تُعد القوى البشرية أحد أهم ما تمتلكه الدول من ثروات والتي يجب تنميتها والاهتمام بها بشكل مستمر، وتهتم الحكومة السعودية بإعطاء فرص حقيقية للمواطنين من أجل تولي المناصب الهامة في مختلف المؤسسات بشكل تدريجي من خلال برامج التوطين وهو ما سنتناوله في هذا المقال.
قائمة المحتويات
ما هو برنامج توطين؟
يعّرف برامج التوطين على أنها مجموعة من الإجراءات التي تحددها وزارة الموارد البشرية والشؤون الاجتماعية في المملكة بهدف قصر بعض الوظائف أو القطاعات سواء بشكل كلي أو جزئي ليشغلها السعوديين دون عن الوافدين؛ لزيادة العمالة الوطنية في مختلف القطاعات والمؤسسات.
برنامج توطين وزارة الموارد البشرية
تركز وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة السعودية من خلال «برنامج هدف» على توطين الوظائف لإيجاد فرص وظيفية للمواطنين السعوديين وبخاصة الخريجين الباحثين عن العمل أو أولئك الذين انقطعوا عن أعمالهم لمدة لا تقل عن 3 أشهر.
وتنسق الوزارة مع مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات بالمملكة النسب المحددة للوظائف التي يتم توفيرها للمواطنين السعوديين، وطرق تأهيلهم وزيادة كفاءتهم المهنية، وكيفية استيعابهم ودمجهم في سوق العمل بأفضل طريقة تساعدهم على الاستقرار الوظيفي لأطول فترة ممكنة.
من هم المستفيدين من برنامج توطين؟
تستهدف برامج التوطين في السعودية المواطنين وبخاصة الشباب من الجنسين، حيث تستهدف من يتراوح عمرهم من 20 عامًا وحتى 58 عامًا، وذلك بحسب بيانات الباحثين عن عمل المسجلين في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمملكة.
ما هي القطاعات التي تم توطينها؟
ترتكز مجهودات برامج التوطين في السعودية على مجموعة من القطاعات التي تسعى الوزارة إلى زيادة العمالة الوطنية فيها وتدريبهم وإعدادهم بشكل كامل، وتتمثل تلك القطاعات فيما يلي:
– قطاع الخدمات الصحية
– قطاع المقاولات والعقارات
– قطاع خدمات النقل واللوجستيات
– قطاع المطاعم والمقاهي والإيواء السياحي
– قطاع المهن القانونية والهندسية والمحاسبية
ويركز البرنامج مجهوداته على استهداف مجموعة من الوظائف النوعية في هذه القطاعات، وهي:
– الوظائف التي تتجاوز الأجور الشهرية فيها 4 آلاف ريال.
– الوظائف التي تشهد نموًا مستمرًا وبشكل مستدام.
– الوظائف التي تحتاج إلى أن يتحلى العاملون بها بمستوى عالٍ من المهارات التقنية.
– الجهات ذات النسب المرتفعة من طلب التوظيف وفي نفس الوقت تكون معدلات التوطين فيها منخفضة.
اقرأ أيضًا: تدريب الموظفين: دليل شامل.
الأهداف الاستراتيجية لبرنامج التوطين
تسعى برامج التوطين إلى تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية؛ لدمج الشباب من الجنسين بشكل أكبر في سوق العمل وجعلهم مؤهلين لمختلف الوظائف والمناصب على أكمل وجه، حيث يهدف التوطين إلى:
1- إتاحة فرص وظائف للمواطنين السعوديين من الجنسين وفقًا لإطار زمني محدد.
2ـ رفع كفاءة الكوادر الوطنية البشرية من خلال تنظيم برامج متخصصة للتدريب والتأهيل لشغل مختلف الوظائف ولتلبية متطلبات سوق العمل بكفاءة.
3- الحد من سيطرة العمالة الوافدة على القطاع الخاص لأدنى حد ممكن، واستبدالها بالعمالة الوطنية.
4- الحد من وجود الممارسات غير الصحية في قطاع الأعمال وإيجاد حلول جذرية لها.
5- دعم عملية الانتقال من الرغبة في التوظيف إلى خلق أرباب عمل والتشجيع على ممارسة العمل الحر عبر إطلاق مبادرات متنوعة بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)؛ لتشجيع الشباب على هذا النوع من الأعمال.
