تقنيات التعليم جزء لا يتجزأ من مجال التعليم والمنظومة التعليمية ككل، وسوف نستعرض في مقالنا هذا مفهوم تقنيات التعليم وأهميتها وأنواعها ودواعي استخدامها، كما سنتطرق إلى أبرز التقنيات ومجالات توظيف تقنيات التعليم، وسنوضح الفرق بين تقنيات التعليم وتكنولوجيا التعليم، والفرق بين تكنولوجيا التعليم والوسائل التعليمية، وسنسلط الضوء على دور وسائل تكنولوجيا التعليم في تعزيز تجربة التعلم، وسنذكر أهم مصطلحات تقنيات التعليم، وذلك لكي تكون مُلما بالموضوع من كافة جوانبه، وهذا أمر لا بد منه الآن، خاصة إذا عرفت أن قيمة سوق تكنولوجيا التعليم تبلغ 340 مليار دولار حاليًا.
لطالما حرصت المنظومات التعليمية على الاهتمام بتقانة التعليم واستغلالها لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من العملية التعليمية وتيسير عملية الاكتساب المعرفي، ولذلك نجد أن تطور تقانة التعليم يواكب التطور الحاصل في كل عصر. ولذلك أيضًا نجد التحامًا كبيرًا بين تقنيات التعليم والتكنولوجيا في عصرنا الحالي، وهذا نظرًا لأن التطور التكنولوجي هو السمة المميزة لعصرنا الحالي والطابع الغالب عليه. دعنا نبدأ بتعريف تقنيات التعليم.
قائمة المحتويات
ما تعريف تقنيات التعليم؟
المقصود بتقنيات التعليم هي الأدوات والوسائل والطرائق والأساليب التي تُستخدم في عملية التدريس ونقل المعلومات. فمفهوم تقنيات التعليم يستهدف إيجاد حلول لمشكلات معينة، والارتقاء بالعملية التعليمية إلى مستوى معين، وتيسير اكتساب المعرفة أكثر وأكثر.
وبطبيعة الحال فتقانة التعليم تختلف من حقبة إلى أخرى، فقديمًا كانت التقنيات المستخدمة في منظومة التعليم أدوات بسيطة جدًا، مثل الطباشير والسبورة السوداء واللوحات المكتوبة بخط اليد.
ثم طرأت بعد ذلك أدوات جديدة مثل جهاز العرض (البروجيكتور) الذي دخل ضمن حقيبة تقنيات التعليم. ثم أعقب ذلك ظهور الحاسب الآلي الذي كان بداية الثورة الحقيقية لتقانة التعليم.
وباختصار، والمقصود بتوظيف التقنيات الحديثة في التعليم العام هو استخدام التقنيات الحديثة لخدمة التعليم العام وتحقيق أهدافه، واستغلال تلك التقنيات كأدوات مساعدة تعين المعلم على تدريس المواد النظرية والعملية بأساليب إبداعية، ونقل محتوى المناهج بكفاءة للطلاب، بما يحقق الغايات المنشودة من تلك المناهج الدراسية والأهداف المرجوة من التعليم العام ككل.
ما أهمية تقنيات التعليم؟
لا تظن أن أهمية تقنيات التعليم منحصرة في كونها مجرد وسائل حديثة تُضاف إلى حقيبة أدوات التعليم فقط، بل إن تأثيرها يتعدى إلى تغيير بيئة التعلم ككل، وتعديل المنظومة التعليمية بأكملها، ووضع أسس جديدة وأهداف وغايات جديدة مرجوة من التعلم، باختصار، تقنيات التعلم تخلق المنظومات التعليمية خلقًا جديدًا. وسنذكر فيما يلي بعض النقاط المحددة التي تبرز أهمية تقنيات التعليم:
1. تعزيز كفاءة التعلم
من شأن تقنيات التعليم أن تعزز كفاءة التعلم من كافة الجوانب، إذ تعمل على توفير الوقت والاقتصاد في الجهد، ومن ثم تسير عملية التعلم بوتيرة أسرع، مع تحقيق الثمار المرجوة.
2. زيادة متعة التعلم
كلما تطورت التقنيات ازداد تنوُّع أساليب التعلم، مما يضفي لمسة إمتاع على عملية التعليم، ويحد من حِس الرتابة والملل الذي عادة ما يكون مقترنًا بالتعلم، مما يؤدي إلى تحفيز الطلاب للمشاركة، وجعل الدروس أكثر إمتاعًا وجاذبية.
