أهمية مستحدثات تكنولوجيا التعليم وأبرز خصائصها ومبررات استخدامها في التدريس 2024
لا تتوقف التكنولوجيا عن التطور المستمر في مختلف مجالات الحياة، ومن بينها بالطبع المجال التعليمي، حيث تظهر كل يوم العديد من التقنيات والوسائل التي تستهدف جعل التعليم أسهل وأكثر كفاءة، وفي هذا المقال نتناول كل ما يتعلق بموضوع مستحدثات تكنولوجيا التعليم وأهميتها وأبرز الأسباب التي أدت إلى ظهورها. مفهوم مستحدثات تكنولوجيا التعليم يُقصد بمصطلح مستحدثات تكنولوجيا التعليم الإشارة إلى مختلف النظم والأساليب التكنولوجية التي استغلتها تكنولوجيا التعليم في تطوير العملية التعليمية؛ لتتمكن من تحقيق أهدافها بدقة وكفاءة عالية، وتحسين التفاعل بين الطلاب والمعلمين أثناء الشرح، والمساهمة في فهم المعلومات بشكل أفضل؛ مما يصب في النهاية في مصلحة العملية التعليمية برمتها. كما تشير مستحدثات تكنولوجيا التعليم إلى التمكن من استخدام جميع إمكانيات الأدوات والتقنيات التكنولوجية الحديثة في خدمة العملية التعليمية من خلال الاستعانة بتلك التقنيات كمساعد في عملية الشرح والتدريس في مختلف المواد سواء كانت نظرية أو عملية، وذلك من خلال الاستفادة بما تقدمه من إمكانية التمرين والممارسة والمحاكاة بشكل فعال يخدم أهداف التعليم. وتشمل مستحدثات تكنولوجيا التعليم العديد من النظم والتقنيات المبتكرة مثل: التعليم الإلكتروني، والتعليم المتنقل، والتعليم المفرد، والتعليم الافتراضي، ومقاطع الفيديو التفاعلية، واستخدام الوسائط المتعددة التفاعلية، والكتب الإلكترونية وغيرها من الوسائل التي تظهر كل يوم، وتقدم مميزات جديدة تجعل التدريس أكثر سهولة ويسر. أهمية مستحدثات تكنولوجيا التعليم هناك العديد من الفوائد التي تترتب على استخدام المستحدثات التكنولوجية في عملية التعليم، ويتمثل أبرزها فيما يلي: تطوير التعليم تساعد الأدوات والتقنيات التكنولوجية الحديثة في النهوض بالعملية التعليمية وزيادة كفاءتها والارتقاء بجودتها من خلال تيسير عملية الشرح واستخدام العديد من الوسائط المتعددة التي تجعل عملية استيعاب الطلاب للمعلومات أسهل. تنمية مهارات الطلاب يترتب على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في التعليم تنمية مهارات وقدرات الطلاب، وتعليمهم كيفية الاعتماد على الذات في البحث عن المعلومات والتواصل مع الآخرين والاستفادة من خبراتهم. توفير بيئات تعليمية تحاكي الواقع تساهم مستحدثات تكنولوجيا التعليم في توفير فصول دراسية افتراضية تحاكي الفصول الدراسية الموجودة على أرض الواقع بشكل يحافظ على التفاعل بين مختلف أطراف التعليم، ويوفر بيئة تعليمية تشجع على اكتساب المعلومات وممارسة أنشطة وتدريبات عملية تيسر من عملية شرح المواد العلمية. الحد من مشكلات السلوك تساهم مستحدثات تكنولوجيا التعليم في الحد من المشكلات السلوكية التي تشهدها الفصول الدراسية بين الطلاب من خلال توفير التعليم عن بعد بشكل فعال يغني عن الحاجة للوجود في المدارس وزيادة الاحتكاك بين الطلاب بخاصة في سن المراهقة بما يشهده من اندفاع سلوكي عند الشباب. جعل العملية التعليمية منظمة تساهم مستحدثات التكنولوجيا في جعل العملية التعليمية أكثر تنظيمًا، حيث يمكن تجميع كل الملفات الخاصة بالمادة العلمية سواء مسموعة أو مقروءة أو مرئية في مكان واحد مثل مواقع التخزين السحابي ومن أشهرها Google Drive. كما يمكن للمتعلم أن يحدد المواعيد المناسبة لتعلمه والاحتفاظ بجدوله اليومي في العديد من الوسائل المتخصصة في ذلك، إلى جانب إتاحة الفرصة لتنظيم الاختبارات عن بعد في أوقات محددة وتصحيحها إلكترونيًا والإعلان عن النتائج بشكل منظم؛ مما يساعد في النهاية على زيادة فاعلية التعليم وتعزيز فرص الاستفادة منه على الوجه الأمثل. خصائص مستحدثات تكنولوجيا التعليم هناك العديد من الخصائص التي تتميز بها مختلف مستحدثات تكنولوجيا التعليم، ونذكر