تكنولوجيا التعليم في السعودية: يشهد العالم من حولنا مظاهر متعددة من التقدم التكنولوجي السريع في مختلف مجالات الحياة ومن ضمنهم بالطبع المجال التعليمي، حيث أصبحت تكنولوجيا التعليم تلعب دورًا مؤثرًا في تحسين وتطوير المنظومة التعليمية بشكل عام؛ لذلك تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بهذا الأمر، وفي هذا المقال نوضح كل ما يتعلق بمجال تكنولوجيا التعليم في السعودية وتأثيره على مختلف أطراف العملية التعليمية.

كيف استفاد التعليم السعودي من التطور التكنولوجي؟

لقد استفادت المملكة العربية السعودية من استخدام مختلف أدوات وتقنيات التكنولوجيا المتاحة في عملية التعليم، مما أدى إلى إحداث تحول كبير في عمليات التدريس والتعلم بشكل عام، بطريقة تعزز التفاعل بين المعلم وطلابه وفهم المحتوى التعليمي بشكل عميق؛ مما جعل السعودية في مصاف الدول التي أظهرت تقدمًا ملحوظًا في التعليم الرقمي بين مختلف دول العالم. 

ويتيح التوجه العام نحو تطوير تكنولوجيا التعليم في السعودية إمكانية خلق فرص جديدة للتعليم بشكل أفضل للطلاب في مختلف أنحاء المملكة؛ مما يساهم في تخريج جيل مستعد لمواكبة متطلبات المستقبل بشكل أكبر.

ويظهر اهتمام الحكومة السعودية في التعليم عن بعد في السعودية باستخدام التقنيات الحديثة في عملية التعلم بشكل عام، ومن أهم مظاهر تنمية وتطوير عملية تكنولوجيا التعليم في السعودية نذكر ما يلي:

1. إنشاء وحدة التحول الرقمي في وزارة التعليم

بدأ اهتمام المملكة العربية السعودية بالتعليم الرقمي منذ زمن بعيد، لكن من أبرز الخطوات في تحقيق هذا الهدف هو إصدار وزارة التعليم بالمملكة قرار بإنشاء وحدة التحول الرقمي لدعم التوجهات التي تلبي أهداف رؤية المملكة 2030.

وتولت الوحدة مسؤولية إعداد خطة شاملة لإتمام عملية التحول الرقمي وإطلاق المشاريع والبرامج التي تساهم في تحقيق هذا الهدف والتنسيق مع المؤسسات المحلية والدولية في هذا الشأن وغيرها من الأمور التي تجعل عملية تطوير تكنولوجيا التعليم في السعودية تتم بشكل منظم وليس عشوائيًا.

2. الأكثر إنفاقًا على التعليم في العالم

يظهر حرص الحكومة السعودية على جعل العملية التعليمية أفضل في العديد من الأمور من بينها الرغبة المستمرة في تطوير طرق التدريس بكل السبل الممكنة ومن بينها بالطبع استخدام وسائل وتقنيات تكنولوجية حديثة تجعل التدريس أكثر يسرًا وبجودة أفضل.

وينعكس ذلك على ميزانية التعليم التي تحددها المملكة بشكل سنوي، حيث أشار تقرير مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD إلى أن المملكة حصدت المركز الأول عالميًا في عام 2019 في إجمالي الإنفاق على المجال التعليمي.

3. تصحيح الاختبارات آليًا

في نطاق سعي وزارة التعليم إلى التحول الرقمي فيالتعليم في خدماتها، أدخلت نظام التصحيح الآلي للاختبارات في المدارس وفقًا لضوابط محددة، وبشرط الحصول على الموافقة من إدارات الاختبارات والقبول في إدارات التعليم المختلفة وبحسب إمكانيات كل مدرسة.

4. تأسيس جامعة SEU

في عام 2011، أصدر العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز مرسومًا بإنشاء الجامعة السعودية الإلكترونية لتصبح واحدة من أبرز خطوات استغلال المملكة لتقنيات تكنولوجيا التعليم بشكل أكبر، حيث تعمل الجامعة بنظام التعليم المدمج الذي يجمع بين حضور المحاضرات بشكل فعلي على أرض الواقع وحضور المحاضرات عن بعد عبر الوسائل التكنولوجية المختلفة.