6ـ العمل على تنفيذ أحد أركان الاستراتيجية العامة لرؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى تقليل نسبة البطالة من أبناء المجتمع إلى 7%.
7ـ المساهمة في رفع نسبة مشاركة القطاع الخاص في إجمالي الناتج المحلي ليبلغ من 40% إلى 65% من خلال منح الفرصة للكوادر الوطنية المؤهلة للانخراط بقوة في سوق العمل.
8ـ رفع مستويات المعيشة للأفراد في المجتمع من خلال توفير وظائف تناسبهم بمرتبات مجزية.
مميزات برنامج توطين السعودي
هناك العديد من المميزات التي تترتب على الالتزام بتنفيذ برامج التوطين في السعودية، وتتمثل تلك المميزات فيما يلي:
1ـ دعم الشباب في البحث عن وظائف
مساعدة الشباب من الجنسين على العثور على وظائف تناسب قدراتهم وإمكانياتهم، وتوفر لهم ولأسرهم مصدر دخل ثابت يوفر لهم ظروف معيشية مناسبة.
2ـ المعيشة المتميزة والانتماء للوطن:
يساعد وصول الشخص إلى مستوى معيشي متميز على تعميق الشعور الداخلي بالانتماء إلى وطنه والسعي إلى النهوض به في مجال تخصصه.
3ـ قوة عاملة سعودية مؤثرة:
وجود قوة عاملة سعودية في بعض المناصب مثل الوظائف التسويقية له آثار هامة، حيث إنهم أدرى الناس بعادات وتقاليد مجتمعهم وبالتالي يمكنهم توجيه مسار العمل لما يتناسب مع المجتمع بدقة ويحقق الأهداف المرجوة.
4ـ توطين الوظائف واستقلالية الدولة:
يساعد توطين الوظائف في أي دولة على ازدهار اقتصادها وعدم تحكم أي دولة أخرى فيه من خلال الموظفين الوافدين في البلاد؛ مما يزيد من رسوخ المؤسسات ويحميها من الانهيار إذا ما حدث أي مشكلات سياسية تتطلب سحب الموظفين من بعض الجنسيات؛ لأنها تعتمد في النهاية على أبناء الوطن.
5ـ تعزيز الاقتصاد الوطني:
الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأموال داخل الدولة وتنمية مختلف الأنشطة الاقتصادية بدلًا من قيام الوافدين بتحويل الجزء الأكبر من رواتبهم للخارج؛ مما يعزز اقتصاد تلك الدول ويؤثر سلبًا على اقتصاد المملكة.
6ـ تطوير مهارات المواطنين:
كما يساعد التوطين على تنمية مهارات وكفاءات المواطنين السعوديين ومنحهم الخبرة العملية الكافية التي يمكن أن تساهم في توليهم مناصب دولية أو يزداد شأنهم في بعض المؤسسات الاقتصادية الأجنبية.
7ـ تشجيع التعلم والاجتهاد:
تشجيع الشباب والأطفال على مواصلة التعلم والاجتهاد؛ لأنهم أصبحوا يدركون أن تفوقهم الدراسي سيترتب عليه حصولهم على وظائف مرموقة في وطنهم.
ما هو الفرق بين التوطين والسعودة؟
يخلط الكثيرون بين مصطلح التوطين والسعودة ويعتبرونه وجهان لعملة واحدة، لكن الحقيقة أن هناك فارقًا كبيرًا بين كلا الأمرين، حيث إنه:
تُعرف السعودة على أنها القيام بتوظيف القوى العاملة في المؤسسات في أي مهنة كانت من المواطنين السعوديين دون الاهتمام أو النظر للمنصب الذي سوف يشغله الموظف أو الأجر الذي يتقاضاه، لكن الهدف الأساسي هو أن يكون العاملين من السعوديين.
أما التوطين فهو العمل على إحلال العمالة الوطنية محل العمالة الوافدة ولكن بإتباع مجموعة من الشروط المنظمة والقوانين والتي تختلف باختلاف القطاع المهني وعدد الموظفين الذين يعملون بالمؤسسة ووفقًا لرواتب محددة.
وبذلك، نكتشف أن برامج التوطين تهتم بالجانب النوعي للوظائف التي يمكن أن يشغلها المواطنين السعوديين من الجنسين، حيث ينبغي أن يكون الموظف ذا مؤهلات مناسبة تمكنه من مزاولة الوظيفية المحددة، على أن تحدد المؤسسة مرتبات مناسبة للعاملين لا تقل عن 5 آلاف أو 7 آلاف ريال بحسب الوظيفة.