3. تمكين المعلم
تؤدي تقنيات التعلم إلى تنويع الأدوات التي يستخدمها المعلم بما يراه مناسبًا لمعالجة الفروق الفردية بين الطلاب. وكذلك توفر للمعلم إمكانية رصد نقاط الضعف عند طلابه ومعالجتها بما يرتقي بمستواهم، فمهما بلغت قدرات المعلم فإن قدراته تظل محدودة إذا ما قورنت بقوة تقنيات التعليم التي تضاعف نتائجه. ومن الجدير بالذكر أن 92% من المعلمين يرون أن التكنولوجيا تؤثر بشكل إيجابي على انخراط الطلاب في التعلم.
4. تيسير الفهم
تستهدف تقنيات التعلم تيسير فهم الطالب للمعلومة، وذلك بإشراك جميع حواسه في عملية التحصيل، إذ يمكن عرض المعلومة في محتوى مرئي ومسموع ونصي وتفاعلي أيضًا، كل ذلك في وقت واحد، مما يجعل الطالب مستغرقًا في التعلم الفعال، مما يحفزه على مواصلة التحصيل الدراسي واكتساب المهارات.
5. ستخدام التقنيات الحديثة من سمات العصر الحديث
أصبح استخدام التقنيات الحديثة من سمات العصر الحديث، وتوظيف التقنيات الحديثة في التعليم العام ضمن بيئة الدراسة المعاصرة أصبح ضرورة لا غنى عنها، لأن ذلك التوظيف صار بمثابة الشرط لإثراء بيئة التعلم بحيث تُنتِج تلك البيئة أشخاص قادرين على مواكبة تغيرات العصر وتطوراته.
ما الفرق بين تقنيات التعليم وتكنولوجيا التعليم؟
الفرق الأساسي بين تقنيات التعليم وتكنولوجيا التعليم هو أن تقنيات التعليم تعتبر جزءًا من تكنولوجيا التعليم أي أن تكنولوجيا التعليم هي الأساس ويتفرع منها ما يعرف بتقنيات التعليم (الأداوات والوسائل مثلًا).
سوف نسلط الضوء باختصار على الفرق بين تقنيات التعليم وتكنولوجيا التعليم لإزالة الالتباس الحاصل في أذهان الكثيرين، ذلك أن الجانبين متلاحمان في مساحات كثيرة، حتى أن طائفة كبيرة من الناس يعاملون المصطلحين بوصفهما مترادفين.
لكن المختصين يُركزون على فروقات دقيقة بينهما ربما لا تُهم غير المختصين، والخلط بالأساس ناتج عن اختلاف ترجمة كلمة (Technology) من الإنجليزية إلى العربية، حتى المختصون ما زالوا يتنازعون في تحرير ذلك المصطلح، لكن في مقالنا هذا دعنا نتفق على اعتماد الفرق التالي:
تقنيات التعليم | تكنولوجيا التعليم |
عند المقارنة، ففي الأغلب ينحصر المقصود بتقنيات التعلم داخل الإطار المحدود الذي يشمل الأدوات والوسائل السمعية والبصرية والأجهزة الإلكترونية الحديثة، مثل الحاسوب والسبورة الذكية وشاشات العرض وغيرها من الأدوات المستحدثة. ومع ذلك، ينبغي التنويه إلى أن بعض الأدبيات تستخدم مصطلح تقنيات التعليم للدلالة على ميدان أوسع من مجرد الأدوات التطبيقية المستخدمة في التجربة التعليمية. | أما مفهوم تكنولوجيا التعليم يراه المختصون أشمل نطاقًا وأوسع مجالًا، إذ يشير إلى المنظومة المتكاملة التي تسهم في تطوير التعليم، على المستوى النظري والتطبيقي أيضًا، بحيث يستهدف الاستفادة من النظريات والمنهجيات في وضع الأسس والمبادئ التي تفيد في عملية التطوير، ودمج تلك المنهجيات مع التطور التكنولوجي، وكذلك تنطوي على الأدوات والأساليب التطبيقية المستخدمة في التجربة التعليمية. وعليه فتكنولوجيا التعليم ليست مجرد أجهزة إلكترونية تستخدم في مجال التعليم وإنما هى منهج للتطبيق يهدف إلى تحسين الأداء وتطوير العملية التعليمية. وسوف نأتى على ذكر تعريف لتكنولوجيا التعليم مرة أخرى في نهاية المقال. |
وإجمالًا يُمكن القول بأن الدوائر هنا تتداخل في مساحات مشتركة واسعة، لكن تقنيات التعليم جزءًا من تكنولوجيا التعليم وتندرج تحت مظلتها الأعم. |
ما أثر تطوير تقنيات التعليم؟
يمكن أثر تطوير تقنيات التعليم في تغيير دور المعلم وتغير دور المتعلم وتغير طبيعة المناهج الدراسية. حيث إن تطوير تقنيات التعليم يسير جنبًا إلى جنب مع التطورات التقنية التي نشهدها في شتى جوانب عالمنا، تلك التطورات التي جاءت كثمار للتقدم العلمي الكبير في العقود الأخيرة. أدت تلك التطورات إلى اختراع أدوات مذهلة مثل الحاسوب وغيره، وبطبيعة الحال كان المهتمون بمجال التعليم يفكرون في كيفية استثمار تلك الأدوات الحديثة ودمجها في العملية التعليمية لتعزيزها والارتقاء بها.