وتمنح الجامعة شهادات البكالوريوس والدراسات العليا بالإضافة إلى تقديم مجموعة من الدورات في التعلم المستمر والتعلم مدى الحياة، كما تضم الجامعة -في الوقت الحالي- 4 كليات في مجالات متنوعة وهم:

  • كلية العلوم الإدارية والمالية.
  • كلية الحوسبة والمعلوماتية.
  • كلية العلوم الصحية.
  • كلية العلوم والدراسات النظرية.

5. نظام فارس

كما تسعى الحكومة السعودية إلى جعل عمل المعلمين والإداريين في المدارس أكثر سهولة وتنظيمًا من خلال استغلال التطور التكنولوجي، حيث أطلقت نظام فارس والذي يُعرف على أنه نظام إدارة الموارد الإدارية والمالية (‏Financial & Administration Resources Information System‏).

ويقدم هذا النظام خدماته لجميع منتسبي النظام التعليمي في المملكة مثل المعلمين أو الإداريين أو العاملين بالمؤسسات التعليمية وغيرهم، وتلبية متطلباتهم الوظيفية في مجال إدارة الموارد الإدارية والمالية، حيث يقدم نظام فارس مجموعة من الخدمات بشكل إلكتروني، ويسمح للمستفيدين منه الحصول على الموافقات اللازمة بشكل آلي دون الحاجة للعودة إلى الإدارة؛ مما يوفر مزيدًا من الوقت والجهد ويساهم في زيادة إنتاجية العاملين في المجال التعليمي من خلال تحويل المعاملات الروتينية إلى معاملات إلكترونية سريعة.

6. نظام نور

أحد أهم مظاهر تكنولوجيا التعليم في السعودية هو إطلاق نظام نور والمتخصص في إدارة عملية إدخال وتجميع بيانات الطلبة ونتائج الاختبارات وغيرها، حيث بدأ هذا النظام في عمله على مستوى اختبارات الثانوية العامة فقط ثم بعد نجاحه تم تعميمه على مختلف مراحل الدراسة في المملكة.

ويعمل نظام نور في المملكة على 3 مستويات وهم: الوزارة وإدارة التعلم والمدرسة، حيث يشمل جميع عمليات الإدارة التعليمية والإجراءات الإدارية المختلفة مثل: الاختبارات والحضور والغياب والإرشاد الطلابي ونظام التدريب والمختبرات والصحة المدرسية وغيرها.

حيث يركز النظام على جمع وتحليل ومتابعة كافة البيانات المتعلقة بالمدرسة والمؤثرة بشكل أو بآخر على مسيرة الطلاب التعليمية؛ بهدف حوكمة الإجراءات الإدارية والاعتمادات.

7. نظام مدرستي

مع اجتياح فيروس كورونا (كوفيد 19) كانت المملكة من أفضل دول العالم التي تعاملت مع هذا الأمر على المستوى التعليمي، حيث حاولت استغلال مظاهر تكنولوجيا التعليم المتنوعة والحديثة في عدم ابتعاد الطلاب عن الدراسة بشكل كامل، ومن أبرز مظاهر ذلك إطلاق منصة مدرستي للتعليم عن بعد.

وتقدم هذه المنصة مجموعة من خدمات التعليم الإلكتروني للطلاب بمختلف المراحل الدراسية، حيث تم تصميم المنصة بطريقة تحاكي الدراسة على أرض الواقع بشكل كامل، بالإضافة إلى توفير فرص لزيادة التفاعل بين الطلاب وبعضهم البعض وبينهم وبين المعلمين؛ مما ساهم في تسهيل عملية الشرح واستيعاب المعلومات بشكل كبير، ويدفع التعليم في السعودية نحو مزيد من الرقمنة للوصول إلى أهداف رؤية المملكة 2030.