شروط الإلتحاق ببرامج التوطين
هناك مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوافر في الأشخاص الذين يرغبون في الانضمام إلى برامج التوطين في المملكة، وهي:
1ـ أن يكون الشخص حاملًا للجنسية السعودية.
2ـ ألا يقل عمر المُتقدم لبرنامج التوطين عن 18 عامًا، ولا يزيد عن 60 عامًا.
3ـ ألا يكون المُتقدم طالبًا.
4ـ ألا يكون المُتقدم موظفًا في القطاع العام أو الخاص.
5ـ ألا يكون الشخص المُتقدم مالكًا لسجل تجاري.
6ـ ألا يكون المُتقدم قد استفاد في أي وقت سابق ببرنامج التوطين
اقرأ ايضًا: كل ما تريد معرفته عن تحديد الاحتياجات التدريبية.
مسارات التوطين والتوظيف
تعمل المملكة على تحديد مسارات تربط بين عمليات التوظيف والتوطين، حيث تتضمن 4 مراحل حسب ما يُعرف باسم التوطين المُوجه، والتي تنقسم إلى:
1ـ محور التوطين القطاعي
حيث يتم التنسيق مع القطاعات التي تستهدفها برامج التوطين لوضع خطة مُحكمة تساعد على الإحلال التدريجي للعمالة الوطنية في المهن التي تتطلب مهارات عالية ومتوسطة بالقطاع الخاص.
2ـ محور التوطين المناطقي
حيث يهدف إلى تعزيز التعاون مع إمارات المناطق المختلفة، وذلك لتوفير الدعم المناسب لبرامج التوطين حسب نوعية الأنشطة التدريبية السائدة في كل منطقة وذلك وفقًا لرؤى أمير المنطقة.
3ـ محور التوطين الكامل
وفقًا للحقائب التدريبية المقررة، يتم تحديد مجموعة من الأنشطة للقيام بتوطينها بشكل كامل، وذلك من خلال التعاون مع مختلف الوزارات والجهات الأخرى.
4ـ محور الربط مع «نطاقات الموزون»
حيث يتعلق هذا المحور بربط برنامج نطاقات الموزون ببرنامج التوطين الموجه؛ لتتناسب معطيات كلا البرنامجين مع بعضهما البعض.
التزامات صاحب العمل عند توظيف المواطنين في برامج التوطين
هناك مجموعة من الشروط التي يجب على المؤسسات المختلفة الالتزام بها عند تعيين المواطنين السعوديين حتى تتمكن من الاستفادة من حوافز برامج التوطين في المملكة، وتتمثل تلك الشروط فيما يلي:
1ـ تسجيل الموظف في قاعدة بيانات المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بالمملكة.
2ـ أن تحدد المؤسسة راتبًا شهريًا للموظف المُعين لا يقل عن 4 آلاف ريال.
3ـ أن تكون الوظيفة التي سوف يشغلها المواطن السعودي ضمن إحدى القطاعات المهنية التي تستهدفها برامج التوطين.
4ـ أن يكون عقد التوظيف مفتوح المدة أو محدد المدة بشرط ألا تقل الفترة الزمنية للعمل عن 12 شهرًا.
كيف تساعدك «منصة زامن» في توطين الوظائف بمؤسستك؟
حتى تتمكن من تنفيذ برامج التوطين في عدد أكبر من الوظائف في مؤسستك، فإنك ستحتاج إلى تنظيم برامج تدريبية مخصصة للموظفين السعوديين لتنمية مهاراتهم وقدراتهم وزيادة كفاءتهم؛ ليتمكنوا من تولي تلك المناصب الوظيفة بإتقان ودون أي تأثير على إنتاجية مؤسستك.
ولتنفيذ برامج التدريب بأفضل شكل ممكن، يمكنك الاستعانة بنظام إدارة التعلم الذي توفره لك «منصة زامن» والتي تمدك بمنصة متكاملة يمكنك رفع المحتوى التدريبي عليها وتوجيهه للموظفين المستهدفين وتخصيص الوقت الأمثل لهذا التدريب ومراقبة مدى التزامهم بالأنشطة المخصصة ومدى تطورهم في أداء مهامهم؛ تمهيدًا لإحلالهم محل العمالة الوافدة، وتحقيق أهداف برنامج التوطين بالمملكة.