وقد أدى تطور تقنيات التعليم إلى تغيير ملامح بيئة التعلم وإدخال تعديلات على أدوار العناصر الأساسية في تلك التجربة، وهي المعلم والمتعلم والمناهج الدراسية:
1- تغيُر دور المعلم
تغيَّر دور المعلم على إثر تطور تقنيات التعليم، إذ ازداد تمكن المعلم من التحكم في التجربة التعليمية ككل، لكن دوره أصبح أقرب للتنظيم والإشراف والتحليل، فهو يركز على تصميم بيئة التعلم، إذ ينتقي ما يراه مناسبًا من التقنيات المتنوعة، وينظم المحتوى بالطريقة التي يراها تناسب تلك التقنيات وتناسب طلابه، وينشغل برصد مدى فاعلية تلك التقنيات ومدى استجابة الطلاب معها.
2- تغيُر دور المتعلم
أثرت تقنيات التعليم المتطورة على دور المتعلم والمهمات المنوطة به، إذ لم يعد دوره مقتصرًا على التلقي فقط، بل التفاعل قدر الإمكان، وأخذ زمام المبادرة أيضًا بالتفتيش والبحث بنفسه في مصادر التعلم الإلكترونية المفتوحة على مصاريعها لمن يريد أن ينهل من العلم.
3- تغيُر المناهج الدراسية
حتى المناهج الدراسية تأثرت بتطور تقنيات التعلم، فتبدل المحتوى وتبدلت الأنشطة وطرائق عرضها وتقديمها، وأصبحت مصممة بما يناسب التعلم الذاتي وليس التلقين المعتاد. كما أصبحت المناهج الدراسية مصممة لإشراك جميع الحواس، بحيث يكون الطالب منغمسًا في التجربة التعليمية بسمعه وبصره وكل حواسه قدر المستطاع.
ما أبرز أنواع تقنيات التعليم الحديثة؟
تتعدد أنواع تقنيات التعليم الحديثة من حيث الوسائل والأساليب، وكما ذكرنا فتقنيات التعلم تكون مواكبة للعصر، ولذا فتقنيات التعليم الحديثة متأثرة جدًا بالثورة التكنولوجية التي يشهدها عصرنا الحالي، فنجد أن التحوّل الرقمي قد سيطر على جميع الجوانب في عالمنا، وتقنيات التعلم ليست استثناء. ونذكر فيما يلي أبرز الأمثلة على تقنيات التعليم الحديثة:
1. الأجهزة الإلكترونية
الأجهزة الإلكترونية من أبرز التقنيات الحديثة المستخدمة في بيئات التعلم، وذلك يشمل الحواسيب والأجهزة اللوحية المحمولة وغيرها. وقد ازداد إقبال المعلمين على استخدام الأجهزة الإلكترونية لشرح الدروس لما توفره من مرونة وسهولة في التحضير والعرض، وأتى ذلك تماشيًا مع توجه الطلاب من الأجيال الجديدة إلى الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية في كل جوانب حياتهم.
