الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني يلتبس على الكثيرين، فدلالات المصطلحين تتلامس وتتداخل في مساحات واسعة جدًا، ولذا، سنحاول في مقالنا هذا فض الاشتباك بين دلالات المصطلحين في إطار هدفنا لتعزيز الوعي العربي بكل ما يطرأ على ساحة التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني، ذلك السوق المتنامي الذي يبسط رقعة انتشاره في المشهد التعليمي أكثر فأكثر، إذ تشير الإحصائيات أن مجال التعليم الإلكتروني حقق نموًا بنسبة تزيد عن 900% منذ عام 2000. ومن المتوقع أن يتزايد هذا النمو ويستحوذ على حصة أكبر في ميدان التعليم، إذ تظهر نتائج دراسات إحصائية أخرى أن صناعة التعليم الإلكتروني عبر الإنترنت تحقق نموًا بنسبة 20% سنويًا. 

التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني

ما الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني؟ 

يستخدم أغلب الناس مصطلحيّ التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني كمترادفين، وقد ازداد تماهي دلالات المصلحين مع ازدياد ترددهما على ألسنة الجميع منذ جائحة كورونا بالأخص، ولكن ما حقيقة دلالات المصطلحين، وهل ثمة فرق بين الاثنين؟ سنحاول في الفقرتين التاليتين تسليط الضوء إجمالًا على الفرق الأبرز بينهما قبل أن نتناول تفصيل الفروقات بينهما في جدول من حيث التعريف والأهداف والأدوات وغيرها من التفاصيل.

مصطلح التعليم الرقمي (Digital learning) مصطلح شامل، ينضوي تحت مظلته أي نوع من أنواع التعليم التي تتضمن استعمال التكنولوجيا الرقمية. ويشمل ذلك الدورات التدريبية التي تُستخدم فيها وسائل رقمية بشكل جزئي، وكذلك الأبحاث التي يجريها الطلاب على الإنترنت أو مشاهدتهم مقاطع عبر المنصات التي تعرض الفيديوهات حتى لو كان ذلك في الفصل الدراسي، كما يشمل استخدام الأدوات الرقمية مثل السبورات الذكية والأجهزة اللوحية والهواتف وغيرها. 

أما التعليم الإلكتروني (E-Learning)، المعروف كذلك بالتعليم الافتراضي، فدلالاته تشير إلى الدورات التدريبية التي تنعقد فعالياتها بالكامل على شبكة الإنترنت حصرًا، أي لا يقابل المعلم المتعلم على أرض الواقع مطلقًا خلال مسار الدورة. حيث تكون جميع جوانب الدورة مغطاة عبر الشبكة العنكبوتية، وذلك من خلال المنصات التعليمية التي تستضيف دورات تدريبية مسجلة، أو القاعات الافتراضية التي تتضمن مزايا الدردشات النصية والاتصال بالصوت بالصورة. 

الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني من 8 أوجه

الفرق بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني

وقبل أن نبدأ في استعراض الفروقات في جدول يجدر التنويه مجددًا على أن التعليم الإلكتروني مرادف للتعليم للافتراضي، وذلك لإزالة التباس الفهم عند من يستفسرون عن الفرق بين التعليم الإلكتروني والتعليم الافتراضي. فيما يلي جدول نستعرض فيه تفاصيل الفروقات بين التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني من حيث المفهوم والنطاق والأهداف والتصميم والأدوات وطبيعة التفاعل والمميزات والسلبيات.

