المبادئ التوجيهية التي يجب أن يلتزم مقدمو التعليم الإلكتروني باتباعها لضمان تقديم جودة تعليم عالية وتحقيق أهداف التعلم بشكل فعّال. تلك المعايير تشمل عدة جوانب، وفيما يلي نظرة عامة على بعض المعايير الرئيسية للتعليم الإلكتروني:

  • يجب أن يكون المحتوى التعليمي مصممًا بشكل جذاب يسهل التعامل معه، وينبغي أن يتماشى التصميم مع متطلبات التعلم الإلكتروني ويدعم تفاعل الطلاب مع المحتوى.
  • ينبغي أن يتوافر توجيه بَنَّاء من المعلمين وفرص للتفاعل المثمر مع الطلاب، سواء كان ذلك عبر الفصول الافتراضية أو جلسات الدردشة أو غيرها من الوسائل.
  • يتطلب التعلم الإلكتروني وجود وسائل ناجعة للتواصل بين الطلاب والمعلمين
  • يجب أن تتوافر آليات فعّالة لتقييم أداء الطلاب وتوفير تعقيبات بناءة لتحسين أدائهم.
  • ينبغي أن يكون التعلم الإلكتروني متاحًا بسهولة للطلاب في أي وقت ومن أي مكان.
  • يجب أن تُتخذ إجراءات أمان قوية لحماية بيانات الطلاب وضمان خصوصيتهم أثناء عملية التعلم الإلكتروني.
  • الالتزام بتحقيق النزاهية في بيئة التعليم الإلكتروني مثل منع الغش وانتحال الهوية.
  • الالتزام بمبادئ حقوق الملكية الفكرية وحقوق النشر.
  • وضوح سياسات درجات تقييم المقررات الإلكترونية.
  • وضوح أهداف المحتوى الرقمي.

ما أشهر منصات وتطبيقات التعليم الإلكتروني؟

تتنوع منصات وتطبيقات التعليم الإلكتروني تنوعًا كبيرًا باختلاف الغرض منها، فهناك منصات وتطبيقات توفر دورات تدريبية مسجلة، وأخرى توفر إمكانية الاتصال المباشر عبر الفيديو، وأخرى تساعد في إنشاء محتوى تعليمي تفاعلي، وتطبيقات للتواصل وإدارة الصف. وسوف نذكر بعض أهم البرامج المستخدمة في التعليم الإلكتروني.

  • كورسيرا Coursera: منصة وتطبيق يتيح دورات تعليمية عبر الإنترنت في مختلف المجالات والتخصصات، أغلبها مجانية ويفرض الرسوم على إصدار شهادة إتمام الدورة.
  • إيديكس edX: منصة وتطبيق تعليمي يقدم دورات من الجامعات العالمية.
  • يوديمي Udemy: يتيح إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من الدورات التعليمية في شتى الميادين، ومعظمها مجانية.
  • زوم Zoom: تطبيق لإجراء جلسات دراسية افتراضية ومحاضرات عبر الإنترنت.
  • جوجل مييت Google Meet: خدمة تقدمها جوجل لاستضافة الاجتماعات الافتراضية وورش العمل التعليمية.
  • لينكدإن ليرنينج LinkedIn Learning: يقدم مكتبة غنية بالدورات التعليمية والموارد التي تساعد على تطوير المهارات الشخصية والمهنية.
  • مايكروسوف تييمز Microsoft Teams: لتحسين التواصل وتنظيم المحتوى التعليمي.
  • كلاسدوجو ClassDojo: للتواصل بين المعلمين وأولياء الأمور ورصد أداء الطلاب.

لماذا تختار زامن شريكًا لك في تصميم تجربة التعليم الإلكتروني؟ 

زامن مزود خدمة معتمد وفق اشتراطات المركز الوطني للتعليم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية، نقدم لك حزمة من الأدوات الفريدة، جمعناها لك في مكان واحد لتستمتع بترسانة متكاملة تساعدك في تصميم تجربة تعليم إلكتروني ممتازة باللغة العربية.

نثري تصميمك بواجهتين بلغتين مختلفتين، مما ييسر وصول خدماتك التعليمية إلى شريحة أعرض من الطلاب، وهو ما يعطي أيضًا انطباعًا باحترافيتك ويعزز من موثوقيتك ومصداقيتك.

ونوفر لك مزية التكامل مع وسائل تواصل عديدة مهمة في إثراء التجربة التعليمية، مثل موقع يوتيوب، وتطبيق واتساب، وتطبيق زووم.

كما نقدم لك ميزة الدعم الفني المستمر التي توفر لمنصتك تحديثات دورية تحافظ على سلاسة عمل المنصة وأمانها، وهو جانب بالغ الأهمية في تصميم المواقع ولا بد من مراعاته لاستدامة خدمتك التعليمية بسلاسة.

تواصل معنا الآن في زامن واستمتع بتصميم إبداعي يراعي إجراءت السلامة، واطلع على باقات الأسعار والاشتراكات والخصومات التي نقدمها لعملائنا.

زامن