2. السبورة الذكية
انتشر استخدام السبورة الذكية انتشارًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حتى أن كثير من الدول اعتمدت استخدامها في المدارس والجامعات بدلا من السبورات التقليدية التي يُكتب عليها بالطباشير. تتستخدم تلك السبورة تقنية اللمس، فيمكن الكتابة والرسم عليها بالأصابع أو بقلم إلكتروني، ولها ذاكرة إلكترونية لتسجيل الملفات ذات الصيغ الإلكترونية وعرضها أثناء الشرح.
3. المواقع والمنصات التعليمية
ازداد إقبال المعلمين والمتعلمين على المواقع والمنصات التعليمية حتى صار هو السمة الغالبة على منظومة التعليم في السنوات الأخيرة، وما زال سوق رائجًا على حساب التعلم التقليدي على أرض الواقع. ولهذا انتشرت المواقع التعليمية والمنصات التعليمية التي يمكن استخدامها عبر الحاسوب أو الهاتف من أي مكان، والتي تدمج في محتواها بين الفيديوهات والصور والنصوص، وكذلك توفر إمكانية التفاعل الفوري عبر الفصول الافتراضية.
تواصل معنا في زامن من أجل إنشاء منصة تعليمية في ثوان معدودة وبثلاث خطوات بسطية.
4. التطبيقات التعليمية
التطبقيات التعليمية عبر الهواتف أصبحت جزءًا أساسيا من تقنيات التعليم الحديثة، وتتميز التطبيقات عن المواقع بزيادة مستوى التنظيم الذي ييسر على الطالب – خصوصا المبتدئ – أن يتقدم في المنهج بسهولة، مع توفير التقييمات والاختبارات بعد كل درس وكل مستوى يجتازه الطالب. وميزة التطبيقات أن الطالب يمكنه استخدامها في أي وقت حتى أثناء تنقله في المواصلات، لأنه يستطيع استخدام الهاتف في أي وقت ومكان على خلاف الحاسوب.
5. الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR)
تقنيات مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) هي تقنيات ثورية سوف تؤثر على تجربتنا في جوانب مختلفة منها الجانب التعليمي، لكنها ما زالت في بدايتها في ساحة التعليم ولم تحقق الانتشار الواسع إلى الآن، لكنها تتطور أكثر فأكثر ويزداد الإقبال عليها. وباستخدام مثل تلك التقنيات يستطيع الطلاب حضور الفصول الدراسية في فضاء افتراضي، أو زيارة صروح تاريخية أو استشكاف الغابات أو الفضاء، بحيث تتوفر لهم بيئات افتراضية يمكنهم فيها معايشة التجربة التعليمية بدلًا من أسلوب التلقين المعتاد.
ما دواعي استخدام تقنيات التعليم الحديثة؟
توجد العديد من دواعي وأسباب استخدام تقنيات التعليم الحديث والتي تكمن في مواكبة التيغرات الحديثة في الواقع الحالي ومواكبة احتياجات المتعلم الرقمية وطبيعة معيشته. حيث يشهد العالم ثورة من التقدم العلمي تلقي بظلالها على كافة الجوانب والمناحي، وقد طالت تلك الثورة جانب التعليم بطبيعة الحال، فتغيرت تقنيات التعليم المستخدمة مع تقدم الوسائل التكنولوجية ووسائل الاتصالات وطفرة الذكاء الاصطناعي، ومن ثم قامت العديد من المؤسسات التعليمية بإحلال تقنيات التعليم الحديثة محل الأساليب التقليدية القديمة.
وفيما يلي نذكر بعض دواعي استخدام تقنيات التعليم الحديثة للارتقاء بالتجربة التعليمية وتعزيز مخرجات التعلم:
- مواكبة الانفجار المعرفي والتقدم العلمي الهائل.
- زيادة إمكانية الوصول إلى الموارد التعليمية.
- التسلح بأساليب تفاعلية ومشوقة، مما يحفز الطلاب للمشاركة والاستمتاع بالتعلم.
- إعداد الطلاب لبيئات العمل الحديثة.
- تمكين الطلاب من التعلم الذاتي.
- تمكين المعلمين من تحقيق أهداف التعلم.
- توفير إمكانية تصميم بيئة تعلم تراعي احتياجات كل طالب ومستوى فهمه وأنماط تعلمه.
- تنويع أساليب التدريس بما يثري التجربة التعليمية.