8. منصة روضتي

أطلقت المملكة منصة روضتي الموجهة لمرحلة رياض الأطفال بهدف تقديم محتوى تعليمي للأطفال قبل المرحلة الابتدائية وبشكل رقمي لتدعيم قدرتهم على التعليم الذاتي من خلال أنشطة تفاعلية تجذبهم إلى العملية التعليمية.

9. تطبيق سفير الطلبة

ويركز على تقديم الخدمات إلى الطلاب في الخارج بطريقة أسهل وأسرع، حيث يوفر لهم إمكانية متابعة حالة الطلبات التي قدموها على البوابة الإلكترونية والبحث في قائمة الجامعات الموصى بها وتعديل بيانات الاتصال في المملكة أو بلد الدراسة وغيرها من الخدمات التي يحتاجها السعوديون الذين يدرسون في دول أخرى.

10. تطبيق حقيبة عين

وهو أحد مظاهر الاهتمام بمجال تكنولوجيا التعليم في السعودية حيث توفر الوزارة من خلاله كتب المقررات الدراسية الخاصة بمختلف المراحل الدراسية في المملكة بالإضافة إلى محتوى رقمي جذاب للطلاب يساعدهم على فهم دروسهم بشكل أكبر واستيعاب المعلومات بطريقة أسهل ويجعل عملية التعليم ممتعة فينجذب إليها الطلاب.

التوجهات الحديثة المتعلقة بمجال تكنولوجيا التعليم في السعودية

تسعى وزارة التعليم في المملكة إلى تعميق الاستفادة من تكنولوجيا التعليم في السعودية من خلال تبنيها عدد من المبادرات والاستراتيجيات التي تساهم في تنفيذ أهداف رؤية المملكة 2030.

وتحقيقًا لتلك الاستراتيجيات قدمت الوزارة مبادرة (التحول نحو التعليم الرقمي لدعم تقدم الطالب والمعلم)، وذلك لتحقيق أقصى استفادة من التقنية في المجال التعليمي لإيصال المعلومات في أسرع وقت وبأقل جهد ممكن، كما ساهم زيادة الاعتماد على التكنولوجيا في التعليم على وجود حلول تعليم رقمية اقتصادية، والتي تتطور يومًا تلو الآخر وتقضي على المعوقات لجعل التعليم أفضل.

ومن ضمن استراتيجيات الوزارة لتعميق الاستفادة من تكنولوجيا التعليم هو دمج تقنية التعليم الرقمي المصغر Micro-Learning في نظام إدارة التعلم الإلكتروني، بالإضافة إلى زيادة الاعتماد على أسلوب التعلم الرقمي الذي يتمحور حول الفرد Online Personalized Learning، بجانب استخدام أسلوب التعلم التلعيبي Gamification لجعل البيئة التعليمية في المدارس داعمة ومحفزة للإبداع والابتكار، وذلك بهدف زيادة تركيز العملية التعليمية في المملكة على تنمية قدرات المتعلمين لمواجهة المشكلات والتحديات الحياتية.

منصة زامن تساعدك في الاستفادة من تكنولوجيا التعليم

إذا كنت تسعى إلى مواكبة رؤية السعودية نحو تعميق الاستفادة من تكنولوجيا التعليم وتعزيز فوائده، وتبحث عن كيفية دمج التقنية في عملية التدريس فإن منصة زامن هي شريكك الأمثل لتحقيق هذا الهدف.

حيث نوفر لك في منصة زامن إمكانية إطلاق منصتك الخاصة والاستفادة من مميزات متعددة، وأهمها: تنظيم محتواك التعليمي وتوجيهه بما يناسب كل طالب بالإضافة إلى عملية المتابعة والتقييم الشامل والدوري للطلاب مع إصدار شهادات إلكترونية وغيرها من المميزات التي تسهل عليك عملك وبجودة عالية.

كل ما عليك أن تتواصل معنا الآن، لتحقق أهدافك ولتواكب آخر مستجدات تكنولوجيا التعليم في السعودية.