التعليم الرقميالتعليم الإلكتروني
المفهوميتضمن التعليم الرقمي بمعناه الشامل أي شكل من أشكال التعلم الذي ينطوي على تكنولوجيا، ويشمل مجموعة واسعة من المنصات والأدوات والأنظمة والتطبيقات الرقمية. يتضمن ذلك – على سبيل المثال لا الحصر – الدورات التدريبية عبر الإنترنت، أو البحث عبر الإنترنت بهدف التعلم، أو مشاهدة مقاطع الفيديو التعليمية عبر الإنترنت، أو استخدام الأدوات الرقمية في الفصول الدراسية التقليدية، ومن ثم تهيئة بيئة تعليمية ثرية ومتنوعة وشاملة.التعليم الإلكتروني تجربة تعليمية افتراضية بالكامل، حيث تتم جميع جوانب العملية التعليمية عبر الإنترنت فقط، بما في ذلك المواد والدورات الدراسية والاتصالات. ويعتمد على رسائل البريد الإلكتروني، أو المنتديات، أو الدردشة، أو المناقشات الجماعية عبر الإنترنت، أو لقاءات الفيديو بوصفها وسائل أساسية للتفاعل، ولا ينطوي على التقاء الطلاب والمعلمين على أرض الواقع إطلاقًا.
النطاقنطاق التعليم الرقمي واسع، ويشمل مجموعة من الأنشطة التعليمية التي تستفيد من التكنولوجيا الرقمية. ويمكن أن يشمل ذلك الفصول الدراسية التقليدية على أرض الواقع، والتي يتم تعزيزها بأدوات رقمية أو عمليات تعليمية كاملة عبر الإنترنت. ويركز على تكامل كل من التعلم القائم على الإنترنت واستخدام الأجهزة الرقمية في سياقات التعلم المختلفة، أو ما يعرف بالتعليم المدمج أو المختلط.نطاق التعليم الإلكتروني أضيق من التعليم الرقمي، فهو يركز على تجارب التعلم الافتراضية بالكامل، أي أنه محصور على الشبكة العنكبوتية ويستغني عن أي حضور فعلي على أرض الواقع، وهو مناسب للمتعلمين عن بعد أو القاطنين في أماكن نائية، فجميع جوانب عملية التعلم مصممة خصيصًا للتفاعل والتعاون والتقييم عبر الإنترنت حصرًا.
الأهدافيستهدف التعليم الرقمي خدمة أغراض مختلفة ويستوعب سياقات تعليمية متنوعة، حيث يمتد إلى ما هو أبعد من السياقات الأكاديمية للطلاب وشمل تحت مظلته التدريبات التي تقدمها الشركات والمؤسسات للموظفين. وهو ما يتماشى مع متطلبات سوق العمل المتغير التي تفرض احتياجات التدريب وتنمية المهارات باستمرار، بما يفضي إلى تطوير القوى العاملة، وتعزيز ثقافة التعلم المستمر والتطور المهني الدائم.غالبًا ما يرتبط التعليم الإلكتروني بالمؤسسات الأكاديمية وبيئات التعليم الرسمي. في حين أن التعلم الرقمي متعدد الاستخدامات بما يكفي لتغطية التدريب في الشركات، فإن التعليم الإلكتروني ينحصر تركيزه على البرامج التعليمية المنظمة التي تتناول محتوى تعليمي مقدم للطلاب على وجه الخصوص.
التصميم والأدواتيتميز تصميم التعلم الرقمي بمرونته وقابليته للتكيف. فهو يدمج العديد من الأدوات والمنصات وأنظمة إدارة التعلم (LMS) والتطبيقات لإنشاء نهج تعليمي مدمج. وهذا يسمح بمجموعة متنوعة من أنشطة التعلم، بما في ذلك التعلم الذاتي، وتجارب التعلم الشمولية، والتدريب المتكامل في الفصول الدراسية، وتتبع التقدم الذي يحرزه الطلاب. وهذه الخصائص تعمل على تعزيز النظرة الشاملة للتعليم، وتجاوز الحدود المادية واستيعاب المتعلمين بصرف النظر عن أماكنهم الجغرافية.تصميم التعليم الإلكتروني مخصص للبيئات الافتراضية بالكامل. وهو يركز على إنشاء تجربة تعليمية سلسة عبر الإنترنت، والاستفادة من الأدوات والمنصات على الشبكة العنكبوتية بشكل حصري. ويركز التصميم على ميزات مثل الاتصال غير المتزامن، والتقييمات عبر الإنترنت، والتعاون الافتراضي، مما يضمن إمكانية إجراء جميع عناصر عملية التعلم عن بعد. أي أنه تصميم التعليم الرقمي يتبنى نهجًا يدمج بين الإنترنت والواقع، فإن تصميم التعلم الإلكتروني يستهدف التركيز على إنشاء تجربة تعليمية افتراضية دون اعتماد أي عناصر مرتبطة بأرض الواقع.
طبيعة التفاعليعزز التعلم الرقمي نطاقًا واسعًا من التفاعلات، بما في ذلك المشاركة الواقعية والمشاركة الافتراضية. في الفصول الدراسية التقليدية، تعمل الأجهزة الرقمية على تعزيز التعلم الذي يمزج بين التفاعل المادي والرقمي، بحيث يستخدم الطلاب الأجهزة اللوحية أو الأدوات الرقمية الأخرى إلى جانب عناصر الفصل الدراسي الفعلية. يخلق هذا المزيج بيئة تعليمية ديناميكية حيث تكمل التكنولوجيا ما ينقص أساليب التدريس التقليدية.لا ينطوي التعليم الإلكتروني على تفاعل في أرض الواقع، وتتم جميع التفاعلات من خلال الأدوات والمنصات عبر الإنترنت. لكن هذا لا يعني غياب التفاعل المباشر بين المعلم والمتعلم في نفس الوقت، فالتعليم الإلكتروني يشمل التعليم غير المتزامن والتعليم المتزامن أيضًا على الفصول الافتراضية
المميزات– التكامل الشامل: يدمج التكنولوجيا بسلاسة في مختلف الجوانب التعليمية، مما يوفر نهجًا تعليميًا شموليًا.
– أدوات تعليمية متنوعة: يستخدم مجموعة واسعة من الأدوات الرقمية، مثل الوسائط المتعددة وعمليات المحاكاة والمنصات التعاونية.
– تعزيز التعاون المثمر: يسهل تجارب التعلم التعاوني من خلال الفصول الدراسية الافتراضية وأدوات الاتصال التكنولوجية، مما يجعل التعاون بين المنخرطين في التجربة التعليمية مستمرًا حتى بعد انتهاء الفصول الدراسية على أرض الواقع.
–  التخصيص: يقدم التعليم الرقمي تجربة تعليمية مخصصة مع تقنيات قابلة للتكييف، مما ييسر عملية تقديم محتوى تعليمي مخصص للطلاب بما يناسب احتياجاتهم وأنماط تعلمهم.
– المرونة: بإمكان المتعلمين الوصول إلى المحتوى في أي وقت ومن أي مكان، مما يعزز ثقافة التعلم الذاتي. 
– إمكانية الوصول للمحتوى: بإمكان الطلاب الوصول لمحتوى المحاضرات عدة مرات، فيتسنى للطالب المراجعة كيفما شاء من دون أن يفوته شيء.
– انخفاض التكلفة: يقلل التعليم الإلكتروني التكاليف المرتبطة بالفصول الدراسية التقليدية، مثل تكاليف التنقل والمواد المطبوعة. 
– تمكين المعلمين من الوصول إلى ملايين الطلاب دفعة واحدة وإيصال الرسالة إلى شريحة عريضة من الجمهور المستهدف.
السلبيات– الفجوة الرقمية: قد تؤدي الفوارق في قدرة الطلاب على امتلاك الأجهزة الرقمية والوصول إلى الإنترنت إلى إعاقة تحقيق شمولية التعليم المرجوة.
– قلة التوازن: عدم تحقيق التوازن في الدمج بين الوسائل التكنولوجية وأساليب التعليم التقليدية قد يؤثر سلبًا على مخرجات التعلم وتتحول النعمة إلى نقمة، ولتحقيق ذلك ينبغي إيلاء الاهتمام لصقل مهارات المعلمين في موازنة المحتوى التعليمي.
– المخاوف المتعلقة بالجودة: قد يشكل ضمان جودة المحتوى الرقمي والتقييمات تحديات، ومحدودية الاستثمارات اللازمة لتطوير الأدوات الرقمية ودمجها في نظام التعليم تؤثر في هذا الصدد تأثيرًا كبيرًا.
– الإلهاءات المحتملة: قد يواجه المتعلمون إلهاءات أثناء عملية التعلم ناتجة عن المحتوى الرقمي غير التعليمي، مما يشتت أذهانهم ويحد من ثمار التعلم المرجوة.
– الأعطال التقنية: من شأن الأعطال التقنية مثل انقطاع الإنترنت والبرامج القديمة غير المحدثة أن تعرقل عملية التعلم الإلكتروني وتؤثر عليها سلبًا.
– العزلة: االعزلة من أبرز سلبيات التعلم الإلكتروني، إذ قد تتدنى مستويات التفاعل الاجتماعي المطلوبة بين المتعلمين ومعلميهم كما هو الحال في الفصول الدراسية التقليدية.
– محدودية التدريب العملي: فرص التدريب العملي محدودة في التعليم الإلكتروني، وقد يكون من الصعب تدريس موضوعات في بعض التخصصات، لا سيما تلك التي تتطلب خبرة عملية أو مهارات عملية تُمارَس باليد على أرض الواقع.
– زيادة احتمالية التشتت: غالبًا ما يخوض الطلاب عملية التعلم الإلكتروني من منازلهم، حيث الأجواء باعثة على الاسترخاء، وتكثر عوامل التشتيت المختلفة. مثل هذه الأجواء المفتقرة إلى التنظيم قد تؤدي إلى انخفاض التركيز، مما قد يؤثر على جودة التعلم.
التعليم الرقمي والتعليم الإلكتروني