ما مجالات توظيف التقنيات الحديثة في التعليم العام؟
نقترح بعض مجالات توظيف تلك التقنيات بما يخدم تطوير العملية التعليمية في المدارس والجامعات:
1- التحول الرقمي للمنظومة التعليمية
يجب على الدولة تسخير مواردها لتنفيذ التحول الرقمي للمنظومة التعليمية، وذلك يتوفير الوصول الإلكتروني إلى محتوى المناهج والكتب، وإنشاء المواقع اللازمة لتسيير العملية التعليمية بسلاسة عبر الإنترنت، ومن ذلك أن تحتوي تلك المواقع على دروس شرح ومصادر تعلم وتقييمات واختبارات.
2- توفير الأجهزة الإلكترونية في المدارس والجامعات
ينبغي للدولة تقديم الدعم المالي المناسب لتوفير الأجهزة الإلكترونية، وأن يكون ذلك توجها رسميًا، حيث تكون المعدات الإلكترونية اللازمة لتسيير العملية التعليمية معممة على جميع المدارس والجامعات. على سبيل المثال يجب تعميم الشاشات الرقمية والسبورات الذكية والحواسيب في جميع الفصول الدراسية.
3- توفير الأجهزة الإلكترونية للمعلمين والطلاب
يجدر بالدولة توفير الأجهزة الإلكترونية للمعلمين والطلاب، وذلك لضمان وصول جميع المشاركين في النظام التعليمي إلى الخدمات الإلكترونية، فبعض المعلمين والطلاب قد يتعذر عليهم شراء تلك الأجهزة، ومن ثم تكون خطوة التحول الرقمي قاصرة وغير مجدية. وفي هذا السياق أيضًا يجب تدريب المعلمين والطلاب على استخدام تلك الأجهزة والتقنيات الحديثة بمنهجية منتظمة.
4- إنشاء مختبرات متطورة
بعض التخصصات العلمية تتطلب مشاركة عملية في مختبرات ومعامل متطورة، ولذا يجب إنشاء معامل ومختبرات متطورة مزودة بأحدث التقنيات، وذلك ليعايش الطالب التجربة عمليًا بما يُكسبه مهارات لن يكتسبها إلى بالتجربة الفعلية.
أبرز 6 تقنيات تعليم في 2023
يندهش المرء حين ينظر إلى أبرز تقنيات التعليم في 2023، إذ يلاحظ الوثبة الكبيرة في تطور تقنيات التعليم خلال سنوات معدودة. تقتنص الجهات التعليمية كل فرصة سانحة لإدخال أحدث التقنيات إلى المنظومة التعليمية ودمجها في أساليب التدريس. وليس من المستغرب إذن أن مجال تكنولوجيا التعليم يُتوقع أن تصل قيمته إلى 605.8 مليار دولار بحلول عام 2027. وإليك أبرز 6 تقنيات تعليم في عام 2023:
1. التعلم القائم على اللعب (Gamification)
يتزايد رواج التعلم القائم على اللعب منذ سنوات، ومن المتوقع أن يتواصل رواجه وتناميه في عام 2023 وما بعده. والمقصود به دمج اللعب والألعاب في تجربة التعلم لجعلها أكثر جاذبية وتفاعلية، ويشمل ذلك استخدام تقنية الواقع الافتراضي والألعاب المصممة للهواتف من أجل تعزيز انخراط الطلاب في تجربة التعلم واستمتاعهم بها.
2. استخدام البيانات لتخصيص عملية التعلم
المقصود باستخدام البيانات لتخصيص عملية التعلم هو جمع المعلومات حول اهتمامات الطالب وطبيعة قدراته وأنماط التعلم التي يتجاوب معها، ثم تحليل تلك البيانات واستخدامها لتصميم تجربة تعليمية تناسب الطالب بالضبط، حيث يضع المعلم منهجًا يستهدف معالجة أوجه قصور كل طالب وتعزيز نقاط قوته من أجل تحقيق أقصى استفادة ممكنة في أسرع وقت ممكن.
3. الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR)
يزداد الاعتماد على تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في عملية التعلم، وهي تقنيات ثورية تتيح للطالب الانغماس في تجربة تفاعلية غامرة تجعل التعلم ممتعًا. على سبيل المثال، تُمكِّن تلك التقنيات الطلاب استكشاف جسم الإنسان من الخارج والداخل، ومعايشة حدث تاريخي أو بيئة تاريخية ثلاثية الأبعاد والانطلاق في رحلات ميدانية افتراضية من دون مغادرة مكانهم.