منها ما يلي: التفاعلية واحدة من أبرز خصائص مستحدثات تكنولوجيا التعليم هو أنها تزيد من عملية التفاعل خلال مختلف مراحل التعلم، حيث يمكن للطالب التنقل بين محتويات البرنامج والتفاعل بشكل أكبر مع المعلم أو تبادل الأفكار والاستفسارات؛ مما يجعله يستوعب المعلومات بشكل أكبر. كما يظهر التفاعل من خلال إتاحة الفرصة للعمل على مشروعات جماعية مع أشخاص آخرين ليسوا من خارج مدرسته فحسب، بل يمكن أن يكونوا من بلد أخرى؛ مما يؤدي إلى اكتساب الطالب العديد من المهارات والخبرات والتعرف على ثقافات أكثر في وقت مبكر ودون الاضطرار إلى مغادرة وطنه. توفير الوقت والجهد تتميز التقنيات التكنولوجية المستخدمة في التعليم في أنها تساهم بشكل واضح في توفير الوقت والجهد الذي يستغرقه الطالب في التعلم، حيث يمكن لمقاطع الفيديو والصور التوضيحية التي يتم بثها من خلال التقنيات التكنولوجية على سبيل المثال أن تساعد على تبسيط المعلومات التي كان الطلاب يستغرقون أوقات طويلة في فهمها في الوقت السابق. تخصيص عملية التعلم توفر مستحدثات تكنولوجيا التعليم فرصة للطالب بأن يجعل التعليم مخصص له بحسب قدراته وإمكانياته الشخصية، حيث بإمكانه أن يختار المحتوى المناسب له ليدرسه في الوقت والمكان الذي يناسبه، وأن يكرر المحتوى أكثر من مرة ليفهمه بشكل أفضل؛ مما يجعل العملية التعليمية أفضل وتساعد في التغلب على مشكلة الفروق الفردية بين الطلاب وتأثيرها على القدرة في استيعاب المعلومات. الاتقان تهدف مستحدثات تكنولوجيا التعليم إلى الارتقاء بجودة وكفاءة العملية التعليمية بأكملها، وذلك من خلال تصميم وإنتاج المواد التعليمية بكفاءة وتفاعلية أكبر تساعد الطالب على فهم المعلومات بشكل أفضل واتقان التخصص الذي يدرسه. الانفتاح على العالم تساهم العديد من التقنيات التكنولوجية في إطلاع الطالب على العديد من المصادر العلمية في التخصص الذي يدرسه بمختلف اللغات من خلال الإنترنت، وكذلك يمكنه التواصل مع العديد من المؤسسات العلمية الدولية والحصول على شهادات علمية منها عن بعد، بالإضافة إلى إمكانية التواصل مع أشخاص من مختلف الجنسيات والاستفادة من خبراتهم العلمية والفكرية. التعددية توفر تقنيات التكنولوجية الحديثة العديد من الوسائل والأدوات ومصادر المعلومات المتنوعة والتي تحقق رغبة جميع المتعلمين على اختلاف تطلعاتهم وإمكانياتهم؛ مما يساهم في إيجاد دوافع جديدة تشجع الطالب على مواصلة التعلم. حيث يمكنه الاختيار من بين العديد من الأماكن التي يمكن إكمال تعليمه فيها، واختيار الأسلوب الأنسب له من التعلم، وكذلك تحديد المواعيد التي تناسبه، وشكل المحتوى الذي يساعده على استيعاب المعلومات بشكل أفضل وغيرها من الخيارات التي تساهم في تطوير وإثراء العملية التعليمية من مختلف جوانبها. أسس توظيف مستحدثات التقنية في التعليم هناك مجموعة من الأسس التي يتم الانتباه إليها عند التفكير في كيفية توظيف الوسائل والتقنيات التكنولوجية الحديثة في العملية التعليمية، وتتمثل أبرز تلك الأسس فيما يلي: تحديد المشكلات التعليمية قبل التفكير في كيفية الاستفادة من أحدث وسائل تكنولوجيا التعليم في عملية التدريس، يجب دراسة أبرز المشكلات التي تواجه المعلمين والطلاب خلال مختلف مراحل التعليم، والتي قد تعيقهم عن تنفيذ دورهم بفعالية أو تؤثر على جودة التعليم بشكل عام، وذلك لاكتشاف أفضل الوسائل التي يمكنها حل تلك المشكلات. التدرج في استخدام التكنولوجيا يمكن أن يؤدي التحول السريع والاعتماد بشكل كامل على مستحدثات التكنولوجيا في العملية التعليمية دون تدرج إلى حدوث مشكلات عديدة تؤدي إلى فشل التحول بشكل كامل، لذلك ينبغي أن يتم دمج التكنولوجيا في التعليم بشكل تدريجي ومدروس بحسب أكثر المشكلات أولوية والتي تسعى لحلها بشكل سريع ثم تتجه للمشكلات الأقل من حيث الأولوية وهكذا؛ لتضمن الحصول على أفضل النتائج من هذه العملية وتحقق أهدافك