لماذا تستعين بخبرة زامن في تصميم رحلتك التعليمية؟ 

زامن مزود خدمة معتمد يراعي المعايير والاشتراطات التي يفرضها المركز الوطني للتعليم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية.

نقدم لك نظم إدارة تعلم (LMS) قوية وسهلة الاستخدام تعينك على إنشاء أفضل تجربة تعليم ممكنة للطلاب والمتدربين، بحيث يتسنى لك إنشاء المحتوى التعليمي وإدارته وإثرائه بالتحديثات والتعديلات والتنظيم بسهولة وسلاسة. استمتع بواجهاتنا سهلة الاستخدام وإمكانيات البحث المعززة وميزات التحكم الشامل. 

ونوفر منصة استضافة مميزة لمراكز التدريب والشركات والمعاهد، يمكنك الاستفادة من كم هائل من المميزات في منصة واحدة، وتنظيم دوراتك بكفاءة وتسهيل متابعة المتدربين والطلاب، كما نقدم خدمة إنشاء فصول افتراضية ثرية بالمزايا التفاعلية الفريدة.

تواصل معنا الآن في زامن واستمتع بتصميم إبداعي يراعي إجراءت السلامة، واطلع على باقات الأسعار والاشتراكات والخصومات التي نقدمها لعملائنا.