4. التعلم عن بُعد
ما يزال التعلم عن بُعد مهيمنًا على المشهد منذ ظهوره في مجال التعليم، وما يزال يحقق نموًا في عام 2023، فالإقبال يتزايد على الالتحاق بالدورات التدريبية عبر الإنترنت، وحضور الفصول الدراسية الافتراضية، والاستفادة من المنصات التعليمية التي توفر التفاعل بين المعلم والطالب عبر الإنترنت. ولعل ذلك بسبب سهولة الوصول إلى تلك الخدمات من أي حاسوب أو هاتف، مما يوفر الوقت والجهد.
5. تقسيم المنهج لدروس قصيرة جدًا
تقسيم المنهج لدروس قصيرة جدًا أصبح أسلوبًا شائعًا في التعلم الإلكتروني خلال السنوات الأخيرة، عادة ما تأتي الدروس في فيديوهات لا تزيد مدتها عن 10 دقائق، حيث يسهل على الطالب استيعابها من دون شرود أو ملل. وهو أداة فعالة جدًا وحققت رواجًا كبيرًا لأن الطلاب يتجاوبون معها أثناء تصفحهم الهاتف، بحيث لا يشعرون بعبء اقتطاع وقت كبير مخصص للدراسة فقط.
6. التعليم المعتمد على الذكاء الاصطناعي (AI)
الذكاء الاصطناعي هو حديث الساعة، وليس من المستغرب أن يشهد التعليم المعتمد على الذكاء الاصطناعي طفرة في عام 2023. حين نتكلم عن التعليم المعتمد على الذكاء الاصطناعي فنحن نقصد مسارًا تعليميًا عبر الإنترنت مصمم ليناسب احتياجات الطالب بالضبط، حيث يساعد الطالب على استيعاب المفاهيم فهمًا أفضل وإحراز التقدم بالسرعة التي يجدونها مناسبة لهم. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في نظام إدارة التعلم.
مصطلحات من أهم مصطلحات تقنيات التعليم
من المهم أن تكون مصطلحات تقنيات التعليم مألوفة عند المعلم والمتعلم في دولنا العربية، ولعلك تصادف بعض المصطلحات المتعلقة بتقنيات التعليم وأنت لا تعرف مدلولاتها. سنستعرض فيما يلي مجموعة من أكثر مصطلحات تقنيات التعليم شيوعًا، وسوف نذكرها بالعربية والإنجليزية ليكون القارئ على دراية بالأصل إذا أراد الاستفاضة في البحث، ثم سنوضح المقصود بها:
1. بيئة التعلم (Learning Environment)
بيئة التعلم المقصود بها مختلف المساحات التي تتم فيها العمليات التعليمية وتتفاعل فيها عناصر عملية التعليم، فلا ينحصر المصطلح على الفصول الدراسية والملاعب والساحات الموجودة في المدارس أو المعاهد أو الجامعات، بل تتعدى دلالها إلى العلاقات وطبيعة التفاعلات بين الإدارة والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور.
2. أدوات التعليم الإلكتروني (E-learning Tools)
أدوات التعليم الإلكتروني هي أدوات وبرامج تطبيقية تستخدم في التعليم الالكتروني ويتم التواصل من خلالها بين المعلم والمتعلم وتعتمد على الأجهزة الإلكترونية والإنترنت، وتعمل بطريقة منظمة وبشكل تكاملي ومتفاعل كوحدة تمكن المتعلم من التحكم فيها.
3. الفصول الافتراضية (Virtual Classroom)
الفصول الافتراضية أو الفصول الإلكترونية هي تجمعات تنعقد عبر الإنترنت يشارك فيه القائمون على عملية التعلم ويشارك فيها الطلاب أو المتدربون الذين يتلقون المعلومات. وعادة ما يكون الحضور من خلال الفيديو، وذلك عبر منصات أو مواقع تعليمية تتيح تلك الخاصية أو تطبيقات معينة. وعليك اختيار أفضل موقع لإنشاء الفصول الافتراضية لكي تحظى بأفضل تجربة تعليمية ممكنة.
تواصل معنا في زامن وتعرف على أسعار واشتراكات إنشاء الفصول الافتراضية والمنصات التعليمية.
4. نظام إدارة التعلم (Learning Management System LMS)
يمكن تعريف نظام إدارة التعلم بأنه نظام إلكتروني متكامل يستهدف التخطيط للعملية التعليمية الإلكترونية وتنفيذها وتقييمها، فهو يخدم نظام التعليم عن بعد عن طريق تسهيل عملية التفاعل بين الطالب والمعلم وولي الأمر ويربط أركان العملية التعليمية ببعضها، ويشمل هذا التحكم بالدخول إلى الموقع أو المنصة، وتقديم محتوى التعلم، وأدوات الاتصال، وتنظيم مجموعات المستخدمين.
5. التعليم المزدوج (Blended Learning)
التعليم المدمج هو إطار تعليمي يتم فيه الجمع بين التعليم التقليدي الذي يرتكز على الحضور على أرض الواقع لاكتساب المعلومات والمهارات، وبين الفصول الإفتراضية عبر الإنترنت تحت مظلة التعليم الإلكتروني.
6. التعليم الإلكتروني المتزامن (Synchronous E-Learning)
التعليم الإلكتروني المتزامن هو نوع من التعليم المباشر يتطلب وجود المتعلم أو المتدرب أمام الحاسوب أو الهاتف في الوقت ذاته الذي يوجد فيه المعلم أو المدرب، بحيث يتم التواصل عن طريق أدوات الانترنت لإجراء النقاش والحوار والمحادثة بين المشاركين جميعًا بصورة فورية مباشرة، أو لحضور الفصول الافتراضية.
7. المحتوي الإلكتروني (E-Content / Electronic Content)
يُقصد بالمحتوى الإلكتروني المعلومات التي يتم نقلها للطلاب في صيغ قابلة للعرض على الأجهزة الإلكترونية. ومن أشكال المحتوى الإلكتروني النصوص والصوتيات والفيديوهات.
8. مووك MOOC
مووك MOOC هو اختصار للعبارة الإنجليزية (Massive Open Online Courses)، أي المقررات الدراسية المتاحة عبر الإنترنت على نطاق واسع، أو المساقات الجماعية الإلكترونية مفتوحة المصدر. وهي وسيلة تتيح للطلاب من جميع أنحاء العالم الوصول إلى محتوى دراسي قيّم مقدم من أفضل الجامعات العالمية مجانًا.
9. التعليم القائم على اللعب (Gamification)
التعليم القائم على اللعب هو مصطلح جديد نسبيًا مشتق من الكلمة الإنجليزية Game أي اللعب أو اللعبة، والمقصود به دمج اللعب والألعاب في تجربة التعلم بحيث يستمتع الطلاب بالتجربة ويزداد انخراطهم فيها وانتفاعهم منها دون ملل أو رتابة.
10. التعليم المخصص (Personalized Learning)
التعليم المخصص هو مصطلح يشير تصميم مساق تعليمي أو تجربة تعليمية تراعي الفروق الفردية بين الطلاب، فتأخذ بعين الاعتبار قدرات الطالب وأنماط التعلم المناسبة له والمحتوى الذي يمكن أن يستوعبه، وتستغل ذلك في تعزيز نقاط قوته ومعالجة نقاط ضعفه.
ما دور وسائل تكنولوجيا التعليم في تعزيز التجربة التعليمية؟
دور وسائل تكنولوجيا التعليم مهم للغاية ومحوريّ جدًا في المنظومة التعليمية بأكملها، لكن في مجتماعتنا العربية لا نلاحظ أهمية ذلك الدور لأننا نكتفي بالأساليب التقليدية في العملية التعليمية، لكننا سنبرز هنا بعض النقاط التي توضح أهمية دور وسائل تكنولوجيا التعليم في تعزيز عملية التعليم:
1. إثراء التجربة التعليمية
إثراء التجربة التعليمية بإدخال وسائل تكنولوجيا التعليم يحقق نتائج مبهرة، فمن شأن استخدام وسائل تكنولوجيا التعليم أن يزيد تمكين المعلم ويرسخ فهم المتعلم ويسهل تشكيل المفاهيم في ذهنه واستيعابها بوضوح.
2. توفير الوقت والجهد
توفير الوقت والجهد هو من الثمار المهمة التي تتحقق جراء استخدام وسائل تكنولوجيا التعليم. فتلك الوسائل الحديثة توفر الكثير من الوقت والجهد، ويظهر ذلك مثلا في تجارب التعلم عن بعد وفي اختصار الوقت الذي تستغرقه الدروس باستخدام الوسائل التقليدية في الشرح.
3. إشراك جميع الحواس
من المهم إشراك جميع الحواس في العملية التعليمية عن طريق استخدام وسائل تكنولوجيا التعليم المتنوعة، فذلك يؤدي إلى ترسيخ الفهم وتعميق انخراط الطالب في التعلم، مما يزيد من الثمار المرجو تحقيقها في المساق التعليمي.
4. تحاشي الالتباس
يساعد استخدام وسائل تكنولوجيا التعليم على تحاشي الالتباس الذي قد يحدث أثناء الشرح. على سبيل المثال: ربما يقول المعلم لفظًا له دلالة مختلفة في ذهن الطالب، لكن إذا رأى الطالب صورة توضح المقصود باللفظ الذي سمعه أذنيه فسيزول الالتباس ويفهم الطالب ما يقصده المعلم بوضوح.
5. معالجة الفروق الفردية
يمكن معالجة الفروق الفردية بين الطلاب عن طريق استخدام وسائل تكنولوجيا التعليم المتنوعة، بحيث يراعي المعلم الوسيلة الأمثل لهذا الطالب بما يتسق مع طبيعة شخصيته وقدراته ومستوى استيعابه ونمط تعلمه وغيرها من المتغيرات.
ما الفرق بين تكنولوجيا التعليم والوسائل التعليمية؟
يشتبك مصطلحيّ تكنولوجيا التعليم والوسائل التعليمية في مساحات كثيرة، حتى أن الكثيرين – خاصة في دولنا العربية – لا يستطيعون التفريق بينهما نتيجة تداخل الترجمات للمصطلحات الرئيسية المستخدمة بالإنجليزية في هذا السياق. وسوف نستعرض هنا الفرق الرئيسي بين تكنولوجيا التعليم والوسائل التعليمية.
تكنولوجيا التعليم
يرتبط مصطلح تكنولوجيا التعليم في أذهان الكثيرين بالمستحدثات الآلية والإلكترونية، لكن في الجانب التربوي التعليمي يكون له دلالات مختلفة بعض الشيء، فالمقصود بمصطلح تكنولوجيا التعليم بحسب التعريف الذي اعتمدته الجمعية الأمريكية للاتصالات التربوية والتكنولوجيا (AECT):
“تكنولوجيا التعليم كلمة مركبة تشمل عدة عناصر هي: الإنسان والآلات والتجهيزات المختلفة والأفكار والآراء، واساليب العمل وطرائق الإدارة لتحليل المشكلات وابتكار وتنفيذ وتقويم وإدارة الحلول لتلك المشكلات التي تدخل في جميع جوانب التعليم الإنساني”.
الوسائل التعليمية
أما الوسائل التعليمية فهي الوسائط والمواد الي تُستخدم لتعزيز جودة عملية التعليم، فهي تشمل كل ما يستعين به المعلم من كتب وصور وشرائح وأدوات تساعده في توصيل المعلومة إلى الطالب.
والوسائل التعليمية الحديثة تتضمن الأجهزة والأدوات الإلكترونية التي يستعان بها لزيادة جدوى التجربة التعليمية والارتقاء بأساليب التدريس ليصبح التعليم مشوقًا وممتعًا وأكثر إفادة.
وفي ضوء ما ذكرناه يتضح لنا أن ميدان تكنولوجيا التعليم أوسع وأشمل من ميدان الوسائل التعليمية، أي أن هناك ترابط بينهما لكن لا يوجد تطابق، فالوسائل التعليمية جزء وفرع من تكنولوجيا التعليم وتندرج تحت مظلته الأعم.
تعرف على خدمات زامن للمؤسسات التعليمية ومقدمين الخدمات التعليمية:
تقدم زامن خدمات تقنيات التعليم للمؤسسات التعليمية مثل الجامعات والمدارس والشركات العالمية في المملكة العربية السعودية. وتتوافق المنتجات الرقمية التي تقدمها زامن مع معايير المركز الوطني للتعليم الإلكتروني تواصل معنا الآن وتخلص من جميع المعوقات والتحديات التي تقد تواجهها مع تقنيات التعليم.
زامن منصة عربية رائدة تقدم العديد من الخدمات المتعلقة بتصميم المواقع التعليمية، وتتميز خدماتها بأنها متنوعة ومتوافقة مع المعايير المركز الوطني للتعلم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية. سوف تستفيد بخمس مميزات أساسية عند إنشاء منصتك التعليمية مع زامن.